أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل شاكر الرفاعي - طالبان: الارهاب الذي صدرناه - الجزء التاسع















المزيد.....

طالبان: الارهاب الذي صدرناه - الجزء التاسع


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7045 - 2021 / 10 / 12 - 13:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


طالبان : الارهاب الذي صدرناه
الجزء التاسع ( حفريات / 4 )

23 -


كانت الخلافة هي النظام السياسي الذي استقر عليه المسلمون بعد وفاة النبي ، ومهمتها ان تحمل الناس على ان يكونوا اتباعيين لا ابتداعيين ، يتبعون ما ما جاء به النبي محمد من عالم الغيب من معتقدات وعبادات ، وعلى ما ثبته من طقس كان موجوداً ، بعد ان حوله من طقس الى شعيرة دينية كالحج ، وان لا يجيئوا بمعرفة زائدة على ما جاءت به نبوة محمد : التي زودها الغيب بكل المعارف . على ان ترعى الخلافة مهمة تفسير وشرح هذه المعارف . كان ابو بكر اول خليفة يستخلف النبي في قيادة المسلمين التي تتطلب منه اتخاذ قرارات مطاعة : وشرط طاعتها ان تكون مستوحاة من الاصول الدينية التي خلفها النبي ، فقراراته يجب ان تكون اتباعية مأخوذة من موروث النبي لا جديد فيها ولا ابتداع ، وهذا هو الشرط الاول من شروط طاعته . لا طاعة لأبي بكر ولا لأي صحابي آخر في مخالفة احكام القرآن وفي مخالفة سنة النبي . وقد جسد ابو بكر هذا الدور في اول قرار كبير يتخذه ولم يمر على استخلافه سوى أسابيع ، اذ اجمع المهاجرون والانصار على طاعة قراره الداعي الى : اعلان الحرب على القبائل الممتنعة عن دفع الزكاة ، واستعادتها مجدداً الى حضيرة الاسلام . لقد ربط الخليفة الاول بين الامتناع عن دفع الزكاة وبين الردة عن الاسلام . وقد اكد على هذا الربط مراراً في حواراته مع كبار الصحابة داخل المدينة ، وامام الوفود التي حضرت الى المدينة تستأذنه في إعفائهم من دفع الزكاة . وفي هذا الإصرار على الربط بين اركان الاسلام وعدم تجزئته ، يكون ابو بكر قد منح حربه طابعاً مقدساً : لم يستطع المهاجرون التخلف عنها ، معلنين بشكل سافر - وهم يقودون الجيوش ( جميع قادة الجيش الذين ارسلهم الخليفة الى اليمن واليمامة لمقاتلة الممتنعين عن دفع الزكاة هم من بطون وعشائر قبيلة قريش فقط ) لقتال القبائل المتمردة والعودة بها الى حضيرة الطاعة : - ان الدولة دولة قبيلة قريش التي ستضرب بيد من حديد كل قبيلة عربية وستذلها اذا امتنعت عن دفع الزكاة : الضريبة السنوية التي تعد فريضة أساسية من فرائض الاسلام . وكما في عهد النبي اصبحت طاعة الخلافة المبدأ الأول الذي يجب ان يسود علاقة الخليفة بالمسلمين ، وقد تم الاعلاء من شأن الطاعة في ساعات الفراغ الاولى من مبايعة ابي بكر في جامع الرسول ، اذ تم استذكار المتخلفين عن بيعة ابي بكر كالزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله والامام علي ومن ورائه جميع بني هاشم وكل من يتخلف عن بيعة الخليفة : سيحرق عليه بيته ، أو ستقتله الشياطين اذا حاول الهرب من عاصمة المسلمين : المدينة ، رافضاً البيعة . سيتبع الخلفاء اللاحقون هذه السابقة وسيحاكونها في مواقفهم من المعارضة وحكمهم عليها ، حتى اصبح ذلك ، سنة ، أو بلغة عصرنا : ثقافة سياسية اسلامية ثابتة يمارسها كل خليفة جديد . حدث هذا بسبب من فقدان معايير تعيين الخليفة ، وبسبب من قوة تقاليد الوراثة البدوية ( التي تدعم مطالبة آل هاشم وآل علي بالخلافة كونها جزء من الموروث النبوي الذي ينتقل بالوراثة الى آل البيت ) ، وبسبب من كثرة الصحابة ، من اصحاب القدم في الاسلام الذين ما زالوا احياء ، وبسبب من اعتقاد كل صحابي ممن كانوا يعملون بقرب النبي اشبه بالوزراء والمستشارين : انه الأجدر بالخلافة من سواه . في تلك الفترة التي كان العرب يعيشونها داخل صحرائهم في شبه عزلة عن الخارج الإقليمي ، لم يتدخل الخارج في صناعة معارضة وتزويدها ببرنامج سياسي للتآمر على " وحدة " المسلمين وتخريبها ، بالعكس : الخارج الإقليمي القريب كالعراق والشام ، هو من سيتعرض لهجوم المسلمين عليه بعد الفراغ من حرب القبائل " المرتدة "مباشرة ...


