أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - ما الذي تغير في مواقف المعترضين على نتائج الانتخابات














المزيد.....

ما الذي تغير في مواقف المعترضين على نتائج الانتخابات


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 7084 - 2021 / 11 / 22 - 08:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان المعترضون على نتائج الانتخابات العراقية هم من أشد المطالبين بعقدها في الموعد المحدد لها في العاشر من شهر تشرين الاول 2021 ، وكانوا يطلون بصورة شبه يومية من على شاشات الفضائيات، وفي مواقع التواصل الاجتماعي داعين الناس إلى المشاركة المكثفة فيها؛ وكثيرا ما كان يحلو لهم الحديث عن مؤامرة خارجية لدفع العراقيين الى مقاطعتها، ولم تخلو عبارات بعضهم من شتم المقاطعين وتخوينهم برغم أن تيار المقاطعة كان قد رسخ أقدامه بقوة منذ انتخابات عام 2018 التي قاطعتها أغلبية السكان.

لقد سبق ان انتقدنا، الاسلوب الرخيص الذي كان بعض المرشحين يديرون بوساطته حملاتهم الانتخابية، فيدعون من ضمن ما يدعون إلى نبذ المقاطعة، وتلك ليست من مسؤوليتهم واختصاصهم طبعا ونبهنا الى ذلك في حينه، إذ أن دور المترشح للانتخابات يجب أن يكون مقصورا على طرح برنامجه الانتخابي ودعوة الناس إلى التصويت له ولشخصه، ولا علاقة لهم بالمقاطعة من عدمها، إذ أن التدخل في خيارات الناس في الموقف من الانتخابات يلقي ظلال من الشكوك في أهلية المتقدمين للترشيح وهو امر حذر منه كثيرون قبل الانتخابات، و ما ثبت بعد ذلك في نسبة المشاركة في الانتخابات وفي نتائجها، إذ قاطعت الأغلبية الاقتراع بتحد، وحتى الأقلية التي ذهبت إلى الصناديق لم تصوت لمعظم هؤلاء "المتنمرين" على الشعب، وبالنتيجة، لم يحصلوا على الأصوات التي تؤهلهم لتشكيل السلطة التنفيذية اللاحقة او حتى المشاركة فيها، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها بالحديث عن التزوير، متهمين الجميع بخذلانهم؛ ولم يستثنوا حتى ممثلة الامين العام للامم المتحدة في العراق، التي طالما اثنوا على دورها قبيل الانتخابات وتحدثوا بفخر عن الرقابة الدولية التي تتوفر للاقتراع، فما الذي تغير من وجهة نظر هؤلاء ليوجهوا السهام الى الجميع فيهدد بعضهم بالحرب الاهلية.. ولكن اي حرب اهلية وضد من.. اليس الفائزون عراقيين.. وهل سيهاجمون قوات الجيش العراقي والتشكيلات المسلحة العراقية والحكومة.. ربما كان الهجوم المسلح على رئيس مجلس الوزراء احد صور التهديد الذي تبنوه في البداية ثم تراجعوا عن ذلك لاحقا متهمين جهات دولية بتدبيره، ام ترى انهم يسعون الى امر آخر يعدون له.. واين دعاواهم عن ضرورة صيانة العملية السياسية واحترام الديمقراطية في العراق التي كان يتحدث بها زعماء القوى الخاسرة، وسبق لبعضهم ان ذهب الى حد الدعوة الى الغاء النظام البرلماني واستبداله بنظام رئاسي وذلك قبل ان تظهر خسارتهم، فاخذوا يتحدثون بعدها عن الحاجة الى حكومة توافق يشترك فيها الجميع بمن فيهم الخاسرون، وطفقوا يبحثون عن مقعد هنا ومقعد هناك بأمل ان تقلب النتيجة، بل ان خاسرين تجرأوا في سابقة خطيرة في العرف الديمقراطي على المطالبة بتوزيع مقاعد الفائزين لإرضاء الخاسرين، وذهب آخرون الى طرح مشروعات تسوية هي في حقيقتها بالضد من النظام الديمقراطي الحقيقي الذي يستوجب تواجد الفائزين والخاسرين؛ متذرعين بانهم انما يفعلون ذلك حفاظا على السلم الاهلي وتجنب الحرب الاهلية.. فكيف يستقيم ذلك؟ اليسوا هم "السياسيون" الذين يفترض ان يطبقوا المسار الديمقراطي في العراق، الذي طالما تشدقوا بالدفاع عنه على عواهنه.

ويقينا ان نتائج الاعتراضات على نتائج صناديق الاقتراع، لن تضيف شيئا متميزا الى الخاسرين ولن تغير المعادلة الجديدة التي تكونت، وعلى الجميع ان يقر بالنتائج؛ ولا بأس على المعترضين اذا كانوا يريدون خدمة الشعب والبلد كما يقولون، ان يشكلوا المعارضة النيابية المقبلة، إذ سيشكلون مع المستقلين والتشرينيين، اذا لم يدعهم احد الى الاشتراك في الحكومة معارضة قوية، وليفضحوا الحكومة اذا فشلت في تلبية مطالب الناس، وليدعوا الى استقالتها اذا اخفقت، وليذهبوا اذا ارادوا لتشكيل حكومة ظل.. أليست تلك من اساسيات النظام الديمقراطي.

