أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - حبكة رهاب العرب والمسلمين














المزيد.....

حبكة رهاب العرب والمسلمين


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 7005 - 2021 / 8 / 31 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكفي نظرة مسحية على البنيان الاستراتيجي لكتلة القوة العسكرية المهولة التي يحشدها حلف شمال الأطلسي، والذي يمثل الذراع الضاربة الفعلية لقوى الولايات المتحدة ومن لف لفها من الدول التي تتحكم ببناها السياسية الشركات العولمية العابرة للقارات، لتظهر بشكل جلي للعيان بأن الرهاب المتأصل، والخوف الاستراتيجي لدى القائمين على صناعة الاستراتيجيات في لب هاتيك البنى السياسية هو من صعود الصين كقوة عالمية قد تهدد بشكل ما السيطرة الكليانية للمجمعات الصناعية العسكرية في العالم الغربي -لحد الآن- على الرهط الأعظم من الثروة وعوائد الهيمنة على المستوى الكوني. ويفصح ذلك الرهاب عن نفسه من خلال حقيقة أن الجزء الأكبر من القوة الضاربة لحلف شمال الأطلسي تحتشد في جزيرة غوام في بحر الصين مقابل الشواطئ الصينية. وهو مشعر لا يخفي دلالته العميقة من الناحية الاستراتيجية لأي مراقب حصيف.
وعلى الرغم من ذلك الواقع وتلك الحال، فإن الصين على الرغم من اعتبارها «أس المخاطر الوجودية» في منظار حكام العالم الفعليين، أرباب المجمعات الصناعية العسكرية في الغرب، وشركاتها العابرة للقارات، فإنها لا تصلح لأن تكون العدو المشهر من الناحية الإعلامية، الذي بوجوده يتم تخويف دافعي الضرائب في الغرب من ذلك البعبع الذي ينتظر الإطباق عليهم وعلى حيواتهم المرفهة، بعد زوال «الغول السوفيتي» الذي كان يقوم بذلك الدور إبان حقبة الحرب الباردة، وعدم صلاحية مسرحيات «الحرب على تجارة المخدرات»، و«الحرب على الجريمة المنظمة»، والتهديدات الخلبية من دول مجهرية مثل «نيكاراغوا»، أو حتى كوبا المنهكة بحصارها المزمن، في تخليق ذلك الوعي الهستيري الضروري لضمان استسلام دافعي الضرائب في الغرب الكلياني لإرادة مستبديهم المنمقين بتزويقات الديموقراطيات الشكلية في الغرب، وإذعانهم المطلق، وتسليمهم لكل مفاتيح خزائن الأموال العامة لهم لصرفها بأي شكل قد يحفظ حيواتهم من الأفول بين براثن و أنياب ذاك البعبع المتحين فرصة انقضاضه عليهم، والتي لا بد أن تصب وفق قواعد الرأسمالية المعولمة في جيوب المجمعات الصناعية العسكرية في دول الأثرياء الأقوياء، وشركاتها العابرة للقارات.
وعدم صلاحية الصين لأن تكون ذلك البعبع المعلن إعلامياً عائد لكونها قوة ذات وزن نوعي قائم بالفعل بشكل عياني مشخص، ومحاولة «شيطنتها» وتحويلها إلى «غول أفعواني» قد تنقلب إلى مواجهة حقيقية مع دولة شمولية ذات بنيان قادر على الرد، وهو لا ينسجم مع هدف «التخويف والترهيب» لأغراض سياسية داخلية، لا يراد منه الدخول في أي مواجهات حقيقية، قد تقتضي دفع أثمان حقيقية ملموسة جراء تلك المواجهة.