24 -


تبلورت فكرة ضرورة العمل على وحدة الجماعة ، وتقوية الإجماع بعد خلافة ابي بكر بساعات ، اذ شعر ابوبكر والمقربين منه بخطورة موقف الممتنعين عن بيعته ، وخطورة التأخر عن حملهم بالقوة على المبايعة . فالإجماع مفهوم سياسي ، تبلور عملياً انطلاقا من السلطة ثم عمل الفقهاء لاحقاً على تأصيله نظرياً ، ويتعلق هذا المفهوم بعمل سريع تقوم به السلطة الجديدة ، لحمل الممتنعين عن المبايعة - على مبايعة الخليفة الجديد بالإكراه وبالقوة ، ويتم ذلك عادة تحت شعار : الحفاظ على وحدة الجماعة من الانشقاقات . فآلية استخدام القوة في صناعة وحدة المسلمين لكي تطيع كل قرارات الخليفة : أملتها السلطة ، وكل السلطات بكل أنواعها تعشق الطاعة الجماعية لها ( وحبذا لو كانت طاعة عمياء ) وفي عهد ابي بكر كانت السلطة حذرة من سريان روح التمرد - التي يحملها موقف الامام علي بامتناعه عن المبايعة - الى القبائل البدوية المحيطة بالمدينة فينطلق الحريق . لكن الامام علي لم يعزف على هذا الوتر ويستغل ميل القبائل البدوية العفوي الى الاستقلال ورفض الانقياد لحكومة مركزية ، فيعقد تحالف معها ضد سلطة ابي بكر ومعاونيه . ورفض الامام علي الانشقاق والانفصال عن سلطة الخليفة حين اقترح ذلك عليه عمه العباس . فالامام علي لا يختلف عن ابي بكر في حرصه الشديد على وحدة الجماعة الاسلامية ، رغم ايمانه العميق بأنه الاتقى ، والامهر في ساحات القتال ، والأعلم والأعدل والأفضل ، وكان هذا الشعور الذي يعتمل في داخله تسري طاقته الى الجماعة القليلة التي تلتف حوله ، فيندفعون الى التعبير عن الولاء لعلي : بحماسة المتعصبين الذين قد يشطح البعض منهم احياناً ويقع في دائرة الغلو . ومن أجل وحدة الجماعة : لم يعمق الامام علي من معارضته للخليفة الثالث عثمان بن عفان ، بل جعلها اقل حدة حين لعب دور الوسيط بينه وبين المحتجين على اسلوبه في تعيين الولاة وقادة الجيش ، واحتجاجهم على طريقته في التصرف ببيت مال المسلمين كما لو كان ملكاً للعائلة الأموية . كانت معارضة الامام دائماً سلمية ، ولم تكن كذلك سلطة ابي بكر : ولا اية سلطة في كل زمان ومكان . تميل السلطات دائماً الى تسوية مسألة المعارضة بسرعة ، وهذا ما يدفعها الى استخدام العنف : ابو بكر وعمر يطالبان علياً - بشىئ من العنف - على مبايعة الخليفة حرصاً على وحدة الجماعة ، والامام علي لا يذهب في خصامه حد الانفصال والانشقاق : بسبب من حرصه الشديد ايضاً على الإجماع ووحدة الامة . لكن حين أصبح الامام علي خليفة ، بعد مقتل الخليفة الثالث ، لعب دوره الطبيعي في الحفاظ على الإجماع من موقعه كخليفة ، وليس كمعارض . أي انه سيتورط بما تورط به الخلفاء السابقون عليه : وسيستعمل العنف : لكن بطريقة تتجاوز العقوبة الفردية الًى ما يشبه العقوبة الجماعية في معركة الجمل والمعارك اللاحقة لها . لقد اطل عنف الجماعة المتجاوز لتعنيف الفرد المتجاوز للحدود الشرعية برأسه منذ تلك اللحظة التي تم فيها ذبح الخليفةالثالث من قبل الثوار وهو يقرأ القرآن ، ومنذ تلك اللحظة التي تم فيها انتخاب علي بن ابي طالب خليفة للمسلمين ، اذ تشكلت فوراً معارضة مسلحة تضم رؤوساً ذات وزن اسلامي ثقيل تقودها : زوجة النبي ، وابن عمة النبي المبشر بالجنة ، وطلحة حليف الزبير ومن العشرة المبشرة بالجنة . قوة علي امام هذه المعارضة المثلثة الرؤوس تنبع من ضعفهما معنوياً وأخلاقياً ، اذ سبق لهما ان بايعا علياً بالخلافة : وهذا ما عزز من قوة علي المعنوية والأخلاقية ، فخاض ضدهم معركة دامية قص فيها رقاب الآلاف من جيش : عائشة ، الزبير ، طلحة ، في معركة الجمل . وبعد معركة صفين أعمل السيف برقاب الآلاف من ( الخوارج ) في معركة النهروان ، ولم يتسامح معهم ، رغم انهم كانوا جزء حيوياً من جيشه . هكذا كانت السلطة في الاسلام لا تتسامح ابداً مع المنشقين عليها ...



