أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عدنان الصباح - نعم قادرات














المزيد.....

نعم قادرات


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7081 - 2021 / 11 / 19 - 14:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في قرية فلسطينية نائية تقع في اقصى شمال الضفة الغربية وفي القلب من فلسطين اسمها برقين تمكنت مجموعة من النساء من ان تتحدى الجميع وتعلن عن تشكيل قائمة نسائية بالكامل لخوض الانتخابات البلدية هذا العام وقد اطلقن على قائمتهن اسم " قادرات " وأيا كان الراي في الهدف من تشكيل القائمة لدى من استشاطوا غضبا من هذا التحدي لمجتمع يصر ان يدفن راسه بالرمال لصالح عدم الاقرار بانتهاء عصر المجتمعات الذكورية ومنذ زمن بعيد.
برقين هذه القرية الاكثر من جميلة والتي تقع على ظهر ربوة مقدسة حيث اشفى سيدنا عيسى العشرة البرص ويقال انها اخذت اسمها منهم أي البرق او البرص وان اسمها انتقل من بورصين او من البرق وهو اسم الشعبي للبرص استطاعت وبعيدا عن كل المراكز ان تصنع معجزة حقيقية على أيدي نسائها الذين اعرفهن جيدا ... نساء برقين تاريخيا حرثن الارض وقطفن الزيتون وعلى رؤوسهن نقلن الماء من عين الماء في وادي القرية الى بيوتهن في اعلى التل وبأكفهن شيدن بيوت الطين ونساء قائمة قادرات اليوم هن حفيدات الماجدات اللواتي صنعن اجيالا وبنين قرية وحملن على اكتافهن عبء مسئولية كل شيء في حياة القرية وكتفا الى كتف مع الرجل كانت المرأة البرقينية تصنع كل شيء بلا فوارق الا عند قطف الثمار فلم يكن للمرأة حضور على الاطلاق فلا هي المسئولة عن ابنها او بنتها في المدرسة ولا هي صاحب حق او راي مهما كان صغيرا في شؤون القرية وفقط كان عليها ان تعمل وتعمل خارج البيت وداخله بينما يتصدر المشهد الرجل في كل شيء عند قطف الثمار فالمرأة والرجل يعملان معا في الحقل وعند المساء يتفرغ الرجل لجلسات طق الحنك ولو كانت بالشأن العام بينما تواصل المرأة العمل في البيت حتى تنام مهدودة من التعب.
اليوم يبدو ان حفيدات البطلات البرقينيات الاوائل قد قررن اخذ حقهن وحق جداتهن بأيديهن رغما عن أي شيء وكل شيء وقد استطعن باختصار وايا كانت النتائج ان يؤسسن لدرس عربي بامتياز ليس في برقين ولا في فلسطين فقط ولكن قدي يكون ذلك سابقة لم يسبقهن اليها احد على حد علمي وهو درس لمن لا يعتقدون ان النساء قادرات ودرس يقول للجميع ليست مارغريت تاتشر ولا انديرا غاندي ولا بنازير بوتو وباندرانايكا وايزابيل بيرون والعديد العديد من النساء اللواتي استطعن قيادة شعوبهن بل الانتقال لموقع الرمز العالمي بالقيادة والامثلة لا زالت حية كما هو الحال مع ايسلندا والنرويج ومالطا وليتوانيا ونيكاراغوا وايرلندا وبنغلاديش والقائمة تطول وتطول.
نساء برقين هن امتداد للفعل الحقيقي المتواصل في الارض وعلى الارض ولكنهن هذه المرة قررن ان يقلن بالفم المليان نعم اننا قادرات معكم او بدونكم او اننا قادرات معكم لكن بإرادتنا لا بترك مقعد لنا هنا ومقعد هناك تحت انظمة ميتة تسمى " الكوتا النسائية " التي اسوأ ما فيها انها تعطي الرجل حق منح المرأة بعض حقها باعتبار ذلك كرما ذكوريا لا مثيل له واذا كانت الكوتا حقيقية فلماذا لا تكون منصفة كما هو واقع الحال السكاني في فلسطين ولماذا تبقى قيادة المجالس حكر على الرجال ما عدا بعض الحالات النادرة كما في رام الله وحالة او اثنتان في اماكن مختلفة في فلسطين لكن الحال لم يرقى الى مستوى الظاهرة.
