أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - أفغانيات يكسرن حاجز الصمت في مملكة الظلام















المزيد.....

أفغانيات يكسرن حاجز الصمت في مملكة الظلام


ليلى موسى

الحوار المتمدن-العدد: 7027 - 2021 / 9 / 22 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي بات فيه حضور المرأة في الحياة العامة، ومشاركتها في قيادة المجتمعات من المعايير والمؤشرات الدالة على تمتع تلك المجتمعات بالحالة الصحية والرقي والتقدم الحضاري. وعلى هذا الأساس تعالت الأصوات والدعوات لفتح المجال أمام النساء للانخراط في مجتمعاتهن من أوسع الأبواب، وضمان حقوقهن دستورياً، بما يضمن مساواتهن مع الجنس الآخر وحمايتهن من التمييز والعنف، وضرورة تبوأ مراكز صناع القرار...إلخ.
وحتى لا تبقى مشاركة المرأة شكلية، كانت هناك - وما زالت- جهوداً حثيثة تبذل للعمل على تمكين وتنمية المرأة على كافة الأصعدة عبر المؤسسات النسوية والإنسانية؛ الأمر الذي يحتم ضرورة دعم هذه المؤسسات، وفتح المجال أمامها وبشكل خاص المؤسسات النسوية لتمثيلهن في المحافل الدولية والمحلية، للمطالبة بحقوقهن وإنصافهن. إلى جانب قيام هذه المؤسسات في تنمية وتمكين المرأة، لرفع سوية وفعالية مشاركتها في كافة الجوانب الحياتية والمجتمعية. وقد استطاعت هذه المؤسسات من إحداث بعض التطورات في هذا المنحى؛ وإن لم تكن بحجم الاضطهاد والتعنيف، ودرجة الاستعباد التي تتعرض له المرأة.
بالرغم من قناعة وإدراك المجتمع الدولي بأن تقدم المجتمعات وتطورها الحضاري والإنساني مرهون بمشاركة المرأة وانصافها، وهذا مالم يمكن أن يتحقق إلا ضمن نظم سياسية مدنية علمانية تبنى على أسس المواطنة. نجد اليوم تهافت غالبية الدول على الحوار والتعاون مع حركة طالبان الإسلاموية الراديكالية المتعصبة بعد سيطرتها على البلاد؛ عقب اطلاقها جملة من التصريحات، وذلك بامتثالها واحترامها للقوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وبتبنيها سياسة تضمن حقوق المرأة ومشاركتها في الحياة العامة والحكومية. وهو ما يتناقض جوهر الأيديولوجية التي تتباها الحركة، والتي تنظر للمرأة على أنها عورة وناقصة وغيرها من الصفات التي تؤكد بأنها أدنى مرتبة من الرجل.
لذا، لم يكن من قبيل المصادفة أو المفاجئة عندما وجدنا تشكيل حكومة تخلو من العنصر النسائي، إنما هي تجسيد حقيقي وواقعي لحقيقة ومضمون تلك الأيديولوجية التي تؤمن بأن المرأة غير مؤهلة للقيادة؛ وهي بحاجة دوماً وأبداً إلى من يقودها، ومن هذا المنطلق منع خروج المرأة من دون محرم، وفرض لباس معين عليها، لهو أكبر دليل على القيمة والمكانة التي تتمتع بها المرأة وفق ذهنيتهم الرجعية.
السؤال الذي يطرح نفسه، بالرغم من معرفة ودراية المجتمع الدولي، حقيقة أيديولوجية الحركة وما تحمله من انتهاكات وجرائم بحق المرأة والطبيعة والبيئة؛ وحتى خطورتها على المجتمع الدولي، تهافتت للحوار معها، ووجودها في السلطة نابعة من حالة طبيعية يمر به المجتمع الأفغاني؟
موقف المجتمع الدولي هذا يكشف لنا حقيقته البراغماتية والانتهازية وزيف خطابه الغوغائي؛ الذي طالما تغنى به عبر العزف على وتر حماية حقوق الإنسان. بكل بد وجود حركة بهكذا أيديولوجية تخدم مصالح العديد من القوى والحركات والجهات والدول سواء أكانت إقليمية أو دولية، قيادة أي مجتمع كان بهكذا نمط من الأيديولوجية كافية بخلق مجتمع مليء بالتناقضات وجعله هش وسهل الاختراق؛ كونه يعمل على تغييب العنصر الأهم في المجتمع –النسائي- عبر اقصاءها عن الحياة العامة واستعبادها واضطهادها والتي تأخذ من العنف استراتيجية لتنفيذ أيديولوجيتها.
فالخطورة والتهديد للأمن الوجودي والهوياتي الذي تشكله الحركة؛ لا ستهدف المرأة الأفغانية وحسب، وليست حكراً عليها لوحدها إنما هو تهديد جدي للنساء أجمع، فوجود هكذا حركة في السلطة كافٍ بتدفق الروح وانتعاش العديد من الحركات والقوى الإسلاموية حول العالم. لذا، فالقضية ليست قضية المرأة الأفغانية لوحدها إنما هي قضية المرأة عامة، ولكن ربما يكون التعويل الأكبر على النساء الأفغانيات بمقاومة ومناهضة هذه الحركة على المستويين العسكري والفكري؛ وهو مالم تنجح به السلطات الأفغانية بدعم أمريكي سابقاً؛ حيث تم هزيمة الحركة عسكرياً وعلى مدار عشرين عاماً، وبينما لم تهزم فكرياً والخطورة تنبع من هنا.
فالأيديولوجية طالما بقيت موجودة فهي تعبر عن نفسها متى ما سنحت لها الفرصة، وهذا ما شهدته أفغانستان من تطورات على صعيد هزيمة وعودة طالبان واعتلاءها كرسي السلطة، وعلى اعتبار النساء هن العنصر الأكثر ديناميكية وفعالية في مجتمعاتهن. لذا فالمهمات الأكثر خطورة وصعوبة عادة ما تكون ملقاة على عاتقهن، ولكونهن الأكثر عرضة للاضطهاد والاستعباد، نجدهن دوماً وأبداً في طليعة وريادة شعوبها لتحرير مجتمعاتهن وتقدمها؛ انطلاقاً من هذه الفرضية لم يكن مستغرباً عندما شاهدنا أولى الحركات الاحتجاجية لمناهضة طالبان كانت حركات نسوية؛ بالرغم من راديكالية وتطرف الحركة ولكنهن قاومن بكل عزيمة وإصرار، وكسرن جدار الخوف والظلام في مملكة الظلام التي تقودها الحركة، انطلاقاً من ذلك كبداية فالمرأة الأفغانية جديرة بالتعويل عليها في تغيير مجتمعها وتحريرها من الداخل؛ والمرأة الأفغانية لديها كل ما تملكه من المقومات التي تؤهلها للقيام بذلك.
فمثلما قامت المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا بمكافحة ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي؛ الذي لم يكن أقل خطورة من طالبان بل خطورته وتطرفه في الكثير من الأحيان فاقت حركة طالبان، فثورة المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا كتجربة معاشة ناجحة؛ يمكن من خلالها استنباط واستخلاص العديد من الدروس والعبر، بمقاومة ومناهضة المرأة لتنظيم داعش حمت الإنسانية جمعاء من ذلك الإرهاب، ومازالت تناضل في مكافحة أيديولوجيته.
وغالبية الحركات الراديكالية مازالت موجودة بقوة، وتشكل تهديداً حقيقاً عبر خلاياها النائمة، واعتلاء طالبان لسدة الحكم كانت بمثابة ارتداد الروح، ومتنفس لانتعاش هذه الحركات، بالرغم من ذلك كلنا تفاؤل وثقة، مثلما قادت نساء شمال وشرق سوريا ثورتها وحققت انتصارات ومكتسبات حقيقية للمرأة وتحولت إلى أمل للنساء أجمع؛ ستكون نهاية طالبان على يد المرأة الأفغانية، بدعم ومساندة النساء في جميع أرجاء المعمورة على كافة الأصعدة.
فاستمرارية بقاء طالبان بذهنيته تلك في الحكم ما هو إلا استمرارية لاضطهاد واستعباد المرأة واستبدادها، وهي تهديد وخطر على الإنسانية جمعاء والمرأة بشكل خاص.
لذا، فإن حضور المرأة وهي تفرض نفسها بقوة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المجتمعات، في ظل رسم خرائط وسياسات مئوية جديدة لقيادة المجتمعات، أصبح ضرورة لابد منها لضمان حقوقها، وهذا مالا يمكن تحقيقه إلا من خلال خوضها نضالات ومقاومات على كافة الأصعدة؛ وبتضافر جهود نسائية عامة، ببناء وإدارة المجتمعات عبر أنظمة مدنية علمانية.



