أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - تشرين 2019 ..... ثورة ام مؤامرة ؟!














المزيد.....

تشرين 2019 ..... ثورة ام مؤامرة ؟!


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 7039 - 2021 / 10 / 6 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1- يمكن لشرارة صغيرة ، او عقب سيكارة ماتزال فيه جذوة ان تتحول او يتحول الى حريق هائل لا يبقي ولا يذر، ولكن بالمقابل ثمة نيران ، اكبر تشب وتخبو لتنطفيء دون ان تتوسع الى اكثر من دائرتها الضيقة . هذا مثال بسيط من حياتنا اليوميه ، و كل هذا مرهون بالظروف المحيطة من توفر المادة القابلة للاشتعال او الانفجار ، وطبيعة الريح ، وكذلك الرغبة ، في حينها ، بمعالجة الحريق واخماده او اللامبالاة اتجاهه ، او اية مستجدات او تطورات تدخل على الحالة فتخرجها عن اطار المألوف والمتوقع .... وغير ذلك كثير مما يعرفه العقل وتؤكده الخبرة .
2- ويمكن ، في مضمار الحياة الاجتماعية وانعكاسها السياسي ، ان يتحول " انقلاب عسكري " تقوم به زمرة منظمة من القوات المسلحة الى ثورة شعبية كبرى في غضون ايام او اشهر ، وفقا لاستجابة هذه الزمرة لمطالب وحاجات اجتماعية كبرى واتخاذها او تبنيها من قبلها كبرنامج واهداف ، وسعيها الصادق والحثيث الى تلبيتها وتوسيع مداها من جهة واستجابة جموع الشعب وقواه الحيّة الى ذلك والتفافها حول الثورة وبرنامجها من الجهة الاخرى . وبالمقابل يمكن لثورة شعبية عظيمة ان تخبو وتنطفيء لتجيّر لصالح زمرة او فريق من قادتها الذين ياكلون بعضهم البعض طمعا في بريق السلطة وحبا بالانفراد بسطوة القوّة ، فيصح القول المأثور ، عند ذاك ، بان الثورة قد بدأت تأكل ابنائها ، وقد تنتهي بنتيجتها الى اقل من " انقلاب " ، بل الى مجرد كارت تفويض ، بسلطة اجرامية مطلقة ، في جيب طاغية متجبّر !
3- ولنستطرد قليلا فنقول ، وكما يشهد سجل التاريخ ، والوقائع المعاشة ، يمكن لمشاجرة بين حيّين ان تتحول الى حرب اهلية تؤدي الى تمزق البلاد ومسيل انهار من الدماء بين ابناءه . وكذلك ثمة امثلة تاريخية على انهيار عواصم ممالك وامبراطوريات واسعة تحت ضربات جماعات منظمة صغيرة . وثمة امثلة ، اخرى ، معاصرة ، على تحول تظاهرات مطلبية محدودة الى حراك سياسي جماهيري يستقطب قوى شعبية تحوله الى ثورة لا يمكن السطيرة عليها فتطيح بسلطات وانظمة لم تكن تبدو لتهتز امام اعتى العواصف !... وكل هذا وغيره مما سبق ، مرهون بما يختزنه الظرف الاجتماعي القائم من عوامل وما تجره اللحظة القائمة من تفاعلات وما تقود اليه موازين القوى وتغيراتها في كل ساعة من مآلات . واذا كانت الامور، كما يقول المثل ، بعواقبها او خواتيمها فأن هذه العواقب والخواتيم هي نتائج لما لا يقع تحت حصر من هذه العوامل .
4- في عشية تشرين 2019، كان الوضع الاجتماعي يمور بكل ما يمكن ان يؤدي الى ثورة عاصفة لا الاحتجاج فقط ، وكان الانسداد السياسي قد بلغ مرحلة لم تعد معها المظاهرات المطلبية والاحتجاجية الصغيرة ، المزمنة ، في ساحة التحرير ، مجدية او تشكل شيئا من التنفيس المجدي لحالة الاحتقان ، وقد تركها ، يائسا ، في الواقع اكثر المتحمسين الحقيقيين لها ، لكن هذا الوضع ، والذي ، يوصف في ادبيات مرحلة مضت ، منذ فترة طويلة ، من الادب السياسي بالوضع الثوري لا يتفجر لوحده ولا بد من قادح ، لا بد من عود الثقاب لكي يتفجر عاصفا بكل ما يختزن من مرارة ومعاناة طوال سنين عجاف من التبعية والهيمنة والظلم والفساد والفشل والدوران في حلقة مفرغة من عدم القدرة على تقديم اية حلول واقعية للمشكلات الحقيقية المتفاقمة وتقويض اسس ونهب الثروة العامة ... الخ مما لم يعد فيه قولٌ لقائل .
5- اذن من اشعل عود الثقاب ؟! وما الذي كان يريده ؟ وهل كان في تصورة او تخطيطه ان تحدث كل ما حدثت من تداعيات ام ان الامور قد خرجت عن السيطرة ولم يعد بالامكان توجيهها او تحديد زخمها ومآلاتها ؟ وهل خرجت عن السيطرة فعلا ، ام آلت الى النتائج المرجوة من قبل البعض من خطط ودبّر ، بالفعل ..
6- في تناول الحدث التشريني ثمة توجهان يطغيان على ما عداهما ويشكلان محورين رئيسيين في تناول هذا الحدث : الاول هو الذي يرى في احتجاجات تشرين حدثا ثوريا معجزا تجاوز فيه العراقيون انفسهم ويسبغ عليه من صفات الثورية والعفوية والاستقلالية والوطنية وربما حتى الوعي ، الكثير مما ليس له ، وانه انتهى الى نهايته الحالية بفعل عوامل شتى خارجية وذاتية ، او انه لم ينته ، على رأي البعض ، ضمن اطار القائلين بهذا الرأي ، ومازال يحمل ممكنات كثيرة ويتقّد مثل جمر تحت الرماد . ويتوجس اصحاب هذا الرأي من النقد ومحاولة فحص الحدث بما له وما عليه ويشككون في اغراضه . اما الثاني فينظر الى الحدث على انه مجرد مؤامرة نهضت بها مراكز وصفحات وقوى واشخاص ، ذات مصالح مختلفة ، ولكنها في عمومها معادية لمصالح الشعب العراقي و برعاية وتمويل من السفارات الغربية وبعض الانظمة العربية الموالية ويرون في تشرين و " التشارنة " شتيمة ومثلبة في السلوك والوعي والنتيجة !
7- ان كلا الموقفين ، او الرأيين ، باعتقادي ، ينظر الى الحدث التشريني متجاهلا ما تؤكده وقائع ودروس التاريخ ، مما اوردناه في الخلاصات والامثلة في 1و2و3اعلاه من ان اي حدث اجتماعي ، لا تتقرر هويته عند بدايته او كيفيتها فقط وانما في تطوراته وتداعياته وكذلك في مآلاته ونتائجه النهائية .

