أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - سقوط حركة النّهضة المحتوم














المزيد.....

سقوط حركة النّهضة المحتوم


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 6822 - 2021 / 2 / 23 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتسقط حركة النهضة لعدة أسباب مُحيطيّة:
ستسقط لأن إسلامها برّاني على تونس.
إسلام محمد بن عبدالوهاب. إسلام الدُّرعية ونجد. إسلام العطش الخالص بلا ماء ولا "بِدَع" ولا أسئلة ولا مُدُن.
يعني دين بدون وطن ولا ثقافة ولا حضارة ولا رومان ولا حنايا ولا اجتهاد ولا إصلاح ولا فنون ولا تاريخ ولا تنوع ولا قيروان ولا قرطاج ولا اشراق زيتوني ولا تجارب روحية.
مجرد تقليد وصحراء ورمال وإبل وغُزاة. باختصار إسلام بدون توانسة.

وستسقط لأنّهم لا يؤمنون ب"الشعب" و"الحدود" و"الأرض" كقضايا جوهرية في قيام الدّول الحديثة.
وستسقط لأنّ الوطن أوسع وأعمق وأكبر بكثير من مجرّد كُرسي و"غنيمة". إنّه الناس ومصير الأجيال القادمة في الدنيا لا في الآخرة. وهو الجيران والتاريخ واللغة و"الغُنّاية" وصوت الآذان ورائحة البخور وطعم "كِسرة" الوالدة وراحة البال والنوم العميق فوق التّراب.

وبالمناسبة، لماذا يعيش الصّهاينة متوترين وعدوانيين؟
ببساطة لأنّهم خائفون. غير مطمئنّين بسبب إحساسهم بكونهم استولوا على بلاد ليست بلادهم.
حركة النّهضة كذلك. تعيش بنفس الإحساس ونفس الهلع. وإلّا ماذا يعني حزب في السلطة بين يديه الحكومة ومالية الدولة والجيش ومؤسسة أمنية عملاقة وسجون وقانون، وفي نفس الوقت يملك جهاز يرّي يشتغل خارج الدولة!؟
ولماذا تُصاب قيادتها بالهلوسة والكَلَب، كلّما طُرِح احتمال خروج وزارتي العدل والداخلية من تحت قبضتها؟
سيسقط هؤلاء الناس لأن وجودهم ناقص. لأنّهم ذاكرة أخرى مُركّبة، وليست الذّاكرة الأصلية التي وُلِدت مع الجسم ورافقته من البداية.

نتيجة حكم الجماعة بعد عشر سنوات كاملة: انهيار اقتصادي غير مسبوق. أزمة اجتماعية تهزّ البلاد بمدنها وأريافها. أزمة صحيّة لا ندري متى ستتوقف وماهي حدودها. تهديدات أمنية في أيّ لحظة. خراب عام يشمل العقول والمرفق العمومي ودواليب الإدارة ومصالح الناس.
مؤسّسات الدّولة في حالة انخرام لا مثيل لها، بلغت حدّ التحيّل الموصوف والعبث بالوزارات وتوزيعها على نحو صبياني يدعو للبكاء...

مع كلّ هذه الحصيلة، ومن وسط الهاوية يتكلم ناطقو حركة النهضة بكلّ وقاحة، متشبّثين بوضع أياديهم على الحكومة وتسخيرها لصالح بقائهم في الحكم مهما كان الثمن. ويتصرّفون كمجموعة من المجرمين المُحاصرين بجرائمهم.

لم تشهد تونس تجمُّعا إجراميا على هذه الدرجة من الاستعداد للخيانة، مثلما هو حال الغنّوشي وجماعته الضيّقة.
إنها وحدة مافيوزية، بلا رؤية ولا عقيدة. وحدة منفعة، هدفها قائم على تخريب الدّولة من الدّاخل، وكسر كلّ الخصال الاجتماعية الحسنة. بحيث تعذّر التّعامل مع هذه العِصابة كحزب سياسي بسبب وُقُوفها خارج المشترك الوطني وخارج الإجماع على الدولة.

