أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - القطار في التراث الغنائي العراقي















المزيد.....

القطار في التراث الغنائي العراقي


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 14 - 20:22
المحور: الادب والفن
    


اطلعت مؤخرا على مقال الدكتور باسل يونس ذنون الخياط والذي يحمل عنوان (القطار في التراث الغنائي العراقي ) المنشور بتاريخ 16/9/2020 والذي تناول من خلاله اثر وحضور القطار في التراث الغنائي العراقي عبر ثلاث من الاغاني التي ما تزل تشكل علامات مميزة في سماء الاغنية العراقية حيث استدل الدكتور الخياط بالأغاني الاتية :
اغنية
(صاح القطار قومي انزلي
يا لله وصلنا الحمام علي )
وهي اغنية من الموروث العراقي القديم وقد غناها بعد ذلك المطرب الموصلي (فوزي سعيد) وتحكي الاغنية الموصلية قصة هؤلاء المرضى الذين كانوا يسافرون بالقطار الى حمام العليل 27 كم جنوب شرق الموصل على ضفاف نهر دجلة لغرض الاستشفاء من الامراض الجلدية ولأهل الموصل بشكل خاص ذكريات ومواقف مع هذا الحمام كما هي ذكرياتهم ومواقفهم مع (تل السبت) المجاور له حيث كانت النسوة يعتقدن بأن الصعود على الجبل يمكن ان يجلب لهن الحظ فيتزوجن بعمر مبكرة .
الاغنية الثانية هي :
حمل الريل وشال للناصرية
وشبلش المحبوب وبهل القضية
والريل هو القطار كما يسمونه في جنوب العراق ومأخوذ من الكلمة الانكليزية rail
وتعني سكة حديد وبعد تسيير اول قطار بين العاصمة بغداد والبصرة عام 1920 ودخول القطار الى مدينة الناصرية ظهرت هذه الأغنية على خلفية قصة شاب احب فتاة ورغب في زواجها لكن الاقدار فرقت بينه وبينها عندما ارتحلت الفتاة عن الناصرية فلما حضر الحبيب الى محطة القطار لتوديعها وجد القطار قد سار وابتعد بها كثيرا فكانت خيبته لا تضاهيها خيبة .
الاغنية الثالثة والاخيرة والتي جاءت ضمن مقال الدكتور الخياط كانت اغنية (الريل وحمد) للشاعر الكبير مظفر النواب مواليد 1934 والتي لحنها الراحل طالب القره غولي وغناها ياس خضر وقصة الاغنية كانت عبارة عن حادثة وقعت للنواب عام 1956 خلال سفره بالقطار الى محافظة البصرة في قطار الدرجة الثالثة .
كان النواب مسافرا فجلست امامه امرأة اربعينية فلما اجتاز القطار قرية (ام شامات) أخذت المرأة الاربعينية تروي على شاعرنا حكايتها فقد وقعت في غرام احد ابناء القرية لكنه سرعان ما تركها ونقض عهدها فلما شاع خبرها قرر اهلها وابناء عمومتها ان يتخلصوا منها بعيدا عبر السفر بالقطار.
وقد اوضحت المرأة للنواب ان القرية التي اجتازوها وقت الفجر كانت قرية الحبيب (حمد) وقد تناهى الى سمعا صوت دقّ القهوة في مضيف شيخ القرية فراحت تخاطب القطار بحرقة والم وشوق طالبة منه ان يبطئ في سيره بحجة ان لا يقطع على القطا نومه .
الى هنا نكون قد انتهينا من الاغاني التي استدل بها الدكتور الخياط ولا اعرف ما الذي جعله يقتصر على ذكر تلك الاغاني على الرغم من وجود كم هائل من الاغاني العراقية التي كان للقطار في نصوصها حضور بارز لذلك رأيت ان اقوم باستكمال مشوار الدكتور الخياط لأذكر اهم وابرز الاغاني التي كان القطار يشكل في نصوصها حجر الزاوية كما يقال .

