أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فُتوح - الفكر الوهًابى الارهابى يجتاح مدارسنا













المزيد.....

الفكر الوهًابى الارهابى يجتاح مدارسنا


محمد فُتوح

الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 00:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفكر الوهًابى الإرهابى يجتاح مدارسنا
-------------------------------------------
إن القاسم المشترك بين جميع التيارات الدينية السلفية ذات الوجه الإرهابى ، أن فكرها عاجز عن المواجهة بالحوار ، ولا يجيد إلا لغة الدم ، ولا يعرف فى إمكانيات التعامل إلا المتفجرات والقنابل ، وبعد تفشى هجماتها الإرهابية ، لم تعد تصلح ردود الأفعال التى استهلكناها ، خاصة بعد كل عمل إرهابى ، يقتل ، ويروع .
من متابعتى لوسائل الإعلام المختلفة ، تكشّف لى أننا غير قادرين على المواجهة الفكرية الصريحة ، وأننا عاجزين عن تغيير النغمة المكررة ، التى هى أقرب الى حقنة مسكنة ، وليس اسئصالا من الجذور .
تتباين ردود أفعالنا ، وكالمعتاد ، تتركز على دعوات إلى الله ، لحفظ مصر من الإرهاب الأسود ، وشجب وإدانة من قِبَل لمؤسسات الدينية وإعلانها أنها تتبرأ ، هى ورجال الدين ورجال الدعوة الإسلامية ، من هذه الجرائم الإرهابية ، وأن الإسلام برىء من قتل الآخر ، المختلف فى الديانة والعقيدة والرأى والزى والفكر والتوجه العقائدى .
التبريرات نفسها والدور السلبى الذى يقف عند مجرد الإدانة ، ولا يدخل بصراحة وعمق إلى جذور الإرهاب فى الواقع المحلى ، ومدى مسئوليته عن تفشي التطرف والتعصب الدينى ، ويسمح لأكثر التفسيرات الدينية تزمتاً ورجعية ، بوضع بصماتها على العقل المصرى والعربى . ولا ننسى أيضاً المطلب المتكرر ، من ضرورة عقد مؤتمرات وندوات محلية ودولية ، لمكافحة الإرهاب.
نسمع دائما هذا التصريح الهام : " تم إغلاق الأبواب على التطرف الدينى ، ونجحنا فى ملاحقته فى كل مكان ".
أتأمل هذا التصريح ، وأقارنه بالواقع اليومى المعاش فى كافة الأنشطة والمؤسسات ، وتصرفات الساسة ، وأداء الصحف ، وما يبثه الإعلام الدينى خاصة التليفزيون ، وبما يتعرض له الكُتاب و الأدباء والفنانون ، نساء ورجال ، من تكفير علنى ، واهدار دم ، واتهامات بالردة وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة ، ودخولهم إلى المحاكم .
هذا التصريح ، قد يكون صحيحاً الى حد كبير ، من الناحية الأمنية ، ولكن من الناحية الفكرية ، فالتصريح فعلا ، حقنة مسكنة .
ان أحوالنا ، تقول ، ان شئنا الدقة والوضوح والواقعية : " أنه يتم إغلاق الأبواب على التيار الإسلامى المستنير" ، وعلى " التيار العلمانى " الذى بُح صوته من أن طوق النجاة على المدى القصير والطويل هو فصل الدين عن الدولة ، كما تم إغلاق الأبواب على التيارات الليبرالية ، لكى لا تعبر عن نفسها إعلامياً . بينما انفرد بالساحة الإعلامية وخاصة التليفزيون ، التيار الدينى السلفى وآراء الفقهاء ، الذين يريدون لوطننا التقهقر ، وفقدان جميع المكتسبات الحضارية ، وكل المجهودات المستنيرة ، لإعمال العقل ، واستبعاد النقل الأعمى الأصولى السلفى الرجعى العنصرى ".
وحتى المواد غير الدينية ، التى يقدمها الإعلام فى شكل دراما أو برامج أخرى ، فإنها ترسخ هذا الخطاب الدينى المتخلف ، الذى ينتمى إلى التيار الإسلامى الوهّابى.
لست أريد الإطالة فى حصر أين يوجد هذا الفكر الوهّابى ، ومسئوليتنا فى السماح له بالتسلل وتحقيق أهدافه ، لأن الأمثلة كثيرة وعديدة وفى كل مكان : ملصقات المترو المتطرفة .. منشورات الإخوان والتيار الإسلامى لفرض الحجاب وتخويف النساء السافرات واتهامهن بالكفر.. انتشار اللغة الدينية فى القاموس اليومى .. الصلاة فى الميكروفونات الزاعقة .. كتب التطرف والجن وعذاب القبر ، والدجل والشعوذة ، وتحريم الرياضة والفن والأغانى والسينما .. انتشار الذقون .. انتشار الصحف الدينية التى تلعب على الدين والتفرقة الدينية .. فتاوى هدم الآثار والأهرامات ، إرسال دعاة وداعيات إسلاميات إلى بعض المؤسسات الحكومية والأندية للهداية مرة كل أسبوع .. لن أكمل فالقائمة طويلة ، ومفزعة ، وقد أتت بثمارها المرجوة .
لكننى سأذكر فقط ، إعلانين نشرا منذ أيام فى أكبر جرائد الوطن ، وأنا أعتبرهما " تحريضاً " و " تدعيماً " و " ترسيخاً " للفكر الدينى الوهّابى السلفى الرجعى. وأرجو أن نقارن هذين الإعلانين بتصريح " أنه تم اغلاق كل الأبواب على التيار الدينى المتعصب ونجحنا فى ملاحقته فى كل مكان ".
