أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - أمّة الإسلام ليست قوّة من أجل التحرير بل قوّة ضده – نحتاج ثورة حقيقيّة















المزيد.....


أمّة الإسلام ليست قوّة من أجل التحرير بل قوّة ضده – نحتاج ثورة حقيقيّة


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7076 - 2021 / 11 / 13 - 23:42
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أمّة الإسلام ليست قوّة من أجل التحرير بل قوّة ضده – نحتاج ثورة حقيقيّة
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " ، عدد 725 ، 8 نوفمبر 2021
www.revcom.us-en-bob_avakian-nation-islam-not-force-force-against-emancipation-we-need-real-revolution

لويس فراغان و أمّة الإسلام ( NOI) التي يترأّسها يقدّما نفسيهما على أنّهما يعارضان بغضب و شدّة تفوّق البيض . إلاّ
أنّ الحقيقة هي أنّ لا عقيدة ا/ّة الإسلام و لا تحرّكاتها يمثّلان طريقا لوضع نهاية لتفوّق البيض و تحرير السود ( أو أي إنسان آخر ) . تساهم عقيدة أمّة الإسلام و برنامجها عمليّا في الحفاظ على تفوّق البيض و أشكال أخرى من الإضطهاد الفظيع منها التفوّق الذكوريّ و الإضطهاد البطرياركي للنساء و جميعها مبنيّة في أسس النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى نحن مضطرّون الآن إلى الحياة في ظلّه .
في مقال سابق ، ذكرت موقف مالكولم آكس المتحدّث عن تجربته صلب أمّة الإسلام قبل قطيعته معها : " كنّا نؤمن ... ببعض الأشياء الأكثر خياليّة التي يمكن أن تتصوّروها. " وكما أشرت في ذلك المقال :
" لم يكن مالكولم آكس يستخدم كلمة " خياليّة " في موقفه ليعني شيئا مثل " كبيرا حقّا " – لا ، كان يقول إنّ عقيدة أمّة الإسلام " خياليّة " محضة و تؤدّى بالذين يتبعونها للإيمان بالأشياء الأكثر سخافة و شناعة . " (1)
و إعتبارا لكون أمّة الإسلام تعتمد على و تشجّع الخيال المعادي للعلم و نظريّات التآمر المسعورة ، ليس من المفاجئ أن يكون فراغان ضمن الذين قد أحبطوا عزيمة السود على الحصول على تلقيح كوفيد بينما كان السود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة يموتون جرّاء الكوفيد بنسق أعلى من موت الآخرين . والحال أنّ هذا التلقيح إجراء فعّال للغاية ضد المرض الجدّي و الموت جرّاء الكوفيد. و هذا مثال آخر للتصريح بتنديد ديماغوجي لتفوّق البيض فيما يقومون عمليّا بأشياء تساهم في إضطهاد ضحايا تفوّق البيض و تدميرهم.
و كما أشرت في المقال الذى مرّ بنا ذكره للتوّ :
" عقيدة أمّة الإسلام كذلك في نزاع بطرق لها دلالتها مع الإسلام التقليدي المؤسس قبل حوالي 1500 سنة من طرف محمّد إبن عبد اللّه في شبه الجزيرة العربيّة . في كتاب " لنتخلّص من كافة الآهة ! تحرير العقل و تغيير العالم راديكاليّا "، تحدّثت عن جذور الإسلام التقليدي و الطرق التي بها إلى جان المسيحيّة و الديانات الأخرى هو يخرج عن الواقع نفسه و يشجّع على علاقات إجتماعيّة بما فيها تلك بين الرجال و النساء فات أوانها وهي إضطهادية إلى أقصى الحدود . " (2)
و في الوقت نفسه ، عقيدة أمّة الإسلام تشترك مع الإسلام التقليديّ و القرآن في تصنيف النساء على انّهنّ صنف منفصل غير مساوي و تابع للرجال و مضطَهَد من قبلهم – و يصحّ هذا أيضا على المسيحيّة و اليهوديّة و كتبهما المقدّسة .
