أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - ياسين وجميلة (الحلقة العاشرة)














المزيد.....

ياسين وجميلة (الحلقة العاشرة)


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 13:55
المحور: الادب والفن
    


انتهت مراسم العزاء بعد ان تناول المعزون عشاءهم وذهب كل لوجهته عند الفجر كانت والدة ياسين وأخواته يعددن الإفطار له ولأخواله بعد نصف ساعة انطلق ياسين مع ابن خاله بالسيارة (البيكب) نحو النهروان أما أخواله فقد استأجروا سيارة تاكسي ، نزل ياسين على الشارع واتجه نحو البستان ، واذا به يجد جميلة بانتظاره ، وقد أنكرت عليه ما رأته من حزن على وجهه ، القى عليها السلام ردت وهي تقترب منه ، جلسا سوية عرفت جميلة بوفاة والده فراحت تذرف الدموع وهي تواسيه .
غادرت جميلة بينما نزل ياسين الى مخبأه ، ليأخذ قسطا من الراحة ن عند الساعة الرابعة والنصف حضر احد أبناء خاله لغرض مواساته وتعزيته فهو لم يحضر المأتم فقد كان جنديا ، كان ياسين جالسا بمفرده وهو يدخن السيكارة تلو الأخرى غادر خالة وولده الأصغر من حميد فلما أرادوا اجتياز الشارع الي يقع بمحاذاة البستان ، واذا بسيارة بيضاء( كرونة) يقودها المسئول الحزبي (مجبل ) يجلس بجنبه (عايد ابو شوارب) بينما كان هناك رفيق ثالت يجلس بمفرده في الخلف توقفت السيارة وإذا ب (مجبل) يخاطب الحاج دواوي
: ها حجي شو رايح جاي على بستانك هالايام شكو .
ـ اهلا وسهلا اشلونكم استريحوا يمنا لا والله رحت سديت الماي علزرع
ـ ها اكول اذا عندك شيء كلنا لا تضم علينه .
ـ لا والله ما عندي اريد سلامتكم .
ـ الله يسلمك .
وراح يضحك ضحكة صفراء .








استمر ياسين بقراءة مختلف الكتب التي كان حميد يزوده بها من مكتبة الدكتور (منيب ) الذي اعدم مع عائلته كونه شيوعيا ، كان ياسين يقضي معظم أوقاته في القراءة التي أثرت فيه تأثيرا كبيرا حتى ان جميلة أخذت تتحس مقدار ذلك التغير فكانت تلومه في بعض الأحيان على ذلك فهو لم يعد كما كان متلهفا متحمسا للقائها ، لقدتولدت لديه قناعة بعد ان هرب من الموت باختياره ان يقدم هذه المرة على الموت باختياره ، لقد قرر بعد ان اطلع على كفاح الوطنين العراقيين من المعارضين لنظام البعث ان يكون له اسم بين أسماءهم وموقف بين مواقفهم ، التي خلدها التاريخ لذا قرر ان يلتحق بصفوف المجاهدين داخل أهوار الجنوب لمقاتلة فلول النظام الفاشي الذي لم يترك جرما الا وارتكبه بحق الشعب .

لم تمض سوى شهور قليلة وإذا بياسين يفاتح خاله بالأمر لم يصدق خاله ما سمع من ابن أخته التي أمنته على ولدها الوحيد ورفض الأمر برمته وراح يخيره بن البقاء ببين أخواله الذين قدموا له كلما يحتاجه وجازفوا بأرواحهم من اجله ، أو العودة نادما لوحدته العسكرية لكن ياسين كان قد حسم الأمر مؤكدا لخاله بأنه سوف ينتمي لصفوف المجاهدين في كل الأحوال طلب منه خاله ان يترك تلك الفكرة وان يراجع نفسه فما الذي سيقوله لأخته كيف يدعه يذهب للموت برجليه . كان ياسين يؤكد لخاله بأنه سيتمكن من الاتصال بوالدته وأخواته في كل الأحوال وما عليهم سوى ان لا يخبروا والدته بذهابه الى الاهوار
لم يدرك الحاج دواي بان ياسين الذي يخاطبه اليوم ليس بياسين الذي عرفه قبل ان يقرا عشرات الكتب من مكتبة الدكتور (منيب) لقد كان شخصا أخرا فهو اليوم صاحب قضية اكبر من كل مما حوله اكبر من والدته وأخواته وحبيبته وأخواله ، بل اكبر بكثير من حياته أنها قضية وطن ونضال وشهادة وإيثار وتضحية
لقد أيقن ياسين بأنه كان على حق عندما هرب من موت لا تترتب عليه أي مزية او مفخرة ، لذالك راح يبحت عن موت أخر موت يجعله في مصاف من تفتخر بهم أممهم وشعوبهم وأهليهم .


وصل الخبر الى سائر أخواله وأبنائهم فكانوا يلومونه اشد اللوم ويعاتبونه اشد العتاب لكنهم وجدوه مصرا كل الإصرار أما جميلة فقد قامت قيامتها بعد ان ابلغها ياسين برغبته وأخذت تأخذ عليه أغلظ الإيمان بان يغادر تلك الفكرة فقد أحبته من بكل صدق فهو أول رجل في حياتها وأخر رجل كان ياسين يؤكد لها بانه قد بادلها ذات الود والحب والاحترام الا ان الأمر لم يعد متروكا له فكانت جميلة تبكي بحرقة وألم وهي تمسك بكفيه بقوة.
.



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسين وجميلة (الحلقة التاسعة)
- ياسين وجميلة (الحلقة الثامنة )
- ياسين وجميلة ( الحلقة السابعة)
- ياسين وجميلة (الحلقة السادسة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الخامسة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الرابعة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثالثة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثانية)
- ياسين وجميلة
- هل خذلت المرجعية الدينية من قبل الشارع العراقي في الانتخابات ...
- محمد السيد محسن ...رجل وعدة استفهامات .
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت تجري على لسان والدتي ( ...
- مقتطفات من حياة رجل ... اسمه صدام
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- المطرب البكاء
- حديث عن الثقافة والمثقفين
- العجوز الحكيمة
- القطار في التراث الغنائي العراقي


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - ياسين وجميلة (الحلقة العاشرة)