|
الشرط الأوسط .. الشرع الأوسط .. الشرخ الأوسط الجديد ؟؟!!
محمد فُتوح
الحوار المتمدن-العدد: 7027 - 2021 / 9 / 22 - 05:31
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الشرط الأوسط ... الشرع الأوسط ... والشرخ الأوسط الجديد !! ------------------------------------------ أليست هى مفارقة زمنية نادرة الحدوث ... إنه ربما يتكون " الشرق الأوسط الجديد" ، الذى يتكلمون عنه ، وقد أرسى أعمدته الأولى فى المنطقة ، قبل أن يُنشر هذا المقال ؟ . ولم لا ؟ . ألا تقول إسرائيل ، والولايات المتحدة الأمريكية ، إن المسألة مجرد وقت ، ويتم حسم الخريطة الجديدة لـــ " شرق أوسط جديد " ، كاملة ، والى الأبد ؟؟. ولأن الخريطة معدة منذ سنوات طويلة ، والسيناريو جاهز ، والآلة العسكرية المسلحة من جانب إسرائيل لن تتوقف عن دورانها ، إلا بعد تحقيق " الشرق الأوسط الجديد " ، ولأن العرب ، أو سكان الشرق الجديد ، هم أنفسهم العرب ، لا يتغيرون ، ولا يتعظون ، ولا يملكون إلا ميراثاُ طويلاً من التعثرات الحضارية الأساسية ، فإن الشرق الأوسط الجديد ، سوف يشرق فى سماء المنطقة " بالإرادة " الإسرائيلية ، و " المشيئة " الأمريكية ، و" النوم العربى " المجيد. وما هو الجديد ، فى الشرق الأوسط الجديد ؟ . لقد تعودنا على أن يتم تصنيفنا ، وتنزل علينا الألقاب الجغرافية ، والحدود التاريخية ، والتقسيمات ، والفتن ، والحروب ، " عالم ثالث "، " عالم نام ، " شرق أوسط كبير " ، " شرق أوسط جديد ". ونحن ، لا نفعل إلا الشجب ، والاستنكار ، والعويل ، والصراخ ، والمطالبة بحق ندوات ومظاهرات ، ووقفات احتجاج فى الميادين والشوارع على ضوء الشموع ، والأغنيات الوطنية ، والوقوف حداداً على الموتى والضحايا ، ومسائلة منظمات حقوق الإنسان الدولية ، التى تتركنا وحدنا دون دعم ، وتقديم نداءات استغاثة ، وتضامن من الكيانات الدولية ، والبكاء على الأطفال الذين ينقصهم الغذاء والدواء ، والنساء اللائى يقتلن وهن حوامل. أتابع صور " التظاهر" ، ، والزعيق الهستيرى ، وإطلاق تهديدات وإملاء شروط للمجتمع الدولى ، من جمعيات محلية أهلية وجمعيات حقوق إنسانية ، وأحزاب مؤسسة ، وأحزاب تحت التأسيس وفوق التأسيس ، وتعليق لافتات تعطى الأوامر الإرهابية لإسرائيل بالتوقف الفورى لإطلاق النار ، واعادة تعمير كل ما خربته ، وما تزال تخربه فى لبنان . قالت امرأة مثلاً : " نريد توصيل لبن الأطفال " ... قالت أخرى : " نطالب إسرائيل بالتوقف فوراً ". وقالت أخرى محجبة : " كل واحد يتضامن بأى شىء ، حتى ولو بقراءة القرآن والدعاء والصلاة لردع إسرائيل وإنقاذ الأطفال ". إننى لست ضد موقف التضامن ، مع أى فئات ، وقع عليها الظلم والاضطهاد والحرب ، والحصار ، فى أى مكان. ولكن حتى يكون تضامنى فعالاً ، ومؤثراً ، وقوياً ، وواعياً ، لابد أولاً ، أن أكون أنا فعالاً ، ومؤثراً ، وقوياً ، وواعياً ، فى مكانى وبيتى ، ووطنى الأصغر. الضعفاء فى أوطانهم ، لا يصلحون لتقديم العون والتضامن ، للضعفاء فى أوطان أخرى ، والذين يكذبون فى أوطانهم ، يكذبون حين يعلنون التضامن مع أوطان أخرى ، والذين يسكتون عن عدم العدالة ، وعدم الديمقراطية وعدم الحرية ، فى أوطانهم ، ثم فجأة يصرخون ويبكون ، ويشجبون ، الظلم والقمع ، والقهر فى أوطان أخرى ، لا يقدمون التضامن الحقيقى لمَنْ يحتاجه . لكنهم مع الأسف ، يريدون زعامة وطنية زائفة ، ويحتاجون تسليط الأضواء الإعلامية عليهم " كطليعة وطنية تقدمية " ، ولكن على جثة الشعب المراد التضامن معه. ما الجديد ، فى الشرق الأوسط الجديد ؟ . أتساءل مرة أخرى. والإجابة أجدها فى قراءة الواقع العربى المتردى ، والهيمنة المطلقة لإسرائيل وأمريكا. هو منطقة " شرط أوسط " ... الشرط هنا ، سيكون المصالح الاقتصادية والأمنية لإسرائيل ، ولا أحد يتنفس أو ينطق . فهى أولويات محمية ، تدافع عنها الأسلحة الإسرائيلية . وهذا شرط من الثوابت ، غير القابلة للنقاش ، أو حتى المساومة . وهو منطقة " شرع أوسط " ... الشرع هنا ، سيكون التحصيل الحاصل للعولمة الأمريكية ... والشرعية الأمريكية ... والأوامر الأمريكية التى لن يُسمح لأحد ، بردها ، أو صدها ، أو نقدها. هذا الشرع الأمريكى المقدس ، له سيناريو معد سلفاً ، منذ زمن طويل ، ويزداد حلفاؤه مع مرور الوقت ، ويشتد عوده ، مع واحدية القطب الأمريكى فى السيطرة على العالم ، وفقاً للمخطط الأمريكى . وهو " شرخ أوسط " ... الشرخ هنا ، سيكون أن العرب ، أو مجتمعات " الشرق القديم" ، ونحن معهم ، سوف نصحو يوماً من النوم ، لنجد الخريطة قد وضعت ، والسناريو تم ببراعة إخراجه ، والهدف قد تحقق ، ونحن مازلنا نتثائب على مهل ، ونسأل : " هو فيه ايه .. وليه ؟ ". من كتاب " أمركة العالم .. أسلمة العالم منْ الضحية " عام 2007 -------------------------------------------------------------------
#محمد_فُتوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النقاب أهو معركتنا الجديدة ؟؟؟؟.
-
اختلاف الفقهاء ليس رحمة ولكن تخبط
-
تنويعات على لحن الصمت العربى
-
الفكر الوهًابى الارهابى يجتاح مدارسنا
-
- أمى - وأنا فى مجتمع ذكورى
-
لهذه الأسباب يكرهون ويقهرون
-
الكبت الجنسى وفشل مؤسسة الزواج
-
الزى الاسلامى وخطر السرطان
-
الزواج السياحى ....... نساء للبيع
-
ارهاب التيارات الاسلامية يخدر العقول
-
كيف تصنع ارهابيا ناجحا ؟
-
اطعام فقراء مصر من فضلات القمامة
-
افتراءات رجل ذكورى يدمن الجمود والتعصب
-
أقراص فياجرا أم صواريخ كاتيوشا !
-
غيبوبة لكل مواطن
-
أمركة العالم .. أسلمة العالم .. منْ الضحية ؟
-
مجمع الفقه الإسلامى و - زواج الفريند -
-
عقول ذكورية فى أثواب نسائية
-
- مختل - عقليا .. - محتل عقليا - نقطة واحدة فرق لكنها بحجم
...
-
تحطيم الفاصل التعسفي المضلل بين -الخاص- و -العام-
المزيد.....
-
نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل:
...
-
انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
-
شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل
-
بالفيديو.. طالبة توبخ رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف
...
-
بعد إجراءات تأديبية مثيرة للجدل بحق طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئ
...
-
بيستوريوس: روسيا ستظل أخطر تهديد للأمن الأوروبي
-
البنتاغون يعلق على إعلان روسيا إطلاق مناورات باستخدام الأسلح
...
-
فوائد وأضرار نبات الخزامى
-
الألعاب النارية احتفالا بعيد النصر
-
ميقاتي يبحث مع هنية آخر التطورات والمستجدات السياسية والميدا
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|