أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصعب قاسم عزاوي - الميل الطبيعي للسَّلْمِ والسلام














المزيد.....

الميل الطبيعي للسَّلْمِ والسلام


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 7058 - 2021 / 10 / 26 - 14:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هو السبب الذي يدفعك دائماً للدعوة والحض على السلام في عالم نموذج العلاقات الأساسية فيه هو الاحتراب الداخلي في المجتمعات البشرية نفسها وفيما بينها؟

مصعب قاسم عزاوي: إن الميل للسلام هو ميل طبيعي بيولوجي لدى الإنسان وكل الكائنات الحية، وهي البنى الحيوية التي ليس من أهدافها العضوية من وجودها البيولوجي الاحتراب فيما بينها لكونه مكلف من الناحية البيولوجية، إذ قد يؤدي ذلك إلى فناء العضوية نفسها في حال انخراطها في حال حرب مستمرة قد تعيقها عن واجبها الأساسي والأول من وجودها البيولوجي ألا وهو حفظ نوعها ونقل مورثاتها إلى الأجيال اللاحقة.
وبشكل واقعي ملموس لا يستطيع أي ناظر مدقق في صيرورة تاريخ الحضارة البشرية على امتداد تاريخها المكتوب الذي يبدأ من حوالي الألف الثالث قبل الميلاد إلى أي حرب لم تجلب الويل والخراب والمآسي على مجتمعاتها، وخاصة الفئات المستضعفة فيها من الفقراء والمهمشين والمعاقين، ولم يستفد منها فعلياً سوى قلة قليلة من النخب التي تحصد دماء المتقاتلين أرباحاً سياسية أو اقتصادية أو غيرها، دون أن يغنم المتقاتلون شيئاً سوى الوهم بانتصارهم في الكثير من الأحيان على أبناء جلدتهم وعمومتهم، هذا عدا عن الحقيقة الدامغة بأن جميع بني البشر يشتركون بتطابق مورثي فيما بينهم بنسبة 99.5% تعيد كل البشر الراهنين إلى مجموعة بشرية صغيرة لم يتجاوز عدد أعضائها 500 شخصاً من جنس البشر الحاليين هومو سابينس هم الناجون من عسف شروط الحياة في العصر الجليدي الأخير الذي لم ينقض إلا منذ حوالي 12000 سنة وكان سائداً قبلها لحوالي 100000 عام، و هو ما يجعل بني البشر الراهنين جميعهم أخلاف عائلة واحدة موسعة وأبناء عمومة حميمين من الناحية المورثية كحد أدنى، لا يستقيم تقتيل بعضهم بعضاً من الناحية الأخلاقية في وجدان كل عاقل متعقل منهم يستطيع استبطان المعنى المعنوي لمدلول تلك الحقيقة العلمية المرهفة.
وبشكل أكثر واقعية فإن معظم حروب البشر فيما بينهم تعود لرغبة جامحة لدى النخب المتحكمة بمصائر مجتمعاتها بالحصول على «كل الكعكة وأكلها كلها»، وعدم ترك نافذة للحلول الوسطى التي هي جزء عضوي من آلية تفكير الدماغ البشري، وضالة أساسية في كل حركات الإنسان ككائن اجتماعي بامتياز يميل بشكل بيولوجي إلى المضاهاة Reciprocity، والتي تعني عملياً الرد بسلوك إيجابي على السلوك الإيجابي الذي يبديه الطرف الآخر، وهو نموذج التآزر البيولوجي المبتنى عضوياً في دارات أدمغة كل بني البشر، والذي لولاه لكانوا انقضوا واندثروا كجنس حيواني من مملكة الحيوانات، حيث لم يكن سوى تعاونهم وتبادلهم للمساعدة والميل لإيجاد الحلول الوسطى فيما بينهم أداة لحفظ نوعهم من الانقراض، وهم جنس حيواني دون فراء كثة تحميهم جور العصر الجليدي الأخير، أو أنياب ومخالب فتاكة تقيهم شر الضواري الأخرى في البرية.
وبشكل أكثر معاصرة، فإن الاستمرار في الاتكاء على العنف وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية بدل الحوار المتعقل والتفاوض لا يمكن أن يستمر في ضوء تعقد قدرات القتل والفتك للأسلحة المعاصرة، إذا كان يراد للمجتمعات البشرية الاستمرار في وجودها على كوكب الأرض بشكل مجتمعات حقيقية وليس بقايا من البشر الهائمين على وجوههم ساعين للبقاء على قيد الحياة مع الخنافس والصراصير التي يحتمل أن تكون الجنس الحيواني الوحيد القادر على البقاء عقب مواجهة نووية محتملة بين أي من القوى النووية العالمية سواء عن سبق إصرار وترصد، أو عن طريق الخطأ وهو ما كان محتملاً حدوثه في عدة حوادث مهولة لم تتطرق لها وسائل الإعلام المتسيدة المرتبطة مصالحها بمصالح الفئات التي تعتقد بأن قدراتها العسكرية الفائقة هي أهم ورقة تفاوضية تحملها في وجه أفرقائها، وهي الحوادث المتكررة التي قامت بتوثيقها مجموعة من الباحثين والعلماء المرموقين في مشروع «ساعة يوم القيامة» والتي تدعى باللغة الإنجليزية «Doomsday Clock» والتي توثق الحوادث المريعة التي كان يحتمل تحولها إلى كوارث أو حروب نووية مفتوحة بالخطأ، وتقدر مدى اقتراب البشرية من تخليق يوم القيامة وحساب البشر الخطائين بأيديهم وأسلحتهم النووية.
ولذلك أعتقد بأن الركون إلى استخدام القوة لم يعد متسقاً مع حاجات المجتمعات المعاصرة، وأن أجيالاً جديدة تتعلم من الحوار والتفاوض والحلول الوسطى وتتقن فن استخدامها هي الأمل الوحيد في بقاء بني البشر وحيواتهم على كوكب الأرض.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الأدمغة الأكبر حجماً أكثر ذكاءً؟
- الحروب والخلافات البينية العربية
- سبل التكيف المثلى مع شيخوخة الجسد
- مفاعيل النظام العالمي الأشوه
- دور السموم البيئية في سُعَارِ الوباء الكوني لبدانة الأطفال
- العرب ولعنة النفط
- آفاق الإعلام البديل
- نسق الاتحاد الأوربي وترياق الفوات العربي
- مقاربة نقدية لطوفان الإدمان على المخدرات
- الفُصام والاكتئاب وخلل الكيمياء العصبية الدماغية
- بصدد ملامح العقد الاجتماعي والمجتمع المنشودين
- هل يمكننا مقاومة الشيخوخة؟
- بصدد التفارق بين المثقف والكاتب
- ما هو العقل البشري؟
- مفاعيل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في المجتمعات النامية
- بصدد المجتمعية وتداعي الاتحاد السوفييتي
- خلبية مشعر إجمالي الدخل القومي
- تلاوين ومفاعيل المساعدات للدول النامية
- ثقافة الفندق الكوني والاقتراض من المستقبل
- وعي حقوق الإنسان المشروخ غربياً


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصعب قاسم عزاوي - الميل الطبيعي للسَّلْمِ والسلام