أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - حركة النهضة في قَدَمِ البلاد.














المزيد.....

حركة النهضة في قَدَمِ البلاد.


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما سبق وفسّرت في أكثر من نصّ سابق، المفتاح الاستراتيجي لنجاح عملية الانتقال من الدكتاتورية الى الديمقراطية هو أولا وقبل كل شيء مدى قدرة النخب السياسية القديمة والجديدة على التفاهم، ورفضها الخضوع لجماعات المصالح. والتخلي عن ذهنية الانتقام والانقلاب، واستعدادها لتسوية تاريخية أساسها عدالة انتقالية نزيهة قائمة على الاعتراف والاعتذار وجبر الخواطر وطيّ صفحة الماضي.

بعد ذلك تأتي بقيّة العوامل البنيوية التي تشكّل بتظافرها شروط الانتقال الديمقراطي:
• تحرّر مؤسسة القضاء واستقلالها التامّ.
• الإجماع على الدولة، وإيمان النّخب بحق الشعب المطلق في أن يُشرّع للأمور العامة بأغلبية أصوات نوابه. وبأن الدستور وُضِع لكي يجعل حدود السلطات، ويضمن الحقوق والحريات .
• غلق المنافذ على التدخل الخارجي.
• حد معقول الاستقرار الاقتصادي.
• حدّ معقول من الاستجابة لمطالب الناس الأكثر تضرُّرًا من الفقر.
• طبيعة القطاع الخاص غير الإجرامية ودرجة التزامه بالعمل ضمن القانون.
• درجة تطور المجتمع المدني والمنظمات الجماهيرية.
• درجة انخراط النخبة الإدارية العليا في عملية الانتقال الى الديمقراطية.
• المساواة ودرجة انخراط النساء في الشأن العام.
• مستوى التمدرس.
• حجم الطبقة الوسطى.
• غياب طموح الحكم لدى المؤسسة العسكرية.

هذا المبحث لم أُغادره منذ سنوات. إمّا أتحدّث فيه. أو أقرأ حوله. أو أكتبه. هو الشغل الشاغل. ولقد توصّلت إلى استنتاجات جدّيّة تؤكّد أنّ جميع شروط العلوم السياسية للانتقال الدّيمقراطي، والتي عدّدتها أعلاه، مُتوفّرة ومجتمعة في بلدي. وليست متوفّرة بالكامل وعلى نفس النّحو في أيّ بلد آخر، لا عربي ولا أجنبيّ. وهذا له علاقة بعوامل تاريخية وجغرافية وثقافية وديمغرافية ومناخية، تفاعلت جميعها بحيث كان هنالك تأثير لكلّ عنصر في باقي العناصر. ومحصّلة ذلك هي الوحدة السكّانية المتينة واستقرار الحدود لقرون طويلة، واستمرار المجتمع وبقائه. ولا شكّ أنّ هذه العوامل هي التي بَنَت لغة التواصل وطبيعة العقد الاجتماعي، والأهازيج الموسيقية، والعادات والمعتقدات وتجارب التّأمّل، والعلاقة بالأرض وبالطبّ وبالزواج وبقضيّة العبودية وبوضع المرأة، وبسلوك الناس، وبقدرتهم على التكيّف، وتواصلهم واختلاطهم ببعضهم واندماجهم. وكلّ هذا له علاقة بالتنميّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة وبالتعليم والتحضّر، والصحةِ العامة والإعلام، والأدب، ومنسوب التطلّع للاندماج المغاربي والعربي. ومستوى الاتصال والتواصل مع الشعوب الأخرى في سياق حاجة التوانسة الجغرافية للتمدن، واستعدادهم لنظام ديمقراطي يصون الحرية والكرامة للجميع.

تونس صاحبة أعرق الدساتير المكتوبة في التاريخ (القرن السادس قبل الميلاد). وجمهورية قرطاج أهم منابع الديمقراطية في العالم القديم قبل روما و أثينا بشهادة أرسطو وأفلاطون، كان من الطبيعي أن تُحرّم العبودية قبل الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا. وكان من الطبيعي أن تكتب منذ قرنين دستور عهد الأمان الذي يُسوّي بين جميع السكّان على اختلاف دياناتهم. ومن الطبيعي أن تكون هنالك نخبة راسخة فرضت عملية الإصلاح داخل المؤسسة الدينية وداخل الدولة والمجتمع. ومن الطبيعي في بلد مثل هذا أن تكون المساواة مسألة محسومة. وكذلك الديمقراطية واحترام القانون.

فلماذا وصلت تونس اليوم إلى هذا الوضع المُهين؟
إنّ السّبب هو هذا الجسم الغريب على تونس وعلى أهلها وعلى إسلامها. هذا التيّار المافيوزي الذي يُسمّي نفسه "حركة النهضة". هؤلاء مسمار يجب نزعه.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهايات الإسلام السياسي في تونس
- حركة النّهضة، وخدعة -الكتلة التّاريخية-.
- موقفنا من الاستقلال.
- نحو انتفاضة شبابيّة تحرّرية واعدة
- سقوط حركة النّهضة المحتوم
- رثاثة الطبقة الحاكمة في تونس
- منظومة الحكم ليست هي الدّولة. وشباب تونس ليس ضيفًا في دار ال ...
- سلميّة الحراك الشّعبي في تونس، وشروط استرجاع الثورة المغدورة ...
- حكم -النّهضة- والأُفُق المسدود
- الجبهة الشعبية: منهجية العجز
- الديمقراطية في قبضة وَرَثَة الاستبداد في تونس!
- ثورة 14 جانفي ليست حدثًا عابِرًا، ولا هي نهاية المطاف.
- السّياقات المُضادّة للثّورة، وعودة النظام القديم.
- لا بديل على الحوار الوطني بين التوانسة.
- في الردّ على -حفريات في جذور الإسلام السياسي- للمعز الحاج من ...
- التكفير هو العقيدة الأساسية للجماعات المتطرّفة.
- الدّيمقراطية يبنيها الدّيمقراطيون. وليست وحيًا يُوحى!
- لن تنهار الدّولة التّونسية لأنها راسخة في وعي شعبها.
- اليسار بين المهاجرين والأنصار!
- الشّعوب لا تتعلّم إلّا من جِراحِها الخاصّة.


المزيد.....




- جدل في لبنان بعد تصريحات البطريرك الراعي عن سلاح حزب الله
- تونس تشهد أسوأ مراحل الانقلاب
- واشنطن بوست: خلاف حول غزة يطيح بمسؤول إعلامي كبير في الخارجي ...
- الهجوم على مدينة غزة يدخل مرحلته الأولى.. حماس: عملية -عربات ...
- الناتو يبحث ضمانات أمنية لأوكرانيا في -مناقشة صريحة-
- رامافوزا يجري تعديلات على قانون تمويل الأحزاب السياسية
- فيديو منسوب لـ-ظهور مدفع الرعد الكوري في سيناء-.. هذه حقيقته ...
- واشنطن تعاقب 4 مسؤولين في الجنائية الدولية.. والمحكمة تستنكر ...
- رعب في قلب المكسيك... العثور على ستة رجال مقطوعي الرأس في حا ...
- واشنطن وحلفاؤها يدعون إلى -هدنات إنسانية- في السودان وسط تفا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - حركة النهضة في قَدَمِ البلاد.