أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - تفسخ أخلاقى يغفره الله بالصلاة والصوم والحج














المزيد.....

تفسخ أخلاقى يغفره الله بالصلاة والصوم والحج


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 20:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


----------------------------------------------------------------


شاهدت على إحدى القنوات الفضائية ، مذيعًا، كل شىء فيه يلمع، إلا عقله وأسئلته.. فى ابتسامة لزجة، يسأل الممثل الشاب المشهور: «إنت صحيح بتحب الستات؟ متخفش.. قول بصراحة.. مراتك مش قاعدة بتتفرج علينا».. يضحك الممثل الشاب المشهور، قائلًا: «طبعًا.. كل الناس عارفة إنى باموت فى الستات».
ما هذا التفسخ الأخلاقى؟ . أنا لا أفهم، سؤال «هل بتحب الستات»؟ ترى لو المذيع، يحاور ممثلة شابة مشهورة، هل يسألها بالأريحية نفسها: «إنتى صحيح بتحبى الرجالة.. متخافيش جوزك مش قاعد بيتفرج علينا؟». ولنفترض جدلًا، أن الممثلة أجابت بالضبط، مثلما أجاب الممثل، وقالت: «طبعًا كل الناس عارفة إنى باموت فى الرجالة».. فى هذه الحالة، لن تهرب من وصفها بالانحلال الأخلاقى، وإثارة الفحش الجنسى، وسوف تطالب نقابة المهن التمثيلية بالتنكر لها، وتشطبها من ممارسة الفن، وسوف تطالب قنوات الاتصال الاجتماعى بمحاكمتها، وسوف تفتى التيارات المتأسلمة والسلفية والإخوانية، بأن إهدار دمها واجب شرعى، لأنها تعلن عن نزواتها الجنسية الشهوانية على الملأ، وهذا إفساد فى الأرض.
هذا غير تعرضها للشتائم البذيئة، والسب والقذف، والسخرية المهينة. وفى الوقت نفسه، لن يتعرض المذيع الذى سألها، لأى هجوم، أو إدانة. ربما فقط، يتم لفت نظره بعدم استضافة مثل هؤلاء الفنانات اللائى يسئن إلى الفن، والفضيلة، وعفة النساء المصريات.
إن هذا التفسخ الأخلاقى هو من حصاد الدولة الذكورية غير الأخلاقية، التى تتمسح بالفضيلة طوال الوقت، مع أنها هى سبب الانحلال الأخلاقى، والازدواجية الأخلاقية، والتناقضات الأخلاقية. إن الإعلام، والدراما، والفن بشكل عام، تمدح الرجل «اللى مقطع السمكة وديلها»، والرجل «اللى كل يوم ماشى مع واحدة».. والزوج «اللى بيخون مراته عشان يجدد شبابه».. والشاب «اللى لا يترك فتاة أو امرأة دون مغازلة».
وفى كل الأحوال، هو ليس مخطئًا، ولا فاسقًا، ولا متحرشًا، ولا قليل الأدب، ولا مذنبًا، ولا شهوانيًا، ولا انفلاتيًا فى غرائزه الحيوانية، ولا خطرًا على عفة المجتمع، ولا محرضًا على الرذيلة، ولا مثيرًا للشهوات. بالعكس، هو رجل «طبيعى جدًا»، «كامل الدسم والرجولة».. يمثل الرجولة الحقيقية التى خلقها الله متعددة النزوات، لا تعرف كيف تتحكم فى شهواتها، وغرائزها الفطرية، ورغباتها المشروعة، التى يجب إشباعها فورًا، بأى طريقة، للحفاظ على صحة الرجال العضوية والنفسية.
يصبح هذا الرجل قدوة للرجال، والأزواج، والشباب. أما المرأة أو الفتاة، لو فقط اعترفت بأنها «معجبة» فقط بأحد الرجال، أو الشباب، فهى مشروع لفتاة منحلة أخلاقيًا، وبداية لامرأة سيئة السمعة، معوجة السلوك، منحرفة الفطرة. أهذه فضائل؟. أهذه أخلاق تستحق الإشادة والفخر والحفاظ عليها؟. أهذا هو الطريق المستقيم للعفة؟. أم فساد أخلاقى من الدرجة الأولى؟.
إن كلمة «العفة»، أو وصف «العفاف»، لا وجود له بالنسبة للرجال. هل سمعنا أحدًا يقول مثلًا، «هذا رجل عفيف»؟. هل تطالب الفتاة، أو المرأة، الرجل بأن يكون عفيفًا؟. أبدًا، بل أغلب الفتيات والنساء يفخرن بأن الأخ، أو الأب، والعم، والخال، له تاريخ «دونجوانى» خطير.
أما بالنسبة للزوج، إذا علمت الزوجة بنزوات زوجها، فإنها تغضب لفترة، وتعود كأن شيئًا لم يكن. وربما هى تبرر له نزواته قائلة: «ربنا خلقه كده شهوانى متكفيهوش ست واحدة.. لازم أستحمله.. أمال هعمل إيه.. أخرب بيتى؟». ونجد أهل الزوجة يمدحون موقفها الحكيم، وتعقلها. من ناحية تقول لها الأم: «يا بنتى هو فيه راجل عينه مش زايغة؟ متخلقش لسه، ولو فيه يبقى لا مؤاخذة مش راجل».
ويعقب الأب قائلًا: «ربنا يكملك بعقلك يا بنتى.. ميعيبش الراجل إلا جيبه.. مدام مكفى بيته وبيصرف على عياله وكريم مش حارمك من حاجة، يبقى عمل اللى عليه وعداه العيب.. وبعدين لما يكون له نزوات وتروح لحالها، مش أحسن ميتجوز عليكى ست تانية وتالتة ورابعة تشاركك فى فلوسه؟».
للرجل «العربدة وقلة الأدب والشهوات المتضخمة الجاهزة طوال الوقت والانحلال الأخلاقى»... وللمرأة «العفة» و«العفاف»، و«الختان»، و«التغطية»، أو تعدد العلاقات السرية ، من أجل رجال فى حالة هياج جنسى مستمر، ومقنن. أخلاق غير أخلاقية.. معيبة.. مخجلة.. ضد الفضيلة، والاستقامة.
هؤلاء الرجال الفاسقين الذين يبررون ، ويقننون انحلالهم الأخلاقى ، ليس لديهم أى مشكلة . فهم يصلون ، ويصومون ، ويذهبون الى الحج ، ويحجبون اناث الأسرة ، لأن الله ، سيغفر لهم كل ذنوبهم ، بعد الصلاة والصوم والحج .
-------------------------------------------------



