ظاهرة انفلات السلاح في العراق

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7028 - 2021 / 9 / 23 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا توجد في العقود الماضية للقرن الماضي هكذا عنف وانفلات السلاح بين العشائر والمواطنين إلا نادراً يستعمل أثناء صراعهم وخلافاتهم إلا أن هذه الظاهرة وجدت بعد عام/ 2003 عندما احتلت الولايات المتحدة العراق في 9/4/2003 وتعيين بول بريمر حاكماً مدنياً عاماً على العراق وبدوافع من السياسيين العراقيين قرر حل الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي الذين تركوا مقراتهم ووحداتهم ومراكزهم ومذاخر الأسلحة التي أصبحت سائبة بدون حراسة ولا حسيب ولا رقيب هجمت عليها العشائر والمواطنين ونهبوا مختلف الأسلحة من الدبابات إلى المسدسات وأصبحت هذه الأسلحة الثقيلة والخفيفة لدى العشائر والمواطنين التي تختلف عن الأسلحة التي كانت في حوزة العشائر في الزمن الماضي قليلة وتشمل (المسدس والبندقية وقليل من الرشاشات فقط) وكانت نادراً حدوث مشاكل وصراع بين عشيرتين واستعمال الأسلحة وكان فقط من يحمل المسدس شيخ العشيرة والإقطاعي وكانت خلافاتهم تحل ويعود الصفاء إليها من خلال تدخل الأعلام من رجال الدين أو الدولة.
إن الطبيعة الإنسانية تحمل روحين أحدهما تمثل الخير وأخرى تمثل الشر ودائماً تبرز عند الإنسان روح الكبرياء والاعتزاز بالنفس وبروز الشخصية وهيبة الإنسان وكرامته الذي مهما يكون ذلك الإنسان من تواضع واحترام وطيبة النفس تغلب عليه ويتصرف بروح الشر عندما تتعرض شخصيته وكرامته وهيبته من تجاوز الآخرين يستعمل روح الشر للدفاع عن نفسه وشخصيته وكرامته وعندما يمتلك السلاح يعتبر نفسه يمتلك القوة والشجاعة. يقول الشاعر :
وفي الشر نجاة ---- حين لا ينجيك إحسان
كما أن الإنسان يحمل العقل المدرك والواعي وفي نفس الوقت يحمل العقل الباطني الذي يلقب (أبو الغريزة المقموعة) وحينما يمتلك الإنسان السلاح يشعر بالكبرياء وإبراز الذات والشخصية والعلو لأن السلاح يزيد من شخصية الإنسان ويرفع معنويته ويصبح لديه طموح ورغبة شديدة لاستعمال السلاح ولذلك نلاحظ الآن لأتفه الأسباب تنشب المعارك والعنف بمختلف الأسلحة المختلفة بين العشائر والمواطنين وهذه الظاهرة الشاذة والمدمرة تتحمل مسؤوليتها الدولة باعتبارها تمتلك القانون والقوة والسلاح والإعلام وحماية المواطنين وأموالهم وأعراضهم. والسلاح يجب أن يكون بحوزة الدولة فقط وليس منفلتاً كما هو الآن.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل