أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - اللقاحات وسيلة حيويّة للتعاطي مع كوفيد - و ليست لا - مؤامرة - و - مكيدة - حاكتها الحكومة و الشركات الكبرى - أهمّية الفهم و المقاربة العلميّين















المزيد.....

اللقاحات وسيلة حيويّة للتعاطي مع كوفيد - و ليست لا - مؤامرة - و - مكيدة - حاكتها الحكومة و الشركات الكبرى - أهمّية الفهم و المقاربة العلميّين


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 19:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 714 ، 23 أوت 2021
https://revcom.us/a/714/bob-avakian-vaccines-are-a-decisive-means-for-dealing-with-covid-en.html

مثلما أشرت في المدّة الأخيرة ، هناك مشكل جدّي في هذه البلاد هو أنّ العديد من الناس يرفضون أن يتمّ تلقيحهم ضد كوفيد، في حين أنّ الواقع بيّن بوضوح أنّها آمنة و فعّالة ضد المرض الخطير و الموت جرّاء هذا الفيروس . إن وقع تلقيح الأغلبيّة العظمى من الناس في هذه البلاد ، سيمثّل ذلك خطوة كبرى إلى الأمام في التحكّم في هذا الوباء – حتّى و إن كان من الضروري أيضا بالنسبة إلى الناس عبر العالم قاطبة يلقّحوا هم كذلك بأهمّية خاصة لحصول التلقيح للناس في أكثر البلدان المضطَهَدة في العالم فقرا حيث نسب التلقيح و الحصول على اللقاحات محدودة بشكل رهيب الآن ( مثلا ، في أفريقيا حوالي 2 بالمائة من الناس وقع تلقيحهم ، أساسا إعتبار لمنتهى النقص في اللقاحات ). لذا يساوى رفض عدد كبير من الناس أن يتمّ تلقيحهم في هذه البلاد – أين تتوفّر اللقاحات على نطاق واسع و مجانا – يساوى السماح للوباء بالإستمرار في الإنتشار و في قتل أعداد كبيرة من البشر في هذه البلاد ، خاصة السوج و اللاتينو و السكّان الأصليّين لأمريكا ،و السماح للفيروس بمواصلة التحوّل بأفق إفراز متحوّلات أخطر حتّى . و كما شدّدت على ذلك :
" لا يرفض أناس مجرّد التلقيح بسبب إنشغالات ما شرعيّة بأمن ( أو فعاليّة ) اللقاحات . فعدد كبير جدّا منهم – لا سيما الفاشيّون المجانين المناهضين للعلم و أيضا غيرهم كثيرون و منهم الذين تعرّضوا لأقسى ضربات وباء كوفيد – يرفضون التلقيح بسبب مزيج من نظريّات المؤامرة الجنونيّة و زبالة أخرى مناهضة للعلم و فرديّة مستشرية . " (1)
و ضمن " نظريّات المؤامرة المجنونة " هذه و " الزبالة الأخرى المناهضة للعلم " هناك مزاعم أنّ كوفيد ليس واقعيّا و إنّما هو " خدعة " – أو أنّه ليس واقعيّا حقّا تبتلك الجدّية ( إنّه ليس أسوأ من نزلة برد أو أنفلوونزا ) و لا أحد ، أو ليسن عددا كبيرا من الناس، يموتون عمليّا جراءه ... أو أنّه واقعيّ و خطير لكن قد صنعته عمدا قوى في حكومة هذه البلاد ( و / أو بلد آخر ) أو قوى أخرى شرّيرة ( و ظاهريّا سرّية ) بنيّة قتل بعض الناس ( و يرتهن الناس بأيّة نظريّة مؤامرة تقدّم ) . و ما إلى ذلك . بالنسبة لكافة أو لعدد من نظريّات المؤامرة هذه أن يكون الأمر صحيحا يتطلّب إنخراط عدد كبير من الناس في حبك هذه المؤامرة – و ليس الناس ذوى النفوذ فحسب و إنّما في نهاية المطاف ملايين الناس العاديّين بمن فيهم أعداد كبيرة من العلماء و حتّى أعداد أكبر من الأطبّاء و عمّال الرعاية الصحّية ، ليس فحسب في هذه البلاد بل أيضا في عدّة بلدان أخرى – و جميعهم يتعاونون لتشجيع مثل هذه المؤامرة . لا . أفيقوا من سباتكم – لنكن واقعيّين – كلّ هذا هراء !
