أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد فُتوح - متى ندفع الثمن لنستحق الديمقراطية أو العدالة أو الحرية ؟؟














المزيد.....

متى ندفع الثمن لنستحق الديمقراطية أو العدالة أو الحرية ؟؟


محمد فُتوح

الحوار المتمدن-العدد: 7036 - 2021 / 10 / 3 - 20:30
المحور: حقوق الانسان
    


متى ندفع الثمن لنستحق
الديمقراطية أو العدالة أو الحرية ؟؟
-----------------------------------------
إلى أى مدى نحن مجتمعات تستحق أن تنعم بالديمقراطية ... وأن تقطف من ثمار الحرية ، ما لذ وطاب ... وأن تتذوق متعة تطبيق العدالة فى كل أمور الحياة ؟.
نتكلم عن ضرورة " الديمقراطية " ، وحقنا فى العدالة والحرية ، وأنه قد آن الآوان، أن تأخذ المجتمعات العربية الإسلامية ، نصيبها الذى تستحقه ، من هذه الثمار الطيبة.
ولعلني أختلف مع هذا الرأى، . وأعلن: " هذا حقنا ولكن ماذا نفعل لنستحق هذه الحقوق ؟ ". هل نشتغل بما يكفى حتى نجنى ثمار الحرية والعدالة والديمقراطية ".
وبالطبع وكالعادة ، وقبل أن أشرح وجهة نظرى ، سوف أتهم من "البعض" ، بأننى " غير وطنى " ... " لا أحب مصر" ... " خائن " ...
" عميل " ... " متأمر" ..." جاهل بالسياسة " ... " مثبط للهمم الوطنية المخلصة " ...
أو يُقال أننى " كاره لتقدم البلد " ... " مزايد باسم الديمقراطية والعدالة والحرية " ، وغيرها من الصفات التى تخرجنى من قائمة الوطنيين الشرفاء ، المخلصين لتراب الوطن.
وفى الحقيقة ، مثل هذه الاتهامات ، تؤكد رأيى ، أننا مجتمعات ، ترسخ بسلوكياتها، وأحكامها الانفعالية ، غير الموضوعية ، المتعصبة ، الأحوال السيئة التى نغرق فيها .
والمنطق الذى يبلور فكرتى هذه ، أن " الديمقراطية " ، و" العدالة " و " الحرية "، هى " ثمار" جميلة ، حلوة المذاق ، والثمرة الحلوة الجميلة ، تستحق أن " يتعب " الإنسان للحصول عليها ، وأن يثبت بألف طريقة ، أنه بجدارة يستحقها.
نحن مجتمعات ، لا تنجز شيئاً فى أى مجال ، من شأنه أن يدفع بنا ، إلى ترك الصفوف الخلفية لمسرح الوجود ، والتقدم ولو عدة صفوف إلى الأمام ، ولا أقول الصفوف الأمامية ، التى هى محجوزة مقدماً ، للشعوب التى دفعت قبلنا الثمن اللازم للتحرر ، والتقدم.
أريد أن يجاوبنى أحد: ما الذى نفعله ، لنستحق عليه أعظم القيم ، الديمقراطية والعدالة والحرية ؟!
نحن مجتمعات غارقة ، فى التعصبات الدينية والمذهبية ، والطائفية ... متعصبون ضد نقد الدين ونزع قداسته ، من أجل خدمة وإسعاد البشر ... متعصبون لاجتهادات السلف فى عصور لا تصلح من أحوالنا حالياً ... متعصبون ضد العدالة بين الرجال والنساء... متعصبون ضد الدول التى لها ديانات أخرى ، أو ليس لها ديانات من أصله... متعصبون ضد " الاخر" الذى يطرح الجديد ... غير المألوف ... متعصبون ضد حرية الإبداع الفكرى والفنى.
نحن مجتمعات لا تجيد شيئاً ، مثل الكلام والتنافس الحنجورى ، والسباق فى عمل اللجان والندوات وكتابة توصيات لا تنفذ ، والتوقيع على اتفاقيات عالمية ، للحريات وحقوق الانسان لا تطبق.
جميع تفاصيل حياتنا من الألف إلى الياء ، تحتاج " عمرة " كاملة ... الموتور لابد أن يتغير ... الموتور أصبح خشناً ، صوته عال ... عليه صدأ وغبار ورمل وبقع...
و الموتور هو " العقل" ، و " الزيوت" كلها لم تعد تصلح ... والزيوت هى " العادات والتقاليد والعُرف الموروث " . هناك فجوة هائلة بين الزعيق الذى نسمعه عن الديمقراطية والعدالة والحرية ، وبين ما نفعله كل يوم ، فى علاقاتنا ببعضنا البعض.
الديمقراطية ، والعدالة ، والحرية ، هى نتاج شعب مبادر ، إيجابى ... نشيط يقظ للفتن الدينية ... يرفض تقديس الرموز الدينية ، لا يؤله الحكام ... ينطق إذا رأى خطأ ما فى أى مكان .
الديمقراطية والعدالة والحرية ، لن تأتى إلى مجتمعات ، تعيش بيوتها على السلطة الأبوية وقهر الزوجات وكبت الأطفال . الديمقراطية ، لن تأتى لمجرد ، أننا نزعق مطالبين بها. العدالة ، لن تجىء لمجرد ، أننا متذمرون طول الوقت ، لكننا سلبيون ، متواكلون .
والحرية ، لن تنعم بها بلاد ، وشعوب تقتل الحريات فى البيوت... وتشتم الآراء الحرة المخالفة ... وتكفر الناس التى تجتهد فى رؤى التغيير ، وتنادى بالعلمانية ، وعدم خلط ورقة الأديان ، بورقة قوانين المجتمع المدنى.
الديمقراطية والعدالة والحرية ، قبل أن تكون أنظمة حكم سياسية ، هى أولاً سلوكيات الشعب فى البيوت والشوارع وكل مكان.
الوطنية عندى ، هى النقد اللاذع الصريح لوطنى ، لكنه النقد الذى يسبب الصدمة الضرورية للإفاقة ، وإدراك حقيقة وجودنا على الخريطة السياسية والحضارية.
الوطنية كما أفهمها ، هى وضع الداء نفسه ، على مائدة التشريح ، وتحت المجهر ، وليس فقط مناقشة وتسكين الأعراض .
الوطنية ، هى ادراكى أن القوة الكامنة ، فى التربة ، لن تعمل ، ولن تؤتى نتائجها الايجابية ، دون بتر واستئصال الحشائش الضارة .
لكننا لا نبتر ، ولا نستأصل . نواصل الزرع فى تربة تحتاج الى تطهير
وتنظيف وأسمدة صحية ، ونواصل الدعاء ، ونواصل انتظار أن يُستجاب
الدعاء . ولهذا طال انتظارنا ، وسوف يطول الى أجل غير مسمى .
من كتاب " أمركة العالم .. أسلمة العالم منْ الضحية ؟ 2007
--------------------------------------------------------------



