أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل كنيهر حافظ - هل لحكام العراق إسوة في سيرة الحسين ع















المزيد.....

هل لحكام العراق إسوة في سيرة الحسين ع


عادل كنيهر حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 7030 - 2021 / 9 / 26 - 16:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل لحكام ألعراق إسوة في سيرة الحسين ع ؟
لقد اشتهرت المنطقة التي تقع في لقاء نهايات الهضبة العربية بسهل العراق والمسماة كربلاء وذاع صيتها وراء مقتل الأمام الحسين ابن علي ابن أبي طالب عليهم السلام في مطلع عام 61 هجرية، ووارى جثمانه وآل بيته ثرى تلك الارض ، التي يسميها الشيعة الطفوف والغاضرية نسبة إلى غاضرة من بني أسد الذين يسكنون في المنطقة ، وكذلك يسمي الشيعة كربلاء باسم الحيرة .
وعلى أثر مئات الرسائل التي وصلت إلى الامام الحسين ع من العراق ومن الكوفة خصوصاً ، تشكو له عبث بني أمية بدين جده رسول ألله ، وانحرافهم عن تعاليم الإسلام وظلمهم بالرعية ، و أكدوا للأمام الطلب{ أن قدومك إلينا سيصلح ديننا وينقذنا من براثن الجور الأموي ...} عندها قرر الإمام الحسين تلبية ناء القوم الذين استجاروا به ان يتوجه اليهم في العراق ، وارسل ابن عمه مسلم ابن عقيل قبله الى الكوفة ليستطلع الأمر ، ومعروفة رواية الغدر بمسلم ورميه من فوق قصر ابن زياد ، بعد أن تجمع حوله قرابة الثلاثين ألف من أهل الكوفة ، مما جعله يرسل إلى الحسين خبراً بأن يقدم إلى العراق ،لكن دخول عبيد ألله أبن زياد خفيةً وهو ملثم إلى الكوفة خوفاً من قتله من قبل أنصار الحسين ، والسكن في قصر الإمارة ثم الاجتماع بالوجهاء ورؤساء العشائر وتقديم الرشوة والتهديد مما فرق القوم عن مسلم وعندما أصبح وحيداً جرى اعتقاله ثم قتله ، وعندما وصل خبر استشهاد مسلم كان الإمام الحسين قد دخل أرض العراق في الطريق إلى الكوفة ، وبعدما أستشار أصحابه وآل بيته وقرروا مواصلة الطريق إلى الكوفة ، وعندما عرف ابن زياد بمواصلة الحسين الطريق إلى العراق ، أرسل اليه كتيبة من المقاتلين بقيادة الحر الرياحي ، لتمنع الإمام الحسين من الوصول ودخول الكوفة ، خوفاً من تجمع الناس في الكوفة حول الحسين ع ، وعندما وصل أراضي كربلاء ، طلع له الحر أبن الرياحي بجيشه وأعلمه بأن مواصلة الطريق إلى الكوفة غير ممكنة قبل البيعة لأمير المؤمنين يزيد ابن معاوية ، وفي أثناء الحوار مع الحسين وصل عمر ابن سعد ابن ابي وقاص مع كامل الجيش المؤلف من أربعة آلاف مقاتل وهناك من يقول ثلاثين ألف وهذا عدد غير معقول ، مقابل قرابة 90 فارس ، والمعقول هوَ الاحتمال الأول ، وعندها اقترح الإمام الحسين على عمر ابن سعد : أن يعود إلى المدينة أو إلى جهة اخرى في العراق او الذهاب لمقابلة يزيد في الشام ! 1/ والمقترح الثالث غير ممكن يصدر من الحسين ابن علي ، وبعدما وصلت رسلة عمر ابن سعد التي تحمل مقترحات الحسين ، ثار وغضب وهدد عمر بعزله عن المهمة واتهمه بالتخاذل ثم أمره بتنفيذ المهمة ، لاسيما وأن تكليف عمر ابن سعد بقيادة الجيش المكلف بمقاتلة الحسين ، كان نتيجة مساومة وهي أن يعين عمر والياً على مقاطعة الري ، وهي مدينة كبيرة تقع أطلالها اليوم جوار طهران ، مقابل توليه مهمة قتال الحسين 2/ وبعدما علم الحسين بجواب عبيد الله ابن زياد ، جمع قومه وخطب فيهم خطبته الشهيرة : ألا وأن الدعي ابن الدعي { يقصد عبيد الله ابن زياد } قد ركْز بين السِلة والذلة ، وهيهات منا الذلة ، يأبى ألله لنا ذلك والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت ، وانوف حمية ونفوس أبية ، لا تؤثر طاعة الئام على مصارع الكرام . }
