أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - ما وراء قبعتي














المزيد.....

ما وراء قبعتي


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 7041 - 2021 / 10 / 8 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


فصل من رواية قادمة مكتوبة بلغة حديثة ومازالت دون عنوان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعتمرتُ قبعتي وكانت قزحية اللون هذه المرة فناديتُ *:
أيها البَشَر
والحيواناتُ
والحشراتُ
والجراثيمُ
والشجر
شِدّوا أحزمتكم، فسأقودكم إلى مُجمّع الشياطين، أجدادي الخُلَّصِ ليجلدوا كُلاًّ منكم مليون جلدةٍ
بعد أن خيبتم ظنهم بكم فلم تتمّوا رسالتكم في الإعراب عن دهشتكم لعدم تدخُّل الله ولا ملائكته في الحدِّ من هذا الشقاء الكونيّ،
أتبَلَّدْتم أم أنتم فرحون بما أوتيتم ؟
هنا صاح رجل بهيأة لهبٍ:
أية فرحة وأنا سأخمد؟
إلهٌ لا في العير ولا في النفير.
فأيَّدتْ رجلَ اللهب امرأةٌ من دخان
وخرج دُبٌّ أسودُ
عن قطيعه المتهادي كجدولِ فحمٍ وصاح:
أُقسمُ بالثلج القطبي
ما اصطدتُ طوالَ عامٍ غيرَ سمكةٍ بحجمِ مِخلَبي
فحسدَتْني على عوائي الذئاب
فعن أية رسالة تتحدث ؟
وانبرتْ جرادةٌ من على غصن لتخطب قائلة:
إذا كان خليفتكم الإنسان نفسه عدوَّ البيئة متمثلةً بالخضرة والأشجار
أفتستكثرون علينا قَضْمةً من هنا ولمظةً من هناك؟
ثُم لمَن نشكو ؟ هل للطيور التي تتربص بنا لنستقر أخيراً في حواصلها الفارهة ؟
وبعد استراحة قصيرة قبل الإقلاع تحدثتْ جرثومة تاجية تضع على رأسها إكليلاً قائلة:
ما كان النصر من خططي ولا حصد الأكاليل
ولكني مدفوعة لذلك، مُكْرَهةٌ أختُكم لا بطلة
وأضافتْ:
ومع ذلك يستحق إنسانكم الويلَ إثرَ الويل
وكمثل دون كيشوت خليقٌ بالسخرية والإشفاق
فهو العاجز عن مقاتلةِ عدوٍّ يراه
يريد مقاتلةَ عدوٍّ لا يراه !
وفي صحيح البخاري وغلط السمرقندي
عن طاعون بن ملاريا عن التيفوئيد عن الجُذام عن السرطان عن السكريّ عن السُّل عن جنون البقر عن الأيدز عن الزهايمر قال:
قبل ألفي عام كان لرجلٍ ثورٌ حُشِر رأسُهُ في زير فأراد إخراج الثور من هذه الورطة على أن يحافظ على سلامة الثور والزير معاً فحاول ولمّا أعجزته الحيلةُ
ترك الأمر على حاله ومنذ ذلك اليوم
والناس تطلق عليه أبا المحاسن الثورزيري.
وأنهت جرثومة كورونا حديثها وهي تحوّل المايكروفون لشجرة صفصاف فقالت الصفصافة:
أمّا أنا فلو كان بإمكاني أن أثمرَ حتى ولو براغيَ أو مسامير لاهتديتُ إلى معناي في الحياة وعرفتُ من خلاله رسالتي غير أني اكتهلتُ ولم أنفع وأنتفع من شيء وحالي في هذا حال شاعركم القائل:
ولقد سئمتُ من الحياة وطولها
وسؤالِ هذا الناس كيف لبيدُ ؟
فلا يقتل الكائنَ مثلُ انتفاء الهدف
واستطردتْ قائلةً:
ولكن فجأةً برقتْ في ذهني فكرة كالإلهام فأزاحت عني مشاعر الذنب والفشل وهي أني أثمِرُ ظلالاً فسيحةً
نعم أنا التي تمنح التعب طعماً سائغاً لذيذاً، وظللتُ أفكر بهذا وكلي غبطة ونرجسية حتى تمنيتُ لو أني أستلقي في ظلي عند الظهيرة وأغفو ثم نصحو أنا والظل سويةً ونمتثل للريح واقفَين.
ولكن واحسرتاه ودون سبب محتْ الريحُ ظلالي.
وهنا هتف هؤلاء الشركاء، شركائي في الحياة من بشرٍ وحيواناتٍ وحشراتٍ وجراثيم وشجرٍ،
هتفوا بصوت واحد تسبب لي ببعض حرجٍ:
وأنتَ ما هي رسالتك وهل أتممتها ؟
حاولتُ جهدي أن أناور بالقول أن رسالتي هي الكتابة
وأحياناً الطيران.
فقالوا لي: حسناً، أرِنا كيف تطير؟
وهنا رفعتُ قبعتي وانحنيتُ كما يليق برجلٍ مهذبٍ نسبوه جزافاً لحلقات السحر
ففرشتُ جناحيَّ وكانا من سندس وحرير ومؤطرين بنمانم وخرز ونقوش بابلية وفرعونية وقوطية وممتدَّيَن من هنا إلى يوم الدين.
وكان هذا كافياً لشدَّ الأحزمة والطواف حول روحي ستة عقودٍ لأعود بَعدَها مُنهَكاً، مُنهَكاً،
ثم أهوي على فراشي كنيزك.
ـــــــــ
برلين
أيلول ـ 2021
* للكاتب في مجال السرد رواية صدرت عام 2010 عن مركز الحضارة العربية في القاهرة بعنوان: حديث مع ربة الشفاء، وكذلك مجموعة قصصية صدرت في العام 2015 عن دار سندباد في القاهرة بعنوان: النهر الأول قبل الميلاد.



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَلاّ ترين ؟
- ديهيا
- حزنٌ كما الريش الرطيب
- آ ..... يا غدي
- لستُ إنساناً كما كان يشاعْ
- ريق الريح
- بابا الفاتيكان ،،،، دقيقة ــ ثوان
- مطربة الحي ,, مع الترجمة إلى الألمانية
- مطربة الحي... مع ترجمة القصيدة إلى اللغة الألمانية
- سرابي صار أجيالا
- ما يزجيه القلب
- عودة إلى مَضافتي
- ما تبدّى وما قد يلي
- سَخرِّيني مرة أخرى
- حين يبحر الفنار
- خفضٌ ونعمى
- (الهذيان الشعري الضاج بسحر يرقات الضوء !)
- ما أشارت له النجوم
- رماد الأعياد
- شيءٌ من هِبات البحر


المزيد.....




- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...
- مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي ...
- وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
- بسررعة.. شاومينج ينشر إجابة امتحان اللغة العربية الشهادة الا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - ما وراء قبعتي