أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - تواريخ سيئة














المزيد.....

تواريخ سيئة


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6753 - 2020 / 12 / 6 - 21:58
المحور: الادب والفن
    


عند الساعة الثالثة عصرا من يوم الاربعاء المصادف 4 /11/ من هذا العام توفيت والدتي ليكون ذلك التاريخ ثاني اسوأ تاريخ بعد تاريخ ميلادي
عند ذلك التاريخ فاضت روح والدتي التي تجاوزت النصف الثاني من عقد الثمانين لكنها كانت تبدو لمن يلمح وجهها الذي يقطر طيبة وينضح حب ورحمه وتوهجا كما لو كانت ابنة العشرين او الثلاثين عاما فقد احبت الحياة والناس وكل من حولها وما حولها لذلك كان تشيعها تشييعا مهيبا كأنه تشييع احد الشباب الذين يقضون نحبهم في سوح المعارك بين آونة واخرى .

قد يقول قائل وما هو الجديد في موت امك ورحيل والدتك
اقول يكاد الامر يكون جديدا برمته فالجديد هو الموت بعينه ذلك الزائر الذي يأتينا بغته دون سابق انذار ودون اي مقدمات فلا يمهلنا وقتا ولا يترك لنا فسحة تتيح لنا ان نستسمح من قصرنا في جنبه وعجزنا عن ادراك كنهه .
الموت يبقى جديدا كما هي الحياة التي دفعنا اليها دفعا وسقنا نحوها سوقا الرغم منا وسوف نغادرها كذلك
لقد تكونا في جوف امهاتنا داخل ذلك الصندوق المفعم بأرق وانبل تلك المشاعر التي اختلط فيا السماوي والارضي وبعد ان الفنا ذلك الجوف الدافئ صعقنا بالجديد كان الجديد ذلك العالم المليىء بالكراهية والشرور والموبقات والتقاتل والتنافر والتدابر بين ابناء البشر الذين انكر خلقهم الملائكة من قبل .
وبعد ان الفنا عالمنا الذي دفعنا اليه دفعا وسقنا اليه سوقا اخذ الجديد يداهمنا مرة اخرى عبر الموت لذلك فالموت يبقى ضيفا ثقيلا وشرابا مدافا بالسم الزعاف وكيف لا وقد اختطف على حين غرة مني اعز الناس لقلبي والصقهم
بشخصي فانقض عليه كما ينقض الصقر الجارح على فريسته ليستقر بها اعلى القمم ليمزقها شر ممزق
يسلونني عن فقد والدتي كما اعتادوا بقولهم لي
الموت حق


نعم هو كذلك
لكنهم لا يمتلكون الشجاعة الكافية لإكمال العبارة بالقول :
الموت حق لكنه حق مكروه ، وسنة اشد كراهية
لقد اختطف الموت مني والدتي التي قضيت معها خمسة عقود قبل ان يرتد لي طرفي فلم اجد نفسي الا وانا اسارع في دسها بين كثبان الرمل وأوسدها حفرة حقيرة لأرجع الى زوجتي وبناتي وكأني قد انجزت عملا او احرزت نصرا او اتيت بما لم تستطعه الأوائل لأباشر بالأكل واسارع بالشرب وكانت والدتي لا تستعذب الشرب دوني ولا تستمرئ الاكل بغير وجودي

ماتت والدتي مؤخرا الا ان هناك ما هو اشد الما من موتها واعظم هولا من فراقها وهو اني لم اكن بحجم المسؤولية وعظم الامانة فالأم مسؤولية والوالدة امانه عرضها الله على السماوات والارض فأبين واشفقن من حملها وحملتها فكنت ظلوما جهولا

اعترف ان الام نعمة لم استطع ان احصيها على الرغم من محاولاتي المتكررة
يقول لي الكثير من حولي انها كانت تحبك كثيرا لكني اقول ان من يجد من نفسه قصورا في جنب امه لن يهدا له بال ولن يقر له قرار حتى يلقاها فتمسح على راسه وتلقي له بكلمات تامات فيتوب الله عليه بعد ان تقبل التوبة هي .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد مع الموت
- اسقاط النظام الملكي في العراق .. هل كان لصالح العراق والعراق ...
- بطون وعقائد
- مدينة الحرية ايقونة الكرخ وموطن الابداع والمبدعين
- شكرا كورونا
- الخوف في قصائد الشاعر الراحل ...كاظم اسماعيل الكاطع
- هل يعد الحديث عن السنة والشيعة حديثا معيبا ؟
- الجريمة البشعة
- ما هو المطلوب من المتظاهرين في الوقت الحاضر ؟
- الجماهير والسلطة
- القوى المدنية على الأبواب
- لماذا لم يخرج معظم العراقيون في مظاهرات يوم امس ؟
- جيل الثورة
- الهيام بسنوات حكم صدام ...مؤشر جهل ام معرفة ؟
- القول السليم في الباشا والزعيم
- الحرب لم تنته بعد
- افكار داخل دماغ يغلي
- هل ينتفع الصائمون من صيامهم ؟
- شعوب مستفزة
- العمامة والزئبق الاحمر


المزيد.....




- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - تواريخ سيئة