أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - ياسين وجميلة (الحلقة الثانية عشر )














المزيد.....

ياسين وجميلة (الحلقة الثانية عشر )


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 7077 - 2021 / 11 / 14 - 16:25
المحور: الادب والفن
    


مضت تسعة شهور على التحاق ياسين بالمعارضين داخل الاهوار كان ياسين الوجه المميز خلال كل المعارك الضارية التي تندلع بين اونه وأخرى ، كانت والدته خلال تلك الشهور تتصل بأخيها الحاج دواي وهي تكررطلبها منه في ضرورة الاستماع لصوت ولدها ، إلا انه كان يختلق لها الحجج والأعذار ويقول لها بان عيون الرفاق والجواسيس منتشرة في كل إرجاء المدينة لذلك عليها ان تصبر قليلا فهي ستستمع لصوت ولدها عاجلا أم أجلا ، إما جميلة فكانت تعيش على ذكرى أول رجل دخل قلبها دون استئذان كانت تذرف الدموع بغزارة وهي تتوسط صويحباتها كلما ممرن بالقرب من النهر الذي كان ياسين يقضي وسطه بعض الوقت في السباحة ونصب الشباك .
وصلت إنباء مؤكدة للثوار داخل الهور عن استعدادات كبيرة للجيش العراقي لمهاجمتهم ، وذكرت تلك الإنباء بان طيران الجيش من مقاتلات حربية ومروحية سوف يشترك في الهجوم المرتقب الذي يراد منه استئصال شافة المعارضين داخل الاهوار ، اتخذ الثوار كافة الاستعدادات اللازمة لصد الهجوم المرتقب كان ياسين ومجموعته يتخذون موقعا متقدما وسط الهور ، بعد أيام قلائل كانت المدفعية تدك مواقع الثوار وسط اعواد القصب والبردي ، كان القصف مكثفا ودقيقا وكان ذلك إيذانا ببدء الهجوم الموسع الذي بدأ مع ساعات الفجر الاولى في يوم تموزي قائظ حلقت المقاتلات العراقية وهي تلقي بحممها على مواقع الثوار، ما ان ألقت الطائرات كامل بمقذوفاتها حتى حتى بدا زحف إفراد الجيش العراقي عبر عدد عشرات الزوارق الحربية وقد ثبتت في مقدمتها المدافع الرشاشة ، كانت معركة ضارية تكبد فيها الثوار أعداد غير قليلة من الشهداء ، إما الطائرات المروحية فقد كانت تهاجم بمستوى منخفض وهي تصوب نيرانها اتجاه الثوار
كان ياسين يحمل بندقيته وقد ثبت ثلاثة مخازن للاعتدة على صدره تحركت مجموعته اتجاه اليابسة التي كانت تتخلل مياه الهور لغرض التصدي لإحدى الزوارق التي أراد طاقمها الترجل منها ومن ثم مهاجمة ياسين ومجموعته ، وإذا بمروحية (سمتية) تصوب نيرانها اتجاههم مما تسبب في استشهد عدد من رفاق ياسين ، صوب ياسين رشاشه نحو الطائرة التي كانت تحلق بمستوى منخفض وإذا بالطائرة تسد] صاروخ أخر اتجاه ، والذي انفجر بالقرب منه فكان ان أصيب ياسين إصابات بليغة ، أما الشظايا فقد توزعت على جسده النحيل كما تتوزع أشجار النخيل على خارطة الوطن ، سارع عدد من رفاقه لحمله وهم يصيحون بأعلى أصواتهم :
ياسين استشهد
ياسين استشهد.
وضعوه في زورق صغير وانطلقوا به مسرعين نحو مفرزة طبية في الخطوط الخلفية ، تم نقله بعد ذلك الى إحدى المستشفيات داخل الأراضي الإيرانية بعد ان قدمت له الإسعافات الأولية
قضى ياسين داخل المستشفى تسعة شهور ، فقد كانت هناك كسور في عظم الترقوه وكسور في الساقين ، أما الشظايا فقد تم استخراجها من سائر جسده .
بعد ان تماثل ياسين للشفاء التام قررت القيادات العليا للثوار ان يتفرغ للإعمال والمهام التعبوية او الإدارية ، لم يقبل ياسين بالقرار الجديد فقد كانت رغبته ان يعود للقتال مجددا لكنه قبل على مضض بعد مرور أشهر عاد ياسين ليطلب من قياداته ان يلتحق بالثوار لكن هذه المرة ليس من داخل الاهوار بل عبر جبال كردستان حيث جبهة الأنصار حيث يتواجد المئات من خريجي الجامعات وأصحاب الشهادات ممن هجروا مقاعدهم الدراسية لتلبية نداء الوطن والإنسانية .
كانت جبهة الأنصار قد شكلت بعد الحملة الشرسة التي شنتها أجهزة النظام القمعي ضد أعضاء الحزب الشيوعي عام 1978 عندما تم توجيه اقسى الضربات لكوادر الحزب وأعضائه والمتعاطفين معه لتبدأ تجربة الكفاح المسلح عام 1980 في كردستان العراق ، حصلت الموافقة بعد أسابيع قليلة بالتحاق ياسين بقوات الأنصار داخل جبال كردستان
استأنف ياسين عمله الميداني والثوري كانت تجربة الجبل غير تجربة الهور الا ان ياسين كان ذلك الثائر المميز في اندفاعه وتفانيه وإقباله على الموت بكل ثبات وشجاعة في كل زمان ومكان .
وهذا ما عرضه مجددا لإصابة أخرى لكنها كانت إصابة طفيفة ليأتي قرار تفرغه لإعمال غير قتالية قرارا ملزما لا رجعة فيه .
بعد مرور عامين على العمل التعبوي والتوجيهي لياسين قرر ان يطلب من قياداته إكمال مشواره الدراسي خارج العراق حصلت الموافقة ليسافر الى موسكو ويبدأ مرحلة جديدة مع القلم والتثقيف ، وهو حلمه القديم حينما ترك مقاعد الدراسة مضطرا بسب ظروفه الاجتماعية والمالية في منتصف الثمانينيات .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسين وجميلة ( الحلقة الحادية عشر)
- ياسين وجميلة (الحلقة العاشرة)
- ياسين وجميلة (الحلقة التاسعة)
- ياسين وجميلة (الحلقة الثامنة )
- ياسين وجميلة ( الحلقة السابعة)
- ياسين وجميلة (الحلقة السادسة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الخامسة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الرابعة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثالثة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثانية)
- ياسين وجميلة
- هل خذلت المرجعية الدينية من قبل الشارع العراقي في الانتخابات ...
- محمد السيد محسن ...رجل وعدة استفهامات .
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت تجري على لسان والدتي ( ...
- مقتطفات من حياة رجل ... اسمه صدام
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- المطرب البكاء
- حديث عن الثقافة والمثقفين


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - ياسين وجميلة (الحلقة الثانية عشر )