أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - انتقام من وراء الكواليس














المزيد.....

انتقام من وراء الكواليس


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7061 - 2021 / 10 / 29 - 05:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


------------------------------------------------
هى «امرأة»، نجدها فى كل زمان ومكان. متناثرة على الخريطة البشرية هنا وهناك، شرقًا، غربًا، جنوبًا، وفى الشمال. بيضاء، سمراء، خمرية، شقراء.. قصيرة القامة، طويلة الأظافر.. ممتلئة إلى حد ما أو رشيقة القوام. عيناها سوداوان أو زرقاوان أو عسليتان أو خضراوان.
معها شهادات عليا أو متوسطة، ربما تجيد لغة أجنبية، أو مجرد إنسانة بسيطة غلبانة، على باب الله لكنها ليست مثل أغلب خلق الله . فهى ليست راضية بحالها، ليست مقتنعة بحدودها المتواضعة ، التى تبقيها دائمًا فى الصفوف الخلفية.
يقتلها التساؤل المر، المحدق إلى الأخريات: «لماذا هن فى الصفوف الأمامية، وأنا فى الخلف قابعة فى مكانى، لا أتقدم خطوة واحدة؟.. لماذا تضطهدنى الحياة؟.. لماذا يخاصمنى العالم؟.. ما الذى عند النساء وليس عندى؟.. أهو مجرد حسن الحظ أم شىء آخر أجهله؟».
فى أعماقها، تدرك جيدًا أن الحظ لا علاقة له بأزمتها وبقائها على مر الأيام
«محلك سر»، «نكرة». تعلم جيدًا أنها، بكل بساطة، عديمة المواهب، ممسوحة الشخصية، مثل الملايين من النساء، لديها «طموح» للانتقال إلى الصفوف الأمامية. أى صفوف أمامية؟.. وفى أى مجال؟.. لا يهم.. المهم أنها لا تريد الاستسلام للقدر الظالم الذى حرمها من الموهبة، ولم يمن عليها بالقناعة والاكتفاء.
تتأمل الواقع المحيط بها، فتجد أن فرصتها الوحيدة، هى أن تلعب بالورقة الوحيدة الرابحة والرائجة، التى لا يرفضها أحد، ولا يصدها أحد.. «الكارت الذهبى» للمرأة .
«كلمة السر» التى تفتح الأبواب المغلقة.. الأنوثة.
«الأنوثة» هى أعلى المؤهلات وأرفع الشهادات.. هى «خطاب التوصية»، المضمون، وهى «سنوات الخبرة» المطلوبة وهى «الواسطة» الفاعلة الناجزة .
ترى صورتها فى المرآة، لا تتمتع بأنوثة مبهرة، ولا تعكس ملامحها جمالًا متفردًا يندر وجوده، لكنها على يقين بأن أدوات الماكياج وصبغات الشَّعر والكعوب العالية والفستان الأنيق واللهجة المائعة والكلام «المدحلب»، سوف ترفع من
مستوى «العادى»، إلى مستوى الأنوثة «الاستثنائى».
ويزداد تأكدها، لأن أغلب الرجال هم منْ صنعوا ثقافة ذكورية، يكمن فى صلبها الكذب والفساد الأخلاقى والتناقضات الأخلاقية والجوع الجنسى النهم الذى لا يرتوى. تقول لنفسها: «لماذا لا أستخدم هذه الذكورية، من أجل مصلحتى، بدلًا من كونها أكبر قاهر للنساء؟.. ألن يكون هذا انتصارًا للمرأة؟ سوف أنتقم لكل امرأة مقهورة.. سآخذ بثأر كل النساء».
كل رجل تعرفه، يأخذ نصيبه من «بيعة» الأنوثة. كل رجل فى موقعه، لا يطمع فى المزيد، وإلا تحرمه من حصته المقررة من «تموين» الأنوثة.
بمرور الوقت، أصبحت تجيد اللعبة التى تتدرب عليها يوميًا.. وصلت إلى درجة عالية من «الحرفية» و«الثقة» و«الدقة». فهى تستفيد من أخطائها السابقة، وتطبق كل جديد، لتعرف أكثر: «من أين تؤكل كتف الذكور».
لم نعد نجدها جالسة فى الصفوف الخلفية.. لم تعد «نكرة».. والآن هى تفكر لإعطاء دروس خصوصية، مرة كل أسبوع، لكل من ترغب فى الاستفادة من أنوثتها " المعطلة ".
هذا الوضع ليس قصة من نسج خيالى . لكنه واقع الكثير من العلاقات بين النساء ، والرجال ، التى تنتجها الذكورية الفاسدة ، بكل أشكالها ، ودرجاتها .
قصص عاصرتها أنا شخصيا ، مع فتيات ، ونساء ، محرومات من أى موهبة ، تدفعهن للربح فى مجال التنافس المهنى ، والابداعى .
بالتأكيد هن لهن الحق مثل بقية البشر ، فى تحسين أوضاعهن المعيشية ، والمادية . ولهن الحق فى الجلوس فى الصفوف الأمامية ، لأى مجال . لكنهن يصطدمن بالحقيقة المُرة ، أن ذلك ليس سهلا ، وطريقا ممتلئا بالأشواك ، والأحجار. يتطلب العمل الدؤؤب الجاد المستمر ، وعدم الاستسلام للصفوف
الخلفية ، حتى لو انعدمت الموهبة الفطرية .
لكنهن غير مستعدات للمشى فى هذا الطريق الصعب الوعر ، الذى لن يؤتى ثماره الا بعد وقت طويل مجهد ، وربما أيضا تكون النتيجة النهائية ، غير
مرضية ، وغير مشبعة .
لكن " الأنوثة " الطبيعية ، أوالمصطنعة ، تعوض عن غياب كل الأشياء ، وهى واحدة من تبعات الثقافة الذكورية .
هؤلاء النساء ، يؤمن بالمثل القائل : " اللى تغلب به العب به " ، بأى ثمن ،
وهو المبدأ السائد ، فى السياسة ، وفى العلاقات الاجتماعية .
هذه الثقافة " الميكيافيلية " ، تسيطر ، وتهيمن ، فى الأوضاع الغير عادلة ،
أوضاع بين " أعلى " ، و" أدنى ".
" براجماتية " ، فى أبشع صور الانتهازية ، والاستغلال ، تحت أسماء
براقة .
بعض الرجال ، وهم قلة على مستوى العالم ، الذين يفلتون من مصيدة
" الأنوثة " التى تعتبرهم " طُعما " فى السِنارة .
لكن أغلبية الرجال ، يعتبرون " صيدا " سهلا ، لمثل هؤلاء النساء ،
الذين يعتقدون أنهن بشكل ، أو بآخر ، " ينتقمون " من ظلم الطبيعة ،
وقهر البشر .
رجال على مستوى عال من الفكر والثقافة ، لديهم أعمال ناجحة ، وزوجات
وأطفال ، وبكل بساطة يمكن لأى فتاة أو امرأة ، تلعب بكارت الأنوثة المراوغ ،
أن تفتنهم ، وتسيطر عليهم . وقد تبدأ أسرهم بالانهيار ، بسبب هذا الفعل .
الجمال والفتنة والسحر والأنوثة ، للأسف هى أدوات الذكورية الفاسدة ،
لأن ترسخ مفاصلها . لكن ينقلب السحر على الساحر ، وتصبح هى الأدوات نفسها التى تستخدمها بعض النساء والفتيات ، لانتزاع بعض الحقوق ، وبعض التأثير ، وبعض السيطرة ، وبعض الانتقام ، من وراء الكواليس .
ولهذا السبب ، نجد أن " بيزنس " التجميل للنساء ، هو من أكثر أنواع
الاستثمارات رواجا ، وادرارا للأرباح ، بعد السلاح ، والدواء والمخدرات والدعارة.
--------------------------------------------------------------------------------