#ليلى_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بوابة اللاجئين.. توافق روسي- تركي لشرعنة النظام.
- جدلية العلاقة ما بين الوطنية والأمن الإنساني
- المعارضة السورية الإسلاموية نحو المزيد من الإفلاس
- طالبان... والأيديولوجية المناهضة للديناميكية والتغيير.
- درعا... والعودة إلى المربع الأول
- الحوكمة الرشيدة كاستراتيجية لحل الأزمات
- السيناريو السوري.. خبايا استثمار أردوغان لأزمة اللاجئين الأف ...
- أفغانستان.. نهاية التطرف، أم بؤرة لتجميع الإرهاب ؟.
- لا بديل لسوريا عن اللامركزية
- اللاجئون السوريون في تركيا نحو المزيد من الاستغلال والاضطهاد
- الإدارة الذاتية سفينة النجاة لإيصال سوريا إلى بر الأمان
- لا للإبادات العثمانية بحق الإيزيديين
- النهضة؛ تساقط آخر أحجار الدومينو الإخواني
- الاستبداد والإرهاب.. وجهان لعملة واحدة
- المقدمات الخاطئة لا تفضي لنتائج صحيحة
- ثورة المرأة: عودة إلى الذات بعد زمن الاغتراب
- المرتزقة حصان طروادة الطغاة
- عفونة ذهنيكم ترهق أرواحنا
- الفقر.. البيئة الحاضنة للتطرف والاستبداد
- ازدواجية المعايير الدولية


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - أفغانيات يكسرن حاجز الصمت في مملكة الظلام