لذلك، فإنّ مواجهة هذه الأقلّية المُنحرفة وإسقاطها، هو حالة صحّية في كلّ الأحوال، وعمل وطنيّ وأخلاقي يهدف لِحماية البلاد من الانهيار، وشطب مرض خطير يُهدّد الشّعب في وُحودِه.

حينئذٍ، ليس مهمًّا من الذي يُشارك في الحصار. وليس مهمًّا أنّ أسلوب الرّئيس لا يُعجب البعض. وليس مهما أن لا يصيب الهدف أحيانا. المهم هو الاستمرار في الرّمي بلا انقطاع.

يُخطئ راشد الغنّوشي حين يتصوّر أنّ حزبه صار جسمًا راسِخًا في تونس. وأنّ جرائم تخريب الاقتصاد، وتخريب مؤسّسات الدّولة، وجرائم الاغتيال والأعمال الإرهابيّة هي مسائل بسيطة ستُحفظ في أرشيف المحاكم، أو تسقط في النّسيان.
يُخطِئُ هذا الرّجل الذي ينظر إلى الأمور بعين واحدة، ولا يلتفت حوله.
اقد كان عليه، أن ينتبه إلى المياه التي جرت في المنطقة خلال السّنوات الأخيرة، ويتساءل:
ماذا بقي للإسلام السياسي في المنطقة؟
أين تتّجه مصر دولة الثِّقل الرّئيسي التي تضمّ ثُلث العرب تقريبا، والتي ظلّت على امتداد التاريخ تفيض بأحداثها على محيطها؟
أين تتّجه المملكة العربية السّعودية بثقلها المالي والدّيني بوصفها قبلة الإسلام؟ وماهو موقفها من الإخوان المسلمين؟
أين دولة الإخوان في السّودان؟
كيف تنظر المؤسّسة العسكرية الجزائرية إلى أمن بلادها في ظلّ وُجود سند خفيّ للإرهاب في تونس؟
أين هو الرّهان على إخوان ليبيا؟
وماهو مصيرهم في بلد نفطي عملاق يحتاج للإعمار وتقاسم الشركات الكونية الكبرى للعقود؟
أين داعش؟
أين حلم الخلافة؟
أين الجماعة الموعودة بالنصر ؟
ملح بصدد الذّوبان.
مهمة وانتهت.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رثاثة الطبقة الحاكمة في تونس
- منظومة الحكم ليست هي الدّولة. وشباب تونس ليس ضيفًا في دار ال ...
- سلميّة الحراك الشّعبي في تونس، وشروط استرجاع الثورة المغدورة ...
- حكم -النّهضة- والأُفُق المسدود
- الجبهة الشعبية: منهجية العجز
- الديمقراطية في قبضة وَرَثَة الاستبداد في تونس!
- ثورة 14 جانفي ليست حدثًا عابِرًا، ولا هي نهاية المطاف.
- السّياقات المُضادّة للثّورة، وعودة النظام القديم.
- لا بديل على الحوار الوطني بين التوانسة.
- في الردّ على -حفريات في جذور الإسلام السياسي- للمعز الحاج من ...
- التكفير هو العقيدة الأساسية للجماعات المتطرّفة.
- الدّيمقراطية يبنيها الدّيمقراطيون. وليست وحيًا يُوحى!
- لن تنهار الدّولة التّونسية لأنها راسخة في وعي شعبها.
- اليسار بين المهاجرين والأنصار!
- الشّعوب لا تتعلّم إلّا من جِراحِها الخاصّة.
- تصاعد شعبيّة الحزب الدّستوري الحرّ.
- الاتّحاد العام التّونسي للشّغل مؤسّس الدّولة وحاميها.
- عجز الأحزاب السياسية عن إدارة الدولة التونسية
- هل هي ثورة أم مؤامرة على بن علي؟
- أهل لبنان أدرى بِشِعابها.


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - سقوط حركة النّهضة المحتوم