وفي هذا السياق، تفصح «الحرب على الإرهاب» عن نفسها بمثابة الترياق والحل الناجع الصالح لكل زمان ومكان من منظار أصحاب الحل والعقد في الغرب، فهي تلبي الهدف الأساسي في «استدامة حالة الرهاب الجمعي» في الغرب، بالإضافة إلى أنها تمثل حرباً مع عدو «غامض» على طريقة الأفلام الهوليودية «لا شكل عيانياً له»، قادر على التحول والتمظهر بكل الأشكال والتلاوين العجابية الغرائبية. وهو إبداع «إخراجي» لا مثيل له في قدرته على تعميق وتوطيد حالة «الرهاب الجمعي» في الغرب؛ بالتوازي مع أهمية مرهفة مرتبطة بتلك الصفة الأخيرة لذلك العدو «المبهم»، وهي أنه في الواقع حفنة من «البائسين المشردين المحبطين» عمقاً وسطحاً، في دول مضعفة مهشمة لما يعد فيها أي سمة من سمات الدولة سوى الفشل المدقع، وهم الذين لم يعد يتيح لهم منظارهم «الاكتئابي العميق» لحالهم البائس سوى الانغماس في منظارهم السوداوي الذي لم يعد فيه من أفق لإعادة الاعتبار لشخصياتهم المهشمة والمهدمة، سوى السعي الدؤوب لمحاولة «الانتقام» ممن صير واقعهم وحياتهم وكينونتهم على تلك الشاكلة البائسة، عبر تحويل أجسادهم إلى «قنابل موقوتة» تنتظر الأوان الملائم لقدح زنادها على طريقة شمشون «الأعمى». وهؤلاء «البائسون المحبطون» و«دولهم الفاشلة» لا يرقون بأي شكل من الأشكال لتشكيل أي تهديد حقيقي ذي وزن نوعي حقيقي من النواحي الاستراتيجية والتكتيكية للهيمنة المطلقة لحلف شمال الأطلسي على مفاتيح السلطة والثروة والموارد الأولية واليد العاملة الرخيصة في عموم أرجاء الأرضين، بينما هم في الواقع أهداف مشرعة لا حول لها ولا قوة في أي مقاومة ذات تأثير ملموس، أو الرد على أي «هجمات عسكرية» يقوم بها ذلك الحلف بين الحين والآخر لاستعراض قوته العسكرية، أو تجريب أسلحة جديدة، أو تذكير مواطني بلدانهم «بالخطر المحدق بهم»، في عملية أشبه ما تكون بإعادة «التمنيع الدوري» التي يتبعها الأطباء لضمان استمرار قدرات الجهاز المناعي على التعرف على عدوه الغازي بالشكل الأمثل، وعدم تسربه من ثقوب «ذاكرة الجسد الاجتماعي المناعية» تحت أي ظرف كان.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة كتاب: رتق الذاكرة التاريخية - منعطفات التاريخين العربي ...
- وأد الديمقراطية
- خطل الإرادوية الفكرية
- السموم البيئية والاضطرابات العصبية والنمائية عند الأطفال
- مقدمة كتاب مفاتيح الصحة والعافية
- كيف تسهم السموم البيئية في مآسي سرطانات الأطفال؟
- أحابيل الكواليس الغربية ومآلات الربيع العربي
- اشتراكية السوق
- كيف يتسبب تلوث الهواء في انتشار وباء الربو بين الأطفال؟
- مقدمة كتاب صيرورة فكر عصر الأنوار
- كيف يمكن للعلماء الكشف عن السموم الصامتة في أبدان الأطفال؟
- مقدمة كتاب كينونة الذكاء الإنساني
- عقابيل السموم الصامتة على أجساد وعقول أطفالنا
- اشتراكية للأغنياء فقط
- لماذا الأطفال أكثرعرضة لتأثيرات السموم البيئية؟
- سر التفوق الاقتصادي في اليابان
- لماذا لا نتعلم من أخطائنا السمية
- استدامة الحروب الكونية
- كم عدد السموم الموجودة في بيئتنا؟
- الطبقات العاملة الخلبية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - حبكة رهاب العرب والمسلمين