عدم قتال الإضطهاد بل بثّ آمال خياليّة كاذبة عن محاسبة
تماما مثلما يمكن الإحتفاظ بذلك ، طوّر آليجا محمّد ( و قد كان قائد أمّة الإسلام قبل فراغان ) عمليّا بعض علاقات التعاون المتبادل مع تفوّقيّين بيض بارزين على قاعدة أنّ تقاسمه ، على إختلاف منطلقاتهم ، هدفا مشتركا : كلاهما يرغبان في رؤية السود يبتعدون عن المجتمع الأمريكي و ينفصلون عنه . و رغم أنّه قضّى عدّة سنوات في السجن خلال أربعينات القرن العشرين لرفضه الإلتحاق بالجيش الأمريكي أثناء الحرب العالميّة الثانية و معارضته لدور الولايات المتّحدة في تلك الحرب – و بذلك كسب " مكانة الشهيد " لدي أتباعه – و كان آليجا محمّد مهتمّا بعدم بذل أيّ جهد قصد تعبئة جماهير السود على نحو يهدّد جدّيا حكّام هذه البلاد. و عوضا عن ذك ، كان يبشّر بإنتظار يوم يوحى بأنّه سيدمّر حضارة شيطان البيض و يعيد " الرجل الأصليّ " ( السود ) إلى مكانتهم الشرعيّة . و فراغان بدوره هو الآخر بينما كان أحيانا " يصخ " ضد السلطات القائمة في هذه البلاد ، كان مهتمّا بعدم تحدّيها تحدّيا جدّيا .
و هذا سبب هام للماذا ، مثلا ، المسيرات التي دعا إيها فراغان في عديد الأسابيع الأخيرة لم تساهم في النضال الجماهيري ضد تواصل قتل الشرطة للسود عامة الإضطهاد الفظيع الذى يتعرّض إليه السود في ظلّ هذا النظام . و مثال واضح لهذا هو المسيرة التي دعا إليها فراغان سنة 2015 عقب حدوث مظاهرات واسعة الإنتشار جرّاء قتل الشرطة لمايك براون ى فرغسن ، ميسوري . لقد وقع تنظيم المسيرة تحت شعار " عدالة – و إلاّ " . لكنّها تمخّضت عن عدالة ... أو لا شيء . لم تتمخّض عن أيّ شيء و لم يقع إقتراح أيّ شيء – بإستثناء نداء ضعيف لمقاطعة إحتفالات عيد ميلاد المسيح ما عدال لا شيء بمعنى القيام بشيء بشأن العدالة .
و كما أشار أدرو كلاغ الثالث بصدد آليجا محمّد و قبله فرد محمّد ، مؤسّس أمّة الإسلام : " في آخر المطاف ، تصويره للمحاكمة و العالم المواليّ لها سمحت لفرد محمّد و لاحقا لآليجا محمّد ، بأنّ يجلب أمريكيّين من أصل أفريقي إلى أمّة الإسلام دون أن يكون عليه تحريرهم بنشاط من إضطهادهم أبعد من تراجع المؤمنين إلى حياة المعابد . و بشكل مناسب لذلك ، عبء التحرّر تُرك للإلاه الذى سيتصرّف في الوقت الذى يراه مناسبا ".
و
" إيديولوجيا أمّة الإسلام و بالرغم من عرضها بشراسة من قبل ناطقين رسميّين متعدّدين بإسمها ، كانت محافظة تماما . و القليل ممّا قاله آليجا محمّد و حتّى أقلّ ما فعه عمليّا ، يتحدّى جوهريّا الوضع السائد بالولايات المتّحدة " (3)
عقيدة أمّة الإسلام : عقيدة طافحة بالأباطيل السامة التى تخدم هذا النظام الإضطهادي
لفهم هذا بصفة أتمّ ، لا بدّ من تفحّص عقيدة أمّة الإسلام المتشكّلة بداية على يد فرد محمّد و كيف يرتبط ذلك و يضع إطار عدم خوض نضال محدّد ضد الإضطهاد و إنّما في الواقع يقبل و مليّا يجسّد و يشجّع على تعبيرات مفاتيح لإضطهاد .