يقول الإعلان الأول عن المدرسة الدولية بالقاهرة: " إنها تدرّس البرامج الأمريكية الخاصة بالبيئة الثقافية المصرية .. وأنها تفصل بين الصبيان والبنات .. وأنها تضع تركيزاً على تدرريس القيم الدينية والأخلاقية ".
أما الإعلان الثانى عن الكلية الأمريكية الحديثة بالقاهرة ، فيقول ببنط أوضح :
" إنها مدرسة للبنات فقط .. وإنها تدرّس البرنامج الأمريكى المتقدم فى علوم الكمبيوتر .. وإنها تضع نركيزاً خاصاً على تدريس القيم الدينية والأخلاقية ".
لا أعتقد أننى فى حاجة إلى تعليق . مدرسة دولية ، وأخرى كلية أمريكية حديثة ، إحداهما للبنات فقط ، والأخرى ضد الاختلاط ، تفصل بين الصبيان والبنات ، ويجمعهما " تركيز خاص على القيم الدينية والأخلاقية ".
أليس هذا تطرفاً دينياً وتعصباً دينياً ، تحت اسم مدرسة دولية ، أو كلية أميركية حديثة ؟ . أليس أصحاب التيار الإسلامى السلفى الوهابى ، هم مُلاّك هذه المدارس ؟ . لقد غيروا فى منهجهم هذه المرة ، فبدلاً من استثمار أموالهم المشبوهة فى الصدام المباشر وآليات التكفير وسفك الدماء ، استثمروها فى إنشاء مدارس تُدرس الفكر الوهابى السلفى ، وتُحرّم الاختلاط ، وتركز بصفة خاصة على القيم الدينية والأخلاقية .
وبالطبع هذه القيم ، هى نظرتهم السلفية الوهابية للإسلام.
كيف سُمح لمثل هذه الأوكار المتطرفة " مدارس وكليات " ، أن تتواجد وأن تعلن عن فكرها السلفى فى جريدة مصرية ؟ . كيف سُمح لها ، ولمنْ وراءها ، أن تستقطب الأطفال لهذا الفكر الإرهابى المتعصب على المدى القصير ، ولكى يصبحوا أجيالاً ، تعيد إنتاج هذا الفكر فى جميع أشكاله على المدى الطويل ؟ .
هذا هو التغير فى آليات عمل التيار الإسلامى ، حيث أدرك القائمون عليه أن اختراق العقول منذ الصغر، هو الذى يضمن بقائهم وسيطرتهم .
إن مكافحة الإرهاب بصورة حقيقية ، لن تتم بالشجب والاستنكار وعقد المؤتمرات . ولكن بمكافحة الفكر الذى تم زرعه وغرسه فى التربة المصرية .
فالفكر يكافح بالفكر ، وسيأخذ هذا الكفاح بالطبع سنوات طويلة ، ولكن علينا أن نبدأ الآن . وأكرر علينا أن نبدأ الآن ، وإلا فستنزل بنا جميعاً عواقب وخيمة . ، ونقول حينئذ نادمين : " ليتنا فعلنا كذا و كذا ... ".
لن ننجو نهائياً من الإرهاب ، إلا بفصل الدين عن الدولة ، وإتخاذ قرارات شجاعة حازمة عملية ، تستأصل هذا الفكر الأخطبوطى من الإعلام فى جميع صوره. وكما يتم استئصاله أمنياً ، لابد من استئصاله فكرياً من العقول ، لأن اختراق الأفكار للعقول لا يتم بالتشديد الأمنى والتغطية الأمنية القومية . ولكن أيضاً ، وأساسا ، بالتشديد الفكرى الواع ، واليقظة الفكرية القومية.
ذلك هو الطريق لحماية هذا الوطن ، الذى يلعب به الكثيرون ، مستخدمين قماشة الدين الفضفاضة ، بتفسراتها العديدة اللانهائية. لذلك جاء فصل الدين عن الدولة ، واحداً من ميكانيزمات الدول المتقدمة ، لبتر تلك النوايا الخبيثة ، فى تدمير وتخريب الأوطان ، والعقول وإشاعة الإرهاب ، والمتاجرة بالمشاعر الدينية ، وصولاً للحكم والمال والسطوة .
انهض أيها الوطن . لا تتردد فى أن تبتر الأعداء .. لأن البديل ، هو أن يبتروك أنت . وهذا ما يجب ألا نسمح به ، أبدا .
من كتاب " الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الدينى " 2002



#محمد_فُتوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - أمى - وأنا فى مجتمع ذكورى
- لهذه الأسباب يكرهون ويقهرون
- الكبت الجنسى وفشل مؤسسة الزواج
- الزى الاسلامى وخطر السرطان
- الزواج السياحى ....... نساء للبيع
- ارهاب التيارات الاسلامية يخدر العقول
- كيف تصنع ارهابيا ناجحا ؟
- اطعام فقراء مصر من فضلات القمامة
- افتراءات رجل ذكورى يدمن الجمود والتعصب
- أقراص فياجرا أم صواريخ كاتيوشا !
- غيبوبة لكل مواطن
- أمركة العالم .. أسلمة العالم .. منْ الضحية ؟
- مجمع الفقه الإسلامى و - زواج الفريند -
- عقول ذكورية فى أثواب نسائية
-   - مختل - عقليا .. - محتل عقليا - نقطة واحدة فرق لكنها بحجم ...
- تحطيم الفاصل التعسفي المضلل بين -الخاص- و -العام-


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فُتوح - الفكر الوهًابى الارهابى يجتاح مدارسنا