أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - لماذا نعارض مشروع حكم قيس سعيد الفردي مشروع الدائرة البرجوازية المغلقة؟














المزيد.....

لماذا نعارض مشروع حكم قيس سعيد الفردي مشروع الدائرة البرجوازية المغلقة؟


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7030 - 2021 / 9 / 26 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشروع قيس سعيد للحكم صار واضحا بعد 25 جويلية وبعد 22 سبتمبر: مشروعا للحكم الفردي مموها بدستور وغرفة تشريعية ستوضع على مقاسه ويقدّم للأغلبية على أنه مشروع التأسيس الجديد.
قيس سعيد لن يشرّك معه أحدا ممن ينسبون أنفسهم "للشعب" سيقتصر عمله على توحيد الموقف داخل الدائرة السياسية المغلقة التي يتحرك بها الآن وسيواصل التحرك بها غدا: دائرة مغلقة ولكننا نعرف أطرافها: بيروقراطية الجيش وبيروقراطية البوليس وأصحاب النفوذ المالي الذين لن تهدد سياسته مصالحهم ونفوذهم وهم خليط من برجوازية الأعمال والخدمات التي تكونت في الستين سنة الأخيرة من حكم الديكتاتوريين بورقيبة وبن علي وعائلات النفوذ المالي والاقتصادي التقليدية المتمركزون في البنوك وأصحاب المشاريع الكبرى والمتوسطة في اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية إضافة إلى مسؤولين إداريين كبار ممن اشتغلوا مع بن علي تحديدا وهم مستعدون للعمل تحت التوجيهات حتى وإن كانت من الشيطان ولا يهمهم من الأمر سوى البقاء في مراكزهم وتنفيذ السياسات التي يتدبرها من يحكم.
المجموعات الشبابية التي تكونت هنا وهناك قبل وبعد 25 جويلية وبعض مجموعات اليسار التي أعلنت دعمها لمشروع قيس سعيد أو التي ترى انها الأب الشرعي لمشروعه وبقية مناصريه من المتسلقين أومن المستقلين أو من غير المنظمين سيقتصر دورهم في هذه المرحلة وحتى فيما بعد على أن يكونوا كتلة ضغط جماهيرية لتثبيت حكمه وتمرير سياسات الحلقة المغلقة التي ستتولى كل الأمور.
سوف لن يختلف لا الحاكم ولا المناصرون عما جرت به العادة دائما في الأنظمة الديكتاتورية وفي الأنظمة التي يعتليها فرد يضع بين يديه كل السلطات باسم "الشعب".
قد يتوهم كثيرون أن المطلوب هو فقط إسقاط حركة النهضة وإبعادها عن الحكم وقد يجادلك البعض أن قيس سعيد يطبق خطة تدريجية في التغيير وأن مسائل التغيير تتطلب التقدم خطوة خطوة... نعم إن إسقاط حكم النهضة أمر إيجابي ولكن الأغلبية مطالبها أكبر من مجرد إبعاد النهضة عن الحكم. إن مطالبها تستهدف المنظومة كلها بما فيها الدائرة المغلقة التي أحاطها قيس سعيد به وسيحكم باسمها.
إن الأغلبية وخصوصا في السنتين الأخيرتين بدأت تتقدم نحو الاستقلال عن كامل منظومة الانتقال الديمقراطي وترفع شعارات اسقاط الانتقال الديمقراطي وشعار حل البرلمان و إسقاط دستور الانقلاب على 17 ديسمبر لم يكن يعني بالنسبة لها وضع كل السلطات بيد قيس سعيد وتفويضه لتدبير كل شؤونها بمعزل عنها وفي غياب انتظاماتها هي المستقلة وتنفيذ مطالبها هي التي لا تتوقف عند مجرد تغيير النظام السياسي وقوانين الاقتراع بل تتعداهما إلى حل المسألة الاجتماعية الاقتصادية عبر القطع مع المديونية واسترجاع السيادة على الثروات وحل مسألة تشغيل مليون معطل ومحاسبة الفاسدين في العهود الديكتاتورية الثلاثة.
إنه من هذا المنطلق نعارض قيس سعيد ونعارض انفراده بالحكم ونعارض دستوره الصغير الذي به ألغى كل إمكانية للأغلبية في تدبير شؤونها بنفسها.
إننا لا نعارضه للإبقاء على دستور الانقلاب ولا للإبقاء على ديمقراطية الانقلاب التي مكنت النهضة من النفوذ.
إننا نعارضه لأننا نؤمن بأن الحكم يجب أن يكون للأغلبية عبر تنظيماتها المستقلة.
إننا نعارضه لأننا نؤمن بأن حكم الأغلبية يجب أن يكون تشاركيا ديمقراطيا فيما بين فئاتها الطبقية: الخدامة المعطلين الشباب في المعاهد والكليات ربات البيوت في الأحياء وفي القرى في المدن الكبرى وفي مدن الجهات العمال الفلاحين والفلاحين الفقراء في كل جهات البلاد.
إننا نعارضه لأننا لا نرى تغييرا حقيقيا دون مباشرة كل هؤلاء لسيادتهم على قرارهم ولسيادتهم على ثروات البلاد ولمحاسبتهم للمجرمين والفاسدين في العهود الديكتاتورية الثلاثة.
إننا نعارضه لأننا نؤمن بأن التغيير يجب أن يكون جذريا وبسياسات راديكالية ولا أخال أن وضع السلطات بيد قيس سعيد أو بصريح العبارة وضعها بين يدي الدائرة المغلقة التي يستند إليها وسيحكم باسمها يمكن أن يصنع هذا التغيير المنشود والذي سيبقى مطروحا لأننا واعون تماما بأن مشروع قيس سعيد الديكتاتوري الفردي في الحكم لن يغير من طبيعة الحكم ولا من طبيعة أوضاع الناس فالحلقة المغلقة التي أحاطها بنفسه والتي لا تختلف عن مجموعات النفوذ التي ربتها النهضة طيلة العشر سنوات الأخيرة غايتها أن تفرض سياساتها وتحكم بدون النهضة ولكن لصالحها هي وليس لصالح جماهير الأغلبية وليكن على راس نظامها حتى الشيطان ذاته فالمهم أن يستمر نظامهم ويستمر نفوذهم وتستمر مصالحهم وارتباطاتهم باسم 17 ديسمبر أو باسم 25 جويلية بدستور يضعه سعيد أو حتى بدونه بنظام انتخابي على القائمات أو على الأفراد بنظام يقر بدور الأحزاب أو لا يرى لها ضرورة.
26 جويلية 2021