25 -


لم يقتل النبي المعارضة المتمثلة بالمنافقين ، رغم عددهم الكبير ، ورغم ان القرآن هجاهم بالكثير من الآيات البينات . مارس النبي اسلوب الاغتيال السياسي ضد افراد آذوه ، ومنهم شاعرة أمعنت بهجائه . ومارس القرآن عنفاً لفظياً في نقد وتبيين الكثير من الصفات التي تنطوي عليها النفوس البشرية وقت اشتداد المعارك بل ان النبي نفسه لم يسلم من نقد القرآن . وهكذا فان سلطة الخلافة ستترسم خطى النبوة وتمارس ألواناً مختلفة من العنف : اوله : العنف اللفظي الذي مارسه المهاجرون ضد الانصار في سقيفة بني ساعدة ، خاصة بانتحال حديث : "الأئمة في قريش " أو حديث : " هذا الامر لا تصلح للقيام به الا قريش " وهو نوع كبير من العنف اذ جعل السلطة والقرار وبيت المال وكل الغنيمة بيد : قريش ، وجعل الانصار مجرد مقاتلين في جيوش قريش . وثانيه : العنف الدموي الموجه للأفراد كالذي حاولت سلطة الخلافة توجيهه لسعد بن عبادة فهرب ، أو للحطيئة الشاعر ، او العنف الفردي الذي ردت به المعارضة الخارجية لفتوحات عمر بن الخطاب ، والذي تجسد في حادثة قتل الخليفة : عمر بن الخطاب . ثالثاً : عنف الجماعة في الثورة على الخليفة والتي انتهت بذبحه ، وتنصيب الامام علي خليفة . رابعاً العنف المتبادل بين الجماعات الذي تمت المباشرة به بحروب " الردة " ، وبعد استخلاف الامام علي . نجح علي في معركة الجمل ولكنه فشل في صفين امام معاوية : بسبب من ان شعار الامام علي : العودة الى الاسلام المحمدي الذي خطفه بنو أمية ، لم يحمل وعوداً عريضة للمسلمين ، وبسبب من ان الدولة الصغيرة في المدينة اصبحت امبراطورية لا تتحكم بها جماعة " الحل والعقد " من كبار الصحابة في المدينة ، ثم ان معاوية لم يبايع علياً بالخلافة ، ولم ينكث البيعة ، اضافة الى اجماع أهل الشام على حقه في المطالبة بدم الخليفة المغدور ، وولاء أهل الشام الى معاوية لا يقل قوة وحماسة عن ولاء جيش الامام علي له ، وكان الأمويون معروفين لقبائل الجزيرة قبل الإسلام ، ولهم عليهم ما نسميه الان بالقوة الناعمة . وهم لم يسفكوا الكثير من دماء العرب من اجل الاسلام مقارنة بآل هاشم . وامام قوة معاوية ودهائه السياسي : شعر الامام علي بأن اسلاماً جديداً برعاية آل أمية قد ولد ، وانه بدأ ينتشر ويكسب الانصار خارج حدود ولاية معاوية في الشام : وهذا ما جعل حجج الامام علي ضعيفة امام تبرير الثمن الباهض من الضحايا البشرية الذي يتم دفعه مع نهاية كل حرب باسم وحدة الجماعة التي يصر كل من الامام علي ومعاوية : بانها وحدة تكون على حق اذا اصطفت خلفه وتمت تحت قيادته . ومع طول فترة الحروب الداخلية تكون رأي عام ذو موقف سلبي من استمرار الحروب . وبدأت تتسرب الاخبار من معسكر الامام بأن غالبية قواد جيشه بدأت تميل الى الاسلام الأموي وتحبذ الحل السلمي والتحكيم ، وعينوا - من غير رضا الامام - ابا موسى الأشعري ممثلاً له الى هذا التحكيم . لقد خلق الاسلام تقاليده المبنية على فرض