أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - ياسين وجميلة (الحلقة السادسة)














المزيد.....

ياسين وجميلة (الحلقة السادسة)


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 7064 - 2021 / 11 / 1 - 16:58
المحور: الادب والفن
    


ام ياسين مبكرا ، صلت ركعتين واعدت الإفطار لزوجها الذي راح يوصيها ان لا تطول زيارتها وان تقبل ياسين وتوصيه خيرا بنفسه وعليه ان يكون حذرا من عيون رجال الامن والرفاق ، وقد اغرورقت عيناه بالدموع ، حملت انتصار بيدها رسالة في ظرف ورقي لأخيها ودفعت به لوالدتها ،اما زكية التي اصيبت بمرض السكري فقد أعدت (الكليجة) التي تحتوي على التمر والتي كان ياسين يحبها كثيرا ، لتنتهي أحلام من كتابة بعض ألأدعية والآيات القرآنية التي على ياسين ان يضعها ياسين تحت وسادته لحفظه من أي خطر محتمل .
كان الحاج دواي قد اتفق مع ابن اخته ان يأتي لداره بصحبة ولده حميد بعد ان يستطلع لهم الطريق المؤدي لبيته في ساعة متأخرة من الليل حتى اذا ما وصلت والدته عند الصباح وجدته داخل الدار فلا يمكن ان تراه في مخبأه ، استحسن ياسين الفكرة وراح يحسب الدقائق والساعات للقاء والدته التي حملها فوق ما لا تطيق مكرها مرغما .
عند الساعة التاسعة صباحا كانت ام ياسين تطرق باب البيت الخارجي لبيت اخيها طرقت الباب واذا ببعض الصبية من ابناء حميد يفتحون لها باب الدار احتضنت ام ياسين الأولاد وهي تقول : هله بيكم هله الله يخليكم اوليداتمن انتم
اسرع ياسين اتجاه الباب ليحتضنها بقوة وهو يصيح بأعلى صوته : يمه يمه الله جابج
راحت والدته تشبعه لثما وتقبيلا : يمه ياسين ما مصدكه عيوني

