أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعيد هادف - الأمم المتحدة: «الأمة المغاربية» ودولها














المزيد.....

الأمم المتحدة: «الأمة المغاربية» ودولها


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7036 - 2021 / 10 / 3 - 00:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بعد حربين عالميتين مدمرتين اقتنعت القوى العظمى بضرورة الالتئام حول مشروع أممي يقي البشرية شر القتال. وظهرت فكرة إنشاء منظمة الأمم المتحدة في غمار الحرب بانعقاد المؤتمرات في موسكو وطهران عام 1943. اقترح الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت تسمية "الأمم المتحدة" وكان أول استعمال لهذا التعبير في 1 يناير 1942 بإعلان قيامها. في أثناء الحرب العالمية الثانية استعمل الحلفاء تعبير "الأمم المتحدة" للإشارة إلى تحالفهم فقط. من أغسطس إلى أكتوبر، اجتمع ممثلوا فرنسا، الصين، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، ليضعوا الخطط المترتبة عن مؤتمر دومبارتون أوكس وبعد المباحثات ظهرت اقتراحات تلخص مقاصد المنظمة، عضويتها وأعضاءها، بالإضافة إلى الترتيبات للمحافظة على السلم العالمي والأمن والتعاون الاقتصادي والاجتماعي الأممي. هذه الاقتراحات تم مناقشتها من قبل الحكومات والأفراد المختصين حول العالم.
يدل اسمها أنها منظمة للأمم (Nations) وليست للدول (States)، كما تدل على الاتحاد، والاتحاد مفهوم ذو شجون. واستقراء للسياق الذي ظهرت فيه الفكرة، نجد أن البلدان التي لعبت دورا أساسيا في التنظير والتأسيس هي البلدان التي اختبرت تجربة الاتحاد على مستواها المحلي: المملكة المتحدة، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي فضلا عن فرنسا والصين.
ولأن المنظمة تخص الأمم وليس الدول، فهل كان أعضاؤها المؤسسون يتوفرون على صفة الأمة؟ وهل كانوا يمثلون أُمماً أم كانوا مجرد دول لا ترقى الواحدة منها إلى الأمة التي تنطق باسمها؟
بعد حوالي نصف قرن من نشأة الأمم المتحدة تفكك الاتحاد السوفييتي وحلّت محله روسيا الاتحادية التي مازالت تتأرجح بين ثقل ماضيها الإمبراطوري الأورثوذوكسي من جهة، والتحدي الغربي من جهة ثانية، وحلمها الأوراسي من جهة ثالثة. أما فرنسا فقد وجدت نفسها تنخرط في تجربة اتحادية محلية جديدة رفقة ألمانيا في تأسيسهما للاتحاد الأوروبي الذي ما زال يبحث عن حلول لعوائقه الأيديولجية البنيوية. بريطانيا التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 1973 قررت الانسحاب منه تحت ضغط تيار البريكست.
أما الصين أحد مؤسسي منظمة الأمم المتحدة، وإن كانت نجحت مع مطلع القرن العشرين في لملمة شملها والانضمام إلى نادي الأقوياء غير أن الصين (جمهورية الصين الشعبية) التي تسيطر سيطرة إدارية فعلية على 22 مقاطعة، مازالت تنظر إلى تايوان باعتبارها المقاطعة الثالثة والعشرين، مع أن تايوان(اسمها الحقيقي جمهورية الصين) تعدّ دولة بحد ذاتها. هناك أيضًا خمس مناطق ذاتية الحكم، في كل منها أقلية بارزة؛ وهناك أيضًا أربع جهات، واثنتان من المناطق الإدارية الخاصة التي تتمتع بقدر من الحكم الذاتي. المقاطعات الاثنتان والعشرون والخمس مناطق ذاتية الحكم والبلديات الأربع يشار إليها مجتمعة باسم "بر الصين الرئيسي" وهو التعبير الذي يستبعد عادة هونغ كونغ وماكاو.
يبدو أن أمريكا أبرز المؤسسين لهذه الهيئة العالمية، كانت تمثل الاستثناء بوصفها كيانا لا يحمل صفة الدولة (State) بل بوصفها كيانا فيدراليا اتّحَدتْ فيه عدة دول (United States of America)، وأن هذا الكيان الاتحادي الذي نشأ نهاية القرن الثامن عشر تجاوز مؤسسوه مفهوم الدولة-الأمة من خلال تطويرهم لمفهوم الدولة ومفهوم الأمة على حد سواء، وقادتهم تجربتهم إلى بلورة مفهوم مدني للأمة يتسع إلى كل منتم إليها، وأن هذه الأمة المدنية متعددة الدول تمثلها حكومة فيدرالية على المستوى الأممي في حين تمثل حكوماتُها المحلية شؤونَ مواطنيها على المستوى الداخلي للدولة التي تمثلها.
