زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 7057 - 2021 / 10 / 25 - 22:54
المحور:
الادب والفن
قصّة للأطفال
25- 10-2021
الفصل ربيع ، وشمس الصّباح تضحك من بعيد للأزهار التي ملأت
التّلال والوديان ، في حين راحت النّحلات والفراشات تنتقل من زهرة الى زهرة.
وجاء طاؤوسٌ جميلٌ ونثر ريش ذيْله فوق الأزهار وبدأ يُغنّي :
أنا الطاووس المَزيون
أجمل مخلوق في الكون
ريشي ملوّن ... ذيْلي مزيّن
بأحلى شكل وأروع لون
فنعبَ غراب يقف على غصن شجرة زعرور مزهرة ضاحكًا :
طاووسنا ما أحلاك
الله بالحُسن سوّاك
زهر الكون وورده
الكلّ بيتمنّى رِضاك
وهبطَ الغراب قريبًا من الطّاؤوس وبدأ يشاركه الرّقص.
فتوّقف الطاؤوس عن الرّقص وقال : مهلًا يا صديقي الغراب ، فأنا أريد
أن أرقصَ لوحدي ..
لماذا سأل الغراب ؟
فردّ الطاؤوس قائلًا : إنّ صوتك يزعجني ولونك الاسود ايضًا لا يُعجبني . عُذرًا.
فحزن الغُراب وسالت الدّموع من عينيه وهو يقول :
صحيح يا أخي الطاؤوس أنَّ لوني أسود وصوتي ليس جميلًا ، ولكن
تأكّد أنَّ قلبي أحمر كما قلبِكَ ، وأبقى لكَ أخًا، فأنا طيرٌ مثلك ، لي نفسُ
المشاعر والامنيّات والحِكايات.
لا أظنُّ ذلك . قال الطاؤوس بغرور.
وفجأةً ومن بين الأعشاب الخضراء والأزاهير، خرجت أفعى
رقطاء واتجهت نحو الطاؤوس .
رأى الغراب الافعى وهي تقترب من الطاؤوس ، فنعَبَ بصوتٍ عالٍ :
احذر .. احذر اخي الطاؤوس ... أفعى ... أفعى.
وهجمَ الغراب على الأفعى وأخذ ينقرها بمِنقاره القويّ .
ففرّتِ الأفعى هاربة .
وجَمَدَ الطاؤوس الذّاهل في مكانه ، وسحّتِ الدّموع من عينيه بغزارة ، ونظر الى الغراب بخجل :
أخي أنت ... أخي أنت ... سامحني.
وتعانقَ الطائران الجميلان ، في حين راح عندليب يقف على شجرة
لوْزٍ يزقزقُ أنشودةَ المحبّة.
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