خرج حميد ومن خلفه والده وهو يحثهم الى الدخول للدار احتضنته اخته وراحت تقبله من رأسه وهو يقبلها من يدها
جلس الجميع وقد وضع ياسين رأسه على كتف والدته وهي تمسح على رأسه مقبله إياه بين الحين والأخر .
سمع أخوال ياسين بقدوم اختهم فحضروا مع وزوجاتهم وكيف لا وقد حضرت بقية والدهم ووالدتهم إليهم لا سيما إنهم لم يروها منذ سنوات
حان وقت الظهيرة كانت ام ياسين تتوسط زوجات إخوتها وأبنائهم ليستذكروا الماضي ومواقفه الطريفة والنادرة ، أما ياسين فكان يساعد أبناء خؤولته على بسط (السفرة) وإحضار صحون التمن العنبر وصحون مرق لحم الغنم وقد تعدد ت أطباق الخضراوات وأواني اللبن وسلال التمر البرحي الذي يقطفونه من البستان ، كان يوما جميلا ومميزا بالنسبة للجميع ، أصرت ام ياسين ان تنام تلك الليلة بالقرب من ولدها ، كانت ليلة من ليالي الطفولة ، راحت تحدثه عن والده وبما أوصاها كما وضعت بين يديه رسالة انتصار وقصت عليه ما جرى عليهم بعد هروبه الى بيت خاله، اشتد الألم بياسين وقد امتتلئت عينيه بالدموع الا ان والدته هونت عليه وقالت : لا يمه ياسين كلشي مقدر وزكية زينة والحمد لله انخطبت هذا الأسبوع
في اليوم التالي رغبت ام ياسين ان تقف على ذلك المخبأ الذي استقر فيه ولدها مانع الحاج دواي واخوته لكنها ألحت فما كان منهم الا ان لبوا طلبها وسارعوا بعد الظهيرة نحو منفا ولدها الاضطراري كانت ام ياسين تنزل السلم بخوف وترقب وهي تكلم نفسها وتقول : يمه ابني بزر الكعدة ينام هنا
رد ياسين: يمه ان شاء الله جم شهر بلكي تخلص الحرب
ـ يمه هاي الحرب ما جنها تخلص
بعد مضي وقت ليس بالقصير ، عادت ام ياسين لبيت أخيها وقد أزمعت على العودة الى بغداد صبيحة اليوم التالي ، لم تذق هي وياسين طعما للنوم سوى سويعة او سويعتين فقد امتد بهما الحديث حتى ساعات متأخرة من الليل
ودع ياسين والدته عند الساعة الثامنة والنصف صباحا كان أخيها قد دفع لها بمبلغ من المال أما زوجته (نورية) فكانت فقد اشترت لها عددا من قطع القماش لها ولبناتها كما وضعت داخل السيارة التي اقلتها لبغداد كيسا من التمر وقطع من الجبن ، راح ياسين يقبل والدته وهو يوعدها بان غيابه لم يطل ، لكنها كانت غير مقتنعة وهي ترد عليه : يمه هاي الحرب ما اظنه تنتهي
كانت زكية تقوم بتنظيف باحة البيت واذا بوالدتها تنزل من سيارة تاكسي عند الباب : يم زكيه افتحي الباب
فتحت الباب بسرعة ، حتى اذا ما استقرت والدتها داخل غرفة الاستقبال راحت تقدم لها قدحا من الشربت ( نادر) الذي كان يبعث في جسد والدتها النحيل القوة والحيوية ، كانت أحلام ما تزل نائمة اما انتصار فكانت تقوم بغسل الصحون صاحت زكية بأختها الصغرى : احلام احلام امي وصلت كومي عاد
قصت الام لبناتها وزوجها بعد ان حضر من عمله كل ما يتعلق بياسين ومخبأه الذي يسكن داخله وكيف أحاط به أخواله فقدموا كل ما يحتاجه وسهروا على رعايته وعنايته وما عليهم سوى ان يدعو الله ان لا تطول غربته
راح الخيال يسرح بعيدا بجميلة التي لم تر ذلك الشاب الذي تجده عند النهر والذي لم تعرف من قبله أي رجل ، إلا إنها وبعد عودتها وصويحباتها من العمل من الضفة الاخرى للنهر وجدن ياسين وهو يهم باستخراج شبك الصيد من كيس صغير ، صوبت جميلة نظراتها اتجاهه وقد ضمنتها عتبا كبيرا وشوقا لا نظير له ، بادلها ياسين ذات الشوق واللهفة سلمت امل وقالت : السلام عليك خوية
رد ياسين : السلام ورحمة اشلونكم عاش من شافكم
: خوية انته ماكو هالايام
اكد لهن بانه كان مشغولا طوال تلك الايام بعمل لم تنبس جميلة بكلمة واحدة على الرغم من ان صاحبتها امل ارادت منها ان تكلم ياسين لكنها لم تفعل.



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسين وجميلة ( الحلقة الخامسة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الرابعة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثالثة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثانية)
- ياسين وجميلة
- هل خذلت المرجعية الدينية من قبل الشارع العراقي في الانتخابات ...
- محمد السيد محسن ...رجل وعدة استفهامات .
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت تجري على لسان والدتي ( ...
- مقتطفات من حياة رجل ... اسمه صدام
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- المطرب البكاء
- حديث عن الثقافة والمثقفين
- العجوز الحكيمة
- القطار في التراث الغنائي العراقي
- تواريخ سيئة
- موعد مع الموت
- اسقاط النظام الملكي في العراق .. هل كان لصالح العراق والعراق ...
- بطون وعقائد


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - ياسين وجميلة (الحلقة السادسة)