علي غشام
الحوار المتمدن-العدد: 7033 - 2021 / 9 / 29 - 12:06
المحور:
الادب والفن
تلك البائعة التي اتخذت من الزصيف دكتة لبضاعتها ، استولى عليها القلق لدرجة الغثيان . وهناك بين الوجوه من يرقبها بنهم ، لم تلتفت لغير ما تجنيه من قوت يومها فقلبها مات من زمن الحرب ..
لمحت في زحمة الوجوه بقايا وجهاً افتقدته من بعيد حيث السنين التي ألفتها والايام التي مازالت ذكراها منزوية في جزء بسيط من ذاكرتها التي اقفلت على مواقف وصور لا تريد ان تنساها او ربما تناستها سوى انها تظهر في احلامها احياناً ..!
لوهلة سقط من يذيها ماتحمله ورجف قلبها وشعرت انها اكثر شبابا وعنفوان واشتهاءاً للذةٍ قضت واحيانا غير مكتملة ، استدرجتها تلك الايام البعيدة الى حيث الانتظار بشغف لقدوم ذلك الزائر الذي ضاع في لُجّة الحرب حتى بات من الصعب جداً ان تستذكر ملامح وجهه ..!
لكنها هذه المرة لم تأخذ الكثير من الوقت في استرجاع كل تفاصيل ومعالم وجه ذلك الجندي الذي كان يطرق بابها بخوف وانتحار في سبيل التزود من وهج رغبات غامرة وجسد يفيض لذة وحميمية ، يعتلي خوفه ليلاً ليفرغ شوقاً معتقاً في ادنان رغباتها فيثملا حتى اخر كأس من سكرة الجسد الغض ويحكما اغلاق فوهات سرهما الذي يلفه الخوف في تلك الايام رغم كل الذي يتناوب داخل قلبيهما من احلام واماني مع ما يسمعانه من اخبار الموت اليومي تحت وقع بيانات التلفاز وصور مشوهة لنياشين وبنادق اصابها الصدأ..
#علي_غشام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