أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - الوسطية في الفعل السياسي العراقي














المزيد.....

الوسطية في الفعل السياسي العراقي


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 6826 - 2021 / 2 / 27 - 15:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في غياب الوسطية يضحى كل فرد في السلطة من الضواري النهمة"
جون ادمز 1776
لا اريد ان اخوض كثيرا في تعريفات الوسطية كمفهوم فهي لها تعريفات كثيرة ضمن الرؤية السياسية ، ولكن اقول وببساطة ان الوسطية لا تعني الانهزامية والضعف وعدم القدرة على المواجهة عند احتدام الفعل او القول، فلدينا ان اللاعب السياسي الذي يتصدى للمسؤولية عليه ان يكون برؤية وسطية تعنى بالاعتدال ولكن تتضمن القوة عند الحاجة للمواجهة بالحق طبعا بعيدا عن التصلب الايديولوجي لانه لا يعتبر قوة للفرد بل هو اشبه بان يحقق الهزيمة لمعتنقيه والشواهد كثيرة عبر التاريخ.
فالوسطية من يعتنقها هم المعتدلون الذين يجب ان يكون صوتهم واضح داخل المجتمعات والا فان غياب صوتهم سيؤسس للاستبداد ونزعات التدمير والارهاب وهذا ما لاحظناه جليا في الصراعات الدائرة في الشرق الاوسط منذ امد بعيد.
لذلك يقول ادموند بيرك" الوسطية فضيلة عصية تليق فقط بالعقول النبيلة والشجاعة" الاصوات الوسطية في الواقع المجتمعي والسياسي غياب دوؤرها الفاعل في الحياة يؤدي الى اعلاء اصوات العقول الراديكالية التي تقود دوما للتطرف بعيدا عن الدرب الوسطي العقلاني وهذا كان واضحا في الحالة العراقية ففي ظل غياب مفهوم الوسطية كليا نجد ان الاصوات النشاز التي تدعو للطائفية والعقية والاستحواذ على الاخر واضحة تماما ودوما والا لو كان هنالك صوتا وسطيا واحدا معتدلا لاسكت كل هذه الاصوات النشاز.
والوسطية كما اسلفنا لا تعني التردد والانهزام بل هي في حد ذاتها قوة وقوة فاعلة في بناء المجتمعات سياسيا .
يقول مونتسكيو في روح الشرائع"1748 " ان الوسطية هي اعلى فضائل المشرع واسماها منزلة فهي احدى الملامح المميزة للشخصية وهي نمط معين للعقل السياسي على عكس التطرف والهوس التعصبي " ويقول اورليان كرايتو وهو استاذ العلوم السياسية بجامعة انديانا في بلومنجتون صاحب كتاب " وجوه الاعتدال :فن التوازن في عصر النهايات" 2016" ان الابعاد المؤسساتية للوسطية قد تصدرت المشهد بجلاء في كتاب الاوراق الفدرالية (1787-1788) والذي اشار مؤلفوه جيمس ماديسون(1751-1836) الرئيس الرابع للولايات المتحدة فيما بين عامي 1809-1817 والكساندر هاميلتون سياسي امريكي وهو احد الاباء المؤسسين لاميركا (1755-1804) وجون جاي( 1745-1829) وهو احد الاباء المؤسسين ورئيس المحكمة العليا الامريكية ، اشراوا في مواضع كثيرة من كتابهم ان الحرية والرخاء في اي بلد من البلدان ليرتكنا الى تحقيق توازن حكيم بين جماعات المجتمع وطبقاته، فضلا عن بلورة حكيمة تصاغ بها مقاليد القوة تشتمل على عناصر كتوازن القوى والفصل بينها واعتماد صيغة فدرالية ما ، والقيام بمراجعات قضائية وارساء نظام ذي مجلسين تشريعيين ، ان هذا التوازن الذي لطالما كان مهددا وهشا هو الذي بأمكانه ان يحول دون انتهاك اي حزب او جماعة لما عداه من احزاب او جماعات، ويحول دون استئثار اي منها بالسلطة المطلقة " ( (Moderation May by the most challenging and most rewarding Virtue ، Aeon 17 7 2017 )) اذن الوسطية لا تعني الضعف بل تعني القوة واتخاذ القرار والسيطرة على البلاد دون انتهاكات تذكر وعدم السماح للاحزاب والجماعات والفئات ان تتحكم بالامور بعيدا عن سيطرة الحكومة والوسطيون يفكروا سياسيا وليس ايديولوجيا ويحاولون التوصل لحلول عقلانية قدر الامكان.
ويوصف السياسي الوسطي بكونه" عاقلا حصيفا ، حذرا يقظا له ردة فعل سريعة ، ذا حدس صائب عليما بما تجري به الرياح مالكا لزمام مساره، ومتى ينحو صوب هذه الجهة او تلك لديه الشجاعة للسباحة ضد التيار السائد حينما تدعو الحاجة لذلك ، ويجب عليه ان يكون مطالبا بحق الطرف الاخر في ان يسمع لرأيه في اية قضية خلافية يثار حوله الجدل"
وبمبرهنة بسيطة على وضع الفوضى الامنية والسياسية في البلد اليوم نجد غياب الاصوات الوسطية في الدولة العراقية ما بعد 2003 غيابا ظاهرا واضحا حل محله اصوات راديكالية نشاز عملت على ان يكون المجتمع متجابها مع بعضه مستغلا للاخر الضعيف ، السياسي لدينا ليست لديه القدرة لان يقول لجهة ما اذا كانت هذه الجهة سيئة ان توقفي وكفي عن الاذى بل انه يحسب نفسه لا يراها كما ان السياسي المتصدي للعمل ليس حذرا يقظا والا لو كان كذلك لما احتل ثلث العراق على ايدي عصابات داعش الارهابية كما انه يبتعد عن تنفيذ اية مطالبات وحقوق يستمع اليها ، فهو سياسي ليس وسطي بل هو تابع ويكاد يكون متطرف في الكثير من مواقفه..... اين الاصوات الوسطية في العراق التي لو وجدت لانقذت البلاد والعباد!!!!!!!!!!!!!!!!!



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضوية والامير وحكومة الانسان
- مساهمة في يوتوبيا عراقية مؤجلة الحلقة الثانية
- مساهمة في يوتوبيا عراقية مؤجلة الحلقة الاولى
- • الفاعل الاجتماعي وقدرته على صناعة مشروعه التاريخي...في ضوء ...
- ثورة تشرين العراقية كشفت التحالف الثيوقراطي في العراق ج2
- كانديد رواية التنوير التي بعثها الكاتب التنويري عقيل يوسف عي ...
- الثورة العراقية كشفت التحالف الثيوقراطي في العراق
- ربيع براغ ... انموذج للثورات العظيمة في العالم ...مقاربة حية ...
- ثورة تشرين العراقية والثورة البرتقالية
- الناصرية الصارخة بوجه المفسدين
- من وحي الاحتجاجات
- العلامة الدكتور نوري جعفر وفساد الطبقة السياسية واسباب الثور ...
- العدالة الاجتماعية الفريضة المغيبة في العراق
- شباب العراق القادة لا المنقادة
- قتل المتظاهرين اخر مسمار في نعش الديمقراطية العراقية
- من قتل العالم العراقي اليساري عبدالرزاق مسلّم الماجد
- عبدالرزاق مسلّم الماجد رجل التنوير المغدور
- الحتمية التنويرية
- القرامطة والعدالة الاجتماعية ردا على مقال - مناقشة هادئة مع ...
- بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل العلامة الدكتور علي ال ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - الوسطية في الفعل السياسي العراقي