أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - عارف معروف - مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(2)














المزيد.....

مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(2)


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 23:41
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(2)
---------------------------------------------------------------



يمكن القول بثقة ، ان معظم من دعى الى تظاهرة تشرين ، اشخاصا ومنظمات ، فوجيء بزخم الاستجابة ، وبأعداد الشباب التي تواردت الى ساحة التحرير خلال الايام القليلة اللاحقة ، وتحت شعارات غاية في البساطة ، حتى ان بعض قادة التنسيقيات وصف ما يحصل وكأنه حلم لا يمكن له تصديقه بسهولة ، فطوال الفترة التي سبقتْ والتي تمتد الى سنوات لم تبلغ حركة التظاهر والاحتجاج هذا المبلغ ، بالرغم من توفر وتفاقم كل الاسباب للاحتجاج ، وكانت تُبذل قصارى الجهود في محاولة بلوغ عتبة مؤثرة لها وادامة زخمها في احتجاجات 2011 و2015 دون نجاح يذكر، حتى وصل االامر بالبعض ، مؤخرا ، حدّ التشائم واعلان اليأس من احتجاج حقيقي مؤثر " لهذا الشعب .. الذي ادمن الخنوع واللامبالاة " على حد تعبيرهم ، فكيف امكن لرحم الايام العراقية ان تلد هذا الافعوان الضخم ، هذا الاحتجاج السلمي الكبير والمتواصل وهذه الكتله الجماهيرية غير المسبوقة ؟!

صحيح ان التراكم الكمي ، على الصعيد الاجتماعي يمكن ان ينتج تحولات نوعية كبيرة ، مثلما يُحدث في عالم التطور البايولوجي والوراثة طفرات جينية تبّدل مسار الكائن الحي من حال الى حال ، لكنه ، على الصعيد الاجتماعي والسياسي والثقافي كذلك ، لا بد له ان يمر بمحطات ضرورية او مقدمات حتمية تتمثل في تبلور وعي الناس بمعاناتهم من خلال اشكال للوعي الاجتماعي وليس الجمعي وهذه الاشكال تأخذ في العادة شكل فعاليات او " مؤسسات " تركز ّ وعي الناس ازاء ظروفم في بؤر او خلاصات وتحدد لفعالياتهم الاجتماعية والسياسية أُطر واشكال وبرامج مناسبة للتحرك والنشاط ، كالتنظيمات النقابية والاحزاب السياسية والزعامات الاجتماعية والتجمعات ذات الديمومه والتخمر المناسبين ، مرحليا ، لانتاج نقلة في الوعي والممارسة او الفعالية الى مستوى ارقى ، لكن ذلك لم يحصل في الواقع العراقي الملموس ،وبقيت طبيعة ومستوى الاحتجاج اقل من ذلك بكثير ، واتخذت ثلاثة مسارات معروفة : الاول هو التذمر الفردي والشكوى وكيل الشتائم واعلان اليأس من ان لا صلاح ولا اصلاح والذي كان معظم العراقيين ، خصوصا الشباب ، يلخصه بمفردة " خربانه ..." ويطال هذا المسار بروحه ومفرداته قطاعات واسعة من الناس وهو لم يتجاوزعتبة ما يححده هذا المسار من فكرا وممارسه ، حتى عشية انتفاضة تشرين . المسار الثاني هوالمسار الذي تحدد وعيه وممارسته اشكال من التنظيمات الاجتماعية والسياسية سابقة على توصيف الاحزاب والتنظيمات المدنية مثل المرجعيات الدينية ، وياتي بالمرتبه الثانية من حيث السعة والفاعلية ، وهو في الغالب جمهور سلبي ، منفعل واتباعّي في وعيه وتحركه .اما المسار الثالث فهو المسار الذي تحدد وعيه وممارسته ما اصطلح عليه القوى المدنية وهو اضعف المسارات تاثيرا وسعة لكنه ، في الوقت نفسه ، الاكثر صخبا والاكثر تاثيرا في الاعلام والاكثرلفتا للانتباه وللرعاية من قبل وسائل الاعلام الخارجية . وغني عن البيان ان هذه المعطيات لم تكن لتؤسس لوعي او نشاط اجتماعي وسياسي ثوري ومنظم وينطوي على او يمثل برامج تغيير اجتماعية اصيلة وجادة وواسعة .