الامر الواقع بالقوة ، ابتدأها النبي في غزواته وحروبه ، ففي صلح الحديبية الذي مهد الى فتح مكة ، لم تبلغ قوة جيش محمد مستوى قوة قريش بعد ، ولكن عبقرية النبي الشاملة ارتقت بها الى مستوى القوة المكافئة لقوة قريش وهم يفاوضونه ( وهذا ما لم يدركه ابن الخطاب الا لاحقاً ) لم يدرك عمر بن الخطاب ان قيادة محمد وحدها كانت تجعل من قوة جيشه أضعاف قوتها الحقيقية : في عيون اعدائه . هذا الذي لم يدركه عمر بن الخطاب في صلح الحديبية ، أدركه لاحقاً حين اصبح خليفة : فاتخذ قرارات تفيض برائحة الجرأة والعبقرية وهو يعطل حكم " المؤلفة قلوبهم " ويعطل حكماً آخر في عام " الربذة " ويأمر بعدم توزيع الأراضي المفتوحة على قادة جيوشه ، وان تظل الارض مملوكة " رقبة " للدولة فكان بعيد النظر في هذا القرار وهو يفكر بضمان حياة الاجيال اللاحقة . لقد تفتحت عبقرية عمر حين امتلك مساحة حرية كافية لاتخاذ القرار . وما لم يدركه عمر في صلح الحديبية ، لم يدركه علي بن ابي طالب في حرب صفين وهو يوافق على التحكيم ، لأن الامام علي كان محفوفاً بقوة الثوار -القراء ، الذين كانوا يشكلون لوبي قوي الضغط على قرارات ومواقف الامام ، فلم يسمحوا للامام علي بامتلاك مساحة الحرية اللازمة لتفتح عبقريته ويتخذ القرار المناسب . لم يدرك عمر بن الخطاب ان النبي انطلاقاً من لحظة " صلح الحديبية " سيسيطر على مسار الاحداث ، ويستطيع توجيهها لصالحه ولصالح النجاح المؤكد لحركته الدينية ، فاحتج على بنود الاتفاق . ومثل عمر لم يكن علي بن ابي طالب يدرك انه بموافقته على التحكيم سيفقد السيطرة على مسار الاحداث الآتية ، وانه سيفقد القدرة على التحكم بها أو توجيهها لصالح صراعه مع معاوية . قام نجاح الاسلام على جملة من معارك القتال ، كل معركة منها كانت تقود الى الاخرى : فمعركة " بدر " التي كانت لصالح المسلمين دفعت قريش للاستعداد لأخذ الثأر في معركة " احد " ، ولأن نتيجة معركة " احد " لم تكن حاسمة في تصفية محمد وحركته : اضطرت قريش الى غزو المدينة مرة اخرى ، فكانت معركة " الخندق " التي فشل فيها القريشيون في تحقيق اهدافهم ، ولكنها أوجدت السبب الذي تعلل به النبي محمد ليغزو يهود بني قريظة ، ويقص رؤوس جميع رجالها البالغ عددهم : 600 الى 700 قتيل ، مع مصادرة كل ما يمتلكون . وكان علي مشاركاً في جميع معارك الرسول ، ومن الصانعين لنتائجها : من اول معاركها ( بدر الكبرى ) الى آخرها ( معركة حنين ) ، ولهذا يكون القبول بالتحكيم ( استراتيجية التفاوض والسلام ) انقلاباً على استراتيجية الحرب التي تعودها الناس في حسم الأمور . وقد جاءت موافقة الامام علي - على القبول بالتحكيم ، نزولاً عند رغبة معظم قواد جيشه . ولو تذكر الامام علي كيف رفض النبي تدخل عمر في شؤونه وهو يمضي صلح الحديبية مع ممثلي قريش ، لرفض بقوة القبول بالمفاوضات والتحكيم . وستظل هذه الموافقة نقطة ضعف العائلة العلوية التي سببت لها الهزائم المستمرة ، فلقد