#محمد_فُتوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مروجو الفتاوى واحتلال الاسلام الشكلى الخليجى والأفغانى لمسلم ...
- مجهولو النسب .. ضحايا غياب العدالة
- للزوجات فقط .. نصائح للسعادة الزوجية منتهية الصلاحية
- تطبيق الشريعة الاسلامية فى بلاد الأمريكان
- الشرط الأوسط .. الشرع الأوسط .. الشرخ الأوسط الجديد ؟؟!!
- النقاب أهو معركتنا الجديدة ؟؟؟؟.
- اختلاف الفقهاء ليس رحمة ولكن تخبط
- تنويعات على لحن الصمت العربى
- الفكر الوهًابى الارهابى يجتاح مدارسنا
- - أمى - وأنا فى مجتمع ذكورى
- لهذه الأسباب يكرهون ويقهرون
- الكبت الجنسى وفشل مؤسسة الزواج
- الزى الاسلامى وخطر السرطان
- الزواج السياحى ....... نساء للبيع
- ارهاب التيارات الاسلامية يخدر العقول
- كيف تصنع ارهابيا ناجحا ؟
- اطعام فقراء مصر من فضلات القمامة
- افتراءات رجل ذكورى يدمن الجمود والتعصب
- أقراص فياجرا أم صواريخ كاتيوشا !
- غيبوبة لكل مواطن


المزيد.....




- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد فُتوح - متى ندفع الثمن لنستحق الديمقراطية أو العدالة أو الحرية ؟؟