ان تاريخ الثورات الشعبية والاحتجاجات الاجتماعية الحقيقية التي اسفرت عن تغيرات كبرى وجذرية ، جميعا ، يكاد يقدم مسارات وآليات متشابهة ، من ناحية الاسس والصراعات الاجتماعية المؤسسة على والمنبثقة عن بنية اجتماعية اقتصادية ذات محتوى صراعي وتناقضي والمستنده الى تبلور وعي اجتماعي بطبيعة الازمة والانسداد ووعي بوسائل حلها ومن تنامي هذا الصراع باتجاه الحسم ثم تطوره الى نوع من الحرب الاهلية ، مهما اختلفت الوسيلة والاداة التي لا تعني ، بالضرورة وفقط ، الاحتكام الى السلاح والدماء . ثم الى غلبة وميل ميزان القوى لصالح ارادة الفئات الجتماعية الصاعدة وممثليها السياسيين من قوى ومنظمات وشخصيات . وتتّبعْ تاريخ ووقائع الثورات الفرنسية والروسية والتركية والمصرية والايرانية وغيرها ، تجد نفسك في مواجهة تشابهات لا تخلو من معنى وتقودك ، حتما ، الى بلورة ادراك ولو اولي بمحدداتها .
ولكن على مقلب آخر نجد ان تاريخ الثورات الزائفة والفعاليات المغرضة والمفبركة ، وان طالت بتأثيرها وقدرتها على التحريك كتل جماهيرية كبيرة واستثمرت في حالات غضب ونقمة حقيقية وذات جذور واقعية فانها تتشابه ايضا في الطرائق والاساليب وتؤول ، غالبا ، الى ذات النتائج او الى نهايات متشابهة او متقاربه ، وهذا ما تعارفنا على تسميته بالثورات الملونه ، استنادا الى سلسلة " الثورات " التي حرضّتْ باتجاهها ورعتها اعلاميا وسياسيا وحتى لوجستيا اجهزة المخابرات والخارجية في الولايات المتحده والغرب سواء في دول الاشتراكية السابقة والاتحاد السوفيتي او الدول التي اختطت او حاولت ان تنتهج سلوك مسارات اجتماعية او سياسية مستقله او ترمي الى الابتعاد عن الغرب وهيمنته الاقتصادية والسياسية العالمية .
لكن العالم العربي ، شهد ، منذ عقد من السنين تقريبا ، ظاهرة " الربيع العربي " التي اججت احتجاجات اجتماعية واطاحت بانظمه سياسية وقادت مجتمعات عربيه معينة الى حال من اللا استقرار السياسي والاجتماعي لم تنجح في الافلات من مداره الى شاطيء الامان والبناء حتى الان ، رغم ان هذه الظاهرة او الموجة استندت الى تناقضات اجتماعية حقيقية وانسدادات سياسية متفاقمة واستوعبت في اطار فعاليتها قوى وجماعات وافراد مخلصين ومندفعين ويملكون ، كل على حدة ، رؤى وبرامج ، خصوصا في بداية ذلك " الربيع " ، فكان ربيعا مختلطا هجينا وملتبسا بين ثورات حقيقية مأمولة واخرى ملونة وزائفة ومصنّعة لغايات تقف ، في الجوهر ، على النقيض من مصالح وتطلعات شعوبها الحقيقية وآلت نتائجه الى العكس تماما من اية توقعات ايجابيه من ناحية المحتوى الحقيقي وليس من ناحية الرداء القشيب ولكن المهلهل من " الديمقراطية " والتداولية والشفافية وغيرها !

( للحديث صلة ....)



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(1)
- الحاكم وطني مخلص والشعب خائن وجاهل منذ 1991 حتى 2019 !
- تقرير اللجنه الوزارية : اراد ان يكون - متوازنا - ففقد التواز ...
- ثورة 14 تموز 1958 ...ثورة الامل المغدور !
- لا اظنهم يجهلون ما يفعلون !
- لا قطاع خاص طفيلي ومخّرب ولا قطاع عام فاسد وطفيلي ....
- اخرجوا رؤوسكم من الرمال ياسادة .. قد يرى الناس صورة صدام في ...
- الخشقجة الصغرى والخشقجة الكبرى ..وما بينهما !
- رئيس وزراء صادق وشعبٌ كذّاب !
- ترامب ومحميات الخليج : سحق الأصدقاء قبل الأعداء !
- جوق الإنشاد ، من - ابن الرافدين - الى ادرعي وكوهين !
- قصة الطفل المعجزة ساسون حسقيل !
- فرهود اليهود ....هل كان مذبحة عنصرية ؟ !
- هل يخرج العراقي من الباب ليدخل الإسرائيلي من الشباك ...شبهات ...
- مع إيران ام مع أمريكا ترامب ؟
- ماكشفته مدرسة الراهبات !
- احتجاجاتنا واحتجاجات الأوادم !
- شيء من الخوف... شيء من الرجاء !
- الدولة العراقية : سنوات الضمور والاضمحلال !
- هل كان هناك - تنظير - حقا ؟!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - عارف معروف - مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(2)