أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - مساهمة في يوتوبيا عراقية مؤجلة الحلقة الثانية















المزيد.....

مساهمة في يوتوبيا عراقية مؤجلة الحلقة الثانية


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 6625 - 2020 / 7 / 22 - 14:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بل" يمكن ان يكون قد ترك خميرة يمكن اعادة تشكيله منها، واين يمكن ان توجد الخميرة بشكل اجود وبامكانات تشكيل افضل في غير العنصرين الاول والثالث، وهما متجانسان مع الثاني على الوجه الافضل، بذلك يصبح نشاط العنصر الثاني في تشكيل الخميرة امرا اساسيا" والسؤال هل ترك حزب البعث مثلا خميرة؟ نعم ترك خمائر وليست خميرة واحدة ، تعيد تشكيل نفسها كلما اقتضت الضرورة ولو طبقنا الخميرة على تنظيم داعش الارهابي لوجدناه انه وبفضل عنصره الثاني /النخبوي الذي ظننا انا قضينا عليه قد ترك خميرة سرعان ما تشكلت بواسطتها قوى جديدة لداعش ها هي اليوم تشن هجمات وان كانت بسيطة الا ان هذا الموضوع يبين خطورة الخميرة التي يتركها حزب او حركة او تنظيم معين، بواسطة عنصره الثاني الذي اشرنا اليه، لذلك لطالمنا اكدنا ان داعش ليس تنظيما بسيطا فحسب بل وان القضاء عليه لا يكون فقط عسكريا بل فكريا كذلك لانه يحوي عناصر قد تركت خميرة له في كل مكان قادرة على التشكل وهنا ينبغي دراسة هذه الخمائر ومحاربتها كي لا يكون قادرا على اعادة تكوينه مرة ومرات ، وفي هذا السياق رايت تقريرا يسلط الضوء على عوائل داعش المعتقلين في المعسكرات بين العراق وسوريا وفي اللقاء مع احدى زوجات الدواعش قالت نصا "لو رجع التنظيم لرجعت اقاتل في صفوفه" هذه احدى الخمائر الاساسية في ادامة زخم التنظيم . وهذا الامر ينسحب على كل الحركات المسلحة العقيدية بغض النظر عن ايديولوجيتها.
• صانع الخميرة :.........
ونقصد به العنصر الثاني في الحزب اي حزب او حركة او تنظيم وينبغي مراقبته في :
1- فيما يفعله حقيقة .
2- فيما يهيئه على افتراض انه سيقضى عليه ، وهنا يعلق غرامشي عن هاتين النقطتين بالتحديد " من الصعب تحديد اي من هاتين النقطتين اكثر اهمية ، فان ضرورة التفكير بامكانية الهزيمة في الصراع، تجعل تهيئة خليفة للحزب، لا تقل اهمية عما يقام به لاحراز النصر " بالنتيجة ، نحن امام الطبقات النخبوية العقيدية في الاحزاب والتي تمارس تهيئة الخمائر لهذه الاحزاب بعد نفوقها مستقبلا فهي تعد العدة لهكذا امور .
كما نحن امام ما يسميه غرامشي "العجرفة الحزبية" والتي تفضلها بعض الاحزاب على الوقائع العينية ، فعندما لا يستفيد الحزب من الوقائع في البلد ولاتجري وفق رؤاه، نراه يتجه الى العجرفة تجاه المجتمعات .
كما حذر غرامشي من الاحزاب التي تلعب لعبة غيرها ،لان بعض الدول تريد اضعاف دول فتستغل هذه الاحزاب ، وهنا "ينبغي للاحزاب ان تتفادى حتى المظهر المبرر لكونها تلعب لعبة غيرها وبشكل خاص ان كان هذا دولة اجنبية ولكن لو حاول احد استغلال هذا فلن يكون بالاستطاعة عمل اي شيء" (الامير الحديث، م س، ص58.
اذن الاحزاب ستكون محرجة عندما تتهم انها تابعة لدول نفوذ اقليمي ودولي فلذلك هي تتفادى حتى المظهر المبرر لكونها تلعب لعبة غيرها ، نحن هنا امام مجموعة احزاب، متنوعة الايديولوجيات. لكنها تتفق في العراق على ان تلعب لعبة غيرها من دول اقليمية او عالمية ، وهذه الدول تعمل على اضعاف العراق لغرض الاستفادة منه وبشكل كبير ، هذا الاضعاف للسيطرة على موارد البلد وكل شيء فيه وتمرير النفوذ من خلاله، كما انه يصعب استبعاد "ان يلعب حزب سياسي ما يمثل فئات مسيطرة او حتى فئات ملحقة ، دور الشرطة اي : دور المتعهد لنوع من النظام السياسي او القانوني" وهكذا تلعب بعض الاحزاب والحركات هكذا نوع من الحماية لنظام رجعي او فاسد وليس من المستبعد ان تؤدي دور في قتل وقمع الجماهير المنتفضة بواسطة جماهيرها المذكورة في العنصر الاول الذي ذكره غرامشي ومن الممكن بشكل كبير ان تقوم هذه الاحزاب بدور القمع الكبير ، وتسهم عبر الياتها في القمع والترهيب "بعرقلة سير قوى التاريخ الحية " ممثلة بكتاب وتنويريين ومؤسسات فاعلة ، نستمر مع غرامشي لنعرف هل ان الاحزاب لدينا تستحق ان يطلق عليها لفظة حزب ؟ بمقارنة مع ما ذكره نعرف انها ليست احزاب ، فالحزب التقدمي "يعمل ديموقراطيا والرجعي يعمل بيروقراطيا مع مركزية مقيتة " والاحزاب العراقية ما بعد 2003 ليست سوى احزاب بيروقراطية مع نظام مركزي مقيت وليست "سوى منفذ لا يملك اتخاذ قرار ، فهو عندئذ جهاز شرطة تقني واطلاق حزب سياسي عليه مجاز مجرد ذو طابع خرافي" (الامير الحديث، غرامشي ، م س، ص59).

