أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل شاكر الرفاعي - طالبان ارهابنا الذي صدرناه . الجزء الثاني عشر / 31 و 32















المزيد.....

طالبان ارهابنا الذي صدرناه . الجزء الثاني عشر / 31 و 32


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 18:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طالبان : ارهابنا الذي صدرناه
الجزء الثاني عشر
31 - ( حفريات )


كان غزو الخارج - بعد الفراغ من غزو داخل شبه الجزيرة العربية -هو الدافع وراء قرار قبيلة قريش الخروج بجحافل الاسلام صوب خطوط تجارتها القديمة الى اليمن والى بلاد الشام والعراق . وحين وصلت قريش بهذه الجحافل الى قلب الحضارات القديمة ، وتمكنت من الاستيلاء على اراضيها الزراعية ، بدأ الاسلام ينسج حضارته . فالحضارة فعل يتخطى ادارة الذات الدينية او القومية ( الاقوامية ) ، الى فعل اشمل يتمثل بالتمكن من ادارة اماكن واسعة تضم ذوات دينية وقومية وثقافية متعددة ، واختراع قواعد واصول للعيش ، وكان الفقه هو الذي استنبط هذه القواعد والأصول . فحضارة العرب المسلمين ، ارتبط وجودها بالتمدد الخارجي عن طريق الغزو . واستنبط لها الفقه تشريعات العيش وسط هذا التمدد وقوانين ادارته : فهي حضارة فقهية بامتياز ، دمج فيها الفقه معالجته للشقين : شق اللاهوت ( ولا بمكن فصل علم الكلام عن الفقه ، او عزل المعاملات عن العبادات ) والعبادات بشق المعاملات وإدارة شؤون الدنيا . وحين بدأت دول فرعية ( الواردة في الفقرة 30 اعلاه ) بالاستيلاء على الارض الزراعية عنوة : ضعفت دولة الحضارة ، ودب الهرم في أوصالها ثم سقطت . وقبل ان تسقط دولة الحضارة دخلت بصفقة سياسية مع الدول التي قامت على اطرافها ، وتسببت بسقوطها ، تمثلت هذه الصفقة السياسية بمساومة دنيوية خالصة : تعترف بموجبها سلطة الخلافة بشرعية حكم هذه الدول وشرعية عوائلها في وراثة السلطة ، مقابل كمية من المال تدفعها سنوياً الى الخلافة ، مع ذكر اسم الخليفة في خطبة الجمعة . وبهذا تكون الخلافة العباسية اول من مارس هذا الاستغلال للدين . بلور الفقه مقولاته الاساسية في أواخر حكم الدولة الاموية ، وفي الصدر الاول من خلافة الدولة العباسية : في أوج الزهو الإمبراطوري لدولة : آل العباس ، فهو فقه مركزي ، بل ان مركزية الدولة الامبراطورية هو الذي شرعنها ، انه ضد اللامركزية لانه يريد الدولة ذات رأس واحد ، وفقه واحد يتحكمان بها كما يتحكم الله بالكون ، وكل من يخرج عن مقولاتهما الاساسية يتهم بالكفر والضلالة ...

