المرأة الفاضلة

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7036 - 2021 / 10 / 3 - 01:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

***
***
يختلف مفهوم المرأة الفاضلة من مجتمع إلى أخر ومن شخص إلى أخر. إن مفهوم الفضيلة مفهوم نسبي ويختلف من مجتمع إلى أخر وفق القيم الدينية والثقافية والحضارية فالفاضل في الغرب غير الفاضل في الشرق وما هو مقبول هنا يعد نوعا غريبا من التزمت الديني ، وما هو سهل الرؤية صعب المنال في مجتمع ما قد يكون سهل المنال صعب الرؤية. والمرأة تعد جزءا مهما وحساسا في هذا التباين الحضاري والمجتمعي.

سنركز في هذا البحث على مقاربة قيم الفضيلة المشتركة لدى المرأة في الشرق والغرب في محاولة لتصنيف هذه القيم ودراستها وفق معايير ترضي جميع وجهات النظر المختلفة هنا وهناك.

المرأة الفاضلة لا تقدر بثمن. إنها جوهرة نادرة ، مثل الياقوت ، تتمسك بأخلاق الله وتمارس الحكم السليم. هي الأم التي ربتنا وسهرت الليالي وتعبت من أجلنا وزرعت فينا قيم المحبة والتعاون والسمو وهي الأخت والحبيبة والزوجة التي تحول عالمها ومنزلها إلى قلعة صعبة المنال لا يدخلها إلا من يمتاز بنفس أخلاقها.

لقد استطاعت الدراسات الحديثة من خلال الاستقصاءات العلمية أن تجد قاسما مشتركا للمرأة الفاضلة بين الشرق والغرب والشمال والجنوبوفي كل مكان من هذا الكوكب نلخصها فيما يأتي:

المرأة الفاضلة قوية وصلبة و منضبطة وجديرة بالثقة ، وتستطيع أن تدير دفة الأمر بما ينسجم القيم الملتزمة التي تعمل بموجبها كما تستطيع أن تضبط البوصلة في السلوك والممارسة.

المرأة الفاضلة واثقة من نفسها وطموحة وحيوية وواسعة الحيلة وتمتلك القدرة على المناورة بحيث تدهشك في حلها للمشكلات و مقاربتها للمسائل الشائكة. هي ربة منزل من الطراز الرفيع و تعتني بأسرتها بحب وحنان وتفهم.

المرأة الفاضلة تجد طرقا لتحويل منزلها إلى قلعة منيعة ومكان للمتعة والفائدة والجذب للزوجة والأطفال بحيث يتوق أراد الأسرة للعودة للمنزل في أسرع وقت ممكن.


المرأة الفاضلة صاحبة مبادئ، لا تجد متعتها في الثرثرة أو الأحاديث الجانبية غير المفيدة أو النميمة لأنها إمراة ذات هدف في الحياة تعرف حدود ما تريد.

المرأة الفاضلة محبة ورحيمة ويمتد حبها وحنانها وحصانتها لزوجها وأولادها و للأخربن حيثما حلت وأنى ذهبت.

المرأة الفاضلة بعيدة كل البعد عن هتك أعراض الناس والإفتراء عليهم وترعى حدود الله في التعامل وتبعد مصادر السوء عنها و تتجنبهم قدرما تستطيع.

المرأة الفاضلة تمتلك قلبا ولسانا يفيض لطفا وحكمة وتحاول أن تمتلك مخزونا كبيرا من الحكمة الدنيوية والحنكة وتجارب الأجداد وقصصهم وتعطي من حولها دروسا وحكمة وعظة من القصص التي ترويها.حديثها ينم عن دراية وثقة وثقافة وذكاء.

المرأة الفاضلة تعتني بنفسها وببيتها و تتأكد من أنها مهيأة بطريقة لا تشوبها شائبة للحفاظ على بريق المحبة والتفاؤل والسعادة في عيون زوجها.

المرأة الفاضلة قلبها لا يسابق أحدا إلا زوجها وتبحث دائما عن تقنيات لإبقائه على قيد الحياة. تجهد المرأة الفاضلة على ابقاء زوجها في حالة عشق دائم عبر نظراتها و تعليقاتها و رسائلها السرية.

المرأة الفاضلة لها ظل يحيط بجميع من حولها ويشعرون أنهم مقصرون إذا لم يكرموها في مناسبة سانحة.

المرأة الفاضلة هادئة تزين وجهها دائما بابتسامة دائمة لأنها تعرف مالديها، و تقدير الذات لديها في مستويات عليا وهو من النوع الصحي والمدهش.

نقابل في حياتنا المرأة الفاضلة و نعجب بها ونتمنى أن لا تفارقنا أبدا. فالجدة كانت في نظرنا سيدة فاضلة ، و الأم سيدة فاضلة ، و الراحلون عنا فاضلون أيضا على الاقل من وجهة نظرنا و رؤيتنا نحن لهم .

يلعب الرجل دورا هاما في تحول من حوله إلى نساء فاضلات من خلال الاحترام والرعاية والتعليم والحنان وتأمين الكفاية المادية و العاطفية.
المرأة الفاضلة ثمينة حقًا وقيمتها غير محدودة.

هل أنت إمراة فاضلة؟

وأنتم يا معشر الرجل! هل قابلتم هذا النوع من النساء؟

المراجع
The virtuous Woman,Dick Brown,2021

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات