أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - - صعلوك - يطرق باب الاعتكاف














المزيد.....

- صعلوك - يطرق باب الاعتكاف


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7070 - 2021 / 11 / 7 - 15:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


---------------------------------


أريد أن أسافر بعيدا ، عن الجرائد الصفراء ، لون ثقافة الصحراء . والجرائدالسوداء ، لون الانتقام المكبوت . والجرائد الرمادية ، لون العشق المُحرم . والجرائد الحمراء ، لون حنين لا ينطفئ . والجرائد الخضراء ، لون البيئة الملوثة . و الجرائد الزرقاء ، لون الحزن على الوجوه ، لا يزول ، لا يبوح . والجرائد البنفسجية ، لون العدل التائه فى المؤتمرات . والجرائد البرتقالية ، لون شيطنة الحرية .
أحتاج أن أنسى القراءة ، حتى لا أفهم ، كلمات مكتوبة ، بالبنط ثقيل الحبر ، والدم ، أن أمى " نوال " ، قد رحلت عنى ، وأخذت معها كل الأشياء ، وكل المعانى . أخذتنى أنا أيضا ، معها ، وهذا هو العزاء الوحيد .
أحاول أن استدرج الكلمات ، أو ربما هى التى تستدرجنى .. أحاول أن أحكم قبضتى على القلم ، أحاول أن أتذكر قواعد اللغة .. أحاول أن أنسى أننى منذ عدة شهور ، مسننزفة فى رحلة وعرة ، طريقها مسدود .. محفوفة بالألغام والخطر .. والجحود .. أحاول أن أغرى شهيتى بمذاق غاب كثيراً .. أحاول اصطياد الكلام ، لأنقشه على الصفحات .. أحاول التوحد بالنغمات ، التى تستثير شهوة الكتابة .. أحاول أن ألتحف بذكرى الرجال الذين مروا بحياتى ، وألهمونى دون قصد ، القصص والأشعار .
أناجى فى سكون الليل ، لذة الإبداع ، أتحايل عليها .. أعلم ً أن لذة الإبداع ، مثل الحب ، عصية المنال ، متقلبة المزاج ، صعبة المراس . لا تأتى ، إلا فى التوقيت الذى تشتهيها هى .
أعلم ً أن لذة الإبداع ، غير قابلة للترويض .. لا تستجيب للدعوات ، والتحايل . لا تأخذها شفقة ، أو رحمة ، بكاتبة ، وشاعرة ، تناجيها ، وتتوسل إليها أن تزورها خلسة ، لحظة من الزمن ، كانت أمى " تتنفس " فى أحضانى .
أشرد . فالشرود جواز مرور ، لا أحد يتجسس عليه ، للعبور الى مدن الكتابة .
ولكن ، حتى لو جائتنى الكتابة ، ماذا أكتب ؟؟ ، وأنا مترددة ، مرتبكة ، غير مقتنعة ، بما سيتدفق على الورق ؟؟؟ . على يقين أننى حتى لو تخليت عن السباحة ضد التيار ، فمصيرى حتما هو الغرق .
كيف أعطى نفسى الحق ، فى الانصات الى نداءات الحياة ، وعواطفى كلها قد تجمدت ، أو ضاعت ، أو اختفت مع اختفاء " أمى " ؟؟.
أشعر أن أى استجابة لنداءات الحياة بعد " أمى " ، جحود ، وعدم وفاء ، وقلة أصل ، ليست أنا .
ولكن ، هل الزهد فى الحياة ، يقلل عدد القتلى والضحايا ، فى عالم مؤسس على القتل ، وكبوش الفداء ؟؟. هل يخلصنا من الاخوانية ، والوهًابية ، والسلفية ، والذكورية ؟؟؟ . هل يبيد عصابات داعش ، ويخفض أسعار المعيشة ، ويميت كوفيد 19 ؟؟. هل تلاشى الرغبة فى الحياة ، يخلق يخلق فنا أرقى ، ويضمن ابداعا أعمق ؟؟.
هل الزهد فى الحياة ، سيعيد لى أمى " نوال " ؟؟. أو يسعدها فى رحلتها الغامضة ؟؟. وهل سيجعلنى ، أقل قلقا ، على " عاطف " أخى الوحيد ، ابنى الذى لم يحمله رحمى رافض الأمومة المقدسة ؟؟.
بعد رحيل أمى ، " نوال " ، أصبحت كثيرة التقلبات .... لا شى يرضينى فى هذا العالم .. لا رجل يملأ عينىً على وجه الأرض .. ليس لى بيت أو وطن .. متطرفة المشاعر، غريبة الأطوار .. بعد رحيل أمى ، لم يعد عندى شئ أعطيه ، جفت ينابيع اشتهاءاتى ، وذبلت ورود شغفى واشتياقاتى ".
قال لى : " أنا راض بكل شئ .. ابقى كما أنتِ .. لا تعطينى شيئا ، ولست أطلب الا ما تسمحين به .. فقط أكون فى حياتك .. التوقيت الخاطئ ربما يكون هو أفضل توقيت .. جربينى .. هل جربت - وأنت الشاعرة ، و الكاتبة - أن تدخلى إلى حياتك ، رجلا هو الآخر ، يزهد الحياة ؟ ... هل جربت من قبل التقرب من صعلوك ، حياته على كف عفريت ، يحمل كفنه على يديه ، يعيش مشردا ، هائما ، متحديا كل
الأشياء ، حت نفسه ؟؟؟."
أحب ، وأقدر ، الصعاليك . وهل الكتابة ، والشِعر ، والموسيقى ، والغِناء ، والرقص ، والحكمة ، شئ أخر ، إلا أصل من أصول " الصعلكة " ، بين طرقات الخيال ، وأزقة الروح ، ودروب المحال ؟ .
" الصعاليك " ، نساء ، ورجالا ، هم الذين غيروا وجه التاريخ . ومسار الحضارات ، و أحلى القصائد ، والرويات ، والقصص، واللوحات . وأروع الموسيقى ، والفلسفة ، والسخرية ، أبدعها " الصعاليك " ، على مر الأزمنة.
" الصعلوك " ، هو المجنون عشقا ، وهياما ، وتمردا على الوصاية والموروثات . هو " الدم الحامى " ، فيه شفاء العالم البارد ، لا تستهويه ، أنصاف الأشياء ، وأنصاف النساء . ولا يستسلم لأحكام الموتى ، على مصير الأحياء . لا يرتوى ، ولا يأكل ، ولا يهدأ ، الا بعد أن يروى ويطعم وينصف الفقراء
والمضطهدين والمنبوذين .
أؤمن أن العالم حتى يصبح أكثر عدلا . وجمالا ، وحرية ودفئا ، لابد أن يفسح الطريق ، للمزيد من " الصعاليك " .
أشد ما تخافه أنظمة مستبدة ، هو أن يجلس صعلوك ، على عرش الحكم . أشد ما تخافه امرأة مثلى الآن ، أن تفتح باب الصومعة المعتكفة ، المحصنة الموصدة باحكام ، لرجل من الصعاليك ، يشرب معها القهوة ، منتظرا أمطار الخريف النادرة .
بسيط ، مبدع ، ساخر ، و " صعلوك " ، أكثر رجل ، يغار منه الرجال ، حتى الأمراء ، و الملوك .
----------------------