كررها الحسن بن علي وهو يتنازل عن الخلافة لصالح معاوية باسم وحدة الامة ، حتى ان المسلمين اطلقوا على العام الذي توافق فيه الحسن مع معاوية : بعام الجماعة ، ولكن معاوية لم يف بوعده المكتوب في وثيقة الصلح : بأن يكون الحسن هو الخليفة من بعده : اذ جعل من ابنه يزيد ولياً ، ودفع البعض لوضع السم للحسن في أكله . وكان معاوية وابنه منسجمين مع الاستراتيجية العامة لحسم الامور عن طريق الحرب والقتال ، فما ان أعلن الحسين عن رفضه لمبايعة يزيد وخرج ثائراً ، حتى إحاطته جيوش يزيد بن معاوية وقتلته . وسيكرر الامام الرضا الخطأ ذاته وهو يوافق على مقترح الخليفة العباسي المأمون على ان يكون ولياً لعهده ، انطلاقاً من فكرة تعزيز وحدة الامة . لكن المأمون العارف بكيفية استخدام قوة الخلافة لتأبيد حكمه وحكم العائلة العباسية ، سيترسم خطى جده ابي العباس السفاح الذي قتل ابا مسلم الخراساني ، لشك غير مؤكد في ولائه لدولة العائلة العباسية : ويقتل الامام الرضا . فوحدة الامة لدى العباسيين لا تقوم فقط على معالجة المعارضة بالقوة ، وانما تتعداها الى ذبح قادة جيوشهم ( ابو مسلم الخراساني ) ، وذبح الاخ كما فعلها الخليفة المأمون بأخيه الأمين ، وذبح الأخوة والأولاد الذي سيصبح هذا الفعل الشنيع تقليداً ثابتاً من تقاليد الخلافة العثمانية ومقنون دستورياً ابتداء من : السلطان محمد الفاتح . سيسرع الفقهاء لاحقاً الى تبرير هذا السلوك العنيف باسم ضرورة وحدة الامة وضرورة استمرار الإجماع ، وذلك بوضع الإجماع في مستوى القرآن والحديث النبوي كمصدر من مصادر التشريع الاسلامي . وسيبقى هذا التبرير في اصل كل الجرائم البشعة التي ارتكبتها السلطات الاسلامية اللاحقة بوجه المعارضة . حتى مقتل الحسين بن علي سيتم النظر اليه : على انه ضروري من اجل استمرار وحدة الجماعة الاسلامية ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فقه الانتخابات : - 2 -
- في فقه الانتخابات
- طالبان : الارهاب الذي صدرناه / القسم الثامن
- حركة الاول من تشرين
- طالبان : الارهاب الذي صدرناه / الجزء السادس ( حفريات )
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه - الجزء السادس : حفريات
- خطوة الرئيس التونسي التاريخية
- مفهوم :نائب الامام
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه / موضوعة : نائب الامام
- التجنيد الإجباري
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه / القسم الثالث
- طالبان : الارهاب الذي صدرناه ، الجزء الثاني
- طالبان : الأرهاب الذي صدرناه : الجزء الأول
- الزعيم والقطيع
- عاشوراء وميلان كونديرا والبصل
- لبنان / بيروت
- انا اقف الى جانب ايران
- لو كان الفقر رجلاً لقتلته
- عن شبهة : الحوار الاستراتيجي
- تونس : البرلمانية ليست هي الديمقراطية


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل شاكر الرفاعي - طالبان: الارهاب الذي صدرناه - الجزء التاسع