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديكتاتور صغير آخر ولكنه سيكبر مع الأيام ويصير ديكتاتورا كبير ...
- ملامح الوضع الراهن في تونس: السير حثيثا نحو نظام رئاسي بمعار ...
- متابعة ونقاش لمقال الصديق رزكار عقراوي: -أبرز الأسس الفكرية ...
- تونس: هل يستعد قيس سعيد لإعلان -ديمقراطية الاستفتاءات- التي ...
- تونس: ملف الفساد المالي في اتحاد الشغل
- لماذا ننقد قيس سعيد ونعارض مشروع من سيحكم باسمهم
- تونس: ما المطلوب اليوم المقاومة المستقلة من أجل مشروع للتغيي ...
- معارك الأغلبية الطبقية التي جيّرها قيس سعيد عبر حشود الطبقة ...
- في تونس انقلاب شق من منظومة الانتقال الديمقراطي أم تصحيح للم ...
- متى يستفيق أنصار قيس سعيد أنهم خزان بيد شق من المنظومة الفاس ...
- تونس: بعض أسئلة للمعنيين ماذا بعدُ ؟ وعمّا تدافعون اليوم وأ ...
- تونس: قيس سعيد يقود انقلاب أحد شقوق منظومة الانتقال الديمقرا ...
- 25 جويلية : إنه النظام يعيد للواجهة حراسه الأقدر على ضمان تو ...
- من أجل سياسات راديكالية ومشروع مقاومة يؤسس للتغيير الجذري
- تونس: لا تصرفوا النظر عن العشب الذي ينمو تحت الأرض
- تونس: الأمر لا يتطلب كثيرا من العقل للقول أن «كسيدي كجوادو» ...
- تونس: على ماذا يعارض معارضو الانقلاب على الفصل 20 من القانون ...
- لا تجعلوا الضحايا سبب الكارثة
- موقع -الشريك المعترف به- يزيد في تقريب قيادة -ا ت ع ت ش- من ...
- من هو مرشح الفقراء Pedro Castillo الذي فاز بالانتخابات الرئا ...


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - لماذا نعارض مشروع حكم قيس سعيد الفردي مشروع الدائرة البرجوازية المغلقة؟