اما فيما يتعلق بالحكومة المقبلة، فبرأينا انها يجب ان تشكل من القوى الفائزة ولنقل من احزاب لديهم اكثر من 30 مقعدا؛ ومن خلال تطلعنا في طبيعة تلك الاحزاب نرى انها تمثل الشعب العراقي بصورة أنموذجية (فيما يتعلق بالمذاهب والقوميات) ولا بأس من اضافة بعض الاسماء الاخرى؛ اما محاولة تغيير النتائج بالقوة والتهديد باستعمال السلاح فهذا امر مرفوض ويعيد تأكيد الحاجة الى تخليص المجتمع من المجاميع المسلحة غير النظامية، لأنها تشكل مصدر خطورة كبرى للبلد، وهي احد الاسباب الرئيسة التي ادت الى المقاطعة الكبيرة للانتخابات.

على الحكومة ان تتشكل بتوافق من فائزين كي تكون حكومة قوية تنفذ رغبات الناس في الخدمات وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والامني وتحفظ سيادة البلد وثرواته؛ ولتتشكل مقابلها معارضة وطنية قوية تراقب اداء الحكومة، فتثني عليه اذا نجح في تلبية حاجات الناس وتعاقبها اذا اخفت، ولتطرح مشاريعها هي ايضا تحت قبة البرلمان، بهذا وحده نضع الاسس القويمة للبناء الديمقراطي الحقيقي؛ اما الرجوع الى ما كان يعرف بأسلوب وضع رجل في الحكومة ورجل في المعارضة والسعي لتشكيل حكومة محاصصة بتوافق الجميع، فهو منهج مخادع ولن يؤدي الا الى كوارث كبرى تلحق بالناس، وبخاصة بعد ان اثبتت الحكومات الائتلافية السابقة فشلها المريع في ادارة الملفات التي لم تزل عالقة منذ عقود وفي طليعتها تحقيق رفاه واستقرار السكان والقضاء على الفساد والبطالة والارتقاء بالخدمات، وبناء البلد، والتأسيس لمجتمع متحضر غاب عن انظارنا طيلة الحقبة الماضية.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتباكون على حكومة التوافق والمتوسلون بها
- محنة اللاجئين لن تهم احداً وتتقاذفها أرجل الجميع
- حكومة يشترك فيها الفائزون والخاسرون كارثة وطنية
- هل الفقر شرٌ لابدّ منه؟!
- جوانب من ازمة الديمقراطية في العراق
- الاموال المستردة 2 مليار من مجموع 300 مليار دولار منهوبة!
- اخفاق الإعمار بسبب ضغوط دولية و سياسية!!
- محاولات مبكرة للتزوير الرسمي للانتخابات النيابية
- انتزاع الاعتراف بالإكراه تراجع خطير لحقوق البشر
- مهزلة انتخابات العراق ديمقراطية الخداع وإدامة الخراب
- ما علاقة المرشح والمسؤول بالموقف من الانتخابات؟
- الكهرباء .. كلام شتاء يمحوه الصيف
- الاستثمار في -لا شيء-!
- في خضم الحدثين الأمريكي والعراقي.. أخيلة التشفي
- في بعض خصال ثورة تشرين العراقية
- لا اقتراع مع الفساد. انتخابات العراق المقبلة سراقٌ جدد وتواص ...
- الأحوال الشخصية تتعلق بالناس وليست بالسياسيين
- خديعة الكهرباء الوطنية الكبرى وأكذوبة ماء الرصافة
- زعماء دين سياسي.. همم تقسيم المجتمع وتكريس كراهية الآخر
- -التسوية التاريخية-.. هرب للأمام وعودة لاقتسام الغنائم


المزيد.....




- احتمال حدوثها واحد من عشرة آلف.. لِمَ اعتبرت ولادة هذه الفرس ...
- -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لـCNN تجربته في غ ...
- 20 قتيلا على الأقل بغرق قارب في شرق أفغانستان (فيديو)
- السعودية تعلن عملية بيع حصة إضافية من شركة أرامكو النفطية
- أرقام صينية: ازدهار التجارة بين الصين والدول العربية على مدى ...
- بدء تطبيق -بطاقة الفرص- لجذب عمال مؤهلين إلى ألمانيا
- سياسية ألمانية تضطر لمغادرة بلادها مع أطفالها الثلاثة بسبب م ...
- بالتفاصيل.. المقترح الذي أعلنه بايدن وقابلته حماس بإيجابية
- وزير الدفاع الإندونيسي يؤكد استعداد بلاده لإرسال قوات حفظ سل ...
- وزير دفاع إندونيسيا: خطتنا للسلام في أوكرانيا تبقى منطقية وم ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - ما الذي تغير في مواقف المعترضين على نتائج الانتخابات