أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - كردستان .... الثورة قادمة !














المزيد.....

كردستان .... الثورة قادمة !


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 7086 - 2021 / 11 / 24 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة شباب كردستان لن تنحصر في حدود احتجاجات الطلاب في السليمانية ، ولن ينهيها صرف مستحقاتهم ، الضئيلة ، اذ ان مايحركها من عوامل وتخمرات اوسع مدى واعمق من ذلك بكثير ...
فمنذ ثلاثين عاما حصلت كردستان العراق على ما هو اوسع من الادارة الذاتية بكثير واقل من وضع دولة مستقلة بقليل ، ومن كان في اعوام التسعينات من القرن الماضي في العاشرة من عمره اضحى ، اليوم ، رجلا في الاربعين وقد شهد ويشهد ان معظم آماله وآمال اجيال الشباب الكردي ، بحياة حرة كريمة قد تبخرت . واذ كانت سياسة التخويف من العدو المتربص قد نفعت لعقدين من السنين في تشتيت الانتباه ، ثم اعقبتها سياسة القاء اللوم في الوضع الاقتصادي الجامد على الحكومة الاتحادية وتلكؤها في صرف مستحقات كردستان منذ 2003 حتى اليوم ، فالجيل الحالي يكاد لا يذكر دكتاتورية صدام ولا مجرمي البعث ولا اقبية الاستخبارات والامن العامة ، ومن يذكر ذلك من الاجيال التي سبقته يرى ان معظم جحوش وعملاء تلك الاجهزة ومرتزقتها من الكرد قد " اندمجوا " بالسلطة الكردية واصبحوا مكوّنا عضويا في اجهزتها ، اما ورقة القاء اللوم على الحكومة الاتحادية في ضنك العيش وعدم صرف مستحقات رواتب موظفي كردستان فقد سقطت هي الاخرى ويعرف شباب الكرد ، مثل غيرهم ، ان سلطات كردستان تأخذ المستحقات وتزيد عليها ما تهربه او تصدره من نفط كردستان وما تحصل عليه من المنافذ الحدودية التي تحت يدها ، بل وحتى التخويف من " داعش " او " الميليشيات " الشيعية لم يعد يجد ردة الفعل الاولى ولا الآذان الصاغية كما كان ....
فالشباب الكردي يعيش منذ عشرة سنوات ، على الاقل ، ازمة متفاقمة ...ازمة مستقبل مشكوك فيه وافق مسدود ، فالبطالة المستشرية ومعدلات الفقر الحقيقي المتصاعدة ، وانعدام الامل لدى الشباب والخريجين منهم والطلبة بوجه خاص متفاقمة ، ولا يسترها بهرج الابراج السكنية والفلل" ومعظمها استثمارات خارجية " دون حاجة فعلية ولا طلب مناسب ، التي لا يرى منها فقراء الكرد سوى الصور المبهرة وبنى لا تعنيهم بشيء ولا تغير من واقع معيشتهم شيئا ، رغم اهميتها ودلالتها بالمقارنة مع جنوب ووسط العراق !
مقابل ذلك يعرف شباب الكرد ومثقفيهم الثروات الاسطورية التي تتنعم بها العوائل الحاكمة واتباعها ، والتي تتأتى من استغلال الحصة المالية " الكردية " التي يتوجب على الحكومة الاتحادية دفعها اذعانا للامر والتنظيم الامريكي للعراق " الجديد " ، ومن بيع او تهريب نفط كردستان لصالح هذه العوائل ومن مبالغ الدعم الخارجي ومن استثمار المنافذ الحدودية ومن المبالغ الضخمة التي تدفع من العراق لاعداد هائلة من موظفين وهميين ...الخ !
واذا كان مؤسسو هذه العوائل ، " رموزا او مناضلين قوميين تعلقت ببعضهم آمال الكرد وشبابهم في فترات معينة فان ابناءهم لم يعودوا كذلك ، فالنضال لا يورث ، وابناءهم وعوائلهم بدأوا بالتفكك والصراع من اجل السطوة والثروة ، وهم ليسوا في وارد تقديم حلول حقيقية لمشاكل الكرد او تطلعات شبابهم الى مستقبل افضل ، اولئك الشباب الذين بدأوا بطرق باب الهجرة كحل اخير حتى فاق عدد المهاجرين المئة مهاجر يوميا ، وعلى مدى هذه السنوات ، حسب مصادر عديدة ، اصبحوا مادة دسمة لاستغلال المهربين والمتاجرين بالبشر وكانت ازمة او فضيحة الموت المجاني المعلن على الحدود البيلاروسية غيض من فيض من وقائع مؤلمة لم يسلط عليها الضوء !
ان ما يميز شباب الكرد ، وخصوصا في السليمانية ، عن الشباب في الكثير من مناطق العراق ، هو مستوى الوعي بحقيقة محنتهم ، ووعيهم بأسباب وشخوص هذه المحنة ، وخضوعهم لقدر اقل بكثير من حقن " المورفين " السياسي ، ومعرفتهم بعجز العوائل الحاكمة و" نظامها " السياسي ليس عن تقديم الحلول للمشكلات بل وعجزه عن مسايرة الشعارات والمطامح والحماسات التي رباها ورعاها في نفوس وعقول ووعي هذه الاجيال حينما كان يقدم نفسه كبديل قومي وديمقراطي وحل حقيقي لمعاناة الكرد الممتدة . ومن هنا فأن اسبابا كثيرة ترشح حراك السليمانية لان يكون فتيلا لحريق اكبر وهو في كل الاحوال تعبير عن ثورة متنامية لها اساسها الاجتماعي والاقتصادي الحقيقي !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشرين 2019 ..... ثورة ام مؤامرة ؟!
- الجلاّد مازال موجودا.... الدوافع هي التي اختلفت قليلا !
- لنتعلم من - غريغوريو ميرابال - !
- ترامب والترامبية والنظام الامريكي !
- انا ... الفلسطيني !
- المُولِد الصيني : هل سيخرج منه العراق بلا حمص ؟
- ثورة 14 تموز ... ماضٍ ام مستقبل ؟!
- لعبة الطرد خارج الحلبة والعودة في شوط آخر !
- مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(2)
- مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(1)
- الحاكم وطني مخلص والشعب خائن وجاهل منذ 1991 حتى 2019 !
- تقرير اللجنه الوزارية : اراد ان يكون - متوازنا - ففقد التواز ...
- ثورة 14 تموز 1958 ...ثورة الامل المغدور !
- لا اظنهم يجهلون ما يفعلون !
- لا قطاع خاص طفيلي ومخّرب ولا قطاع عام فاسد وطفيلي ....
- اخرجوا رؤوسكم من الرمال ياسادة .. قد يرى الناس صورة صدام في ...
- الخشقجة الصغرى والخشقجة الكبرى ..وما بينهما !
- رئيس وزراء صادق وشعبٌ كذّاب !
- ترامب ومحميات الخليج : سحق الأصدقاء قبل الأعداء !
- جوق الإنشاد ، من - ابن الرافدين - الى ادرعي وكوهين !


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - كردستان .... الثورة قادمة !