أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عزالدين بوغانمي - أنا الشعب ماشي، وعارف طريقي!














المزيد.....

أنا الشعب ماشي، وعارف طريقي!


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 7039 - 2021 / 10 / 6 - 11:13
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الشعب التونسي غير مُجاز في القانون مثلكم. وغير معني كثيراً بتفاصل الدستور وفصوله. إنّه معني حصرا بقضايا المعيشة والتشغيل والتنمية ومحاربة الفقر ومحاربة الفساد وباستقرار بلاده.

تأتي دائما في حياة كل شعب لحظة فرز، تجعله يعرف المنافقين الذين يشتغلون لحسابهم الخاص، والصادقين المنحازين لشعبهم. وهذه المحطات لها أهمية خاصة لأن كل الثورات تقوم باسم الشعب. ولكن في أغلب الثورات يجد الشعب نفسه مطروداً من نتائجها مرمياً في الهامش.

اليوم 3 أكتوبر 2021 هو لحظة من لحظات الفرز التاريخي بين اللصوص والمرتزقة والسياسيين العٍميان من جهة، وبين شعب تونس وقواه الوطنية الحقيقية من جهة أخرى. وفي هذا السياق، من الضّروري تذكير أصدقائنا القانونيين الشّكلانيين المتباكين على منظومة الخراب والإرهاب، والذين قادتهم نظرتهم المدرسية المجردة لفصول الدستور "المقدسة" إلى الوُقوف ضد شعبهم مبتهجين بثقافتهم الحقوقية التافهة التي تتخذها حركة النهضة سلاحا للتحيّل على الدولة وعلى المجتمع من جديد. نُذكر هؤلاء أنه عندما يُعامل الشعب باحتقار، ويُخدع، ويتمّ تجويعه، والاستيلاء على مقدرات بلاده، وتبديد مستقبل أجياله، لن يكون بوسعه احترام نتائج الانتخابات، خاصة حين تُثبت أبحاث محكمة المحاسبات أنها انتخابات فاسدة ومزورة. ولذلك عليهم أن يتواضعوا قليلا وأن يكفّوا عن شتم شعبهم ووصفه بالغوغاء، فالشعب الذي لا يدافع عن نفسه، لا يمكنه أن يهزم عدواً همجياً خرّب البلد وجوّع الناس وارتكب كبرى الجرائم في تاريخ تونس.

المسألة الثانية، الشعب التونسي هذا الذي يصفه بعض السّاسة التّافهين بالغوغاء هو شعب متمدّن وموحّد وحقيقي. ونكاد نجزم أنه الشعب الوحيد على وجه الأرض المتقدم على نُخبة بلاده. بحيث يخرج للشارع بطريقة سلمية لتصويب الأمور كلما ضاق به الحال. فيخلع الحاكم، ويعطي الفرصة لغيره، ويصبر، ويُجرّب، ويعاقب، ويعطي الفرصة من جديد ... وهكذا.
شعب فنان، يتكلّم رموز. يتظاهر بقراءة كتاب في شارع بورقيبة ردا على الجهل. شعب يغادر المدينة ليترك فيها الوالي وحيدا ردّا على الغباء والعنجهية. شعب ينزل لتنظيف الشوارع ردا على اتهامه بالعنف. شعب ينظم جنائز رمزية لدفن أحزاب سياسية فاسدة...
كل هذه الأحداث المملوءة بالرّموز، لا يفهمها هؤلاء الساسة المتنافخين، وهي دليل قاطع على تمدّن الشعب التونسي. ذلك أن الأنتربولوجيا تقيس تمدّن الشعوب بقدر ابتعادها عن العنف ولغة الغرائز، واقترابها من السلمية وتكلم لغة الرّموز.

إنك لا تستطيع تغيير قناعات شعب قديم كهذا الشعب، بمجرد ظهورك على شاشة التلفزة وترديد جمل غير مفهومة، بل أنت مطالب بالالتحام به وتبنّي همومه وتحويلها إلى برنامج كفاح إذا كنت في المعارضة. أو أنت مطالب بتحسين شروط وجوده، والارتقاء بمستوى حياته إذا كنت في السلطة. ولذلك يجد الناس مصالحهم مع قادة يشبهونهم، يتبنّون كفاحهم، ويعتقدون بأن السياسة رسالة أخلاقية، وليست منفذٓا وفرصة لقضاء مصلحة خاصة.

أمس هنالك أحزاب تعيش فراغا في مستوى القيادة، أصدرت بيانات تدعو لمقاطعة تحرّك 3 أكتوبر. وهنالك أحزاب أخرى تردّدت، ثم فضّلت الصّمت وتركت الأمور للعشوائيات كالعادة. وهذا يكفي لإقامة الحجة على أن قيادات هذه الأحزاب لا تفهم ماذا يجري، ولا تصلح للقيادة، وعليها أن تتنحّى بأسرع وقت. إذ كيف يمكن لحزب يساري أن يبقى قاعِدًا في بيته وشعبه في الشارع؟
الشعب لا يمكنه أن يجتمع في قاعة من القاعات. وإذا أدرك أن كل شيء مرهون بقراره وأن السلطات لا تستطيع فعل شيئ بدونه، فالشارع هو سلاحه ومكانه الطبيعي. ولأنه شعب مُجرّب وخبير بالحكّام، لم يُغنِّ للذكاء، وإنما غنَّى للنظافة لأنها الأكثر ندرة.

أخيرا، التوانسة ليسوا غوغائيين. وإن كان هنالك من أمل، فالأمل يكمن في هذا الشعب العزيز. ونحن نعرف على نحو إيمانيّ أن حلم هذه النخب المعزولة لا يختلف كثيرا عن أحلام الطغاة بالاستبداد بشعوبهم. ولذلك نراها في خندق النهضة تقف ضد التوانسة في معركة استرداد البلاد من الطغمة الفاسدة.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 25 جويلية ثورة دستورية، وليس انقلابا على الدستور.
- أحزاب مُفلسة تقف خارج نطاق الخدمة
- يجب نزع المسمار
- الذين حكموا البلاد بعد 14 جانفي هم الكارثة، وليست الثورة
- الإسلام السّياسي وُلِدَ لِوقف تحديث الدّولة
- الدّيمقراطيّة في قبضة وَرَثَة الاستبداد!
- حركة النهضة في قَدَمِ البلاد.
- نهايات الإسلام السياسي في تونس
- حركة النّهضة، وخدعة -الكتلة التّاريخية-.
- موقفنا من الاستقلال.
- نحو انتفاضة شبابيّة تحرّرية واعدة
- سقوط حركة النّهضة المحتوم
- رثاثة الطبقة الحاكمة في تونس
- منظومة الحكم ليست هي الدّولة. وشباب تونس ليس ضيفًا في دار ال ...
- سلميّة الحراك الشّعبي في تونس، وشروط استرجاع الثورة المغدورة ...
- حكم -النّهضة- والأُفُق المسدود
- الجبهة الشعبية: منهجية العجز
- الديمقراطية في قبضة وَرَثَة الاستبداد في تونس!
- ثورة 14 جانفي ليست حدثًا عابِرًا، ولا هي نهاية المطاف.
- السّياقات المُضادّة للثّورة، وعودة النظام القديم.


المزيد.....




- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عزالدين بوغانمي - أنا الشعب ماشي، وعارف طريقي!