أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ياسر جاسم قاسم - الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية ، ح3 والاخيرة















المزيد.....

الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية ، ح3 والاخيرة


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 7044 - 2021 / 10 / 11 - 19:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


العدالة الاجتماعية كمفهوم كان قد اكتسب حضورا واسعا في الاوساط الثقافية والفكرية والفقهية في كل المؤسسات المحيطة بالدولة العباسية انذاك ، ومن الامثلة الشهيرة كذلك رفض القاضي ابوجعفر احمد بن اسحق بن البهلول طلب تخطئة الوزير علي بن عيسى الذي لم يحكم بتكفير القرامطة اذ قال " اذا لم يصح عنده كفرهم وكاتبوه بالتسمية لله ثم الصلاة على النبي محمد ص وانتسبوا الى انهم مسلمون وانما ينازعون بالامامة فقط لم يطلق عليهم الكفر" ويعلق كاظم حبيب عن هذا القول " ان الدولة العباسية كانت تريد اتهامهم بالكفر لتستطيع تعبئة الناس حولها في القضاء عليهم" ويكمل في التفاتة ذكية منه " يبدو لي ان اللاذقاني كان مصيباا في تقديره للعوامل التي دفعت العباسيين الى تشديد الخناق ضد القرامطة حين التقط ملاحظة الغزالي واوردها كما يلي" ان الخلافة العباسية لم تحاربهم لتشيعهم لأل علي ،بل لظهورهم بالطعن على السلاطين كما يقول الغزالي" اذ كان الغزالي يضمر الكراهية للاسماعيلية ولكل من كانوا من الباطنية وكذلك لكل من كان بالضد من الخليفة منطلقا في ذلك من القاعدة التي تقبل بالامام الفاسق بدلا عن الفتنة في المجتمع الاسلامي ....
عوامل نجاح ثورة القرامطة من وجهة نظر د كاظم حبيب : وهي بمجموعها اسس كانت مهمة لتنمية الحركة وتوسيع قاعدتها وضمان سرية اعضائها :
1- الاخذ بمبدأ القيادة الجماعية للحركة ، وليس الاعتماد على قائد واحد بمفرده، وشاركتهم في ذلك الحركة الاسماعيلية وحركة الزنج ايضا، اذ اعتمد علي بن محمد صاحب الزنج على مجموعة العقداء ووزع عليهم المهمات بين اعضاء القيادة وفق الاختصاصات التي تميز بها العقداء ، فمثلا اختار حمدان القرمطي اثنا عشر نقيبا من بين اتباع الحركة شكل منهم مجموعته القياديةة وهذا حس رفيع، في السياسة .
2- بادر حمدان الى ارسال افضل دعاة الحركة الى بعض مناطق الدولة العباسية من اجل نشر افكار الحركة وتأمين الدعم السياسي والمادي لها، حيث وصل دعاته الى البحرين والشام واليمن وغيرها وكسبوا الكثير من الاتباع والاعوان .
3- ضمان الدعم المالي للحركة واتباعها (الالفة وغيرها من الاساليب التي اختطوها لصالح حركتهم وديمومتها واستمرارها ) ويتكأ ك حبيب على العلامة عبدالعزيز الدوري قائلا" يشير عبدالعزيز الدوري الى علاقات العمل والتوزيع الممتاز والمنصف بين القرامطة فيقول: واخذ كل فرد يشتغل بجد واخلاص لخير المجموع وذلك ليحتل المركز الذي يليق بخدماته ،فالنساء يأتين بما يحصلن عليه من الغزل وحتى الاطفال يقدمون الجعل الذي يحصلون عليه من نظارة الحقول ، وليس لأحد ملك عدا سيفه وسلاحه، وقد قال حمدان لاتباعه ، انهم في غنى عن المال، لان الارض لهم" عبدالعزيز الدوري ،تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري، م س ، ص98. ولننظر كيف ان كاظم حبيب الماركسي يعتمد على عبدالعزيز الدوري القومي دون ان يتوجس من ذلك وهو بذلك يرفض الارثذوكسية المقيتة التي تحارب الناس بسبب اتجاهاتهم .
4- يشير كاظم حبيب الى ان قرامطة البحرين كانوا قد قدموا انموذجا متميزا وغير معهود في ذلك الزمان حين اقاموا جمهوريتهم او دولتهم المستندة الى بنية اجتماعية جديدة وتنظيم جديد للعمل وعلاقات انتاج غير معهودة ، وخاصة في موقفهم من الارض كوسيلة انتاج اساسية وكذلك من الانتاج وتوزيعه بين افراد المجتمع القرمطي وموقفهم من تربية الاطفال ورعاية الشيوخ والعجزة والمعوقين.
يقول ك حبيب عن دولة البحرين(( ساهمت حركة القرامطة في البحرين في توضيح بعض القضايا الفكرية والاجتماعية التي لم تستطع حركة القرامطة في العراق تحقيقها بسبب عجزها عن الوصول الى السلطة في الكوفة او البصرة او في بغداد)) ويستند في كلامه على الرحالة ناصر خسرو في زيارته للبحرين والتي اشبعناها نقاشا فيما مضى وكذلك في كتابنا المشار اليه.
5- ان لجوء القرامطة الى السرية في العمل انطلق من الرغبة في حماية اتباع الحركة من الارهاب العباسي ويبرر د كاظم حبيب عنف القرامطة بأنه عنف مضاد ضد العنف الاكبر المتمثل بالسلطة العباسية الغاشمة ، يبدو ان القسوة البالغة التي تعرض لها القرامطة في العراق من جانب العباسيين والمحاربة الفكرية من جانب الفكر الديني الرجعي والمحافظ والرسمي وعلى راسهم الغزالي قد دفع بهم الى مواجهة العنف بالعنف، مما دفع المؤرخين (مؤرخي السلطة) الى اتهامهم بالقسوة ايضا ، لكنه لايبرر قسوة القرامطة تجاه الحجيج ويعتبرها كاظم حبيب (اعمال عنف وقتل غير مبررة ضد الحجاج الى مكة والتي اضرت بالحركة وسمعتها وتأثيرها) ويحلل نقلهم للحجر الاسود واستمرار وجوده لديهم 22 عاما ويحوي هذا التحليل عدة مسائل مهمة :
1- ان الحركة في البحرين كانت كما يبدو لاتعتقد بسلامة العبادة لله عبر الحجر الاسود، فهو في وعيها لايعدو كونه صنما من الاصنام.
2- الجانب التجاري الذي كانت تهتم به دولة القرامطة اذ كانت تريد( تحويل مكاسب الحج الى حكام هجر كما اشار لذلك اللاذقاني).
3- رفض الخليفة العباسي المقتدر منح ابو سعيد الجنابي شؤون الولاية على البصرة والاهواز .
4- للتدليل على عجز الدولة العباسية عن حماية رعاياها وبالتالي يمكن ان يتعرض كل انسان فيها لمخاطر غير معروفة العواقب، اذ ان الدولة ضعيفة ومشتتة . ويشير كاظم حبيب الى ان معاركهم في العراق 316هــ كانت في سواد واسط الى عين تمر في كربلاء ويحلل د كاظم الى ان الانسان العراقي كان يرفض الانصياع للقاعدة القائلة (ليس في الامكان ابدع مما كان) او لايمكن تغيير القدر لهذا كانت برامج بعض تلك الحركات تنطوي على فهم للواقع ورغبة في تغييره وسعي كذلك فيآن، كذلك يبين ان الحركة القرمطية لم تتفق مع ثورة الزنج والسبب في ذلك" ان قائد الثورة المؤمن بالاسلام لم يكن قد تخلى عن النص القراني الذي لايحرم وجود العبيد" ولايعرف اذا ما كانت هذه النقطة هي ضمن النقاط الخلافية بينهما اذ لايوجد جزم بذلك.
ان ممارسة العباسيين للاستبداد هو المتسبب الرئيسي لقيام هذه الثورات ضدهم، وغياب العدالة الاجتماعية وتحكم فئة صغيرة بالناس ، كلها عوامل ساعدت بتأجيج الوضع ضد العباسيين.