ولنبدأ بأغنية الراحل (عبد الزهرة مناتي) والتي غناها في نهاية عقد الستينيات من القرن الماضي كما غناها (اسماعيل شبانه) شقيق الفنان الراحل (عبد الحليم حافظ ) بالإضافة الى الفنان الراحل (عبد الجبار الدراجي)
وتقول الاغنية في مطلعها :
نازل يا قطار الشوك
نازل هاي ديرتنه
فوك من المحطة فوك
خلها اتصير نزلتنه
بلبل الريف الراحل (عبادي العماري) كانت له اكثر من اغنية عن القطار الذي شكل جزءا لا يتجزأ من مشهد الاحبة بين لقاء وفراق فقد غنى (العماري) اغنيته التي تحمل ذات العنوان الذي حملته اغنية الراحل (مناتي) قطار الشوك للشاعر الكبير الراحل (كاظم اسماعيل الكاطع) والتي يقول في مطلعها :

ولا ردن وطش باقي العمر شوباش للجية
شرد ونتي القبل سنتين عفتي الروح لا للموت لا ليه
يا لذبج قطار الشوك كلبي مو محطة يشيل عبرية .
كما غنى العماري اغنيته التي اشتهرت في سبعينيات القرن الماضي
لاكني بمعقل البصرة
الليلة انه مسافر عليكم بالقطار
القطار اشكد وني وخلكه طويل
شكثر بارد
اه
لون مثلي عليك بكلبه نار .

أما الفنان (ياس خضر) فله سجل حافل مع القطار فقد غنى بعد الريل وحمد اغنية
مشيت وياه للمكير
اودعنه .
مشيت وكل كتر مني
انهدم بالحسرة والونة
الحان (كمال السيد) وكلمات الراحل (زامل سعيد فتاح ) الذي صور لنا مشاعر واحاسيس محب يودع حبيبته الذاهبة عنه عبر محطة اور (المكير) والتي كان اغلب اهالي الناصرية يستأنسون لمرأى المسافرين الواصلين اليها او الذين يغادرونها ، قصة الاغنية كانت مع شاعرنا وقد ذهب في احدى الليالي الصيفية الى محطة اور والتي تعرف شعبيا بالمكير لان مادة القير قد استخدمت في رصف طرقها الرئيسية والفرعية وهي تقع على خط السكة الواصل بين بغداد والبصرة .
الحبيبة كانت قد ازمعت السفر عندما قصدت المحطة عندها حضر الحبيب وهو يريد ان تقلع عن فكره السفر لكنها اصرت على ذلك فكان وداعا مرّا ومشهدا محزنا .
كذلك فقد غنى الفنان الكبير (ياس خضر) للقطار اغنيته التي تحمل عنوان ،
قطار الزمن :
كبرنه والعمر ضاع من ادينه
قطار الزمن سار اليا مدينة .
فنان المنفى الراحل (فؤاد سالم) هو الاخر كان له موعد مع القطار عبر اغنية
يا قطار
تناول فيها حركة الشهيد العريف (حسن سريع) داخل معسكر الرشيد والتي جاءت كرد فعل على المجازر التي ارتكبت على ايدي جلاوزة البعث عام 1963 تقول كلمات الاغنية :
يا قطار بهيده
لا تمشي سريع
الوكت اذار والموسم ربيع
شوية ثكل يم معسكر الرشيد
جم شهيد الطاح تدري
جم شهيد
واول الاسماء اسم
حسن السريع .
فنان الشعب الراحل سعدي الحلي كانت له اكثر من وقفة في محطات القطار المنتشرة على امتداد خارطة الوطن فقد غنى عام 1959 اغنية
اخذني يالسريع وياك للبصرة
وريدن ويه ولفي من العمر سهرة

كما كانت للحلي اغنية
صفه عمري قطار تفتر فراكينه
مثل سبحة العمر وفترت سنينة .


