أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدنان الصباح - الأبطال يستشهدون والجموع تصفق














المزيد.....

الأبطال يستشهدون والجموع تصفق


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 14:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تحت جنح الظلام تتسلل قوات الاحتلال الاسرائيلي الى مدننا وقرانا فيقتلون ويجرحون وبخطفون خلال وقت قصير ثم يغادروا من حيث اتوا وفي احسن الاحوال يحملون معهم اصابة او اثنتان من بين جنودهم بينما ننشغل نحن بعرس الشهيد وبيت العزاء والملصقات الجاهزة وصور الشهيد على مواقع التوال الاجتماعي وكلمات العزاء التي لا حدود لها ولا يستمر الامر اكثر من ثلاثة ايام او اقل لننشغل بشهيد جديد وصور جديدة ومنشورات جديدة ونعزي انفسنا ونغني للشهيد وكان شيئا لم يحدث.
الأخطر من ذلك غياب الشعور بالفقد او الحزن او الالم العلني اضعف الايمان لفقدان شباب في مقتبل العمر يسقطون وحيدين في مواجهة غير متكافئة بين شاب وحيد مع بندقيته وجيش جرار بكل امكانياته المعروفة ولا يجد شهيدنا الا بعد ان يغمض عينيه ويغيب الجموع تلتف من حوله والحناجر الفارغة تهتف باسمه ورسميين يهددون بانتقام لم يأت يوما حتى اللحظة.
عشرون جنديا احتلاليا يقتحمون مدينة باسرها بآلافها فيختفي الجميع في منازلهم ويخرج البطل وحيدا ليدافع عنهم بدمه ولحمه الحي فيصبح صيدا سهلا لقوات الاحتلال حين يجدونه في مواجهتهم مكشوفا من أي حصن وخصوصا حصن ناسه ومع ان هذا الفعل يتكرر بشكل شبه يومي الا ان احدا دون ان يحاول احد استخلاص العبر او توجيه الارشادات حتى او التفكير بالفعل المقاوم حتى نتمكن من حماية ابناءنا وادامة كفاحهم لأطول فترة ممكنة.
الشواهد كثيرة فهي لا تعد ولا تحصى وهي لم تشمل فقط الشهداء بل ان ابطال النفق لم يجدوا القدرة على الاختباء بين ناسهم في عرض فلسطين وطولها وعلى مدى الايام التي تمكن الابطال من الحفاظ على حريتهم فيها اعتمدوا فقط على قدراتهم الذاتية وحين احتاجوا للمساعدة وجدوا انفسهم في قبضة الاحتلال.
ببساطة ينام كل المصفقين ويتركون الابطال لمصيرهم وبكل بساطة تتمكن قوة معادية قوامها في احسن الاحوال مائة شخص بعدة عربات وعدة بنادق من اختراق مدينة يقطنها الالاف وبها اعداد كبيرة من المسلحين وتنفذ هذه القوة مهمتها بنجاح وعادة ما تغتدر دون اية اصابات علما بان هذه القوة وغيرها ما كانت لتتمكن من انجاز مهمتها لو ان الالاف بدوا بالطرق بالملاعق فقط على قضبان شبابيكهم وابواب بيوتهم حتى ولو لم يخرجوا للشوارع وفي هذه الحالة كان جنود القوة سيصبحون اسرى بين ايدي الناس بدون سلاح ولن ينفعهم سلاحهم مع الالاف التي ستحيط بهم من كل جهة.
تلك هي الارادة الشعبية الغائبة وتلك هي النافذة الوحيدة التي يقفز منها الاحتلال لقاع بيوتنا فيفعل ما يشاء ويغادر وقت يشاء والحناجر والاكف التي كنا بحاجة لها ليلا لتحمي الشهيد نجدها صارخة وعملاقة وقوية في جنازته والرصاص الذي غاب عن حمايته حضر بكل قوة لوداعه وبهذه الطريقة فان الاحتلال سيواصل النجاح وحصد ارواح ابطالنا الواحد تلو الاخر وكل ما نفعه هو التعداد والمنفخة الفارغة حين يغيب الاحتلال لتختفي كل هذه المرجلات الفارغة حين يحضر.