32 -

وحين نقول بانها حضارة فقه : فلأن الفقه وضع للمسلمين قواعد شاملة لحياتهم الخاصة والعامة ووضع تشريعات لكيفية ادارة دولتهم الاسلامية لشؤونهم العامة . ووضع قواعد لكيفية ممارسة الشعائر الدينية كالصلاة والحج والصوم والزكاة ، وما يجب أداءه في عيدي رمضان والحج . وفي الحياة الاجتماعية وضع الفقه قواعد علاقة المرء بأفراد عائلته من زوجة وأولاد ، ووضع قواعد للربح الذي يتوخاه المرء حين يذهب الى السوق للعمل ، وقواعد لطول الزمن الذي يبذل فيه المرء جهداً مطلوباً : اذا كان خادماً او فلاحاً او مكارياً ، وهي قواعد يحرص قضاء الدولة على استلهامها في محاكماته اليومية للخلافات حول مسائل مختلفة . فالفقه مجموعة من القواعد التي استنبطها الفقهاء للفرد وللجماعة في ادارة شؤنهم الدينية والاجتماعية والثقافية ، بالتساوق مع مستوىً محدد من النظرة الأخلاقية ، استنبطوها جميعاً من القرآن والسنة النبوية : مصدري التشريع الأساسيين ، بالإضافة الى مصادر اخرى مختلف عليها كالإجماع والقياس و( المصالح المرسلة ) ، بحيث صاغ الفقه مع مرور السنين ثقافة الناس العامة والخاصة التي تحدد سلوكهم اليومي مثلما تحدد اعتقاداتهم وتصوراتهم عن خلق الكون والحياة ، ودور الفرد والجماعة في هذه الحياة ، من خلال التفريق بين الجهاد وبين إعمار الارض ، والتوضيح الدائم لمفهوم الجهاد ما اذا كان كفائياً : تنوب مجموعة من المسلمين عن الباقي في الحرب ، ام هو جهاد عين ، تتعطل فيه الأعمال ويذهب الجميع الى سوح الوغى : حيث يصبح كل شئ : من اجل المعركة ، اذا استخدمنا لغة عصرية . وجهاد العين مرتبط بالتصور الفقهي الذي ينقسم فيه العالم الى : دار الاسلام التي يجب ان تقع الحروب خارجها ، وهو ما تفعله ايران اليوم في صراعها مع امريكا : حيث نجحت في صناعة مرتكزات قوة لها خارج حدودها في لبنان وسوريا واليمن والعراق : يقاتلون بالنيابة عنها ويمنعون لهيب الحرب من الزحف داخلها ، فيما فشلت دولة آل سعود في تمثل هذا التصور الاسلامي ، رغم صرفها للملايين من الدولارات : وها هي الحرب تزحف من داخل اليمن الى داخل حدودها ، لكن امريكا وحليفتها اسرائيل : فاجأت ايران بحرب جديدة لم يتصورها عقل الفقيه في صدر الدولة العباسية هي الحرب السيبرانية التي نقلت الحرب الى داخل ايران متجاوزة كل المصدات والحيطان والسواتر الخارجية . اما القسم الآخر فهو : دار الحرب وتشمل كل اراضي الكرة الارضية التي لم تصلها صيحة : الله اكبر . أي ان : دار الاسلام تعيش في حالة نفير دائم حتى تستكمل غزو جميع اركان الارض : وهو حلم لم يتم ، اذ توقف الغزو الاسلامي جنوب فرنسا بعدمعركة بلاط الشهداء عام 114 هـ . ولكنه الحلم الذي يتجدد حضوره مع كل فرقة دينية جديدة كالوهابية ، ومع كل تأويل جديد ابتدأه : ابو الاعلى المودودي وتلقفه سيد قطب وجماعات الهجرة والتكفير ، وصولاً الى القاعدة وداعش ، حيث يصبح التأويل بمثابة بعث للتصور الأولي ، الأصلي : عن تقسيم العالم الى : دار الاسلام : التي تبني على حدودها : ثغوراً ، لمراقبة دار الحرب ، وتحديد الوقت المناسب للانقضاض عليها والاستيلاء على أراضيها الزراعية . فمحور الحياة في تصور الفقيه الاسلامي ، يدور حول الغزو ، انه الوظيفة الاساسية للإنسان في الحياة ، وما ان تتوقف هذه الوظيفة حتى يتوقف النشاط الحضاري برمته . وتطرق الفقه الى النظافة العامة والخاصة : حين دخول الحمام والخروج منه ، وكيفية تنظيف اعضاء البول والخروج والجنس ، بحيث صقل الفقه للأفراد ثقافتهم الخاصة التي ميزتهم عن ثقافة الآخرين ، وقد فعل الفقه ذلك بالترابط مع مقولتي : الحرام والحلال ، للإيحاء بوجود حياة اخرى تتضمن حساباً عادلاً . فهذا السلوك حرام يقود صاحبه الى عذاب النار في الآخرة ، وذاك السلوك صحبح يكافأ عليه صاحبه يوم الحساب بالخلود في الجنة . وقد هذب الاتصال بشعوب الحضارات القديمة : لغة العرب من مفرداتها الوحشية ، ورققها ، واصبحت رشيقة وجاهزة للتعبير نثرياً عن الافكار الكبرى والنقاشات وجدل المذاهب وعلماء الكلام الذي سيحتدم ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه - الجزء الثاني عشر - 30
- ممنوعات: أغنية للثنائي الشيخ امام واحمد فؤاد
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه - القسم الحادي عشر
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه / الجزء العاشر
- طالبان: الارهاب الذي صدرناه - الجزء التاسع
- في فقه الانتخابات : - 2 -
- في فقه الانتخابات
- طالبان : الارهاب الذي صدرناه / القسم الثامن
- حركة الاول من تشرين
- طالبان : الارهاب الذي صدرناه / الجزء السادس ( حفريات )
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه - الجزء السادس : حفريات
- خطوة الرئيس التونسي التاريخية
- مفهوم :نائب الامام
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه / موضوعة : نائب الامام
- التجنيد الإجباري
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه / القسم الثالث
- طالبان : الارهاب الذي صدرناه ، الجزء الثاني
- طالبان : الأرهاب الذي صدرناه : الجزء الأول
- الزعيم والقطيع
- عاشوراء وميلان كونديرا والبصل


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل شاكر الرفاعي - طالبان ارهابنا الذي صدرناه . الجزء الثاني عشر / 31 و 32