أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - العرب ولعنة النفط














المزيد.....

العرب ولعنة النفط


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 7048 - 2021 / 10 / 15 - 16:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: هل تعتقد بإمكانية خبو لهيب وحرائق «لعنة النفط» كما تُحبذ تسميتها، والتي تلاحق العالم العربي جراء تراجع القيمة التفاضلية للنفط عالمياً في حضور تسابق القوى العالمية الكبرى على مصادر الطاقة البديلة؟

مصعب قاسم عزاوي: أعتقد أنه من الخاطئ الاعتقاد بسعي القوى الاقتصادية المهيمنة على المستوى الكوني بأي شكل ذي وزن نوعي للابتعاد عن مصادر الوقود الأحفوري كمصدر أساسي للطاقة على الرغم من أن كل نتاجات الدعاية السوداء والتضليل الإعلامي المبرمج تحاول خلق صورة في ذهن المتلقي تغاير ذلك.
ومن ناحية أخرى فإن «لعنة النفط» في العالم العربي ليست مقترنة في الواقع بحاجة قوى الهيمنة الكونية ممثلة بالشركات العابرة للقارات والحكومات التي تسيطر عليها وتحدد من سوف يتصدرون منصة الرياسة فيها عبر تمويل حملاتهم الانتخابية، إلى «نفط العرب»، حيث أن الكثير من مراكز ثقل تلك القوى مكتف بنتاجه من النفط بشكل أو بآخر كما هو الحال في حالة الولايات المتحدة في مطلع القرن الواحد والعشرين. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك مسلمة جيوسياسية في ذهن كل الأقطاب الفاعلة في صياغة سياسات مراكز الثقل السالفة الذكر تتمثل بأن ضرورة السيطرة على مصادر النفط في العالم العربي، ومفاتيح توزيعه، وتسعيره، والاستثمارات فيه لا بد أن تكون في يد تلك القوى نفسها، إذ أن ذلك يعزز من قدرتها على كبح إمكانيات أي قوى أخرى على المستوى العالمي قد تسعى للنهوض صناعياً أو تقانياً لمنافسة مشروع قوى الهيمنة وحكوماتها في دول الشمال الغني. وتلك السياسة في الوقت الراهن تستهدف أساساً الصين واليابان لإبقاء تلابيبهما مخنوقة بيد القوى الغربية بشكل يمكنها من إجهاض أي توجهات في تلك الدولتين قد يخالف مصالح قوى الهيمنة تلك.
ويجب عدم نسيان أن النفط أساساً لا يمثل مصدراً للطاقة فقط في العالم الغربي الصناعي المتقدم وإنما عماد كل الصناعات التي يقوم الغرب بإنتاجها باستخدام مشتقات النفط في كل ما قد تتخيله من سيارات، وطيارات، وأدوات تقنية، ومنسوجات صنعية تمثل الجزء الأكبر مما يكتسي بها بنو البشر راهناً، ومعظمها من طبيعة اللدائن البوليميرية التي هي في الواقع شكل من البلاستيك الصنعي المرن؛ وهو ما يعني أن النفط يمثل المادة الخام الأولية في نموذج التصنيع الاستهلاكي القائم على المستوى العالمي والذي هدفه الأول تحقيق الربح السريع وبغض النظر عن أي تبعات بيئية لذلك، ولا أسهل وأفضل وأرخص من النفط لتحقيق ذلك النموذج من التصنيع القائم على الإنتاج اللامحدود بغض النظر عن حاجات المجتمع الذي يجب إقناع أفراده بقوة الإعلام أو غيرها لاستهلاك ما قد لا يحتاجونه فعلياً وعدم التوقف عن ذلك لضمان عدم حدوث كساد اقتصادي رأسمالي عميم.
وذلك يعني في المآل الأخير بأنه «لعنة النفط» لن تبارح العالم العربي لحين تغيير العرب ما بأنفسهم بحيث يسيطرون على مصادر ثرواتهم بأيديهم ويحددون ما يجب أن يتم استخراجه منها من باطن الأرض وما يجب إبقاؤه في باطنها لأجل ضمان إمكانية استمرار حياة البشر على كوكب الأرض التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من دخول مرحلة اللاعودة في سياق كارثة تسخن كوكب الأرض، أو حتى تتغير موازين الهيمنة ونموذج الاقتصاد العالمي القائم على السعي وراء الربح السريع والإنتاج الكتلي الاستهلاكي غير المرتبط بحاجات المجتمعات الحقيقية. وإلى حين تحقق ذلك فإن «لعنة النفط» يبدو أنها لن تبارح مقامها في أرض العرب وحيواتهم ومستقبل أبنائهم.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفاق الإعلام البديل
- نسق الاتحاد الأوربي وترياق الفوات العربي
- مقاربة نقدية لطوفان الإدمان على المخدرات
- الفُصام والاكتئاب وخلل الكيمياء العصبية الدماغية
- بصدد ملامح العقد الاجتماعي والمجتمع المنشودين
- هل يمكننا مقاومة الشيخوخة؟
- بصدد التفارق بين المثقف والكاتب
- ما هو العقل البشري؟
- مفاعيل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في المجتمعات النامية
- بصدد المجتمعية وتداعي الاتحاد السوفييتي
- خلبية مشعر إجمالي الدخل القومي
- تلاوين ومفاعيل المساعدات للدول النامية
- ثقافة الفندق الكوني والاقتراض من المستقبل
- وعي حقوق الإنسان المشروخ غربياً
- الاستبداد العربي وحملات مكافحة الفساد
- مقدمة كتاب: مهد الحضارات - التاريخ القديم لمنطقة الهلال الخص ...
- جائحة العزوف عن القراءة
- حبكة رهاب العرب والمسلمين
- مقدمة كتاب: رتق الذاكرة التاريخية - منعطفات التاريخين العربي ...
- وأد الديمقراطية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - العرب ولعنة النفط