• مدخل الى العدالة الاجتماعية في نظام الامير الحديث:

ان النشاط الاقتصادي الذي سينقذ الدولة يعود حسب غرامشي الى المجتمع المدني بالتالي على الدولة عدم التدخل في تنظيمه ، وفي الحقيقة ، ان المجتمع المدني يتماثل والدولة ، لذا يرى غرامشي انه من الضروري التسليم بأنه حتى الليبرالية تشكل نوعا من تنظيم ما لنوع ما من الدولة ، بالتالي نحن نصل الى المنهج الليبرالي في قيادة الدولة ،فالليبرالية حسب غرامشي هي "برنامج سياسي مقدر له ،بقدر ما يتحقق ، ان يغير كوادر الدولة الاساسية وبرنامجها الاقتصادي " اي ان يغير نمط توزيع الدخل القومي، ان الليبرالية ان تحققت يتحقق معها نوع من العدالة الاجتماعية ، فهي برنامج سياسي وحكومتنا تفتقر لتحقيق برامج سياسية واقتصادية اذ لو كانت الحكومات العراقية تحقق برامجا اقتصادية لتغير نمط توزيع الدخول ولما بقينا تحت لعنة النفط وبهذه الصورة الريعية الفاسدة .

• المثقف ودوره في مقاومة الاستبداد والفساد:
واحدة من اهم المشاكل التي نعانيها هو عدم التصدي من قبل المثقفين لمشاكل الدولة التي يسببها السياسيون ووضع النقاط على الحروف لايجاد الحلول، بل اننا نجد ان الكثير منهم يشكل جزءا من خطاب السلطة ، وهذه اشكالية كبيرة تمثل جزءا من الخراب الذي نعيشه ، وامثال هؤلاء المثقفين يصفهم غرامشي" انهم يحبون الظهور وكأنهم شديدي الحذق لكنهم لا يعتزمون زيادة الحمل على ادمغتهم...الخ,."(الامير الحديث، م س ) وكما وصفهم انغلز" انهم يظنون ان لديهم في جيوبهم مجمل التاريخ، كل الحكمة السياسية ، والفلسفية المركزة في صيغ قليلة بدون ادنى جهد او كلفة ، هم ينسون ان الموضوعية القائلة ، بان الانسان يعي على الصعيد الايديولوجي التناقضات الاساسية ليست نفسانية او اخلاقية ، وانما لها طابع معرفي موضوعي بانين لانفسهم بذلك اطارا لفهم السياسة وبالتالي التاريخ ، على انها مسيرة للمغفلين ، على انها لعبة تسود فيها الشعوذة والاوهام ، بذلك ينحط النشاط النقدي الى فضح الالاعيب واكتشاف الفضائح والتطفل على جيوب الرجال من ذوي الاهمية " بالتالي يتبين من كلام انجلز ان المثقفين الذين يحملون الرؤى الفارغة المتمثلة بان لديهم مالايمتلكه الاخرون كأن يقول كل الحكمة لديه او التاريخ او الحكمة السياسية هم سبب فساد الحكم، الا انهم لا يعلمون انهم مغفلين ولايعون ذلك والنتيجة فساد الحكم والسياسة والثقافة وهكذا ينحط النشاط النقدي الذي يجب ان يكون فاضح للالاعيب والفساد من قبل الطبقات المثقفة ، لان المثقف هو اداة بيد السلطة ، وهنا اقول ان مثل هكذا مثقف يصبح لا مثقف بيد السلطة ويكون كل ما يمتلكه محض هراء لا فائدة منه ، فالمثقف بمعنى او بأخر هو بالسلوك الناجم من التنظير الذي يحمله .