بدأ القتال بالمبارزة ثم قام الجيش بهجوم شامل أسفر عن مقتل قرابة الخمسين من أصحاب الحسين واكثر من مائة من جيش عمر ابن سعد ، الذي اوقف القتال وطرح على الحسين الاستسلام لكن الحسين واصل القتال ، الذي أخذ شكل المبارزة والهجمات السريعة الخاطفة من الجانبين وانتهت هذه الجولة بمقتل من تبقى من أصحاب الحسين وأهل بيته ، وجاءت الجولة الأخيرة والتي هي اكثر حزن وإثارة للمشاعر ، حيث وقف الحسين منفرداً في مواجهة آلاف المقاتلين ، وتنقل المصادر /3 عن أحد شهود المعركة، : فوالله ما رأيت مكثوراً قط قتل ولداه وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً منه وإن كانت الرجال تشد عليه فيشد عليها فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب ، ولقد كان يحمل فيهم فينهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ثم يرجع ويقول ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) وفي السويعات الأخيرة من القتال الذي استغرق أكثر من نصف نهار العاشر من محرم ، كان الحسين قد أثخن بالجراح وادركه الإعياء والعطش ففقد القدرة على الحركة ، لكنه ضل واقفاً على رجليه يقاوم السقوط ، فأخذ بعضهم يرشقه من بعيد بالسهام والحجارة ، حتى تهاوى على الصعيد مكباً على وجهه مدة طويلة قدرها الروات بثلاثة ساعات ، والجيش يتحاشى الدنو منه ، وبعد جدل وتردد اندفع بعض يتقدمهم الشمر ابن ذو الجوشن ، حيث أجهزوا عليه وقطعوا رأسه ، وكان عمره في أواخر الخمسينات ، وقد حمل الرأس ومعه رؤوس بقية الشهداء على الرماح وتوجهوا بها إلى الكوفة بصحبة السبايا من النساء والأطفال ، وتركت الجثث عارية على الثرى ، بعد أن شوهتها حوافر الخيل ، وبعد ثلاثة أيام من ترك الجيش للمعركة ورحيله ، وصلت جماعة من بني أسد المقيمين قرب كربلاء وقاموا بدفن الجثث ، وقد اقيمت لهم بعد سقوط الدولة الأموية مراقد مهيبة لاتزال شاخصة وسط مدينة كربلاء الحديثة ، بعد أن حُدثت عدة مرات وصفحت مأذنها وقببها بالذهب الخالص .
تأثير الموقف البطولي للحسين وتضحيته النادرة في طفوف كربلاء ، على مجرى الأحداث السياسية والاجتماعية والدينية والأدبية ، حيث أحدث مصرع الإمام الحسين ردّ فعل مدوي فاق كثيراً حادث مقتل حجر أبن عدي بأمر من معاوية ابن ابي سفيان ، والذي اعتبره العرب امتحان لإمكان خضوع العرب لسلطان مستبد لم يتعودوا عليه في جاهليتهم .
روى الطبري أن عبد الله ابن مطيع من زعماء الحجاز توسل بالحسين أن لا يجازف بالخروج إلى الكوفة قائلاً له : والله لئن هلكت لنسترق بعدك وهو يريد القول ان تمكن الأمويين من قتلك فهم سيستسهلون إخضاع العرب لسلطانهم ، بينما تحول صمود الحسين واستبساله إلى امثلة يستلها الشيعة حيث قامت حركاتهم اللاحقة تحت شعار ( يا لثارات الحسين ) من ثورة المختار وثورة زيد ابن علي وحتى قتل العباسيين للأمويين اعتبروه من ثارات الحسين والى يومنا هذا يمارس مثل الحسين تأثيره حيث أعلنت ثورة العراق عام 1920 في مؤتمر انعقد في كربلاء ردد فيه الخطباء 4/ كلمات الحسين واستخدمت ثورة إيران الخميني كلمات الحسين (هيهات منا الذلة ) ومن الجدير بالذكر ان هذه الشعارات ترفع في الأحداث التي يتصادم فيها الشيعة مع القوى العاتية ، فتعطي مفعولها عكس توظيفها في السياسة البرغماتية .
كما تركت مأساة الحسين أثرها على أدب الشيعة وبعض العرب ولأجانب ، ومان أول شاعر كبير يرثي الحسين هو الكميت بن زيد الأسدي المولود عام 61 هجرية ،ثم واصل الطريق السيد الحميري ، بعدها جاءت المراثي الحسينية الطويلة مراثي الشريف الرضي المؤسسية ، واعقبتها اشعار الصنوبري وديك الجن وغيرهم ، ولم يتخلف شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري ، الذي الإمام الحسين بقصيدة هي في عين الأدب في محرم عام 1947 وفي المجال العربي كتب الأديب العربي عبد الرحمان الشرقاوي مسرحيتين شعرية عن كربلاء بعنوان (الحسين ثائراً) والثانية (الحسين شهيد ) وفي القرن التاسع عشر كتب الأديب الألباني نعيم فراشري ملحمة شعرية طويلة عن كربلاء ، حتى باتت مجالس التعزية السنوية تقليد ومناسبة للشعر والأدب الحسيني ، لتأخذ الناس الأسوة من أمثولة الحسين في محاربة الظلم واشاعة العدل الاجتماعي واصلاح كل التشويه والاعوجاج الذي اصاب ضمير الأنسان وجعله يحب لنفسه فقط دون أن يحب لأخيه ، وخير من اتخذ من الحسين أسوة هو مصعب ابن الزبير وكان من اعداء بني هاشم لكنه ذكر الحسين عندما وجد نفسه وحيداً مقابل جيش عبد الملك ابن مروان وانشد يقول : وأن الألى بالطف من آل هاشم ، تأسوا فسنوا للكرام التأسيا ، ثم القى بنفسه في لهيب المعركة وقاتل حتى قتل . أقول مخلصاً هل تجعل أمثولة الحسين حكام العراق او بعضاً منهم (أن تكون لهم اسوة من خلق الحسين ابن علي ابن ابي طالب ع)