المصيبة هذه لا يتحملها قطعا جموع الشبان الهاتفين والغاضبين والذين ننتقدهم صبح مساء بل ان النقد الحقيقي يجب ان توجه سهامه للقوى والفصائل وقياداتها التي امتهنت صناعة البيانات والتنديد والاستنكار والتهديد في احسن الاحوال وعادة فان البيانات الاكثر كفاحية ونبرة مقاومة ما تصدر من غزة بينما تكون البيانات الصادرة في الضفة الغربية اكثر نعومة ومصاغة بلغة دبلوماسية الى حد بعيد في حين ان الاحتلال يستخدم سلاحه لقتل ابناءنا علنا وأمام عيوننا واستغلالا لعجزنا الرسمي الذي اردناه نحن ان يكون وكبلنا ايدينا وايدي شعبنا به الى حد بعيد.
ان المطلوب التوقف عن التصفيق لأبطالنا يموتون تحت جنح الليل فرادى بل السعي لحمايتهم وتدريبهم وتمكينهم من الصمود في وجه الاحتلال وقواته والوقوف الى جانبهم وعدم الاكتفاء بتبني جنازاتهم والا فان ذلك يعني بكل بساطة مواصلة فقدان الابطال الواحد تلو الآخر وتفريخ المصفقين اكثر فاكثر وهو ما يحتاج اليه عدونا اكثر من أي شيء آخر ان يواصل القتل يوميا ونواصل نحن التنديد يوميا ولو كان ذلك التنديد يحمل لغة الثأر والوعيد.
نحن بحاجة لمقاومة ذكية جماعية موحدة قادرة على الصمود والمواصلة أكثر فأكثر وانهاك العدو اكثر فاكثر وما دون ذلك سيعني مواصلة تناقص مخزون الابطال الافراد الذين يبدون الاستعداد دوما للصمود والمقاومة والتضحية لكن عدم مراكمة التجارب من قبل هيئة اركان حقيقية للمقاومة وغياب المشاركة الشعبية الرافدة والحاكية للأبطال سيجعل من كفاحنا مسلسل من الانتكاسات ومسلسل من وداع الشهداء بالزغاريد والهتافات يقابلها مسلسل ابشع من نجاح الاحتلال في ترويضنا وتحويلنا الى ابواق للنفخ لا علاقة لنا بفعل المقاومة تدريجيا ويؤصل الفكرة القائلة باننا غير قادرين على تحقيق النصر او مواصلة فعل النصر ان انجزناه مرة هنا ومرة هناك وحكايات الابطال الذين اسروا او استشهدوا او جرحوا اثناء المقاومة لم تكن فشلا لهم بل فشل حقيقي للقيادة وفصائلها الغائبة والتي تعتاش على بطولاتهم ودمهم لا اكثر ولا اقل.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل العربي استحضار الخرافة لتغييب الفعل
- نحن وخريف نفتالي بينيت
- سلاح الستة صناعة فلسطينية حصرية
- يمين اليمين على اكتاف العرب واليسار
- المهندسون هندسوا البلد
- مقبرة أفغانستان هل تركتها أمريكا لأعدائها
- حين نغادر مراوحة المكان
- عروبة بلا عرب ألف لماذا ولماذا
- من قضية القضايا إلى أزمات بلا قضية
- حين تجري الماء من تحتنا
- ما بعد الصعود على السلم
- مواطن الله على الأرض
- نزار بنات الذي صار أيقونتنا
- ماذا لدى المقاومة بعد
- تخليص الثورة من صدأ العدة والعتاد
- حالة التيه وساعة الحساب
- ثلاث دول بلا حدود
- فلسطين واحدة موحدة
- لقد حصلنا على النصر مسبقا
- وطن البيوت المهجورة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدنان الصباح - الأبطال يستشهدون والجموع تصفق