عمل العلماء و الفهم المعتمد على الأدّلة بشكل طاغيّ و تجربة أعداد ضخمة من الناس – بما في ذلك أولئك الذين ماتوا فعلا جرّاء كوفيد أو مرضوا مرضا جدّيا بسببه و كذلك أفراد عائلاتهم و أعداد كبيرة من الأطبّاء و العاملين بالرعاية الصحّية الذين قدّموا تضحيات شخصيّة كبرى لمعالجة الناس الذين أصيبوا بالكوفيد ، و قد تعرّضت أعداد لها دلالتها منهم إلى العدوى بالكوفيد هم أنفسهم – و كلّ هذا قد أوضح أنّ كوفيد واقعيّ و حقيقيّ جدّا و بوسعه في عديد الحالات أن يكون مميتا جدّا و قد إنتشر ( وهو ينتشر ) ليس بفعل بعض القوى في ظلّ متآمرين شرّيرين و إنّما بوسائل أثبت العلم أنّها صحيحة : فيروس كوفيد ينتشر أساسا عبر الهواء . عندما يكون الناس قريبين جدّا من بعضهم البعض ، ببساطة يتنفّسون أو يسعلون إلخ ( خاصة في مواقع مغلقة ) ، و خاصة حين لا يكون الناس واضعين كمّامات ، عندما يكون شخص أو أكثر مصابا بكوفيد أو عندما يكون شخص مجرّد " حامل " للفيروس ( حتّى و إن لم تظهر عليه أعراض المرض ) كما يمكن أن يكون الحال مع عديد الذين تلقّوا التلقيح ).
و الأدلّة العلميّة و التجربة المنتشرة – واضحة جدّا كذلك : اللقاحات التي وقع تطويرها لقتال كوفيد آمنة و فعّالة جدّا في الحيلولة دون المرض الجدّي و الموت جرّاء هذا الفيروس . و إن تمّ تلقيح الغالبيّة العظمى من الناس داخل الولايات المتّحدة و عبر العالم يمكن وضع هذا الوباء المدمّر تحت السيطرة . لذا ، لقّحوا أنفسكم ! و أيضا ضعوا الكمّامات و إحترموا التباعد الاجتماعي كلّما و حيثما يشير علم الطبّ إلى أنّ ذلك أمر ضروريّ .
و مثلما شدّدت على ذلك آنفا :
" ما من سبب مقنع لعد التلقيح و رفض القيام بذلك لا يضع الأشخاص الذين يرفضون ذلك في موقع خطر المرض الجدّي و إمكانيّة الوفاة فحسب ، و إنّما كذلك يعرّضون غيرهم لذات الأخطار ." (2)
و إلى جانب هذه النظريّات التآمريّة المجنونة حول اللقاحات و التي ينشرها بوجه خاص ( لكن ليس حصريّا ) الأتباع الفاشيّون لدونالد ترامب و قناة فوكس " نيوز" إلخ ، شكل من الأشكال الشائعة لمعارضة التلقيح هي فكرة أنّ اللقاحات ليست حقّا ( أو ليست إلى درجة كبيرة ) وسيلة للقتال العملي لكوفيد بل هي أساسا مؤامرة من الحكومة و الشركات الصيدلانيّة الكبرى للتحكّم في الناس و لتحقيق أرباح طائلة من الوباء ( سواء إعتبر الوباء حقيقيّا أو " خدعة " ). هذا نوع من الفهم " الشعبويّ " الذى يقلّص في الأساس المشكل في المجتمع إلى مجرّد مشكل أناس يقع إضطهادهم و إلحاق الضرر بهم على يد قوى عتيّة تسحقهم – الحكومة الكبيرة و الشركات الكبرى – مفهم ببعض الأشكال المختلفة يتبّناه يمينيّون و كذلك أناس ممّا يسمّى ب " اليسار " ( ضمن بعض " المتيقّظين " و " التقدّميّين " ). و هذا فهم في الأساس غير علميّ للأشياء لديهما خاصة في علاقة بكوفيد و اللقاحات و جوهريّا في علاقة بالطبيعة الأساسيّة لهذا النظام الذى نعيش في ظلّه ، النظام الرأسمالي- الإمبريالي ، و كيف يسير هذا النظام عمليّا .
