أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - حين يكون الصمت خيارا














المزيد.....

حين يكون الصمت خيارا


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7075 - 2021 / 11 / 12 - 15:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


يكاد المراقب للحال الفلسطيني يلحظ حالة مت خطيرة ومقلقة للجميع فلا نشاط سياسي ظاهر ولا تصريحات ولا توضيحات وكان الصمت شمل الجميع وفيما عدا التسريبات الصادرة عن دولة الاحتلال والتي تقدم اشارات خطيرة فان احدا من الجانب الفلسطيني لا يكلف نفسه عناء التوضيح فإسرائيل مثلا تتحدث عن تقديم روض للسلطة الفلسطينية للمرة الثالثة واذا كان الامر صحيحا فالى أي مدى يمكننا مواصلة الاقتراض من دولة العدو وما هي شروط السداد وهل سيصل بنا الحال يوما الى شروط سداد تلغي كليا حقنا في فلوس المقاصة الشهرية كحق تتسلمه السلطة من دولة الاحتلال بصفتها جابي لهذا المال.
اسرائيل تقتطع اليوم من فلوس المقاصة وبناء على اتفاقيات اعلان مبادئ الحكم الذاتي في اوسلو 3% بدل جباية وتقتطع حوالي 10% بدل مخصصات الاسرى والشهداء واذا بدئنا ب3% بدل سداد القرض الاول مثلها للثاني والثالث فان ذلك يعني اننا سنواصل الاقتراض رغما عنا لسداد فواتير الفواتير وتكاليف وجود السلطة على الارض فعلا وعند القرض رقم 10 سنكون قد بدئنا بدفع 30% اقساط تسديد القروض بدون ذكر الفوائد بمعنى ان الامر مع منتصف العام القادم قد يعطي دولة الاحتلال نصف اموال المقاصة كحق من حقوقها وفي حال اضطررنا الى مواصلة لعبة الاقتراض فان ذلك يعني وخلال عام واحد أي منتصف العام 1923م ان تصبح كامل المقاصة تجبى لصالح دولة الاحتلال.
السؤال ما هي الاستراتيجية التي اعدتها السلطة الفلسطينية لمواجهة كارثة محتملة مثل هذه الكارثة واين هي قوى وفصائل ومنظمات الشعب الفلسطيني من هذه الكارثة التي تدق ابوابنا اذا لم نصحو فعلا ونضع استراتيجيات حقيقية توقف هدر المال العام وتقوم على قاعدة ميزانية اكثر من تقشف ( تقشف + ) يتم فيها الغاء كل مظاهر البذخ وتقليل النفقات غير الاستراتيجية حتى الصفر فليس مهما على الاطلاق بدلات السفر والاكل والنثريات للوزراء ومكاتبهم وليس مهما مواصلة دفع اجور مقرات غير مستعملة اصلا ومنذ سنوات وليس مهما سيارات المسئولين وما يتبعها من نفط وصيانة وتامين خصوصا وانها من الانواع الاضخم والتي تحتاج الى مصاريف عالية بل وليس مهما حتى البدلات وربطات العنق والمآدب في مطاعم الدرجة الاولى ولا الرواتب الضخمة لأصحاب المعالي وما يتبعها من مصروفات الحاشية وما خلف الحاشية.
دولة بلا مقدرات ولا مساعدات يتحول عدوها فجأة الى المنقذ الوحيد عبر الاقتراض منه يعني بكل بساطة انها تضع رقبتها على مقصلته بإرادتها وبدون ادنى تفكير وهل يعني ذلك ان يصبح من حق الاحتلال مثلا الاستيلاء على الاراضي الاميرية علنا وبالقانون لتسديد القروض وهل سنصحو ذات يوم لنجد من يوقع نيابة عنا بالتنازل عنها علنا لصالح دولة الاحتلال للخلاص من اعباء الديون والا فما هي الضمانات التي تعتمد عليها اسرائيل في هذا المنح المتواصل بسهولة لإقراض السلطة بلا توقف منذ بدأت الازمة.
على الصعيد الشعبي الامر ايضا لم يعد يعني احد على الاطلاق فالهم العام يدور حول نزول او عدم نزول الراتب ولا احد يحاول ان يسال نفسه من اين تأتي فلوس الراتب هذه بعد ان جفت مزاريب المانحين بالمطلق تقريبا وما هو دور الشعب في ذلك ومن الطبيعي ان لا يسال الفرد اذا لم يجد امامه نموذج القيادة وهي تتنازل عن سيارة مرسيدس لصالح دراجة هوائية ليقلد بها قيادات الدول الغنية كما هو الحال في هولندا وغيرها وحين نطلب من الشعب ان يتنازل عن المصروف الزائد فان علينا ان نرى شحوب الجوع على وجه الشخص الذي قدم الطلب.
من جانب اخر فان تسريبات تتحدث عن تصاريح عمال وتجار جديدة في غزة وخطة اسرائيلية تقوم على قاعدة انشاء منطقة صناعية لدولة الاحتلال على حدود قطاع غزة بحيث تكون المصانع منهم والعمال غزيين ولا يمكن لذلك ان يكون دون تفاهمات ما من هنا وهناك وتتواصل على الارض تعميق العلاقات بين دولة الاحتلال ودول التطبيع العربي وغير العربي ويتواصل الاستيطان والتهويد في القدس وغيرها بلا رادع ودون بوادر لاحتمالات الرد تبادر به قوى " الثورة " ان كانت قد بقيت بعد.
ان حالة الصمت الفلسطيني والانشغال شبه التام بأمور الرواتب والمصروفات لا تبشر بخير على الاطلاق بل تجعل الغد يبدو مظلما وقاتما الى ابعد الحدود خصوصا واننا لا نرى على الاطلاق من يحاول ان يقرع علنا ناقوس الخطر ليدفعنا بالفعل للانتقال من حالة الذهول ولو الى حالة الارتباك حتى لعلنا نصل معا الى حالة البحث الجدي عن حلول عملية تقوم اساسا الاحتفاظ بالمقاومة لحماية الارض والشعب لا على حماية الخبز والشخص ومواصلة البذخ بلا حساب والا فان كل قرش فلسطيني يصرف في غير محله الأشد ضرورة سندفع ثمنه من تراب الوطن وثبات ناسه في الغد القريب.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب أسواق سلاح لا مبادئ
- الميتا فيرس وإمبريالية المعرفة
- بؤس الثقافة العربية
- العرب ... غياب الفكر ... خرافة التفكير
- القيمة الفائضة ... سلاح إمبريالية المعرفة
- الأبطال يستشهدون والجموع تصفق
- العقل العربي استحضار الخرافة لتغييب الفعل
- نحن وخريف نفتالي بينيت
- سلاح الستة صناعة فلسطينية حصرية
- يمين اليمين على اكتاف العرب واليسار
- المهندسون هندسوا البلد
- مقبرة أفغانستان هل تركتها أمريكا لأعدائها
- حين نغادر مراوحة المكان
- عروبة بلا عرب ألف لماذا ولماذا
- من قضية القضايا إلى أزمات بلا قضية
- حين تجري الماء من تحتنا
- ما بعد الصعود على السلم
- مواطن الله على الأرض
- نزار بنات الذي صار أيقونتنا
- ماذا لدى المقاومة بعد


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - حين يكون الصمت خيارا