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطيئة المرأة غير القابلة للغفران
- أين كل الأشياء ؟ .... ست قصائد
- العجز عن الحب .. أزمة محلية عالمية
- حبيب ليلة الأحد ..... أربع قصائد
- الاساءة الى - سُمعة الوطن - وصاية ارهابية
- رجل فى بيتى لا أتذكره ..... سبع قصائد
- انتقام من وراء الكواليس
- حياتى .. السًفاح الجلاًد .. ثمالة .. وردة قلبى ........ أربع ...
- الى - نوال - امى فى يوم ميلادها 22 أكتوبر
- بدمى أكتب
- ابن الريف وابنة المدينة ....... قصة قصيرة
- اللصوص .. رؤساء التحرير .. أوراق الشجر ثلاث قصائد
- أنعيها .... كأننى أنعى نفسى
- الاثنين 13 أكتوبر 2008 ..... قصيدة
- لم نلتق الا فوق سحابات المنام - قصة قصيرة
- أنا قلبى دليلى قاللى ده أنور وجدى
- الأمومة - المقدسة - مشروطة بانتفاخ بطن المرأة !
- ليس ماذا نأكل ؟ ولكن الثمن الذى ندفعه لنأكل
- الغرور والالتواء والتبرير لنساء يزعمن التنوير
- - غاندى - زعيم ساحر عجيب من أرض السِحر والعجائب


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - - صعلوك - يطرق باب الاعتكاف