أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - تقرير اللجنه الوزارية : اراد ان يكون - متوازنا - ففقد التوازن !














المزيد.....

تقرير اللجنه الوزارية : اراد ان يكون - متوازنا - ففقد التوازن !


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 6388 - 2019 / 10 / 23 - 02:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يمكن تحديد خلاصة تقرير لجنة تقصي الحقائق الوزارية بشأن وقائع العنف المفرط والدامي الذي ووجهت به تظاهرات الاول من تشرين وسقوط ذلك العدد المفجع من الشهداء والجرحى بثلاث نقاط اساسية ركز عليها التقرير ، سواء في جانب ماقدمه من " حقائق " او انتهى اليه من " استنتاجات " او ما اختتم به من " توصيات " .
وتتحدد هذه الخلاصة بالاقرار بالاستخدام المفرط للقوة والرصاص الحي ضد المتضاهرين لكنه يرجع ذلك الى : ضعف القيادة والسيطرة لدى القادة والآمرين الذي ادى بدوره الى ارباك في ضبط النار لدى المنتسبين وحصول " فوضى " ادت الى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا ! وواضح ان ايحاءات هذا الكلام تتضمن الاستناد الى العفوية والبراءة فيما حصل ونزع جانب القصدية والتعمد عنه ، حيث يمكن ارجاع ضعف القيادة والسيطرة لدى الامرين الى نقص التدريب مثلا او عدم تمتعهم بالشخصية القيادية او غيرها وكذلك الامر مع قلة انضباط المنتسبين ، وكلها امور تبعد الطابع الجرمي للوقائع..
ثم يسارع الى تبرير ذلك باقدام " بعض "المتظاهرين غير المنضبطين بحرق عدد من مؤسسات الدولة والممتلكات العامة ومقرات الاحزاب بل وقيام بعضهم الاخر برمي قنابل المولوتوف على القوى الامنية بل والرمي الحي ، في حالات اخرى ، باتجاه القوى الامنية مما " ادى الى اصابة عدد غير قليل منهم " مع " حرق عدد من العجلات العائدة لوزارتي الدفاع والداخلية وكذلك حرق عدد من السيطرات
اذن فقد تساوت الكفة هنا ، فأخواننا " القوات الامنية " قد اخطأوا وكذلك اخواننا " المتظاهرين " ، على طريقة النكته السبعينية ، ووجب الصلح والتراضي ومثلما برأ التقرير " اخواننا الامن " من التبعات بردها الى ضعف السيطرة والفوضى التي حصلت جراء ذلك ، لا بد له ان يبريء " اخواننا المتظاهرين " لكي يحصل التوازن فاورد في النقطة " و " هذه التسوية او صك البراءة بالقول: " ان الاعتداءات على القوات الامنيه ومؤسسات الدولة والبنى التحتيه والمقرات والممتلكات العامة والخاصة حدثت من قبل عناصر ارادت حرف الطابع السلمي للتظاهرات " (!!) لكن التقرير لم يغفل ، كما هو واضح ، عن اهمية زيادة وزن كفة الذنب الخاصة بالمتظاهرين فاورد كل هذه الواوات التي تخصهم ومنها حتى " الاعتداءات على البنية التحتية " وبعد اشعار الطرفين بالذنب والتقصير ، كما تقتضي الاصول ، وجب البحث عن الشيطان الذي تسبب بكل هذا و المجرم المجهول الذي ينبغي ان تعلق على شماعته تلك الجريمة المنكرة بهدر دم الشباب المتظاهر فوجد التقرير ضالته في " عناصر " مجهولة لم يسمها ولم يعثر لها على اثر !
ان جوهر التقرير الذي كانت كل هذه " الحقائق " و" الاستنتاجات " و " التوصيات " حواشي ومنكهات وتوابل لتمريره هو ابعاد الحكومة عن مسؤولية ما حصل وتنظيف ساحتها تماما من كل تبعاته بالتاكيد على عدم صدور اية اوامر او تعليمات من الجهات العليا باطلاق النار اتجاه المتظاهرين او باستخدام الرصاص الحي ، مطلقا ، بل على العكس فقد كانت تعليماتها مشددة بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين !!
فاذا كانت الحكومة او المراجع العليا قد حظرت استخدام السلاح او النار ضد المتظاهرين وشددت على ذلك فمن يجرؤ من القادة او الامرين او المنتسبين على خرق ذلك ومخالفته وماهي مصلحته في ذلك ؟ واذا حصل تقصير او فقدان للسيطره او عدم ضبط النار جراء الانفعال او سيطرة اجواء الفوضى او نقص التدريب او الانضباط في هذا المكان او المحافظة فلماذا حصل في معظم اماكن التظاهر ، سواء في بغداد او المحافظات ؟!!
واضح ان التقرير قد بذل الوسع في صياغة تسوية " متوازنة " ترضي الحكومة والنظام اولا ، ثم ترضي الجهات الدولية المهتمة ثانيا ، ثم اخيرا تطمن الشعب وذوي الضحايا والقوى والشخصيات الديمقراطية في الداخل بانها قد " عملت الواجب او اللازم "!!
ورغم ذلك فان التقرير يتضمن نواحي ضعف خطيرة ومناطق شبهة لم يستطع تلافيها ويمكن ان تستغل ضده ومنها :
1- اذا سلمنا بان " المراجع العليا " او الحكومة كانت قد شددت على منتسبي قوى الامن بعدم استخدام السلاح واذا كانت الاسباب التي يقدمها التقرير لعدم التزام هذه القوى من ضعف سيطرة او فوضى او عدم ضبط لا تصمد للنقد والتمحيص بفعل تكرر اطلاق النار على المتظاهرين في معظم الاماكن ومن قبل قوات ووحدات مختلفه فهذا يعني ان هناك قوّة اخرى لم يسمها التقرير هي التي اطلقت النار ومارست اعمال القنص وهنا يمكن الاستنتاج ان التقرير اما ان يكون قد غض النظر عن تسمية هذه القوة او انه لم يتعمق بالتحقيق للوصول اليها .
2- تضمن التقرير نفسه ان 70% من مجمل الاصابات القاتلة تركز في مناطق الرأس والصدر للضحايا وهذا يمكن ان يكون نفيا ضمنيا آخرللقول بان ما حصل كان جراء الفوضى وعدم سيطرة المنتسبين على النار اذا ان مثل هذه الاصابات تقتضي قنصا مدربا ومسترخيا ولديه اوامر بان تكون الاصابات قاتلة !
3- يشير التقرير الى التحقق من ان هناك موقع قنص واحد في هيكل لبناء متروك مقابل محطة الكيلاني وجدت فيه عند الكشف عليه عدة ظروف اطلاقات فارغة (!) ان القول " بعدة " لا يتناسب مع حجم الاصابات التي تفترض اطلاق الوف الطلقات كما ان القول بوجود موقع قنص واحد يتنافى كليا مع هذا العدد من الاصابات !
4- يشير التقرير الى التقصير في وجود كاميرات المراقبة في الساحات العامة والشوارع ، فهل هو مسعى استباقي لنفي وجود تسجيلات لتلك الوقائع ؟ لكننا نعلم جميعا ان مثل هذه الكامرات موجودة والدليل هو ان برنامج المرور يعرض باستمرار الحوادث التي تقع في شوارع بغداد وساحاتها والتي تكون تلك الكاميرات قد سجلتها !!
5- يشير التقرير الى ان اكثرالاصابات قد حصلت قرب " مول النخيل " لكنه لا يوضح لنا لماذا ولا يمكنه ان يوضح ذلك لان الامر يتعلق بعلامة استفهام كبيرة وكبيرة جدا حول مجرى تلك الوقائع !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز 1958 ...ثورة الامل المغدور !
- لا اظنهم يجهلون ما يفعلون !
- لا قطاع خاص طفيلي ومخّرب ولا قطاع عام فاسد وطفيلي ....
- اخرجوا رؤوسكم من الرمال ياسادة .. قد يرى الناس صورة صدام في ...
- الخشقجة الصغرى والخشقجة الكبرى ..وما بينهما !
- رئيس وزراء صادق وشعبٌ كذّاب !
- ترامب ومحميات الخليج : سحق الأصدقاء قبل الأعداء !
- جوق الإنشاد ، من - ابن الرافدين - الى ادرعي وكوهين !
- قصة الطفل المعجزة ساسون حسقيل !
- فرهود اليهود ....هل كان مذبحة عنصرية ؟ !
- هل يخرج العراقي من الباب ليدخل الإسرائيلي من الشباك ...شبهات ...
- مع إيران ام مع أمريكا ترامب ؟
- ماكشفته مدرسة الراهبات !
- احتجاجاتنا واحتجاجات الأوادم !
- شيء من الخوف... شيء من الرجاء !
- الدولة العراقية : سنوات الضمور والاضمحلال !
- هل كان هناك - تنظير - حقا ؟!
- السيد مقتدى الصدر : الاشارات والتوظيفات !
- هل سنشهد تغييرا حقيقيا ؟!
- قانون شركة النفط الوطنية العراقية 2018: طبيعة القوى الاجتماع ...


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - تقرير اللجنه الوزارية : اراد ان يكون - متوازنا - ففقد التوازن !