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية ، الحلقة الثانية
- الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية .. الحلقة الاولى
- كاظم حبيب وغياب العدالة الاجتماعية دوليا
- الحلو الهارب الى مصيره ... لوحيد غانم
- التربية أس التنوير وأساسه ج 2
- الموارد البشرية في العراق ثروة مهدورة ..... مع مراجعة للتجرب ...
- ا بين طلبة فرنسا ١٩٦٨ وطلبة العراق & ...
- قيس سعيّد .... ومقاربات الحالة العراقية ....
- التربية أس التنوير وأساسه ج 1
- ابن خلدون بين علي الوردي وفالح عبدالجبار وعبدالرزاق مسلم الم ...
- في ذكرى وفاته السادسة والعشرين ... صراع البداوة/ الحضارة في ...
- ازمات البلاد المتعاقبة تؤسس للعنة الاجيال القادمة
- الوسطية في الفعل السياسي العراقي
- الفوضوية والامير وحكومة الانسان
- مساهمة في يوتوبيا عراقية مؤجلة الحلقة الثانية
- مساهمة في يوتوبيا عراقية مؤجلة الحلقة الاولى
- • الفاعل الاجتماعي وقدرته على صناعة مشروعه التاريخي...في ضوء ...
- ثورة تشرين العراقية كشفت التحالف الثيوقراطي في العراق ج2
- كانديد رواية التنوير التي بعثها الكاتب التنويري عقيل يوسف عي ...
- الثورة العراقية كشفت التحالف الثيوقراطي في العراق


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ياسر جاسم قاسم - الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية ، ح3 والاخيرة