أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عباس - رواية - تقرير الهدهد – تمتع وتفيد أكثر من رواية - آيات شيطانية –















المزيد.....

رواية - تقرير الهدهد – تمتع وتفيد أكثر من رواية - آيات شيطانية –


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7038 - 2021 / 10 / 5 - 11:27
المحور: الادب والفن
    



عن دار الآداب في بيروت صدرت رواية تقرير الهدهد عام 2012 للروائي اليمني حبيب عبد الرب سروري - وهو بروفسور في علوم الكومبيوتر ويعمل حاليا في فرنسا - يستلهم في بنائها الدرامي نموذج آيات شيطانية للكاتب سلمان رشدي , يحتاج القارئ الى الصبر في البداية لمتابعة الرواية ولن تتضّح له الصورة عن حقيقتها حتى صفحة 222 و 223 ليعرف أسباب تسمية الرواية لذا أقترح على كل من يريد ان يقرأ هذه الرواية أن يبدأ بقراءة هذه الفقرة أولا فهي تعطي صورة عن الرواية كلها .
(لم أتساءل، وأنا أهرع نحو مقهى البيج بونج، إن لم يختفِ هو الآخر من خارطة باريس التي شفطت أهلها وبعض شوارعها (من يدري؟) مجالات مغناطيسية تصدرها كواكب معادية . . .
أو ربما امتصّهم خرطوم فيل مارد عملاق يجثم ِبِكلكِلهِ منذ فجر أول يوم في هذا العام الجديد , على الكرة الأرضية ...
أو ربما شفطهم عفريت من الجن، وحملهم لنبي جديد على بعد آلاف الكيلومترات، يشبه النبي سليمان الذي حمل له عفريت من الجن قصر ملكة سبأ، من اليمن الى فلسطين في لمحة بصر، قبل ((أن يرتد للملك طرفه)) :
(( قَالَ عِفرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ. قالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتابِ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ؟ )) . . .
كل ذلك بعد ان عاد هدهد الملك سليمان من ارض صاحبة ((العرش العظيم)) و سرد للملك تقريرا عن أهل تلك الديار وملكتهم الخالدة ((تقرير الهدهد))! . . .
(( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ. لَأُعَذِّبنَّهُ عَذَابَا شَدِيَدا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانِ مُّبِينِ. فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدِ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإِ بِنَبَإِ يَقِينِ. إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةَ تَمْلِكُهُم وَأُوتِيَتْ مِن كُلَّ شَيْءِ وَلَهَاْ عَرْشٌ عَظِيمٌ؟ )).
وعلى طول صفحات الرواية البالغة 400 صفحة تُقدًم لنا رواية تقرير الهدهد على لسان الشاعر ابو العلاء المعري .
ما من شك لديّ في أن سلمان رشدي موهوب روائيا أكثر بكثير من حبيب عبد الرب وروايته آيات شيطانية لوحدها مدرسة في الفّن الروائي, لكن إذا تناولناها من زاوية الموضوع لا اختلف الأمر, فهي تمثل الفكر اليساري المتطرف بامتياز ومعالجته لعلاقة الرسول بالجنس وبزيجاته المتعددة خير دليل على ذلك. بكل أسف لم ير رشدي من تلك الشخصية التاريخية المناضلة سوى جانب مفاخذته لعائشة كما يتحدث اليساريون في محافظتي او زواجه من زينب بنت جحش بعد ان كُرِهت الى زيد ليطلقها كي يتزوجها الرسول , وبالنهاية يصف محمد أ وكأنه يدير ياخور يجلب فيه الزبائن لزوجاته !!!! أما عن الآيات الرحمانية مثل قوله – وأمرهم شورى بينهم, او - في أموالهم حقّ معلوم للسائل والمحروم - فيتجاهلها كليا , إنا لا أريد ان أدافع عن محمد وعلاقاته الزوجية غير المشروعة , وأعترف ان العلاقة بين الجنسين مادة ممتازة للأدب وللتخيل فأغلب العباقرة والموهوبين في التاريخ وخاصة السياسيين منهم أغواهم الجنس وفضّلوا التمتع بعلاقات جنسية متعددة على جمع الأموال, فالجنس يجلب لهم اللذة والمتعة أكثر من المال , ولكن اليساريين تغاضوا عن زعيمهم ماركس الذي مارس الجنس مع خادمته مع ان زوجته كانت ملكة جمال مقاطعة رينانيا وأخوها كان وزيرا في المقاطعة ولكنها تركت عائلتها حبا بماركس فخانها مع الخادمة وأنكر في البداية ذلك متهما صديقه انجاز بممارسة الجنس مع الخادمة فحملت منه ,ولقد قرأت مؤخرا سيرة حياة مانديلا وكنت أريد ان اعرف منها سر انفصاله عن زوجته وزواجه بعد طلاقها وقد تجاوز الخامسة والسبعين ومن ثم تزّوج وهو في الثمانين من أرملة رئيسة موزمبيق وهو يكبرها بأكثر من ثلاثين عاما وعاش معها حتى وفاته وهو في سن الخامسة والتسعين , ولم اعثر على جواب صريح منه عن سبب تركه لزوجته مع أنني احترم تلك الشخصية النسائية بقدر احترامي لمناضل كبير جدا في التاريخ مثل مانديلا .
حبيب عبد الرب يختلف عن رشدي فهو ليس يساريا متطرفا وربما هو لبرالي على ما أظن , ودليلي على ذلك استطراداته وانتقاله من فكرة الى أخرى وكتاباته غير المترابطة في الرواية وتناولها لألف موضوع وموضوع عكس رواية آيات شيطانية التي تناولت فكرة واحدة كما هي العادة في كتابات اليساريين .
ان هّم الرواية متعدد فهي تريد إبراز الحضارة العربية الاسلامية على لسان المعري الذي سبق دارون بقرون عندما قال :
والذي حارت البرية فيه حيوان مستحدث من جماد
ولم يكن همّه أبدا تحطيم الدين بل على العكس نظر اليه نظرة واقعية وسمّاه الأخ الأكبر في حين سمّى العلم الأخ الأصغر وأجاد في رسم الحوار بين الأخوين على صفحات الرواية ولم يكن هّمه تشويه الاسلام ولا تشويه آيات القرآن الكريم , بل نقد الأساطير الدينية وكيف استعملها - وما يزال - الاسلاميون لغاية في نفس يعقوب . كما أن استطراداته كانت بمنتهى الجودة مثل قوله: ثمة في هذا الكوكب يا لخيبتي درن جذري يشتاق لطوفان كما قال ابي العلاء ص 94
والأرض للطوفان مشتاقة لعلها من درن تُغسل
او مثل الاستطراد التالي ص 93 ( يتغير ديكور المسرح الأرضي من زمن لزمن , لكن المسرحية نفسها تتكرر على الدوام: عنف ودمار ,صراع دام للاستيلاء على السلطة والموارد , نهب لا يتوقف , خراب او موت ) ولكن هذه الفقرة لن تعجب على ما اعتقد نبيل سليمان التي أهديت الرواية له وقد كانت سقطة الرواية هنا على ما أعتقد . نبيل سليمان معروف لأهل اللاذقية فهو كاتب كتاب الأدب والأيديولوجيا مع ابو علي ياسين السيئ السمعة ولو انه أهداها الى المرحوم أبو علي ياسين لكانت الرواية قد خلت من أي سقطة , فنبيل سليمان يعرفه كل اهل اللاذقية ولسان حالهم يقول : وعند سميعة الخبر اليقين .
.
بكل الأحوال لقد استمتعت بالرواية وأقول للكاتب هنا : صحتين لشربه كأسين من الخمر في مقهى الكوكبة على حساب حصته من أنهار الخمر في الجنة فهو متأكد انه سيدخلها ولو كان كافرا بوصفه نصيرا للفقراء والمظلومين على الأرض
اانها رواية جديرة بالقراءة شكلا ومضمونا .
كامل عباس – اللاذقية