في المقال الذى يُحيل على موقف مالكولم آكس المذكور أعلاه متحدّثا عن عقيدة أمّة الإسلام ( " كنّا نؤمن ...." ) أبديت هذه الملاحظة :
" حتّى عندما يمكن لنظريّة تآمر خاصة أن تقدّم " تفسيرا " متقنا للأشياء فهي تعود عادة على شيء بسيط – مفهوم أنّ سوء معاملة بعض الناس أو عديد الناس هو وجود مجموعة من الناس السيّئين يمسكون بالسلطة التي تتسبّب في حدوث هذا . " (4)
" النظريّة " – العقيدة أو " التيولوجيا -علم اللاهوت " – التي طوّرها فرد محمّد ورثها آليجا محمّد و الآن فراغان ، بالفعل تنسج بإسهاب " شرحا " للأشياء " في حين أنّه " يعيدا إلى شيء تبسيطيّ . و من غير الممكن في مقال بهذا الطول المضيّ تماما إلى عقيدة أمّة الإسلام هذه . بالأحرى ما أقم به هنا هو لمس لمظاهر هامة من هذه العقيدة تطال جوهرها – و ذلك إستنادا إلى الخلاصة العامة لكلود أندرو كلاغ الثالث لعقيدة أمّة الإسلام هذه وهي خلاصة مبنيّة بصفة واسعة على كتاب آليجا محمّد " رسالة إلى الرجل الأسود في أمريكا " و غيره من الكتابات و الخطابات الأخرى له و كذلك منشورات و بيانات أمّة الإسلام في ظلّ قياد آليجا محمّد : و المقاطع المقتبسة أدناه المتّصلة بعقيدة أمّة الإسلام مقتطفة من كتاب كلاغ " رجل أصليّ ".
و تستعير عقيدة أمّة الإسلام بعض العناصر من اليهوديّة و المسيحيّة و الدين الإسلامي التقليدي – غالبا بشكل مشوّه – و تدمجها في قصّة خلق و وجود و مصير أكثر خياليّة حتّى . و في حين أنّها تشير أحيانا إلى " علماء " و تذكر و تجمع معا مزاعم مُدَّعى العلم ، تمضى هذه العقيدة ضد المنهج العلميّ و المعرفة العلميّة العمليّة بما فيها تلك المتعلّقة بجذور الأرض و تطوّر الحياة على كوكب الأرض و ظهور البشر . فوفق عقيدة أمّة الإسلام هذه ، قبل تريليونات ثلاثة من السنوات ( ليس ملايين و لا حتّى مليارات بل تريليونات السنوات )" نضجت نواة حياة و طوّرت لحما و دما و مخّا و طاقة " و " كيان بدنيّ ، عرفّ لاحقا بالأرض ، التي إحتضنت الجسد المظلم و النامي إلى أن بلغ الوعي بالذات و قوّة الخلق . و الجسد الذى كان في وقت ما نواة حياة أصبحت رجلا ، رجلا أسود ، " الرجل الأصليّ " و صار يتحكّم في كلّ ما كان يغلّفه ليل الكون ". وقتها إتّخذ الرجل الواعي بذاته إسم الله أو الإلاه و أخذ يخلق آخرين على شاكلته و صورته الملكيّة السوداء " (5).
" و أثناء فترة طويلة من الزمن مذّاك ، حسب أمّة الإسلام ، تُبع ذلك بسلسة من الأحداث التاريخيّة المعقّدة بعديد الإلتواءات و المنعرجات كن في نهاية المطاف ظهر كائن قويّ جديد ، يعقوب الذى خان بمنهجيّة " الرجل الأصلي ". و وفق هذه الأسطورة هو المسؤول عن إيجاد أنواع أدنى هم البيض الشياطين – " الشياطين البيض " الذين هم " مبرمجون جينيّا لمعارضة الحرّية و العدالة و المساواة " (6).