هذا هو الوضع الراهن للبلدان المؤسسة للأمم المتحدة، وهي الأعضاء الدائمة لمجلس الأمن التي تملك حق الفيتو وتقرر في مصير البشرية. وهذه الكيانات كلها تنطوي على قابلية التغيّر: قابلية التقلص عبر التفكك إلى وحدات سياسية منفصلة أو متنازعة؛ أو قابلية الاتساع عبر احتواء كيانات مجاورة؛ أو عبر الاندماج في كيان أكبر.
واتضح أن أغلب الكيانات التي انضمت إلى الأمم المتحدة لم تستوعب فلسفة هذه المنظمة، وأغلب الكيانات العربية لم تكن قيمة مضافة في رصيد هذه المنظمة، ولاسيما الدول المغاربية التي مازالت تعاني من عوامل الفشل السياسي. ويبقى السؤال المطروح هو: هل دولنا المغاربية تمثل أُمماً؟ أم تمثل أمة مغاربية واحدة؟ هناك خمس دول أعضاء بالأمم المتحدة، كانت ليبيا أول دولة انضمت إلى هذه المنظمة وكانت الجزائر آخر دولة، وبدل أن تبحث هذه الدول عما يوحدها في تناغم مع مبادئ العصر انصرفت بشكل صبياني إلى الاضطلاع بأدوار بطولية بشكل كاريكاتوري مثير للشفقة.
كل المعطيات الجيوسياسية، والتاريخية والثقافية واللسانية تفيد أن هذه الأمة أمة مغاربية واحدة تفتقد إلى شرطها السياسي الحديث، ولن تقوم لهذه الأمة قائمة ما لم تستوعب هذا الشرط ليس بحثا عن قوة مضادة للتكتلات الأخرى أو تعبيرا عن نزعة توسعية إمبريالية، ولكن خدمة لقضايا شعوبها، وتحقيقا للأمن والسلم والتنمية على الصعيدين المحلي والعالمي. هل هذا ممكن؟
هذه الكيانات التي ظلت شعوبها تحلم بغد أفضل، لم تفلح في بناء اتحادها على أسس صلبة وعلى فلسفة سياسية محايثة للعصر. السياسات المغاربية بمختلف مرجعياتها كانت مخيبة لأفق انتظارات شعوبها. تلك الكيانات التي ضلت طريقها إلى السلام مازالت ترزح تحت قوى معادية للتغيير، قوى متحجرة أيديولوجياً يعشش في أحضانها الفاسدون وسماسرة الحروب والجهلة ومحترفو الكذب.
يبقى الوصول إلى الاتحاد المغاربي صعبا وشاقا، يحتاج إلى بُناةِ مهرة يتوفرون على العدّة العلمية والتصميم الواضح والإرادة الطيبة، وفق مقاصد إنسانية وسلمية توفر للشعوب شروط حياة كريمة، وليس بهدف تخويف الأمم الأخرى أو التعالي عليها، مثلما يحلو لبعض الحالمين باتحاد مغاربي يخيف الغرب.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي للسلام
- أيام سبتمبر لو يتداولها الناس. .!
- لغز حالة الجفاء في العلاقة الجزائرية المغربية
- المغرب والجزائر: إلى أين سيتجه البلدان بعد القطيعة؟
- البلدان المغاربية في مفترق الطرق
- خطاب الكراهية: العنف والعدوانية
- التواصل حق وإبداع إنساني
- المغرب والجزائر: أسبوع على الخطاب الملكي
- تونس: أسبوع على قرارات 25 يوليو
- العقل المغاربي
- جدارية من أجل المستقبل
- المستقبل المغاربي في ضوء نظرية حدوة الحصان
- حول الموقف الجزائري من قرار البرلمان العربي في تضامنه مع الم ...
- الجزائر: حرب ذاكرات أم أزمة مشاعر؟
- تركيا والمغرب الكبير في أفق 2024
- على هامش ذكرى النكبة: في الحاجة إلى تغيير البراديغما
- جبهة البوليساريو ما بعد الأزمةالمغربية -الإسبانية
- المغرب الكبير، هل سيكون كبيرا؟
- فكرة التحرر الفلسطيني: من حافز إلى حاجز
- الإمارات، هابرماس والمثقف المغاربي


المزيد.....




- حظر بيع مثلجات الجيلاتو والبيتزا؟ خطة لسن قانون جديد بمدينة ...
- على وقع تهديد أمريكا بحظر -تيك توك-.. هل توافق الشركة الأم ع ...
- مصدر: انقسام بالخارجية الأمريكية بشأن استخدام إسرائيل الأسلح ...
- الهند تعمل على زيادة صادراتها من الأسلحة بعد أن بلغت 2.5 ملي ...
- ما الذي يجري في الشمال السوري؟.. الجيش التركي يستنفر بمواجهة ...
- شاهد: طلاب جامعة كولومبيا يتعهدون بمواصلة اعتصامهاتهم المناه ...
- هل ستساعد حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة أوكرانيا ...
- كينيا: فقدان العشرات بعد انقلاب قارب جراء الفيضانات
- مراسلنا: إطلاق دفعة من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة ...
- -الحرس الثوري- يكشف استراتيجية طهران في الخليج وهرمز وعدد ال ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعيد هادف - الأمم المتحدة: «الأمة المغاربية» ودولها