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درعا وانكسارا لأحلام في سوريا
- العتب على قدر المحبة يا دار فواصل
- برلين تقع في الشرق أم في الغرب ؟
- إصلاح النظام العالمي الحالي أصبح ضرورة موضوعية مُلِّحة
- قمة بايدن – بوتين : لاجديد تحت الشمس .
- الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الى أين ؟
- شارون بالا صحفية موهوبة أكثر منها كروائية
- كيف تحّول الحلم إلى كابوس في رواية الترب الأمريكي ؟
- قراءة ثانية في كتاب – الدولة القومية خلافا لإرادتها –
- صدمتني مذكرات نيلسون مانديلا
- هل انهزمت الثورة السورية (2)
- هل انهزمت الثورة السورية ؟
- عن الدولة والعقد الاجتماعي والهوية. رد وتعقيب
- رد وتعقيب على مقال رستم محمود – عفرين صورة عارية لسوريا وثور ...
- شعبان المهاجر
- التقرير السنوي * كلما جاءت سنة لعنت أختها
- المعارضة السورية في طور النهوض
- الشعب الأمريكي يعيد الثقة بالديمقراطية السياسية المهزوزة هذه ...
- الكرد والثورة في سوريا
- هيئة الأمم المتحدة والمستقبل


المزيد.....




- كيف استغلت مواهب سوريا الشابة موسيقى الدراما التصويرية في ال ...
- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان
- ترام الإسكندرية و-أوتوبيس- القاهرة..كيف يستكشف فنان الجمال ا ...
- تردد قناة بطوط كيدز Batoot Kids 2024 بجودة HD وتابع أجدد الأ ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عباس - رواية - تقرير الهدهد – تمتع وتفيد أكثر من رواية - آيات شيطانية –