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر ... وطنى وعملية - غسيل حضارة - عاجلة
- هاربة من الصلاة وعباءات النساء ... أربع قصائد
- أفتخر أننى بلا - هوية -
- - صعلوك - يطرق باب الاعتكاف
- خطيئة المرأة غير القابلة للغفران
- أين كل الأشياء ؟ .... ست قصائد
- العجز عن الحب .. أزمة محلية عالمية
- حبيب ليلة الأحد ..... أربع قصائد
- الاساءة الى - سُمعة الوطن - وصاية ارهابية
- رجل فى بيتى لا أتذكره ..... سبع قصائد
- انتقام من وراء الكواليس
- حياتى .. السًفاح الجلاًد .. ثمالة .. وردة قلبى ........ أربع ...
- الى - نوال - امى فى يوم ميلادها 22 أكتوبر
- بدمى أكتب
- ابن الريف وابنة المدينة ....... قصة قصيرة
- اللصوص .. رؤساء التحرير .. أوراق الشجر ثلاث قصائد
- أنعيها .... كأننى أنعى نفسى
- الاثنين 13 أكتوبر 2008 ..... قصيدة
- لم نلتق الا فوق سحابات المنام - قصة قصيرة
- أنا قلبى دليلى قاللى ده أنور وجدى


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - تفسخ أخلاقى يغفره الله بالصلاة والصوم والحج