لم أقرأ برنامج قادرات الانتخابي وليس يعنيني الامر كثيرا اولا لأنني لا املك حق التصويت في برقين وثانيا لان ما يعنيني ويعني الجميع هي الفكرة ومعنى الاسم الانتخابي وما يجب ان نبني عليه غدا وهنا اقصد النساء ومن يقف خلفهن واعني بوضوح كلمة خلفهن ففي قضايا النساء لا حق لاحد بان يتصدر المشهد سوى النساء انفسهن وكما كتبت مرة " ليس اوقح من غني يسن التشريعات للقراء الا رجل يسن التشريعات للنساء ".
ان المنطق البسيط والبديهية العادية تقول أن من يبنين الاجيال والمجتمعات ومن كلا الجنسين قد يكن الاقدر على قيادتها فما معنى منع امرأة من دور الزعامة وهي التي علمت الزعيم كيف ينطق الحروف وكيف يخطو على الارض وهي بالتأكيد اذا فعلت ما فعلته مع الذكر والانثى فما دامت المرأة هي مدرسة الزعيم من الالف الى الياء لأنها امه فلماذا لا تكون اخته التي تلقت نفس التعليم ومن نفس المصدر هي الزعيمة ام ان الحق المطلق بالقيادة للذكر جاءت في وصايا الله تعالى
" قادرات " درس نسائي عربي فلسطيني جنيني برقيني بامتياز ان كفى انتظار لإرادة الرجل في قبوله او تنازله او تعطفه في منح النساء حقوقهن وان النساء وحدهن وبأيديهن قادرات على اخذ هذا الحق بالقانون وبكل ادوات السلم فليست تعرف المرأة الفلسطينية سوى حب اسرتها وعائلتها وليست تدرك فعل غير ذلك فلعل بلاد تقودها النساء ان تكون اكثر رأفة بحالنا من بلاد يقودها " الذكور ".
لم ارد لمقالي هذا ابدا ان يكون تدخلا في المعركة الانتخابية في برقين ولا باي حال من الاحوال ولكني اردت ان اقول فقط انهن نعم " قادرات " على الصمود وقادرات على النجاح وقادرات على ان يكتبن حفرا على تلال برقين وفلسطين وغيرها انه يمكنهن وحدهن ان يصنعن الغد لهن ولنا وللجميع ... نعم قادرات ليس في برقين وحدها ولكن في كل مكان ... نعم قادرات ان يتقدمن أي مسيرة فلم تكن ولن تكون تاتشر اقوى من وداد ولا انديرا غاندي اقوى من صمود.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يكون الصمت خيارا
- الحروب أسواق سلاح لا مبادئ
- الميتا فيرس وإمبريالية المعرفة
- بؤس الثقافة العربية
- العرب ... غياب الفكر ... خرافة التفكير
- القيمة الفائضة ... سلاح إمبريالية المعرفة
- الأبطال يستشهدون والجموع تصفق
- العقل العربي استحضار الخرافة لتغييب الفعل
- نحن وخريف نفتالي بينيت
- سلاح الستة صناعة فلسطينية حصرية
- يمين اليمين على اكتاف العرب واليسار
- المهندسون هندسوا البلد
- مقبرة أفغانستان هل تركتها أمريكا لأعدائها
- حين نغادر مراوحة المكان
- عروبة بلا عرب ألف لماذا ولماذا
- من قضية القضايا إلى أزمات بلا قضية
- حين تجري الماء من تحتنا
- ما بعد الصعود على السلم
- مواطن الله على الأرض
- نزار بنات الذي صار أيقونتنا


المزيد.....




- كم نصيب المرأة من حساب المواطن؟ الموارد البشرية توضح
- المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان يناقش أهمية الأسرة و ...
- فرنسا.. القضاء يلغي أمر ترحيل امرأة جزائرية عائدة من سوريا
- ارتاحي من زن العيال طول النهار .. تردد قناه طيور الجنة 2024 ...
- مطالب بضرورة حماية الأسرة في مؤتمر الدوحة لحوار الأديان
- متحف مخصص للنساء فقط يتحول إلى مرحاض لـ -إبعاد الرجال-
- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة بدوام جزئي لبرنامج النساء والعم ...
- إعادة بناء وجه امرأة من -النياندرتال- عاشت قبل 75 ألف عام في ...
- يركّز على قضايا الأسرة.. انطلاق فعاليات مؤتمر الدوحة لحوار ا ...
- فرنسا: ناشطات نسويات يلطخن لوحة -أصل الكون- بطلاء أحمر أثناء ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عدنان الصباح - نعم قادرات