و مجدّدا حسب عقيدة أمّة الإسلام كما يعرضها ىليجا محمّد ، " سادت الوحشيّة " في صفوف البيض في أوروبا و :
"تطوّر الكثيرون أو تراجعوا إلى غوريلات و قردة ...و حتّى القلّة الذين ظلّوا يشبهون البشر لم يستطيعوا سوى التعبير عن وحشيّتهم الفطريّة و طبيعتهم الشيطانيّة بطرق أخرى . و صارت النساء البيض وفق هذه الأسطورة بصورة سائدة تمارس الجنس مع الحيوانات الأليفة و الكلاب المحبوبة أكثر ، و مع مرور الوقت أضحت تعترف لأيّ كان فضوليّا بصفة كافية ليطرح أسئلة بأنّه " لا وجود لشيء تحبّه أفضل من كلب ". (7).
هذه هي عقيدة أمّة الإسلام كما أورثها فرد محمّد لآليجا محمّد و قد نشرها بنشاط .
و كشفت البحاث حول مواقف أمّة الإسلام في ظلّ فراغان – مثلما هو معروض في منشورات أمّة الإسلام و خطابات فراغان و حواراته الصحفيّة – أنّه لا وجود لرفض أو نبذ لهذه العقيدة . و حينما يواجه فراغان ببعض المظاهر الأكثر غرابة و شناعة في هذه العقيدة ، سيسعى أحيانا إلى المراوغة و التهرّب من ليشرح بصورة إلتفافيّة بعض هذا بينما يظلّ متمسّكا بذات الموقف الأساسي – مثلا ، يؤكّد على " أتبنّى كلّ كلمة علّمنى إيّاها آليجا محمّد المبجّل لكن تاليا ، يسعى إلى إعادة تأويل و الحطّ من قيمة تعاليم آليجا محمّد بأنّ البيض " شياطين " مبرمجين جينيّا ليكونوا شياطين . و يمكن ملاحظة هذا في الحوار الذى أجراه فاراغان مع تيم روسارت على قناة " لقاء الصحافة " في أفريل 1997. و يوجد نفس نوع الأشياء في مقالات أحدث في جريدة أمّة الإسلام ، " النداء الأخير " حيث جرى الحفاظ على أسطورة يعقوب و عنصر البيض – الشياطين إلاّ أنّ جزء " الشيطان " لا يعبّر عنه دائما بالكلمات الأكثر تطرّفا و بشاعة و جدير بالملاحظة أنّ " النداء الأخير " يواصل بصفة منتظمة نشر و الترويج لمقتطفات من كتاب آليجا محمّد ، " رسالة إلى الرجل الأسود في أمريكا ."
و أيضا يجب التأكيد على أنّه بالرغم من محاولة فراغان " إختيار الكرز " لبعض الإكتشافات و التحاليل العلميّة ( أو أجزاء منها ) يشوّهها خدمة لعقيدة أمّة الإسلام المناهضة للعلم بصورة تامة – و ليس هذا ببساطة خياليّا فحسب بل هو عبثيّة ضارة و سامة . و بالعودة إلى مثال له دلالته : في الواقع ، العلم الحديث واضح حول أنّ كافة البشر على الكوكب ينتمون إلى نوع بيولوجي واحد وحيد ، بالضبط ذات النوع ( الإنسان العاقل – الهُموسابيانس ) و أنّ التنويعات الصغرى في هذا كلون البشرة نابعة على حركات الهجرة التاريخيّة عبر كوكب الأرض و التطوّر عبر الإنتقاء الطبيعي و ليس عبر أيّ صنف من التنشأة الإنتقائيّة المؤذية ( " البتر " ) أنجزها كائن يدعى يعقوب . و مرّة أخرى ، جميعنا نوع بشريّ واحد ، و لا وجود لبرمجة جينيّة للبيض أو لأيّ كان آخر ، ليكونوا بفطرتهم شياطينا ( أو جيّدين ) .