اماالراحل (خالد سعد الحلي) فقد قدم اجمل اغانيه عن القطار عبر رائعته
ثيمالاه يمسافرين
ثيمالاه وما ادري وين
مدري تجون لو ما تجون
اظل بأمل كلبي الحنون
الاغنية اعاد تسجيلها قبل سنوات( فقار خالد سعدي الحلي) على ارصفة القطارات داخل مبنى الشركة العامة لسكك حديد العراق
الفنان الراحل (صلاح عبد الغفور) غنى للقطار اغنيته الشهيرة
خلصت عمري انتظار
للشاعر الكبير كاظم اسماعيل الكاطع :

بانتظارك خلصت عمري انتظار
عاشرت ليل المحطة
ورتجي يجيبك قطار
والقطار
لو يحب مثلي وتشب بضلوعه نار
يسرع بمشيه ويجيبك بالفجر كبل النهار .
الفنان محمد السامر استفز الوجدان العراقي عبر اغنيه
سفرة قطار العمر والتي كتب كلماتها (كاظم اسماعيل الكاطع) ولحنها الموسيقار الكبير (طالب القره غولي)

محسوبة من العمر كل ليلة نكضيها
محسوبة من الدرب كل خطوة نمشيها
افرح ولا تنكضي ايامنه الي تمر
رحلة قطار العمر
سفرة بمرابع خضر
شتريد سميها
بعد ذلك بسنوات جاءت أغنية قطار العمر للفنان (جواد محسن)

قطار العمر اوكف ولو لحظات
هواي احباب عدنه بالمحطات .

الى هنا نكون قد احصينا اهم وابرز الاغاني العراقية التي شكلت فيها مفردة القطار محورا اساسيا تدور حوله سرديات النص الشعري الغنائي ولا شك ان القطار سوف يبقى ثيمة بارزة في مختلف صنوف الآداب من شعر وقصة ومسرحية وذلك لما يمثله من دلالة تكتنز الكثير من المعطيات التي تختزنها الذاكرة الجمعية لأبناء المجتمع العراقي حاله في ذلك حال سائر المجتمعات التي تعتمد تلك الواسطة بشكل مباشر وواسع في تنقلاتها وسفرها بين محافظات البلد حيث يقطع القطار تلك المسافات البعيدة عبر اجواء اخاذة وذكريات جميلة تكون عصية على النسيان .
ومن منا لم تكن له مع القطار وهدير عجلاته وموسيقى صافرته حكاية او موقف بقي مخزونا داخل النفس البشرية التي ترجمت ذلك المخزون الى قصيدة ذائع صيتها او اغنية تناقلتها الحناجر والالسنة .
القطار ليس مجرد واسطة نقل تتكون من عربات مرصوفة على سكة حديد بل هو فصل مميز من فصول حياتنا على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي .

من وجهة نظري المتواضعة ارى ان يصار الى عمل فني متكامل يصور داخل مبنى الشركة العامة لسكك حديد العراق وعدد من المحطات في محافظات عراقنا الحبيب ليضم العمل كل ما ذكرناه وكل ما عرجنا عليه من اثار غنائية شكلت بمجموعها تراثا فنيا وجماليا عراقيا عبر تصوير تلك الأغاني برؤى جديدة وتوزيع جديد واصوات شابة ليتم تقديم ذلك العمل الفني الى اجيالنا الفتية التي ابتعدت عن الانفتاح على هكذا فن رفيع وصور حية كان القطار يشكل فيها بعدا جماليا اخاذا يلامس شغاف القلوب ويخالط ذاكرة ابناء الوطن فيثير فيهم كامن الأحاسيس ودفين المشاعر بالصوت والصورة .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تواريخ سيئة
- موعد مع الموت
- اسقاط النظام الملكي في العراق .. هل كان لصالح العراق والعراق ...
- بطون وعقائد
- مدينة الحرية ايقونة الكرخ وموطن الابداع والمبدعين
- شكرا كورونا
- الخوف في قصائد الشاعر الراحل ...كاظم اسماعيل الكاطع
- هل يعد الحديث عن السنة والشيعة حديثا معيبا ؟
- الجريمة البشعة
- ما هو المطلوب من المتظاهرين في الوقت الحاضر ؟
- الجماهير والسلطة
- القوى المدنية على الأبواب
- لماذا لم يخرج معظم العراقيون في مظاهرات يوم امس ؟
- جيل الثورة
- الهيام بسنوات حكم صدام ...مؤشر جهل ام معرفة ؟
- القول السليم في الباشا والزعيم
- الحرب لم تنته بعد
- افكار داخل دماغ يغلي
- هل ينتفع الصائمون من صيامهم ؟
- شعوب مستفزة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - القطار في التراث الغنائي العراقي