فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 2 - 15:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ضحية بابل والعنف الأسري تكتشفها الصدف وحدها وليس تكتشف من خلال الاستخبارات الحكومية إلا نادراً وهذه الظواهر توضح لنا ضعف وسلبيات الأجهزة الحكومية بشكل عام لأن بنائها وتكوينها لم تنجز وفق القاعدة في إنشاء الدولة التي ترتبط برباط المسؤولية والرجل المناسب في المكان المناسب وإنما تكونت من خلال ولادة قيصرية غير طبيعية وفق قاعدة المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية التي تقوم على (انصر أخاك في الطائفة ظالماً أو مظلوماً) وكم .. وكم من أمثال (ضحية بابل) أحياء ولكنهم مقبورين في السجون وربما آخرون سكنوا القبور من خلال أحكام الإعدام (وقد تعرض كاتب السطور إلى أساليب التعذيب وفقد السمع وعينه اليسرى بسببها). إن الإنسان يختلف أحدهم عن الآخر في تحمل وسائل التعذيب الوحشية المختلفة ويسلم أمره لضمير المحقق القذر أن يكتب ما يريده ويرغب به وينتشي من شدة الفرح والنصر على المظلوم حينما جعل المتهم يعترف بتهمته وإن هذه الأعمال والوسائل التي تخالف الشرائع والقوانين السماوية والوضعية لم تكن وليدة اليوم وإنما استعملت في عهد صدام الدكتاتوري الدموي بشكل أوسع وفي عهده اكتشفت (المقابر الجماعية) من خلال الشبهة والمخبر السري.
كان المفروض بالسيد الكاظمي قبل البدء بعمليته الإصلاحية يجب عليه تفكيك الأنظمة السابقة حتى يستطيع تحقيق الإصلاحات إلا أن المحاصصة والتوافقية (ومسك رمانتين بيد واحدة) ترك الأمور على سجيتها وترك اكتشافها ومعرفتها للصدف وحدها التي يمكن معالجتها عند ظهوره بالصدفة أيضاً.
إن الفساد الإداري كان مختبئ تحت عباءة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية وهم محميون أيضاً من يرتدي هذه العباءة.
إن الإصلاح الحقيقي يحتاج إلى شجاعة وقوة وإقدام وهذه القاعدة غير موجودة الآن في العراق لأن التوافقية السياسية هي التي تخلق الحكام والمسؤولين في العراق حسب قاعدة (أرضيك وارضيني وأسكت عنك واسكت عني). وتبقى فرصة واحدة وأمل ورجاء بما تفرزه الانتخابات القادمة وإذا لم يحصل ذلك اقرأ على العراق السلام وقف الحداد على أبنائك.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