و في الختام ، وفق أسطورة أمّة الإسلام المدهشة و الشنيعة ، سيأتى يوم الحساب الشرعي و العادل عندما :
" يحدث تدمير عالم البيض – معروف بصفة متنوّعة على أنّه يوم الحساب أو المعركة الفاصلة أو سقوط أمريكا و الجحيم الثاني – بواسطة الوحشيّة التكنولوجيّة المسمّاة التسوية الأم " (8)
عدم وجود مثل هذه التسوية الأم – و إنقاذ السود من الوضع الإضطهادي الذى طال أمده ، لن يحدث على هذا النحو – ليس من إهتمامات أمّة الإسلام و لم يمنع عددا هاما من السود ، حتّى أبعد من الذين ينتمون إلى أمّة الإسلام ، من الإنجذاب إلى رسالتها الأساسيّة . و ليس من العسير فهم لماذا ذك كذلك . كان تفوّق البيض النظامي و المنهجيّ و المؤسّساتي و العنصريّة البغيضة الموجّهة ضد السود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة ، كان من أهمّ ميزات و القوّة المحرّكة لهذا النظام و في هذه البلاد منذ بداياتها الأولى . و تاريخيّا و كذلك حسب الواقع الحالي للمجتمع الأمريكي ، يمكن بالتأكيد أن يبدو و كأنّ على الأقلّ عديد البيض " شياطين " عنصريّين غير قادرين على النظر إلى السود و معاملتهم على أنّهم متساوون معهم و قد كانوا غالبا قادرين على أفظع أشكال الوحشيّة .
و مثلما قلت في الحوار مع كورنال واست قبل بضعة سنوات ، إذا كنتم تنظرون إليّ لتبرير مواقف و تصرّفات عدد كبير جدّا من البيض ، معظمّ الأوقات – حسنا ، تنظرون إلى المكان الخطأ ! (9) لكن مجدّدا ، ، هذه العنصريّة في صفوف البيض ليست شيئا مبرمجا جينيّا فيهم و بالتالى لا يمكن تجاوزه – و كذلك ليس على التفوّق الذكوريّ و كره النساء [ الميسوجيني ] مبرمجا جينيّا في الرجال على الرغم من الأعمال الشنيعة لعدد كبير جدّا من الرجال من كافة " الأجناس " و الأمم . لا ، هذه العنصريّة و هذا الميز العنصريّ الجنسيّ متجذّرين جوهريّا في – و هما من الإنعكاسات و التعبيرات الإيديولوجيّة ل – تفوّق البيض و التفوّق الذكوريّ اللذين تطوّرا تاريخيّا كجزء من الأنظمة الإستغلاليّة و هما اليوم متجذّران و مبنيّان في أسس العلاقات الإقتصاديّة و الإجتماعيّة للنظام الرأسمالي- الإمبريالي و يوّج لهما و يعزّزان بطرق في آن معا ساطعة و أخرى " خفيّة أكثر " ، عبر المؤسّسات السائدة و الثقافة .
و من الجهة الأخرى من الأشياء ، رصدنا أوضاعا في هذه البلاد حيث ملايين البيض ، من كافة أنواع الجندر ، قد ساهموا بنشاط في نضالات حيويّة ضد الإضطهاد العنصريّ – بطرق كبرى بارزة في ستّينات القرن العشرين و مرّة أخرى في السنة الماضية بالذات (2020) بتحرّكات جماهيريّة أشعلت نيرانها جرائم الشرطة الخبيثة و قتلها لجورج فلويد و بريونا تيلور .
إلغاء و إجتثاث تفوّق البيض و كافة ألوان الإضطهاد : العلم و الثورة و ليس التشويهات الخياليّة للواقع و التشجيع على الأفكار السامة
من الممكن تجاوز و إجتثاث الأوضاع الفعليّة لتفوّق البيض و التفوّق الذكوري- و الإيديولوجيا المسمومة التي تعزّزهما . إلاّ أنّ هذا لن يحدث و لا يمكن أن يحدث بواسطة تحطيم حضارة البيض بالتسوية الأم أو بعض المفاهيم الخياليّة الأخرى لحساب العادل لإلاه متخيّل أو قوّة أخرى ما وراء الطبيعة . لا يمكن أن يحدث هذا إلاّ عبر ثورة في هذا العالم الحقيقي للإطاحة بالنظام الرأسمالي- الإمبريالي ، و إنشاء نظام راديكالي مغاير – نظام إجتماعي هدفه عالم شيوعي – يكون من مستلزماته وأهدافه الأساسيّة إلغاء تفوّق البيض والتفوقّ الذكوري وإجتثاثهما هما وجميع علاقات الإضطهاد و الإستغلال.
يجب على هذه الثورة أن تسترشد ب – و ليس بوسعها أن تنجح إلاّ إذا كان منطلقها منسجما مع – منهج و مقاربة علميّين حقّا ينبذان و يقاتلان كافة الأوهام و المفاهيم الخياليّة ، كافة طرق التفكير التي تبتعد عن الواقع الماديّ الفعيّ مهما كانت تبدو مواسية لنا و مرضية . . و كجزء من هذا ، من الضروري أن ننقد بشدّة و أن نناضل بحيويّة ضد – النظريّات و العقائد و البرامج التي تتقدّم بها قوى مثل أمّة الإسلام و التي تمثّل تشويهات فضّة للواقع و تشير إلى إتّجاهات سيّئة و خطيرة جدّا .
بكلمات بسيطة ، عقيدة امّة الإسلام ليست مجرّد مجموعة عبثيّة خياليّة مناهضة للعلم بمعنى عام ما . و هذا في حدّ ذاته سيّء بما فيه الكفاية . إنّها كذلك في آن معا عنصريّة بشكل سافر و مروّجة للتفوّق الذكوريّ.
و طبعا ، عادة ما يزعم تفوّقيّون بيض صرحاء و سافرون خاصة و بعض الآخرين أيضا ، أنّ معارضة تفوّق البيض في حدّ ذاته عنصريّة – ضد البيض ! و هذا زبالة تامة . إنّه جزء من و يخدم محاولة الحفاظ على و فرض العنصريّة السائدة بدرجة كبيرة في هذه البلاد – العنصريّة ضد السود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة ، و تفوّق البيض المبنيّ في أسس هذا النظام . لكن ينبغي دون توجيه لكمات قول إنّ – يمكن ملاحظة ذلك في كلّ ما قد ناقشنا هنا و في أقوال و أفعال أمّة الإلام و قيادتها – عقيدة أمّة الإسلام و برنامجها عنصريّان و إنّنا إزاء منظّمة بطرياركيّة تروّج للتفوّق الذكوريّ وهي تشجّع على التفوّق العنصريّ و الجندري و كذلك على أشكال أخرى من الأفكار المسبّقة للكراهيّة ( على غرار الصرخات المتكرّرة لفراغان المعادية لليهود ).
و ألان من المهمّ هنا مرّة أخرى أن نقرّ و نؤكّد على حقيقة أنّ هذه العقيدة العنصريّة لدي أمّة الإسلام تتسبّب في ضرر أقلّ بكثيير من عنصريّة البيض الموجّهة ضد السود و تخدم إضطهادهم الوحشيّ. هذا فضلا عن واقع أنّ الغالبيّة الساحقة للسود ليست تفوّقيّين سود ، و واقع إفتقاد أيّة مجموعة من السود ( أو حتّى السود كلّهم ) إلى سلطة فرض تفوّق السود في هذا المجتمع . تفوّق البيض و ليس تفوّق السود هو المبنيّ في أسس نظام هذا البلد وهو الذى ساد و يسود منذ ـاسيس البلاد إلى يومنا هذا ، بكافة الظلم الفظيع و الإضطهاد الشنيع الذى عناه ذلك . و مع ذلك ، أي شكل من العنصريّة – أيّة " نظريّة " أو عقيدة تؤكّد على انّ أي " جنس " من البشر مبرمج جينيّا ليكون شيطانا ، أو على أيّة حال ليكون أدنى ، و يستحقّ أن يُهيمن عليه جنس آخر – تتضارب مع الواقع وهي فعلا كذب خبيث يستخدم لتوطيد الإضطهاد و الإستغلال بدلا من إلغائهما. و يصحّ الشيء نفسه بالنسبة لأيّة عقيدة تزعم الشيء ذاته بشأن دونيّة جندر معيّن .