(وللحديث صلة .... )



#عارف_معروف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجلاّد مازال موجودا.... الدوافع هي التي اختلفت قليلا !
- لنتعلم من - غريغوريو ميرابال - !
- ترامب والترامبية والنظام الامريكي !
- انا ... الفلسطيني !
- المُولِد الصيني : هل سيخرج منه العراق بلا حمص ؟
- ثورة 14 تموز ... ماضٍ ام مستقبل ؟!
- لعبة الطرد خارج الحلبة والعودة في شوط آخر !
- مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(2)
- مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(1)
- الحاكم وطني مخلص والشعب خائن وجاهل منذ 1991 حتى 2019 !
- تقرير اللجنه الوزارية : اراد ان يكون - متوازنا - ففقد التواز ...
- ثورة 14 تموز 1958 ...ثورة الامل المغدور !
- لا اظنهم يجهلون ما يفعلون !
- لا قطاع خاص طفيلي ومخّرب ولا قطاع عام فاسد وطفيلي ....
- اخرجوا رؤوسكم من الرمال ياسادة .. قد يرى الناس صورة صدام في ...
- الخشقجة الصغرى والخشقجة الكبرى ..وما بينهما !
- رئيس وزراء صادق وشعبٌ كذّاب !
- ترامب ومحميات الخليج : سحق الأصدقاء قبل الأعداء !
- جوق الإنشاد ، من - ابن الرافدين - الى ادرعي وكوهين !
- قصة الطفل المعجزة ساسون حسقيل !


المزيد.....




- ترامب يؤكد رغبة حماس في هدنة بغزة ويعلن إرسال أسلحة دفاعية ل ...
- -شهر واحد لتدمير كل شيء-.. ما العملية الأوكرانية السرية لإبا ...
- ليبيا - بنغازي: ماذا وراء استقبال المشير الليبي خليفة حفتر و ...
- هل التقى الرئيس السوري فعلاً بنتنياهو؟
- موريتانيا: خطوة مفاجئة من حزب تواصل قبل الحوار الوطني المرتق ...
- الحوثيون يعلنون غرق ناقلة بضائع عقب هجومهم عليها قبالة اليمن ...
- نتنياهو يسلم ترامب رسالة ترشيحه لجائزة نوبل ويؤكد: نعمل مع و ...
- تلغراف: مركز أبحاث بلير عمل على خطة -ريفييرا ترامب- لغزة
- خبير عسكري: المقاومة تعتمد خططا محكمة وتتفوق بهندسة الواقع ا ...
- عاجل | نتنياهو: التقيت وزير الخارجية روبيو وأجريت معه محادثة ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - تشرين 2019 ..... ثورة ام مؤامرة ؟!