و بطبيعة الحال صحيح أنّ الشركات ( و المؤسّسات الرأسماليّة الكبرى الأخرى ) و المؤسّسات الماليّة ) تهيمن على الإقتصاد في ظلّ هذا النظام . و مثلما أشرت إلى ذلك سابقا :
" هذا نظام تسيطر عليه الشركات و البنوك و المؤسّسات الماليّة الأخرى الرأسماليّة التي تتحكّم في مبالغ ضخمة من الأموال، و كلّ هذا قائم على إستغلال الناس - الجماهير الشعبيّة هنا و مليارات البشر عبر العالم بمن فيهم أعداد كبيرة من الأطفال."
لكن أيضا و هذا غاية في الأهمّية :
" و الرأسماليّون أسرى منافسة تناحريّة فيما بينهم ما يؤدّى بهم إلى التدخّل في أيّ ركن من أركان العالم خاصة في البلدان الفقيرة و ذلك لإستغلال الناس بخبث أكبر حتّى بينما يتركون عديد البشر بلا شغل ممكن أبدا ضمن الاقتصاد الرسمي ( " القانوني " ). " (3)
لهذه الأسباب ، بالمعنى الأشمل ، هذه المؤسّسات الرأسماليّة ( بما في ذلك الشركات الصيدلانيّة الكبرى ) ستبحث عن تحويل كلّ شيء – بما في ذلك الحاجيات الصحّية للشعب – إلى وسيلة لإستخراج أرباح أكبر و التغلّب على الرأسماليّين المنافسين ، حتّى و بعض الحكومات ( و مؤسّسات أخرى ) قد بذلت بعض الجهود لتشجيع التعاون لأجل تشجيع تطوير و توزيع اللقاحات ( و إجراءات أخرى للتعاطى مع كوفيد ).
و جزء هام آخر من الصورة هو أنّ هذا النزاع في صفوف الرأسماليّين كذلك تحدث وفق الخطوط " الوطنيّة " – مع النزاع بين البلدان الرأسمالية – الإمبرياليّة المختلفة . و في الوقت نفسه ، مع هيمنة هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي ، العالم منقسم إلى حفنة من البلدان الرأسماليّة – الإمبرياليّة و عدد كبير من البلدان المضطهَدَة الفقيرة في أمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا - العالم الثالث.
كلّ هذا يشرح لماذا بالرغم من جهود بعض الحكومات لكبح تأثيرات هذا في التعاطي مع كوفيد ، التنافس الرأسمالي و بذل الجهد من أجل تحقيق أرباح أكبر فأكبر ،و من أجل موقع القرش الأكبر في العالم ، تقف في طريق و تقوّض التعاون الضروريّ- و الذى يجتهد عديد العلماء عمليّا لبلغه – في التعاطي مع الوباء . لهذا الأشياء مثل نسبة التلقيح ( و الحصول على اللقاحات ) بطيئة جدّا في العالم الثالث .
لكن هذا ليس سوى جانب من الصورة و لا يبلغ جوهر الوضع مع اللقاحات و واقع أنّ حكومة ( او البعض في حكومة ) هذه البلاد ( و غيرها من البلدان ) سترغب عمليّا في تلقيح الناس كوسيلة كبرى " للسيطرة على " وباء كوفيد .
و من الصحيح أنّه بسبب أنّ نظامهم معتمد على الإستغلاليّين و الإضطهاديّين ، تريد حكومات البلدان الرأسماليّة و تحتاج إلى التحكّم في الناس لكن ، قبل كلّ شيء ، هذه الحكومات لا تحتاج شيئا مثل التلاقيح للقيام بهذا – ليدهم بعدُ عديد الوسائل للقيام بذلك بما في ذلك الطرق التي وفقها يستخدم الناس وسائل الإتّصال الإجتماعيّة و الأنترنت عامة ما توفّر لهذه الحكومات إمكانيّة الحصول بسهولة على تفاصيل كثيرة عن حياة الناس و حتّى عن حياتهم الخاصة ، و القدرة على تتبّع أين يوجد الناس في أيّ وقت معيّن و ما هي تحرّكاتهم و ما إلى ذلك . و في الوقت نفسه ، مع ذلك ، دور الحكومات الرأسماليّة ليس مجرّد مراقبة الناس و إنّما بأكثر جوهريّة ضمان الأساس الصلب و إستقرار الحكم الرأسمالي و تقريبا السير المنتظم لهذا النظام . و بالأخصّ في البلدان " الأم " ( مثل الولايات المتّحدة و ألمانيا و روسيا و اليابان و الصين إلخ ) أين " ترسو" المؤسّسات الاقتصادية و السياسيّة الكبرى لمختلف القوى الرأسماليّة – الإمبرياليّة .
و بالتالى ، عندما يواجهون وباء جدّيا مثل أزمة كوفيد الحاليّة ، موضوعيّا ، من مصلحة الرأسماليّين الحاكمين و حكوماتهم فى بلدان مثل هذا البلد عمليّا أن يجعلوا الوباء تحت السيطرة لأنّه يفكّك بشكل عال جدّا السير العام للإقتصاد و المجتمع ككلّ – و التفكّكات الكبرى من هذه يمكن أن تُثير أسئلة كبرى في صفوف الناس حول قدرة هذا النظام على الحفاظ على السير المنتظم للمجتمع و تلبية الحاجيات الأساسيّة للشعب . و جعل هذا الوباء " تحت السيطرة " هو ذلك من مصلحة الرأسماليّين - الإمبرياليّين الحاكمين و هدف جهودهم على " الصعيد العالمي " لضمان موقعهم و تقويته .
لهذه الأسباب ، بشكل عاديّ كامل الطبقة الحاكمة الرأسماليّة في هذه البلاد و ممثّلوها السياسيّون ، في كلذ من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي ، ستتوحّد في رغبتها في إتّخاذ الإجراءات الضروريّة " للسيطرة " على هذه الجائحة – خاصة تلقيح السكّان و تعزيز أشياء كإجباريّة وضع الكمّامات أين يكون ذلك ضرورياّ غاية الضرورة .
لكن هذه ليست " أوقاتا عاديّة " .
هذا زمن نادر - كيف تفاقم الإنقسامات العميقة و المريرة في صفوف الطبقة الحاكمة الأزمة و ما هو طريق التقدّم إلى خارج هذا الجنون ؟
هذا زمن فيه قسم من الطبقة الرأسماليّة الحاكمة في هذه البلاد ، الممثّل في الحزب الجمهوريّ – الذى قاوم طوال الوقت حتّى التنازلات الجزئيّة للنضال ضد الإضطهاد العنصريّ و الجندريّ و نضالات أخرى ضد الميز العنصري و الظلم – صار مقتنعا بأنّ هذه التغيّرات قد مضت بعيدا جدّا و بأنّها تهدّد بتحطيم ما وحّد هذه البلاد و سمح لها بالهيمنة على العالم . و بالنتيجة :
" أمسى الجمهوريّون حزبا فاشيّا – حزبا قائما على تفوّق البيض و على التفوّق الذكوري السافرين العدوانيّين و على علاقات إضطهاديّة أخرى – حزب مقتنع بأنّه هو الوحيد الجدير بالحكم ، و يتحرّك للتلاعب بالإنتخابات و محو الأصوات بُغية الكسب السلطة و التمسّك بها و يرفض القبول بنتاج الانتخابات التي لا يفوز بها و يصمّم على دوس و إفساد " حكم القانون " و يدوس حقوق الإنسان و يتبنّى ما يساوى دكتاتوريّة رأسماليّة غير مقنّعة و وهو مستعدّ إلى إستخدام العنف ليس فقط ضد الجماهير الشعبيّة بل كذلك ضد منافسيه من الطبقة الحاكمة .
و قد قام هؤلاء الجمهوريّين بتعبأة قسم له أهمّيته من الناس الذين يعتقدون بشدّة و بحماس لاعقلاني أنّ تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و علاقات إضطهاديّة أخرى ( فضلا عن نهب البيئة بلا قيود و لا حدود ) يجب الدفاع عنهم و فضهم بصرامة . و قد دفعوا إلى حالة جنون خبيث معانقين كلّ أنواع نظريّات المؤامرة ، إلى جانب الأصوليّة المسيحيّة المجنونة كإجابة على التهديد الذى يرونه لشعارهم ( أو " ما أمر به الإلاه " ) و تشديدهم على مزيد التنازلات للنضال ضد الإضطهاد و الفتّاك الذى " جعل أمريكا عظيمة ". (4)

و لهذه الأسباب ، شجّع الفاشيّون في الحزب الجمهوريّ وفى المجتمع الأوسع بلهفة و بخبث و توحّدوا وراء نظريّات المؤامرة الجنونيّة و حول المعارضة الشرسة لتلاقيح كوفيد ( و غيرها من الإجراءات على غرار وضع الكمّامات ) و نشروا عبر المجتمع و قدر مستطاعهم معلومات مضلّلة مناهضة للعلم . و بما أنّ بيدن و الحزب الديمقراطي الذى يهيمن الآن على الحكم بفعاليّة - و هذا أكثر أهمّية بالنسبة إلى الفاشيّين من التعاطى مع جائحة كوفيد و بلوغ نوع من " الاستقرار" و " السير العاديّ " للإقتصاد و المجتمع ككلّ .
و بالنسبة إلى الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد – في تعارض مع الطبقة الحاكمة الرأسماليّة – الإمبرياليّة و كلّ ممثّليها – مصالحنا تكمن مع الغالبيّة الغالبة من الإنسانيّة التي يواصل هذا الوباء تدميرها ، فبعدُ تمّ تسجيل 4 ملايين وفاة عالميّا و إشتداد العذاب الذى يفرضه سير هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي و هيمنته على العالم بقوّة على الناس في كلّ مكان . و من هذا المنظور نهائيّا من مصلحتنا وذو أهمّية كبرى مباشرة أن نروّج للمعرفة العلميّة حول اللقاحات ( والكوفيد عامة) و أن نكسب أكبر عدد من الناس ليلقّحوا أنفسهم ؛ و نناضل بتصميم حقيقيّ ضد عراقيل ومعارضة الفاشيّين للقاحات كوفيد، و أن نشدّد على أن التلقيح إجباريّ و الكمّامات كذلك في أوضاع يشير فيها العلم إلى تلك الضرورة – على أن تُوفّر اللقاحات عمليّا و بالكميات اللازمة إلى الشعوب عبر العالم دون إعتبارات للثمن و الأرباح و في تعارض مع كافة الإعتراضات السياسيّة الرجعيّة بما فيها النزاع في صفوف القوى الرأسماليّة – الإمبرياليّة .
و بالمعنى الأكثر جوهريّة ، ما زادت هذه الجائحة في كشفه بشأن الإفلاس التام لهذا النظام و طبيعته الذى فات أوانه ( " تجاوز تاريخ صلوحيّته " ) و بأكثر خصوصيّة كيف أنّ الوضع النادر القائم الآن يتميّز ب " تعمّق و إحتداد النزاعات في صفوف السلطات الحاكمة " و قد وقع التعبير عنه بشكل حاد في علاقة بوباء كوفيد و بطرق أخرى لا حصر لها و لا عدّ – كلّ هذا " يوفّر ... أساسا أقوى و إنفتاحات أكبر لكسر قبضة هذا النظام على الجماهير الشعبيّة . " (5).
طريق التقدّم – الطريق الوحيد للتقدّم – إلى خارج هذا الجنون هو الثورة : ثورة فعليّة للإطاحة بهذا النظام الوحشيّ الرأسمالي-الإمبريالي و نشاء شيء أفضل . هذا ما نحتاجه بأكثر إلحاحا حّتى ، ثورة يجب على كافة الذين يتطلّعون إلى عالم بلا عذابات غير ضروريّة تتعرّض لها جماهير الإنسانيّة في ظلّ هيمنة هذا النظام ، أن يعملوا بلا كلل من أجل إنجازها، على أساس علميّ مكين – مستغلّين هذا الوضع النادر حيث تصبح الثورة ممكنة في بلد قوّي مثل هذا . (***)
و ك " خلفيّة " امة لما كتبت هنا ، الآتى من ف. إ. لينين – قائد اوّل ثورة إشتراكيّة مظفّرة في روسيا و الذى قدّم كذلك مساهمات حيويّة في تطوير النظريّة الشيوعيّة – له فائدة و أهمّية محدّدتين و مباشرتين جدّا :
" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير والبيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الاجتماعية. فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
و مصدر هذا المقتطف من ف. إ. لينين هو " مصادر الماركسيّة الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " ( مارس 1913، الأعمال الكاملة ، المجلّد 19 ، الصفحة 23-28، دار التقدّم ، موسكو ) و ذكر في كتابي " الشيوعيّة الجديدة " ، إنسايت براس شيكاغو 2016 ، الصفحة 11 .
-----------------------------------------------
ملاحظة من المترجم :
المراجع التي تحيل عليها الهوامش الخمسة متوفّرة باللغة العربيّة ، ترجمة شادي الشماوي وهي منشورة على صفحات الحوار المتمدّن و بالموقع الفرعي فيه للمترجم .
الهوامش :
1- بوب أفاكيان ،" حول الكوفيد و أهمّية تلقيح الجماهير و المشكل الحقيقيّ جدّا للفرديّة المستشرية ".
2- بوب أفاكيان ،" حول الكوفيد و أهمّية تلقيح الجماهير و المشكل الحقيقيّ جدّا للفرديّة المستشرية ".
3- بوب أفاكيان ، " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة ".
4- بوب أفاكيان ، " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة ".
5- بوب أفاكيان ، " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة ".
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُني إمبرياليّو الولايات المتّحدة بهزيمة في أفغانستان و عاد ...
- ماذا يعنى أن نملك حزبا منظّما على أساس الخلاصة الجديدة للشيو ...
- حول الكوفيد و أهمّية تلقيح الجماهير و المشكل الحقيقيّ جدّا ل ...
- بوب أفاكيان حول نقاط هامة في النظريّة و المنهج المتّصلين بال ...
- و طالبان تضع يدها على أفغانستان و أمريكا تنسحب مهزومة ... أي ...
- حول أفغانستان و منتهى إضطهاد النساء : ليس بوسع مضطهِد أن يحر ...
- بوب أفاكيان :هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك ...
- تواصل مواجهة المهاجرين للفظائع على حدود الولايات المتّحدة ال ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني- الماوي ): نيرا ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ): - ن ...
- حياة الأمريكيّين ليست أهمّ من حياة الناس الآخرين ! توزيع تلق ...
- أدلّة على تسارع أزمة البيئة : فيضانات تحطّم أرقاما القياسيّة ...
- إحتفال الصين بمائويّة الحزب الشيوعي الصيني : ليس الحزب الحال ...
- بوب أفاكيان يردّ على تهم - عبادة الفرد - : جهل و جُبن
- مقرفة حدّ الغثيان هي كامل - سياسة الهويّة - و سياسة - المتيق ...
- مجزرة تولسا العنصريّة : أعمق درس
- لي أفانس و تحرير السود و الثورة التي نحتاجها بشكل إستعجالي ل ...
- عرض مقتضب لجرائم الجمهوريّن و الديمقراطيّين و الولايات المتّ ...
- السلع و الرأسماليّة – و التبعات الفظيعة لهذا النظام – شرح أس ...
- بوب أفاكيان حول الجنون الفاشيّ و الحماقة البالغة ل- جماعة ال ...


المزيد.....




- نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا ...
- حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة
- حرب إسرائيل على إيران والمنطقة، يجب أن تتوقف
- مراسلة RT: مسيرة تقترب من قيساريا حيث منزل نتنياهو الخاص
- فيتنام، 30 نيسان/أبريل 1975 – مرور 50 سنة على انتصار تاريخي، ...
- هولندا: عشرات آلاف المتظاهرين في لاهاي لمطالبة الحكومة بوقف ...
- إرحلْ.. رسالةُ المتظاهرين للرئيس ترامب في عيد ميلاده
- قصف إيراني يستهدف منزل نتنياهو في بلدة قيسارية
- نحو تدبير أمثل لخلافات اليسار العمالي…صوب حزب شغيلة اشتراكي ...
- المركزية الديموقراطية من لينين الى ستالين


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - اللقاحات وسيلة حيويّة للتعاطي مع كوفيد - و ليست لا - مؤامرة - و - مكيدة - حاكتها الحكومة و الشركات الكبرى - أهمّية الفهم و المقاربة العلميّين