هناك طريقة لتمكين جماهير السود من أن يتخطّوا نهائيّا الإستغلال الاقتصادي العميق و الإهانات و الإضطهاد السياسي و الاجتماعي القاتل و الدمار النفسيّ الحقيقيّ جدّا الذى أنزله عليها هذا النظام لفترة طويلة جدّا إلى يومنا هذا و بلا هوادة . على أنّ هذا لم يحدث بإختلاق أو التشبّث بوجه عكسيّ بغيض لتفوّق البيض – إيديولوجيا تفوّق السود التي تشخّص و تفضح البيض على انّهم فطريّا " شياطين " ( مبرمجين جينيّا ) – إيديولوجيا هي ذاتها مهيمنة ليس صلب البيض فحسب الذين يمثّون هدفها و إنّها هي أيضا إيديولوجيا يدافع عنها السود .
إنّ طريق التحرير التام للسود لن يتحقّق في نهاية المطاف سوى بالتأكيد على إنسانيّة السود الجوهريّة – التي هي في تعبيراتها الأرقى تعنى التحوّل إلى جزء من الثورة للتخلّص من كافة أشكال الإستغلال و كافة أشكال الإضطهاد و كافة أشكال اللامساواة و كافة أشكال الإهانات لأيّ قسم من الإنسانيّة : ثورة شيوعيّة .
و كما أعربت عن ذلك آنفا :
"" ثمّة إمكانيّة نشوء شيء جميل غير مسبوق من رحم القبح الذى لا يوصف : أن يضطلع السود بدور حيويّ في وضع نهاية ، بعد طول إنتظار ، لهذا النظام الذى لم يستغلّهم فقط لمدّة طويلة بل نزع إنسانيّتهم و بثّ فيهم الرعب و عذّبهم بآلاف الطرق – في وضع نهاية لهذا بالوسيلة الوحيدة التي يمكن القيام بها بذلك ، بالقتال من أجل تحرير الإنسانيّة ، وضع نهاية لليل الطويل الذى كان فيه المجتمع الإنساني منقسما إلى سادة و عبيد و كانت فيه جماهير الإنسانيّة تتعرّض للجلد و التعذيب و الإغتصاب و القتل و يُبقى عليها أسيرة غارقة في الجهل و البؤس ." (10)
و هذا ما هو بتشويه للواقع – و بالتأكيد ليس من " نظريّات " أو عقائد العنصريّة أو التفوّق الذكوري- و إنّما هو نتيجة تطبيق منسجم لمقاربة و منهج علميّين ضروريّين و أساسيّين لقيادة النضال في سبيل وضع نهاية تامة لأيّ و لكافة الأنظمة و العلاقات الإضطهاديّة و الإستغلاليّة و لتشويهات الواقع التي تستخدم لتعزيزها .
و مجدّدا ، لهذا تمثّل الشيوعيّة الجديدة التي طوّرتها بفضل عقود من الأعمال المنجزة و تؤكّد على المنهج و المقاربة العلميّين الأكثر إنسجاما و صراحة – بالذات لأجل فهم الواقع كما هو عمليّا و لأجل تغيير الواقع تغييرا راديكاليّا بهدف تحرير كافة الجماهير المضطهَدَة في كلّ ناحية من أنحاء هذا الكوكب و في نهاية المطاف تحرير الإنسانيّة قاطبة .
