سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 6833 - 2021 / 3 / 6 - 17:41
المحور:
الادب والفن
وطنُ الأوطانِ والأديانِ في كلِّ مقاسْ
وهو في السرِّ ـ ولا سرٌّ ـ
وخرابٌ بالأساسْ
وطلولٌ عشَّشتْ فيها خفافيشُ
وأشباحٌ وجانٌ وإلهٌ قادَهمْ
مستغنياً في العيش عن كل الحواسْ
أيها البابا تمهَّلْ ليس إلاّ
جئتَ أهلاً ثم أهلاً
إنما من بعدِما قد سقطتْ في الرأسِ
يا حَبْراً لنا
مليونُ فاسْ
فتخيَّلْ وكما شئِتَ من الأخيلةِ الثرَّةِ
لكنْ لا تقلْ عني بأني
فَرِحٌ تَهزجُ في أرضيَ أشجارٌ
وأقمارٌ وأنهارٌ وترعاها عصافيرُ وناسْ
لك من قلبي ثريّا
أيها البابا المُعلّى فتلفًّتْ خلفَ (أورْ)
سترى أكثرَ من ظلمٍ وجورْ
أوَلمْ يكفِ الحضاراتِ
بأنّا قد تشرَّدْنا، تمزَّقْنا،
شرَبْنا الأرضَ بركاناً،
جَعلْنا الحرفَ يهمي من خدود النجم مسكاً
نحو أرضِ النفي والغربةِ، يحميها كسورْ
ثم يستبدلُ بالنبض البخورْ ؟
كلُّ إنسانٍ لدينا خائفٌ
كلُّ حيوانٍ لدينا راجفٌ
كلُّ حقلٍ راكضٌ في البَرِّ رُعباً
صائحٌ أنْ لا مَساسْ
قد يلوح الفردُ في أرض الفراتين كفردٍ
إنما في أصله بحرُ مآسٍ ومآسْ
كان نورُ الشمسِ يمضي في انتعاشٍ
ناحتاً وسطَ خطوط ِالغيمِ نُصباً من نحاسْ
هكذا الإرهاقُ يدنو
هكذا أهوي سحيقاً
هكذا يغلبُ أجفاني النعاسْ
ــــــــــــ
ليلة الجمعة 7 ـ آذار ـ 2021
برلين
#سامي_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