يجب ان يستطيعوا ان يفضحوا الجزء المعين من الفئة الحاكمة الذي له وظيفة تقدمية ، وله السيطرة على مجمل القوى الاقتصادية ، هؤلاء يجب ان يفضحهم المثقف، كيف اذا كان جزءا منهم ؟؟؟؟!!!!
اننا امام فئة مهيمنة تسيطر على الحكومة ، وتتحكم بالجهاز الحكومي ككل مثل الكتل السياسية لدينا تبعا لمصالحها الخاصة ، ان هذا الجزء الوصولي من الفئة الحاكمة له هذه الوظيفة الطفيلية في السيطرة على مقدرات الدولة ونهبها ، وتصبح في نهاية المطاف الحكومة مرتهنة لهذه الفئات الفاسدة المتهرئة وتبعا لمصالحها الخاصة والفئوية لذلك نحى برودون لرفض الدولة جملة وتفصيلا في حين فضل غرامشي الاصلاح في الجهاز الحكومي وحذر من هذه الفئات الطفيلية الفاسدة .



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة في يوتوبيا عراقية مؤجلة الحلقة الاولى
- • الفاعل الاجتماعي وقدرته على صناعة مشروعه التاريخي...في ضوء ...
- ثورة تشرين العراقية كشفت التحالف الثيوقراطي في العراق ج2
- كانديد رواية التنوير التي بعثها الكاتب التنويري عقيل يوسف عي ...
- الثورة العراقية كشفت التحالف الثيوقراطي في العراق
- ربيع براغ ... انموذج للثورات العظيمة في العالم ...مقاربة حية ...
- ثورة تشرين العراقية والثورة البرتقالية
- الناصرية الصارخة بوجه المفسدين
- من وحي الاحتجاجات
- العلامة الدكتور نوري جعفر وفساد الطبقة السياسية واسباب الثور ...
- العدالة الاجتماعية الفريضة المغيبة في العراق
- شباب العراق القادة لا المنقادة
- قتل المتظاهرين اخر مسمار في نعش الديمقراطية العراقية
- من قتل العالم العراقي اليساري عبدالرزاق مسلّم الماجد
- عبدالرزاق مسلّم الماجد رجل التنوير المغدور
- الحتمية التنويرية
- القرامطة والعدالة الاجتماعية ردا على مقال - مناقشة هادئة مع ...
- بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل العلامة الدكتور علي ال ...
- قبل خراب البصرة
- نحو مجتمع الحوار واللاعنف


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - مساهمة في يوتوبيا عراقية مؤجلة الحلقة الثانية