أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سبتي - موّال يونس ساهي














المزيد.....

موّال يونس ساهي


رياض سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 7054 - 2021 / 10 / 22 - 11:40
المحور: الادب والفن
    



دافئة،
كدمعة عينٍ خاسرة
استقرّت على رسغي الايسر
الشظية التائهة من تلك الحرب المجنونة.
شعبيَ الذي تحوّل الى حطبٍ.
منه تغرف الحرب حين تجوع.

في بيتي القديم، شجرة رمّان
الحرب تحرق الشجرة.
الحرب تحرق عمري،
وهناك في الشمال،
حيث الطريق طويلة لاتنتهي،
تخنقني اسئلة ترتدي حزناً،
كلما أقتربت من إجابة،
يهرب الفرح بعيداً ويلفّني بردٌ كئيب،
كانت الشمعة مدفأتي التي يحرسها صديقي البردان
كي أنام، كنت أنزع الثلج والجروح الجامدة.
كي أنام، كنت أنسى الأسماء والمقابر. ولكي أنام كنت أحلم ألّا أموت مثل الأيام والجنود والقذائف الثقيلة.
ميتاً أخرج من سفح االقيامة، أتكيء على هذيان مدنٍ باردةٍ تؤرخ لبلاد ميتة، الليل فيها ذئبّ والنهار بقايا رأس صديق. بلا إذنٍ يلتف الكلام منطفئاً، انتهي إلى مأتم بارد بحنجرة مشلولة ليمنحني همس الريح الخافت لغة من بقايا مهاجرين أنا المبهور بقانون النار، تخنقني طرق الليل الكئيبة.

هناك، حيث شجرة البلّوط مخضّرة،
وجدولٌ صغيرٌ يشرب منه البغل والجنود،
أعلنت أني أحبك و الأشجار والصخور والأنهار والنساء والحانات والبيوت القديمة
وأحب النوافذ المفتوحة
لكن حين تغلقين نافذتكِ الملكَيّة،
سأبقى أحب الاشجار والحانات والنساء، الاّ انتِ.
حين لا تجرؤين على التقاط حروفي.
ها انتِ تتعثرين بألفاظي الباطلة،
لكنكِ تودّين مصاحبتي
ليتني أبتعدت عن قارب الحرب.
كان العيد يمضي
وأنا بعثرة دُخان،
بقدمين غارقين بوحل الحرب، أحرُسُ مَلَك الرذيلة.
كان القصف يضيء السماء
وعلى إيقاع القذائف
كان يونس يشدو موّاله المفجع،
وتردد الجبال نشيجه
كانها تُشيّع أسماً أخر.
في الصباح نختبيء في قبر يسمّيه القائد ملجأً!

الشجرة القتيلة تحترق،
كل صباح تخترقها الشظايا،
في الليل نحرقها، نلتئم حولها لعمل الشاي،
نقص القصص والحكايا الطوطميّة.
يتمتمُ أحدنا:
أسودٌ شراعكَ
يبحرُ في حربٍ قتلاها مواويل
هذه الليلة.

النخلة تحولت الى رماد، شظايا أخترقت أحدنا،
سكتت القصص،
سقطت كل الحروب،
حينها
سألت السفح المشتعل:
كم عشرون عاماً غريبة ستنام في قبورٍعلى جنبيك؟
كم خوذة مجهولة الاسم؟
وكم من ذكرى مقطوعة الرأس؟
لا شيء يأتي
سوى خيال دخان وصوت حرب.

احتموا: قال الخائف.
لم نسمع ذلك،
كان حفيف الشظايا أعلى صوتاً
وشجرة البلّوط تقول شيئا يشبه الهزيمة،
كانت الحرب
ترسم صورتها المثقوبة،
على كل غصن
كان شيئاً من يونس
كان شيئأً من موّاله:
(يجرحك ما شبه لجروح يونس
ييمه شوكَي الچ من شوك يونس
رحيم وهادي ذوله أخوان يونس
وعبدالله حزام ظهري من شِلت البندقيّة ) ...(*)

بعد أكثر من خوفين، سقطت كل الحروب
عرفت ان السفح َ مقبرةُ
والجدول قارب مصنوع من جثة جندي.
ودمعة شجرة البلّوط التي سقطت
لم تكن سوى قطرة دمّ يونس.


(*) موال يونس الذي كان يردده ... 



#رياض_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيّد المَطَر
- أبي
- الطائفي حين يذبح انتفاضتنا في مسلخ الاسلام السياسي الفاشي ,,
- فصاحةُ خليع
- المفوضية العليا تكتم صوتي و تصادر حقي في الانتخاب
- نادْيَه
- هذيانٌ قديم
- شيء من ألَمِ ثمّة ...
- الى واصف الشنون ... الشاعر
- ناصرية – بوسطن
- سلطويّة دينية أم سياسية ..ايّهما تقصي الاخرى ؟
- ظهور المهدي
- إيمان
- ساحِرُ النّاي .... الى عدنان *
- في انتظار خطاب منتصف الليل
- على المرجعية النزول الى ساحة التحرير
- جَيرْسي .. بائِعَة الوَرْد
- اصدقاء الريّس
- صورة الكرسي .. ثانية .. الى الشاعر الراحل كمال سبتي
- فيس بوكّيّات


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سبتي - موّال يونس ساهي