#عادل_كنيهر_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابد من تفويض الانتقاضة من يمثلها من ابناعادعادل ئها
- نحنُ أمام تغيير دراماتيكي في ألنظام العراقي
- المخاطر الناجمة عن الأحداث الطبيعية ألمتطرفة .
- التبني عمل إنساني نبيل عواقبه الاجتماعية غاية في العظمة .
- التشهير بالحزب الشيوعي العراقي لا يشرف احداً
- العرب وما يثار حول تأريخ تسميتهم ومنشأ لغتهم
- سياسة خلق التوتر وإشعال النيران
- الاستفتاء وما ادراك ما لاستفتاء!
- هل سقط العراق واصبح مجرد مسرحاً لعرض مسرحية الإرهاب الأمريكي ...
- من يبني العراق ؟
- لا للتجييش والتجييش المضاد
- يجب ان يجري الحديث عن ابو الدواعش
- ما بين ممثل العمال وممثل الآلهة
- هل باتت حكومة المحاصصة , قدر العراقيين ؟ !!
- إنتحابات العراق ازمة تلد اخرى
- عواقب الانتخابات ومستقبل الدولة العراقية
- الطبقة العاملة كانت ومازالت وستضل عصب الحياة ومنتج خيراتها .
- بين الناخب والمرشح
- قانون الاحوال الشخصية الحعفري
- المرأة , هذا الكائن الجميل , هلمن سبيل لإنصافه


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل كنيهر حافظ - هل لحكام العراق إسوة في سيرة الحسين ع