أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عزالدين بوغانمي - ثورة 14 جانفي ليست حدثًا عابِرًا، ولا هي نهاية المطاف.














المزيد.....

ثورة 14 جانفي ليست حدثًا عابِرًا، ولا هي نهاية المطاف.


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 16 - 10:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الذين نظروا إلى الثورة بعين الشك والنّكران. وكتبوا نعيها أكثر من مرة، هم أناس فقدوا الثقة في شعبهم. ولم يدركوا أن الثورة كانت زلزالا عصف بنظام الأشياء التي اعتادها الناس لعقود طويلة. وليست حدثًا عابرا. بل هي وضع من الاضطراب والفوضى وصراع المصالح والقوى والاتّجاهات. ولا توجد ثورة واحدة في التاريخ انخرط فيها كل الشعب. بل أن كل الثورات عكست حالة انقسام بين القوى الثورية والطبقة الحاكمة. كما شهدت أيضا تجاذبات واحتكاكات وتوتّرات في صفوف الفئات الشعبية نفسها، بين مُناصر للثورة، ومناصر للنظام القديم، وبين نصير لدولة الحق والقانون، ونصير للدولة الاستبدادية، ورهط آخر خارج من أوساخ التاريخ السحيق، نصير للدولة الدينية القهرية...
كلّ هذه التّناقضات تجعل الثورة معطوبة بشتّى أنواع الأورام. ذلك أن نظام الحكم القديم، مهما ضاقت قاعدة الولاء له، لا زال يتمتع بدعم شرائح اجتماعية وفئات طبقية ترى مصالحها في الحفاظ على قواعده وقنوات منافعه الأصلية. وهذا ما يُفسّرُ موجة الحنين إلى النظام السّابق التي تتصدّر عمليّات سبر الإراء. وما يفسّر تخبّط الاسلام السياسي واختناقاته المتكرّرة بسبب طبيعته الرّجعية المُضادّة للتّقدّم، وبسبب تمزّقه بين حمايته لقواعد النظام القديم، وادّعائه الانتماء للثورة. وليس من الصعب مراجعة تحالفاته المتناقضة، وانقلاباته المتكررة على وهوده وعهوده لنفهم أنّه في مأزق لا حدود له.

ولهذه الأسباب الجوهرية، التي لا يجب إغفالها، لا تسير الثورة نحو أهدافها في خط مستقيم. وليس مفاجئًا، أو غريبا أن تبدو أحيانا وكأنها ترتد على أعقابها، أو أنّ الأوضاع ساءت وتدهورت أكثر بكثير مما كانت عليه قبل اندلاع شرارتها الأولى.

المؤشّر الوحيد الذي يمكن أن نقيس به مستقبل التغيير، هو استمرار انحياز الاغلبية الشعبية لمطالب الثورة. ونجاح حركات الاحتجاج المتفرقة في توحيد صفوفها، وإنجاب بديل سياسيّ من أرحامها. عدا ذلك ليس هنالك كتاب إرشادات جاهز، يُقدّم خارطة طريق لمسار الثورة وتطوراتها، ومآلات صراع المصالح والقوى التي تتنازع على مستقبلها. كما أنّه ليس قدرًا على ثورة تونس، أن تسير على خُطى غيرها من الثورات التي خسرت جولتها الأولى. فما دامت الظروف الموضوعية الخاصة مختلفة، ستختلف السياقات والمصائر بنفس القدر. مع ذلك، يبدو أنّ حركة التغيير التي بدأت في تونس آواخر 2010، وجاء صداها من عدة بقاع في المنطقة العربية، ليست حركة احتجاج محلية ضد استبداد فئة صغيرة سيطرت على الثروة ومقدرات البلاد، وحسب. وليست نهاية المطاف. ولن يكون المستقبل لقوى الردّة مهما عمّ السّواد وطفت مظاهر الإحباط والهزيمة. بل أن ما حدث في تونس إلى حدّ الآن، هو مجرد بداية لحركة تغيير ستطال كل دول المنطقة على نحو أو آخر. فهذه حركة تغيير تاريخية، ناجمة عن تغيّرات عميقة في الثقافة وفي ضمائر البشر. وناجمة عن تفسّخ هذا النظام العربي الرسمي، ووصوله إلى نهاية الطريق. ولذلك فهي حركة ماضية في اتّجاهها خارج كلّ الإرادات. ولن تتوقف حتى تضع نهاية لحكم الأقليات الفاسدة، وتستردّ كرامة الفرد. وتضع المنطقة برمتها في مكانة لائقة على المسرح العالمي. وتُنهي الإهانة البالغة التي لحقت بالعرب خلال القرن العشرين.

إنّها بذرة الحرية وقد زُرِعت، وفرّقتها الرّياح في كلّ مكان. وهي التي سترسم قرار الشعوب العربية بالقبض على مصائرها بيدها، ولا أحدا يمكنه إيقافها عند الحد الذي يريد. ولعلّ هذه القناعة حاصلة لدى دوائر القرار في الدول الاستعمارية. وبسبب خشيتها على على منابع الطاقة، عملت وستظلّ تعمل على نصب الفِخاخ والحِيَل لإفشال الثورة وتشويه نتائجها، ووقف عَدوَاهَا.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السّياقات المُضادّة للثّورة، وعودة النظام القديم.
- لا بديل على الحوار الوطني بين التوانسة.
- في الردّ على -حفريات في جذور الإسلام السياسي- للمعز الحاج من ...
- التكفير هو العقيدة الأساسية للجماعات المتطرّفة.
- الدّيمقراطية يبنيها الدّيمقراطيون. وليست وحيًا يُوحى!
- لن تنهار الدّولة التّونسية لأنها راسخة في وعي شعبها.
- اليسار بين المهاجرين والأنصار!
- الشّعوب لا تتعلّم إلّا من جِراحِها الخاصّة.
- تصاعد شعبيّة الحزب الدّستوري الحرّ.
- الاتّحاد العام التّونسي للشّغل مؤسّس الدّولة وحاميها.
- عجز الأحزاب السياسية عن إدارة الدولة التونسية
- هل هي ثورة أم مؤامرة على بن علي؟
- أهل لبنان أدرى بِشِعابها.
- عُسر الانتقال الديمقراطي.
- معركة بنزرت: ملحمة وطنية؟ أم مؤامرة داخلية؟
- هل هنالك فريق بين ترمب وبايدن؟
- مؤتمر الصّومام ضحيّة الرّاحل أحمد بن بلّة، وليس العكس.
- الحداثة المُشوّهة وسؤال المُساواة
- أسباب الخلاف بين الحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية، وبين هيئة ...
- نتائج الآنتخابات التونسية والهوس الجماعي


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عزالدين بوغانمي - ثورة 14 جانفي ليست حدثًا عابِرًا، ولا هي نهاية المطاف.