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياتى .. السًفاح الجلاًد .. ثمالة .. وردة قلبى ........ أربع ...
- الى - نوال - امى فى يوم ميلادها 22 أكتوبر
- بدمى أكتب
- ابن الريف وابنة المدينة ....... قصة قصيرة
- اللصوص .. رؤساء التحرير .. أوراق الشجر ثلاث قصائد
- أنعيها .... كأننى أنعى نفسى
- الاثنين 13 أكتوبر 2008 ..... قصيدة
- لم نلتق الا فوق سحابات المنام - قصة قصيرة
- أنا قلبى دليلى قاللى ده أنور وجدى
- الأمومة - المقدسة - مشروطة بانتفاخ بطن المرأة !
- ليس ماذا نأكل ؟ ولكن الثمن الذى ندفعه لنأكل
- الغرور والالتواء والتبرير لنساء يزعمن التنوير
- - غاندى - زعيم ساحر عجيب من أرض السِحر والعجائب
- لا أحب - التفكير العلمى - .. أحب - التفكير العادل -
- دار الافتاء - ترقع - غشاء البكارة
- ربنا يستر
- تزوجتك أيها القلم قصائد
- - أريد امرأة حرة - هكذا يتكلم الرجل الحر
- - رائحة الوطن - بينى وبين - نوال - أمى
- ابحث عن امرأة غيرى ........ قصائد


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - انتقام من وراء الكواليس