إلغاء العبوديّة – الحقيقيّ و الخياليّ

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7067 - 2021 / 11 / 4 - 20:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

بوب أفاكيان القائد الثوريّ و مؤلّف " الشيوعيّة الجديدة " ، 11 أكتوبر 2021
جريدة " الثورة " عدد 721، 11 أكتوبر 2021
https://revcom.us/en/bob_avakian/abolition-real-and-illusory

اليوم ، هناك أناس يطلقون على أنفسهم تسمية " أنصار إلغاء العبوديّة " . و فضلا عن الإلغاء التام للعبوديّة الباقية في عالم اليوم ، بالنسبة إى البعض " إلغاء العبوديّة " يعنى وضع نهاية ليس للتمييز العنصري الموجود في القانون و في تطبيق القانون في هذه البلاد و السجن الجماعي المتّصل بكلّ ذلك فحسب بل يعنى أيضا وضع نهاية لمجتمع يتطلّب و يمأسس هذه الفظاعات . بيد أنّ أنصار إلغاء العبوديّة هؤلاء لا ينبسون ببنت شفة - بينما الإعتراف بهذا أهمّيته حيويّة و على أساسه يتمّ التحرّك – عن حقيقة أنّ الأمر يقتضى الإطاحة الثوريّة بهذا النظام الرأسمالي - الإمبريالي و تعويضه بنظام إشتراكي غايته تحقيق الهدف الأسمى للشيوعية ، لأجل إنشاء مجتمع و عالم يتخلّصان و يتجاوزان عمليّا الإضطهاد العنصريّ بكلّ أشكاله و كذلك كلّ العلاقات الإضطهاديّة و الإستغلاليّة الأخرى .
و يشدّد مقال على موقع أنترنت revcom.us هذه الحقيقة الأساسيّة و الحيويّة جدّا :
" ليس بوسعنا إنشاء مجتمع مختلف راديكاليّا و تحرّريّا و التحرّك للقضاء على كلّ الإستغلال و الإضطهاد دون كسر التحكّم الرأسمالي العنيف في المجتمع ( دكتاتوريّة البرجوازيّة ) و تركيز شكل حكم مختلف راديكاليّا يكون إشتراكيّا ( دكتاتوريّة البروليتاريا الثوريّة ). و وحده هذا النظام الإشتراكي يمكن أن يقدّم أقوى دعم للنضال الثوريّ عبر العالم . " (1)
و دون ذلك ، ببساطة لا سيبل إلى الإلغاء المنهجيّ للتمييز العنصري و القتل العنيف و الصريح الذى تقترفه الشرطة و لا سبيل للتخلّص من السجن الجماعي و ما يساوى التعذيب في السجون للملايين و خاصة منهم الرجال السود و اللاتينو ( و أعداد متنامية من النساء ). و لنتكلّم بصراحة : بغضّ النظر عن مساعيهم، فإنّ الذين يتحدّثون عن " إلغاء العنصريّة " دون الحديث عن الحاجة إلى هذه الثورة ، " ضحايا سذّجا الخداع و خداع الذات " ( إستحضارا لصيغة هامة لدي لينين قائد الثورة الروسيّة لسنة 1917 الذى قام بمساهمات حيويّة الأهمّية في النظريّة الشيوعيّة ).
في مقال سابق ( " الشرطة و السجون : الأوهام الإصلاحيّة و الحلّ الثوريّ " ) أنجزت تحليلا علميّا للماذا فكرة إلغاء ( أو " تفكيك " ) الشرطة و إلغاء السجون في ظلّ هذا النظام وهم جدّي و ضار . (2) و كأمر واقع ، مثلما تمّ الحديث عن ذلك في " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفته ، حتّى في مجتمع مغاير جوهريّا و تحرّريّا الذى يقدّم هذا الدستور رؤية شاملة و عرضا ملموسا عنه ، ستظلّ هناك حاجة إلى قوّات أمن و سجون ، على أنّ هذه المؤسّسات ستكون مختلفة راديكاليّا و تخدم أهدافا مختلفة راديكاليّا عن مؤسّسات من هذا الصنف ( الشرطة و السجون ) في ظلّ هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي .(3)
و هنا تُطرح المسألة بحدّة : إذا كنّا نرغب حقّا في إلغاء السجون و الشرطة اللذان يجسّدان و يفرضان ظلما رهيبا و إجراميّا – إذا كنّا نرغب حقّا في إلغاء منهجيّ لتفوّق البيض النظامي و المُمَأسس – لماذا لا نكرّس جهودنا لإلغاء كامل هذا النظام الذى يتطلّب ذلك الظلم و تعويضه بنظام لا يتطلّب ظلما ؟
لماذا لا نصبح من المساهمين بنشاط في الحركة التي تقودها الشيوعيّة الجديدة لنعدّ و تاليا لننجز ثورة فعليّة للإطاحة بهذا النظام و إيجاد شيء أفضل بكثير قصد القضاء على كلّ ألوان الإستغلال و الإضطهاد في كافة أنحاء العالم مثلما وضع ذلك " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " ؟
فهذا إلغاء يستحقّ حقّا أن نكرّس له حياتنا .
-----------------------------------------
هوامش المقال :
1. “Questions That Come Up... And Answers: On Revolution And The Need For The Scientific Leadership Of Bob Avakian. On Dictatorship, The Need For Revolution, And What Comes Next.” This article is available at revcom.us (emphasis in the original).
2. This article by Bob Avakian (“Police and Prisons: Reformist Illusions and the Revolutionary Solution”) is part of a collection of articles, Bob Avakian: Writings in 2020—A Momentous Year, which is available at revcom.us.
3. The Constitution for the New Socialist Republic in North America, authored by Bob Avakian, is also available at revcom.us.

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل