أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فُتوح - الاسلاميون فى تركيا وتعريض المكتسبات العلمانية للخطر














المزيد.....

الاسلاميون فى تركيا وتعريض المكتسبات العلمانية للخطر


محمد فُتوح

الحوار المتمدن-العدد: 7071 - 2021 / 11 / 8 - 14:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلاميون فى تركيا .. وتعريض المكتسبات العلمانية للخطر
------------------------------------------------------------
المتأسلمون كما هم ، لا يتغيرون بتغير الزمان ، ولا بتبدل المكان ، فمشكلات الأمس يتحمسون لها ويطرحونها اليوم ، لا يكلون ولا يملون التكرار، مع أن العقل والمنطق يقولان ، أن كل شىء قابل للتغيير ، فالحقيقة الوحيدة الثابتة هى التغير .
هم فى مصر ، كما هم فى السودان ، فى الصومال ، فى أفغانستان ، فى الجزائر وباكستان . لا يختلفون من حيث الدوافع والآليات والأهداف ، حتى لو غلفت هذه الأهداف بصبغة من الديمقراطية والتسامح والعدالة وحقوق الإنسان. فهم فى النهاية ينتظرون أى موجة عابرة يركبونها ، كى توصلهم إلى سدة الحكم ، الحكم الإسلامى ، والخلافة الإسلامية.
وإسلاميو تركيا لا يختلفون عن ذلك ، ولا يخرجون عن هذا النص.
إن تركيا الآن ، يتربص بها الفكر الأصولى الاسلامى ، بأطيافه المختلفة ، والتى تود قلب نظام الحكم العلمانى ، الذى أسسه كمال الدين أتاتورك ، بعد قضائه على الخلافة الاسلامية 1923 .
نذكر منذ سنوات قضية كابلان ، رئيس منظمة الخلافة الاسلامية فى تركيا ، الملقب بخليفة كولونيا ، والذى اتهمته المحاكم الجنائية فى استانبول ، بالتآمر لقلب نظام الحكم فى تركيا ، والتخطيط لتدمير ضريح أتاتورك .
وهناك بعض الأحزاب ، كحزب الوطن الأم المعارض ، الذى يحاول مغازلة بعض التوجهات الإسلامية فى تركيا ، ويعمل على إرضائها من أجل رفع الحظر المفروض على الحجاب فى الجامعات وبين الموظفات فى المصالح الحكومية . والإغراء الذى يقدمه رئيس حزب الوطن الأم ، هو أنه بالتعاون مع حزب العدالة والتنمية ، وتصويت كل من أعضاء الحزبين معاً ، يمكن الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة لأى تعديل دستورى ، ولكن الطيب أردوغان رفض هذا العرض ، رغم أنه هو الآخر ، يسعى الى استعادة الخلافة الاسلامية .
فى عام 1995 تمكن حزب الوفاء الإسلامى من الوصول إلى السلطة ، ولكنه لم يتوافق مع النظام العلمانى فكان مناهضاً لهذا النظام ، لذا فقد تم حظره فى عام 1998.
إن أردوغان نفسه ، كانت لديه ميول لإجراء بعض التعديلات على حساب الدستور العلمانى ، ولصالح التوجهات الإسلامية التى ينتمى إليها ، إلا أن الذى منعه من فعل ذلك ، هو رغبته فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.
ان تنامى التيارات الإسلامية فى تركيا يشكل تهديداً للمكتسبات العلمانية . ولأن الاسلاميين لا يتغيرون فى أى مكان يذهبون اليه ، فانهم يقومون بشغل الناس والهائهم ، بالقضايا الشكلية غير الجوهرية ، فبدلاً من التركيز على قضايا مثل البطالة والسكن والعلاج ، وغيرها ، نجد أنها تركز على قضايا مثل إرتداء الحجاب أو عدم إرتدائه .
إن الكثير منا يتذكر عام ، 1991 حيث أثارت النائبة " مروة قاوقجى " ، وحجابها ، تلك الأزمة الكبيرة التى تسببت فى كثير من اللغط والإرباك.
إن التوجهات الإسلامية فى تركيا ، تشكل عائقاً كبيراً فى قبول تركيا عضواً فى الاتحاد الأوروبى . فتركيا تسيطر عليها رغبة قوية ، فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى لإنعاش اقتصادها ، وحل كثير من المشكلات الأخرى . لذلك فهى تبذل قصارى جهدها للوصول إلى تحقيق هذه الرغبة . ولكن أوروبا لديها مخاوف عديدة ، من انحراف التوجهات الإسلامية ، وما يمكن أن تنذر به من أخطار.
لقد أعلن بعض قادة أوروبا عن مخاوفهم ، على مدى سنوات ، من انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبى . وأعلنوا صراحة أن الاسلاميين هم السبب الرئيسى ، فى بقاء تركيا خارج الاتحاد الأوروبى ، بسبب المشاكل التى يتيرونها من حين لآخر ، بأفكارهم وممارستهم وتحالفالتهم ، وأوضحوا أنها مجازفة محفوفة بالأخطار ، لن يقدمون عليها ، تحت أى ضغوط .
وعلى الجانب الآخر ، هناك مَنْ يرى أن تركيا إذا رُفضت ، ولن يتم انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى ، فمن المحتمل أن يتحول الإسلام الذى مازال معتدلا ، إلى صورة أكثر تزمتاً وتطرفاً ، وهذا بدوره سيرتد بالأخطار ، والأضرار على الدول الأوروبية بدرجة كبيرة.
لقد تحولت أوروبا إلى العلمانية ، ونجحت فى فصل الدين عن الدولة ، منذ ذلك الحين وهى تخطو خطوات مهمة على طريق الديمقراطية وفى مجال حقوق الإنسان. أما تركيا ، وبعد هذا الميراث العلمانى ، الذى تحقق على يد مصطفى كمال أتاتورك ، منذ إنشاء الجمهورية التركية عام 1923 ، فقد حققت بعض المنجزات وطفرت بعض الطفرات ، ولكن خطواتها تتعثر من وقت لآخر ، بسبب تدنى حقوق الإنسان والمسألة الكردية من ناحية ، ومن ناحية أخرى بسبب تذبذب التيارات الإسلامية ، وتململها من النظام العلمانى ، التى تجد تلقى صعوبة فى هضم هذا النظام وتمثله.
إن هذا المشهد من شأنه أن يؤدى إلى تأخر تركيا وتخلفها ، وفقدانها لكل المزايا والمكتسبات التى حققها لها النظام العلمانى.
الى أى مدى ، سيفلت النظام العلمانى الذى يحميه الجيش ، من الأنياب المتربصة
التيارات الاسلامية ؟؟ . فهى تيارات انتهازية ، تلبس طاقية " التقية " ، وتشتغل بتكتيكات ربما لا ترضيها تماما ، وذات نفس طويل ، ولا تيأس سريعا ، وحلم الخلافة
لا يفارقها ، ولها تحالفات فى كل مكان ، وتمويلات ، وذخائر ، وهى تعتقد اعتقادا راسخا لا يتزعزع ، أن العلمانية فى تركيا ، أو فى أى مكان آخر ، هى عدوها الأول .
من كتاب " الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الدينى " 2002
---------------------------------------------------------------------------------



#محمد_فُتوح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفيدات حسن البنا
- الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الدينى
- الجماعات الاسلامية والصيد فى الماء العكر
- ثقافة الحجاب والوعى الزائف للمرأة
- - ثقافة القبح - تفسد حقوق المواطنة
- متى ندفع الثمن لنستحق الديمقراطية أو العدالة أو الحرية ؟؟
- مروجو الفتاوى واحتلال الاسلام الشكلى الخليجى والأفغانى لمسلم ...
- مجهولو النسب .. ضحايا غياب العدالة
- للزوجات فقط .. نصائح للسعادة الزوجية منتهية الصلاحية
- تطبيق الشريعة الاسلامية فى بلاد الأمريكان
- الشرط الأوسط .. الشرع الأوسط .. الشرخ الأوسط الجديد ؟؟!!
- النقاب أهو معركتنا الجديدة ؟؟؟؟.
- اختلاف الفقهاء ليس رحمة ولكن تخبط
- تنويعات على لحن الصمت العربى
- الفكر الوهًابى الارهابى يجتاح مدارسنا
- - أمى - وأنا فى مجتمع ذكورى
- لهذه الأسباب يكرهون ويقهرون
- الكبت الجنسى وفشل مؤسسة الزواج
- الزى الاسلامى وخطر السرطان
- الزواج السياحى ....... نساء للبيع


المزيد.....




- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فُتوح - الاسلاميون فى تركيا وتعريض المكتسبات العلمانية للخطر