هوامش المقال :
1. Bob Avakian, Why Do People Believe the Most Ridiculous and Outrageous Nonsense? Wild Distortions of Reality, Deadly Illusions of “Painless Progress,” and the Urgent Need for a Real, Scientifically-Grounded Revolution. This article by Bob Avakian is available at revcom.us. The statement by Malcolm X is cited in Claude Andrew Clegg III, An Original Man, The Life and Times of Elijah Muhammad, St. Martin’s Press, New York, 1997, Part 1: “Genesis,” Chapter 3, “The Knowledge of Self and Others,” p. 41.
2. Why Do People Believe the Most Ridiculous and Outrageous Nonsense?
3. An Original Man, The Life and Times of Elijah Muhammad, pp. 67 and 282.
4. Why Do People Believe the Most Ridiculous and Outrageous Nonsense?
5. An Original Man, The Life and Times of Elijah Muhammad, p. 42.
6. An Original Man, The Life and Times of Elijah Muhammad, p. 51 (emphasis—boldface—added here).
7. An Original Man, The Life and Times of Elijah Muhammad, p. 53.
8. An Original Man, The Life and Times of Elijah Muhammad, p. 65.
9. This Dialogue between Bob Avakian and Cornel West—REVOLUTION AND RELIGION: The Fight for Emancipation and the Role of Religion—took place at Riverside Church in New York City in November of 2014. A film of this Dialogue is available at revcom.us in BA’s Collected Works.
10. This statement by Bob Avakian is included in the article Bob Avakian For The Liberation Of Black People And The Emancipation Of All Humanity, which is available at revcom.us.



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء واجهة -الإختراق - في إتّفاقيّات قمّة المناخ 26 – ا ...
- لماذا العالم مضطرب جدّا و ما الذى يمكن فعله لتغييره تغييرا ر ...
- حركة الشمس البازغة و سياسات الضغط على النظام لإنقاذ البيئة ذ ...
- مجون كلاسغو ... كيف يجرؤون على زعم - قيادة البيئة -
- ندوة غلاسغو للمناخ في الحسبان – الحكومات و الناس و الكوكب .. ...
- إلغاء العبوديّة – الحقيقيّ و الخياليّ
- تشجيع الناس على عدم التطعيم بالتلاحيق يبقى على جائحة الكوفيد ...
- لا حقّ لقتل البشر باسم الدين – - الإستثناءات الدينيّة - ليست ...
- نضال و نداء و تعبئة في مدينة المكسيك ضد تغيّر المناخ العالمي
- حول وفاة أبيماييل غوزمان ، - الرئيس غنزالو - [ رئيس الحزب ال ...
- اليعاقبة ( Jacobins ) الأمس ، اليعاقبة اليوم : ملخّص مقتضب
- الشوفينيّة – الإمبرياليّة ليعاقبة - jacobins - اليوم
- بوب أفاكيان : مرّة أخرى حول لماذا ليست كلّ الدكتاتوريّات سيّ ...
- لنعقد مقارنة : التعليم اليوم ... و التعليم غدا في ظلّ الجمهو ...
- بوب أفاكيان حول الفوضويّة و الفوضويّون – بعض النوايا الطيّبة ...
- بوب أفاكيان يُصدر تحدّيا لبيل ماهر- يا بيل ماهر ، إليك حقيقة ...
- بيان من الحزب الشيوعي الإيراني ( المركسي – اللينيني – الماوي ...
- - تصنيع - الإستغلال الجنسيّ و العولمة الإمبرياليّة و النزول ...
- حذاري ! غرّة سبتمبر : الأمومة الإجباريّة و التيقّظ الفاشيّ أ ...
- - دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا - ينصّ ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - أمّة الإسلام ليست قوّة من أجل التحرير بل قوّة ضده – نحتاج ثورة حقيقيّة