الناخب العراقي هو الذي يحول الوعود والأحلام إلى واقع

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7037 - 2021 / 10 / 4 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن العقل للإنسان مصدر وعيه وإدراكه وهو دليله ومرشده في الحياة ومن خلاله استطاع أن ينجز ويشيد ما وصلت إليه البشرية من تقدم وتطور التي تعتبر من نشاط العقل الإنساني المبدع والخلاق .. والعقل الذي له دور في موهبة الإنسان له صفة غريزية عند الإنسان تنمو وتتطور من خلال اكتسابها من بيئته ومجتمعه والمعلومات المختلفة المحيطة بها وتكون ذات إنسان ضيق وواسع جامد ومتطور مبدع وخامل .. والناخب العراقي الذي هو نتاج الواقع العراقي الذي تحكمت فيه الظروف المختلفة فمنهم من خدمته الظروف البيئية والمجتمعية ومنهم من لم تخدمه فعاش حياة الجهل والأمية والبطالة والفقر والحرمان وأصبح بعيداً عن الثقافة والوعي الفكري الخلاق الذي يخلق لديه وعي الواقع وتغييره والناخب العراقي الآن أصبح يختلف بين إنسان وآخر من حيث الحس الوطني الذي يدفع الناخب العراقي إلى وعي واقعه وتغييره ويميز بين الناخب الذي بقي محتفظاً ببطاقة الانتخاب ويضعها في صندوق الاقتراع في اختيار المرشح الذي يحقق طموحه ويحقق تغيير الواقع وينقله إلى مرحلة جديدة تخلق السعادة والاطمئنان والأمن والاستقرار والاكتفاء الذاتي اقتصادياً ومعيشياً للإنسان العراقي .. وبين ناخب آخر دفعه ضعف الحس الوطني والجهل والجوع والفقر والبطالة إلى بيع هويته الانتخابية إلى مرشح لا يعرفه ويجهل حتى اسمه من أجل توفير لقمة العيش له ولأفراد عائلته.
وحينما تقارن بين بلد وآخر من حيث التقدم والتطور وبين بلد آخر يسود الجهل والأمية والبطالة والجمود العقلي والفكري نلاحظ ذلك من النسبة الكبيرة في اختلاف امتلاك الإنسان للثقافة والوعي الفكري الخلاق وعدد العلماء وأهل المعرفة والخريجين والمثقفين والمفكرين في ذلك البلد والطبقة السياسية الحاكمة لها دور كبير في ذلك.
إن العراق في تاريخه الحديث لم يلمس ويشاهد استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي بسبب الاستعمار وعملائه من الحكام السياسيين له لأنهم كانوا يسترشدون ويعملون وفق المصالح الأجنبية المتناقضة مع مصلحة العراق وطن وشعب وكان المفروض بالقوى الحية من أصحاب الفكر التقدمي والمتنور التغلغل والانصهار مع أبناء الشعب وقيادتهم للنضال والكفاح من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية والمستقبل الأفضل للشعب إلا أن ما يؤسف له كانت المصالح الأنانية في الصراع بين القوى السياسية العراقية ودور الاستعمار وعملاؤه في ذلك هو الذي أوصل العراق وطن وشعب إلى ما نحن عليه الآن. وإن الفقير والجائع والبطال والمحروم حينما ينغرس في عقله الوعي الفكري عن أسباب واقعه المؤلم والمزري يكون أكثر حماساً وشجاعة وجرأة في النضال والكفاح من أجل شعبه ووطنه.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل