أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - الخوف في قصائد الشاعر الراحل ...كاظم اسماعيل الكاطع














المزيد.....

الخوف في قصائد الشاعر الراحل ...كاظم اسماعيل الكاطع


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6457 - 2020 / 1 / 6 - 20:53
المحور: الادب والفن
    


يعرف الخوف بأنه الشعور الناجم عن الخطر أو التهديد المتصور الذي قد يؤدي الى تغير في السلوك مثل الهروب والاختباء أو التجمد إزاء أحداث مؤلمة ويعد الخوف احد العواطف الإنسانية الأساسية كالغضب والقلق والذعر والحزن .
ولا شك ان الخوف يولد عدة اضطرابات تتميز بأفكار غير منطقية تدلل بشكل وآخر على وجود خانق نفسي أو اجتماعي أو سياسي ليس من السهل اجتيازه أو تجاوزه .
لقد واضب المختصون النفسانيون على دراسة الخوف واجتهدوا في الوقوف على أهم وابرز تأثيراته على شخصية الفرد وسلوكه وبالتالي تأثيره المباشر على ما ينتجه الأديب أو المفكر أو الشاعر من صور إبداعية وجمالية ومما لا شك فيه ان للشعراء النصيب الأكبر والسهم الأوفر من ذلك الخوف كونهم الشريحة التي تتميز بطبائع رقيقة ونفوس شفيفة وأحاسيس مرهفة .
أسباب الخوف تتعدد كما يؤكد الكاتب المصري الراحل (نجيب محفوظ) وهو صاحب المقولة الشهيرة (انه الخوف عليه اللعنة)في رواية ( العجوز والأرض ) ويؤكد الكاتب الراحل نجيب محفوظ ان أسباب الخوف تتعدد على امتداد المراحل العمرية المختلفة ، ففي مراحل الطفولة كان هناك الخوف من الظلام والعفاريت ، أما في مرحلة الشباب فكان هناك الخوف من النظام السياسي والسجون والقتل ، مع تقدم السن هناك الخوف من الإمراض ومفارقة الحياة وهكذا .
ومن المعروف ان روايات وقصص الكاتب المصري الراحل نجيب محفوظ كانت تتميز بوجود مساحة ملحوظة من الخوف وهو يرى ان هكذا آمر يعد آمرا بديهيا لابد منه لا سيما ان الإنسان كائن خائف بطبيعته فهو يدرك بأنه فان وقد اتفق الفلاسفة ان كل المخاوف التي قد تنتابه إنما تعد تفريعات للخوف الأصلي من الموت والفناء .
للخوف مساحة اكبر في نتاج رائد التجديد في الشعر العربي الراحل (بدر شاكر السياب) والذي جاء على خلفية سلسلة من الاحباطات على الصعيد الأسري والشخصي والاجتماعي .
أما الخوف في شعر الراحل كاظم إسماعيل الكاطع فقد كانت تقف ورائه جملة من الأسباب والعوامل فقد تميزت الحقبة الزمنية التي عاشها الكاطع بالاضطرابات والانقلابات والثورات والتقاتل الداخلي مرورا بثلاثة حروب كونية انتهت بدخول العراق مربع الاحتلال والتدخل الدولي والإقليمي هذا على الصعيد السياسي ، أما على الصعيد الشخصي والاجتماعي فقد مني الكاطع بخسارات كبرى تمثلت في فقدانه لأعز الأحبة على قلبه زوجته (زكية)وولده (حيدر) كل تلك العوامل عززت لديه نزعة الخوف الذي كان يداهمه باستمرار فيسهد جفونه ويقلق فؤاده ولنسمع له في قصيدة انا الخوف وهو يقول
انه الخواف يادنيه ..
انه الخواف من كلشي
لو احلم حلم مو زين ...
اني ارجف كبل رمشي
احط بالباب الف رزة
وفز بالليل الف فزة

وتعز روحي ...
واكل للخوف ظل بالبيت ..
واني امشي ..
لان مشغول يادنيه ...
وانمتي معذبة احوالي
اعبر عالنهر عطشان
والمي مو على بالي
في القصيدة أعلاه نجد الكاطع يصور حالة الخوف التي تنتابه من حين لآخر بشكل دقيق حتى كأنك عندما تقرأ تلك الأبيات تتصور نفسك مكان الشاعر فهو يجعلك تشعر بما يشعر فترى ما يراه وتعاني ما يعانيه ، وذلك كله إنما جاء بسبب صدق وفاعلية صوره الحسية ، التي تكتنز التفاتات نفسية دقيقة للغاية ، نعم فشاعرنا لا يقر له قرار ولا يهدأ له بال وانى له ذلك ، وقد احاطته الوسواس ، واكتنفته الهموم ، فهو يتقلب على جنبيه ، وقد ولى النوم من عينيه بعيدا بعد ان حلت تلك المخاوف التي تستدعي منه ان يجعل على الباب (الفر زه ) وان يفز إثناء الظلام (إلف فزة )
في قصيدة (لو ما خوف السيطرات ) نجد ذات النفس وذات الأعراض

وجه متعوب وشعر مليان شيب
والله لو افتح اديه
امشي بالشارع صليب
جني م واني ..
امشي وسط ولايتي وجني غريب
خلو الوهواس بيه ..
هذا الوهواس ابدا ما يطيب
حطو بصدري مخال ...
والمخالب مال ذيب
وصار ثمن اسنين حملي
وصار سبعه اسنين اطلك
بعد جا يمته اجيب

الى اخر تلك القصيدة ، وقصائد آخر تدلل على مقدار ذلك الخوف الذي كان يداهم شاعرنا كما كانت الحمى التي تداهم من قبل شاعرنا أبو الطيب المتنبي إذا ما قصد الفراش وهي تأتيه على استحياء منه .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعد الحديث عن السنة والشيعة حديثا معيبا ؟
- الجريمة البشعة
- ما هو المطلوب من المتظاهرين في الوقت الحاضر ؟
- الجماهير والسلطة
- القوى المدنية على الأبواب
- لماذا لم يخرج معظم العراقيون في مظاهرات يوم امس ؟
- جيل الثورة
- الهيام بسنوات حكم صدام ...مؤشر جهل ام معرفة ؟
- القول السليم في الباشا والزعيم
- الحرب لم تنته بعد
- افكار داخل دماغ يغلي
- هل ينتفع الصائمون من صيامهم ؟
- شعوب مستفزة
- العمامة والزئبق الاحمر
- رائد التجديد في الاغنية الريفية ... الراحل عبادي العماري
- مدن مقدسة
- قراءة اولية في طبيعة الشخصية البعثية
- مخمور في المسجد
- احلام وامنيات
- سعودي


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - الخوف في قصائد الشاعر الراحل ...كاظم اسماعيل الكاطع